أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نبيل عودة - حتى الفضيحة الاحتلالية القادمة...















المزيد.....

حتى الفضيحة الاحتلالية القادمة...


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 3701 - 2012 / 4 / 17 - 23:08
المحور: القضية الفلسطينية
    


مرة اخرى وليست أخيرة بالتأكيد، نستمع الى اسطوانة الإعتذار(التملص) والتأكيد الرسمي للسلطة في اسرائيل من رئيس الحكومة حتى رئيس الدولة ، من التصرف الأحمق المفضوح لضابط اسرائيلي برتبة مقدم اسمه شالوم ايزنر نجحت الكاميرا بتوثيقه اثناء تصرف عدواني عنيف وغير مبرر، ضد شاب دانيماركي ذنبه انه يعارض احتلال اسرائيل للأراضي الفلسطينية،وجرى الاعتداء عليه دون ان يشكل أي خطر ولو وهمي على الجنود وقائدهم المقدم ايزنر، وكان الشاب قد خرج مع قافلة راكبي دراجات في يوم ربيعي جميل للتمتع بمناظر الأرض الفلسطينية في منطقة اريحا (الغور)وبالطبع لولا المصور الذي سجل اللقطة في لحظتها لأتهم الشاب انه هدد حياة المقدم وجنوده وأمن دولة اسرائيل ب "السلاح النووي" الذي يخفيه في جيوبه.
هذا الأسلوب ليس جديدا علينا، وينكشف مرة تلو الأخرى، وصرنا خبراء كاملين بمضمون الادانة الرسمية والتنصل من تصرف انفضح امام الكاميرا بلحظة الحقيقة.
المقدم شالوم ايزنر هو نموذج لجنوده ونموذج للتفكير العسكري في مواجهة الأصوات السلمية الرافضة للعنف والاحتلال.
المقدم ايزنر ينضم الى قافلة من الضباط والجنود تصرفوا بشكل لم تستطع قيادة الدولة والجيش تبريرها بشطارتها المعهودة. كيف ننسى الجندي الذي أجبر بتهديد السلاح اطفالا ان يفتحوا حقيبة ظن حضرته انها مليئة بالمتفجرات ارسلهم لموت محتمل ضمانا لسلامته. ولا اظن اننا نحتاج لاستعراض الاف اللحظات الموثقة بالتصوير التي اضطرت قادة الدولة والجيش الى ادانتها والتنصل منها والتأكيد ان جيشهم اخلاقي ولا يقبل هذه التصرفات. وما زلت اذكر ذلك الجندي من الانتفاضة الأولى كيف هشم امام الكاميرا راس فلسطيني بحجر بضربات متتالية والفلسطيني ممدد امامه بلا قدره على المقاومة. وذلك الجندي او الضابط الذي اطلق رصاصة مطاطية على ساق شاب فلسطيني مقيد ومعتقل امام الجيب العسكري. وهل ننسى المرأة المستوطنة في الخليل وهي تهاجم بيت فلسطيني وتهتف بلا حياء لصاحبة البيت بكلمة "شرموطة" ملحنة ومرات عديدة وكأنها تغني مقطع اوبرا؟ وهل نسينا الدروع البشرية الفلسطينية المقيدة على السيارات العسكرية؟ وهل غابت عن ذاكرتنا ما يسميه الجيش "منهج الجار" حيث يجبر فلسطيني على قرع باب بيت يشتبه فيه الجيش ، لأن هناك خوف من رد فعل الشخص بالبيت باطلاق الرصاص فيرسل الفلسطيني الى موت محتمل؟
هل هذه تصرفات عسكرية اخلاقية؟
منظمة "بتسيلم" لحقوق الانسان في المناطق المحتلة، هي منظمة يهودية، و"جنود يكسرون الصمت" و"يش دين – منظمة متطوعين من اجل حقوق الانسان" ومنظمة "أطباء لحقوق الانسان" وغيرها ،لا يمكن اتهامها بانها فلسطينية او لاسامية ومعادية لوجود اسرائيل. ما تقوم به هذه المنظمات اليهودية بتركيبتها من فضح تصرفات الجنود والضباط واجهزة الدولة الداعمة للمستوطنين والإستيطان وتجاوز لحقوق الانسان الأولية، وقلع الأشجار المثمرة وحرق بساتين ومساجد هو أمر رهيب . لم يعد يكفي الاستنكار والادانة الشكلية التي باتت اسطوانة مملة تكرر نفسها.
لا يوجد احتلال اخلاقي او انساني. كل احتلال هو همجي ويرتكب جرائم ضد اصحاب الأرض الشرعيين. الطريقة التي عومل بها انصار السلام في مطار اللد وكأنهم مخربون ، اعطى لاوساط واسعة في المجتمع الاسرائيلي نفسه ، ولكل انسان يملك عقلا في رحاب الأرض، درسا سيئا في اخلاقيات اسرائيل وفقدانها للرغبة في تحكيم المنطق العقلي.
تخيلوا لو استقبلت اسرائيل ركاب الطائرات القادمين الى مطار اللد، بهدف التوجه الى بيت لحم والمناطق الفلسطينية، بالورود والترحيب مثل ما قام بذلك نشطاء سلام وحقوق انسان اسرائيليين واجهوا قمع الشرطة أيضا. هل تتخيلوا ما كانت اسرائيل الرسمية ستكسبه اعلاميا هنا في الداخل وفي الرأي العام الدولي؟
النتيجة كانت ستكون كسبا هائلا لإسرائيل. شكرا لأنها لم تفعل ذلك وفضحت نفسها واحتلالها، ولكنها اعطت للمقدم ايزنر اياه المزيد من القناعة بأن كل تصرف عدواني ضد الأجانب المتضامنين ايضا هو مشروع تماما كما هو مشروع ضد الفلسطينيين. الا أن الكاميرا "ابنة العاهرة" لم تكن بالحساب، فوثقت تصرفه "العسكري الأخلاقي"، او الأصح فضحت مرة اخرى اخلاقيات الاحتلال العسكرية، وهي نفس اخلاقيات كل الجيوش المحتلة في العالم عبر كل التاريخ البشري.ايضا امريكا استنكرت قتل جندي محتل في افغانستان لمواطنين افغان ابرياء وعرضت تعويضات سخية للحفاظ على ما تبقى من اخلاقيات مدعاة لجنودها.
صحيفة "هىآرتس" كشفت في تقرير لها نشر يوم الثلاثاء (17-04-2012) على خلفية الحادث في غور الأردن (منطقة اريحا المحتلة) بانه تجري تحقيقات كثيرة حول اعمال عنف يرتكبها جنود وضباط الجيش ولكن التهم نادرة ولم تقدم الا لوائح اتهام قليلة، واكثرية ممارسي العنف لا يقدمون للقضاء لمحاكمتهم بالجنح المرتكبة.
من المعروف انه فتحت مئات الملفات ضد جنود اعتدوا على الفلسطينيين منذ الانتفاضة الثانية واجريت تحقيقات داخلية بالجيش وبعض الملفات اثارت صدى واسعا لدى الجمهور، ولكن اكثرية الملفات اغلقت وممارسي العنف من الجنود لم يقدموا للمحاكمة، هذا مع العلم ان بعض هذه الممارسات وثقت بافلام مصورة بايدي فلسطينيين يعملون مع منظمات دولية وفي احيان كثيرة حتى التوثيق المصور لم يقد لادانة ممارسي العنف من رجال الجيش.
وتكتب "هأرتس" في تقريرها :ان فحص الأحداث السابقة يبين انه ما عدا حادثين، معظم الحوادث بدأت بصوت مرتفع ( كما في حادثة الاعتداء الجديدة) وانتهت بتوبيخ او تعويق في الترقية للضباط وليس بالتقديم لمحاكمة جنائية.
رئيس الكنيست السبق ابراهام بورغ ، واحد قادة حزب العمل سابقا، اصدر قبل سنوات كتابا هاما جدا أثار موجة من الحوار الحاد حمل كتابه اسم :"لننتصر على هتلر". جاءت في كتابه حقائق تترسخ اليوم أكثر. كتب:" الحرب حولتنا ، بدون ارادتنا ، من ظاهرة شاذة ، لنصبح قاعدة الشواذ نفسه . طريقة حياتنا قتالية . مع الجميع . مع الأصدقاء ومع الأعداء . قتال مع الخارج وقتال مع الداخل ، يمكن القول ... بحزن وثقة ، ان الاسرائيلي يفهم فقط ... القوة . هذا الوضع بدأ كحالة استعلائية اسرائيلية امام عجز العرب من التغلب علينا في ساحات الحرب ، واستمر كإثبات للكثير جدا من التصرفات والقناعات السياسية ، التي لا يمكن قبولها في عالم سوي. كل دولة تحتاج الى قوة بدرجة معقولة. الى جانب القوة تحتاج كل دولة ايضا الى سياسة وقدرة نفسية على لجم القوة . لنا توجد قوة . الكثير من القوة وفقط قوة . لا يوجد لنا أي بديل للقوة ، ولا نملك أي فهم أو ارادة عدا ان نجعل القوة تتكلم .. ".
وأضاف :" في نهاية الأمر حدث لنا ما يحدث لكل ممارسي العنف والبلطجية في العالم : شوهنا التوراة وشوهنا مفاهيمنا ولم نعد قادرين نحن انفسنا على فهم أي شيء آخر عدا لغة القوة . حتى على مستوى علاقة الزوج بزوجته ، وعلاقة الانسان بصديقة ، وعلاقة الدولة بمواطنيها ، وعلاقة القادة ببعضهم البعض . ان الدولة التي تعيش على حرابها ، والتي تسجد لأمواتها ، نهايتها ، كما يبدو ، ان تعيش بحالة طوارئ دائمة ، لأن وجهة نظرها أن الجميع نازيون ، كلهم ألمان ، كلهم عرب ، كلهم يكرهوننا،
والعالم، بطبيعته، كان دائما ضدنا...".
ليس مهما كيف ستنتهي فضيحة اعتداء ضابط كبير على مناصر حقوق انسان دانيماركي جريمته انه يريد ان يرى ارض السلام تعيش بسلام وحرية من الاحتلال.
لن يتغير شيئ وننتظر الفلم القادم والفضيحة القادمة ، ولن تتعوق. ربما يحدثون الآن فرق خاصة لضبط الكاميرات والمصورين وتسن الكنيست قانونا جديدا يعتبر كل من يصور تصرفات الجيش او المستوطنين ارهابيا يشكل خطرا على امن الدولة.فآخر ما تفوه به ايزنر انه أخطأ باستعمال السلاح امام الكاميرا. اي بدون كاميرا الأمر متاح!! ولكن لا بد من سؤال : متى سيصحوا الضمير العالمي لوضع حد لعربدة آخر احتلال في التاريخ؟
السؤال لم يعد متى سيتحرر الشعب الفلسطيني من الإحتلال، بل الأنسب ان نسأل متى سيتحرر الشعب اليهودي نفسه من احتلاله؟

[email protected]



#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السامية مكشوفة على حقيقتها
- إسرائيليات: الجنرال موفاز انتصر بأصوات العرب
- هل بدأ -الرينيسانس-* في الشرق؟!
- حتمية التغيير في عالم متغير ..
- عجيبة بيت أبو بشارة
- قصيدة غير معروفة للشاعر سالم جبران يبكي رحيل صديقه محمود درو ...
- صلاة القلب
- مساهمة في تكريم الأديب الناقد د. حبيب بولس
- الهرطقة الإسرائيلية والهرطقة الفلسطينية !!
- واقع اللغة هو انعكاس للواقع السياسي والاجتماعي
- الملح الفاسد (مسرحية)
- شبيحة العقل
- رواية -الركض- للفرنسي جان أشنوز تدفع القارئ للركض وراء التفا ...
- درس من التاريخ - يسار عربي أم صهيونية ماركسية من نوع جديد؟!
- لا طعم للقهوة ذلك الصباح
- نظرة على واقع الصحافة العربية في اسرائيل
- وداعا سالم جبران – شاعر كاتب ومفكر ترك بصماته القوية على واق ...
- -اوراق ملونة- لسليمان جبران بين السياسة والثقافة
- مراجعات ماركسية: ملاحظات حول الماركسية الغربية ونظرية الثورة
- الزكام


المزيد.....




- علماء يستخدمون الذكاء الاصطناعي لحل مشكلة اختفاء -غابات بحري ...
- خبيرة توضح لـCNN إن كانت إسرائيل قادرة على دخول حرب واسعة ال ...
- فيضانات دبي الجمعة.. كيف يبدو الأمر بعد 3 أيام على الأمطار ا ...
- السعودية ومصر والأردن تعلق على فشل مجلس الأمن و-الفيتو- الأم ...
- قبل بدء موسم الحج.. تحذير للمصريين المتجهين إلى السعودية
- قائد الجيش الإيراني: الكيان الصهيوني اختبر سابقا ردة فعلنا ع ...
- الولايات المتحدة لا تزال غير مقتنعة بالخطط الإسرائيلية بشأن ...
- مسؤول أوروبي: الاتحاد الأوروبي يحضر الحزمة الرابعة عشرة من ا ...
- إصابة 3 أشخاص في هجوم انتحاري استهدف حافلة تقل عمالًا ياباني ...
- إعلام ونشطاء: هجوم صاروخي إسرائيلي جنوبي سوريا


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نبيل عودة - حتى الفضيحة الاحتلالية القادمة...