أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أيوب بن حكيم - الله هو نسمة الهواء التي تنعشنا و بسمة الحبيبة التي تسحرنا و موجة البحر التي تبهرنا و عطفة الأم التي تسكننا














المزيد.....

الله هو نسمة الهواء التي تنعشنا و بسمة الحبيبة التي تسحرنا و موجة البحر التي تبهرنا و عطفة الأم التي تسكننا


أيوب بن حكيم

الحوار المتمدن-العدد: 3701 - 2012 / 4 / 17 - 20:53
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أبدا بمقولة محفزة :
" ومن هنا تكون الحاسة الدينية مجاوبة صحيحة للوجود العظيم الذي يحيط بالإنسان،سرمديا بعيد الأغوارعميق القرار"[1] .
فطرةُ الإنسان ِ البار إيمانـُه كونَ فضاءٍ رحبٍ ينتظرُه في الآخرة بعد العاجلة، وفطرة المسلم الآثم أن يشك و يسأل، فالأول من الأشراط و الثاني من الأرذال...حور عين ووديان من عسل مصفى تنتظر بشوق المسلمَ الصاغر،ونار بزقوم تنتظر المسلمَ الشاك الأبي. انتقالُ المسلم من عالمه الى عالم الإثراء بعد الإملاق، الى عالم النعيم لا الجحيم،يعاكسه المبدأ الكلامي"كل قديم باق،وكل حديث فان"[2] .
لماذا يصرُّ المسلمون ويؤكدون على فعلية وجود الجنة ؟
من المعلوم أن وحيَ الله عز و جل إنما نزل أولا على عرب صحراء آسن آجن ماؤها، مستشر فيها عطش شديد،فوعدهم القرآن بوديان فرات زلال ماؤها..أي خصب بعد جدب ، و ينوعة بعد قحط،ونحن نرى أن الله وفى بوعده فمنحَ عرب الصحراء جنات تجري من تحتها أنهار من نفط و غاز يُصفى فيباع..
لماذا الجنة عكس تضاريس و مناخ جزيرة العرب ؟ هل لو كان الوحيُ نزل في السويد مثلا كان سيعد أهل إسكندنافيا بجنة حارة و نار باردة ؟

وجودُ الجنة الفعلي عندي وجود لفظي،فالله عز و جل وصف الجنة بتفصيل كبير في شتى مساحات وحيه اللغوي،ولا شك أن المسلمَ قارئاً أوصافـَها يتمثلها فيتصورها، مع ذلك فإن تصوره و تمثله ليسا هما الجنة، لكونه قاس معرفته البسيطة على معرفة غيبية،وسيصدم بعد"بعثه" أن تصوره على درجة من الوهم كبيرة،رغم أنه بنى تصوره على كلمات القرآن نفسه، في نفس الآن سيجد أن الجنة هي هي كما وصفتها الكلمات الربانية،ومرد هذا الخلطِ هو مايسميه ابن سينا بمفهوم الإضافة الوجودية و هو كون المعنى بحيث إذا عقل معقول الماهية بالقياس الى غيره فليس ذلك وجوده[3] (وهو قريب من مفهوم العائق الأنطولوجي عند الفينومينولوجيين)
.تأكيد الله أن الجنة لمن قبل والنار لمن أبى، هو تأكيد على إرادته نظاما معينا في الكون لا نتجاوزه، هذا النظام يعتمد على عقيدة متينة وعبادات منتظمة وأخلاقا تنتج عنهما فينتظم الكون إبانئذ..الله عز و جل لا يكذب ولا يوهم،لكنه يعرف أن العربَ يكتنهون الشيء من خلال غنى الإبانة لا فقر الإضمار،وأنهم يعيشون إملاقا فأعطاهم إثراءً،وأنهم يعيشون ابتئاسا و اغتماما فبدلهم اغتباطا و انشراحا بشرطي الإبعاد و الإدناء.
هل فعلا يستحق المسلمون ولوجَ فضاء مخصص لمجازاة الأخيار ؟ نحن نتعامل بالأبخس و نرنو نحو الأنفس،بالأشح نحو الأندى،بالتأريث والتأجيج عوض الإطفاء
أمرنا الله بالاجتماع و الانضمام،ونحن تعقفنا و تفرقنا،ليلنا مسود غاية الاسوداد،ونروم صباح الابيضاض،نروم الأبديَّ و أخلاقنا بائدة بدائية،ندعي الابتداه ونحن متكلفون،نحظر و نبيح كلما عن لنا ذلك..على المسلمين أن يحلموا بشيء واحد : ألا توجد النار فعلا فهم إليها أقرب، أو لا تكون خالدة كما رأى"ابن تيمية".
هل لله عز و جل كما يتصوره غباؤنا فشل في تربية خير أمة أخرجت للناس ؟ أم أن اللهَ غيرُ الوجود الذي نظنه عن طريق القياس الساذج ؟
لم لا يكون الله هو نسمة الهواء التي تنعشنا وبسمة الحبيبة التي تسحرنا و موجة البحر التي تبهرنا وعطفة الأم التي تسكننا ؟
يمكن البرهنة على وجود الله بفعل الحركة و النظام كما يرى الفارابي[4] الإبانة لا فقر الإضمار،وأنهم يعيشون إملاقا فأعطاهم إثراءً،وأنهم يعيشون ابتئاسا و اغتماما فبدلهم اغتباطا و انشراحا بشرطي الإبعاد و الإدناء أليس من المنطقي أن يكون اللهُ هو نحن ؟ لماذا يصر الله عز و جل على انه في كل مكان فيما نصر نحن على تصوره جالسا على كرسي مثل حاكم عربي يأمر وينهى ويغضب مثل طفولية حكامنا ؟ أليس الذات الجليلة أكبر من هذا ؟
لماذا لا تكون الجنة هي الإنسان و قد تخلى عن شروره و طغيانه و نفاقه و ظلمه ؟ لم لا تكون الجنة هي مثالية الاخلاق بعد ان تنتظم البشرية في عقد ؟
بمعنى أن اللهَ و الجنة والنار في الإنسان نفسه،الإنسان هو المشكلة و الحل،أما الله بوصفه خالقا فهو أكبر من ان نحشره في صراعاتنا الإنسانية، فاقول عكس ما يوقله الفارابي في الإرادة و الطبيعة. أخيرا وقد أقرأ الرفض في عيونكم أقول "الأصل في الكلام هو الحوار و الأصل في الحوار هو الاختلاف"[5]
وحتى لا يتهمني أحد بأيّ شيء أستعير مقولة أبي يعرب المرزوقي "كلا المتشدقين باسم الدين و الفلسفة مجرد مقلدين لفضلات فكر ميت،الفكر الديني من ماضينا و فضلات الفكر من ماضي أوربا.."[6]
مقولات محفزة :
ـ لا يوجد عالم الاعيان خارج عالم الأذهان(بريكلي)
ـ الإرادة هي الانسان(شوبنهاور،سارتر)،
فلنتصور الأشياء كما في الذهن والروح لا كما يمكن أن تكون في الواقع الشكلي...وستتداعى ماديتنا وحسيتنا أمام إرادة الفكرة...

ـ هوامش :
ـ [1] العقاد كتاب الله ص 12.
ـ [2] عن الإنسان الكامل ، حسن حنفي .
ـ [3] أنظر كتابَ التعليقات ص 12 .
ـ [4] كتاب الجمع ، ص 10 .
ـ [5] الحق العربي في الاِختلاف الفلسفي طه عبد الرحمان ص 27 .
ـ [6[ تحديات و فرص ، أبو يعرب المرزوقي ص 124.



#أيوب_بن_حكيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاِستحماقُ المغربيُّ ؛ العُفونة الإسلاموية بين حلم التوظيف ...
- الاِعتزال ؛ القدر و العقل و الاِستدلال
- العابد العاهر في جبة المحبة ؛ الحلقة الثانية [ صفة أهل العشق ...
- الحلقة الأخيرة من [ غشاء البكارة بين التقديس الحالم و التدني ...
- اِبن عربي في خيمة رابعة بن عدي
- العابد العاهر في جبة الجنون و العشق [ الحلقة 1 -صفة أهل الجن ...
- الحكومة الملتحية في المغرب و التنكيل بالآخر/الأنا ، إشكال ال ...
- [ مِيثولوجيَا العقل و فوضاه ]
- [ علاقة الرقمين المقدسين 4 و 7 بالتصنيف في النقد العربي القد ...
- اِنخلاق المحبةِ من اِنوجاد الإنسان المسؤول
- تفكيكُ الخطابِ المُقدماتي في نصُوص التراثِ ، أو -انتهازُ الك ...
- من قال إن الإنسانَ غيرُُ كامل ؟
- [ معاقرة التراث .,شطحاتُ الخَيال ]
- [ لماذا الرجزُ ليسَ شعرًا ؟ ] بكل اِختصار تعميمًا للفائدة ..
- إيناع الإلحاد من فرط التدين أو -اِكتفاء الدعاة الجدد بتجهيل ...
- مفهوم الوليمة في ثقافتنا الكريمة
- نظرية الانزياح عند جان كوهن - الوصف التفسيري لإشكالية اِنفرا ...
- كلنَا آلهة ٌ......دَعُونَا نَعيش
- [ تفكيك العقلانية الدينية ] .
- [ غشاء البكارة بين التقديس الحالم و التدنيس الهادم ]


المزيد.....




- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...
- سلي طفلك مع قناة طيور الجنة إليك تردد القناة الجديد على الأق ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على النايل ...
- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أيوب بن حكيم - الله هو نسمة الهواء التي تنعشنا و بسمة الحبيبة التي تسحرنا و موجة البحر التي تبهرنا و عطفة الأم التي تسكننا