أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - معنى أنْ يزور نجاد -أبو موسى- الآن!














المزيد.....

معنى أنْ يزور نجاد -أبو موسى- الآن!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3701 - 2012 / 4 / 17 - 13:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


معنى أنْ يزور نجاد "أبو موسى" الآن!

جواد البشيتي

زيارة الرئيس الإيراني نجاد لجزيرة "أبو موسى"، والتي هي إحدى ثلاث جُزُر تعتبرها دولة الإمارات جزءاً من أراضيها، تحتلها إيران منذ 1971، ليست بالزيارة "البريئة، أو العادية"؛ فالقيام بها "الآن" هو في حدِّ ذاته دليل على أنَّ الزيارة مُغْرِضة، أيْ أنَّ لها أغراضاً سياسية (إستراتيجية) إقليمية ودولية؛ ولا شكَّ في أنَّ طهران تراقِب الآن عن كثب ما يمكن أنْ تتمخَّض عنه الزيارة من نتائج وعواقب (أو من مواقف إقليمية ودولية) تَزِنُ بها، أيْ بميزان هذه النتائج والعواقب، ما "توقَّعته" قبل، وعند، القيام بالزيارة (الاستفزازية، بحسب الوصف الإماراتي لها).

ربَّما توقَّعت طهران أنْ ترى دول مجلس التعاون الخليجي (وفي مقدَّمها السعودية) في الزيارة (الآن) ما يشبه "ناقوس خطر" يقرعه نجاد على مسامعها، ومن هذا المكان الأقرب إلى آذانها، فيرتفع لديها "منسوب الخوف" من "حريق قد يندلع عمَّا قريب" في عُقْر دارها، أو على مقربة من سياج أمنها واستقرارها، فتَرْجِع القهقرى في موقفها من الصراع الضاري في سورية بين شعبها ونظام الحكم فيها؛ وكأنَّ "الزيارة" تَصْلُح، أيضاً، "رسالة نُصْحٍ وتحذير"، يقول فيها "المُرْسِل"، وهو إيران، لـ "المُرْسَل إليه"، وهو دول مجلس التعاون الخليجي، ارْجعوا، وتراجعوا، إذا ما أردتم حَمْلنا على مَنْع انفجار هذا اللغم الذي زرعناه بعناية إذ قام نجاد بزيارته. وإنَّ مزيداً من "الاستفزاز الإيراني" يمكن أنْ ينطلق من هذه الجُزُر في اتِّجاه دولة الإمارات، وسائر دول مجلس التعاون الخليجي، وفي مقدَّمها السعودية، إذا ما تبيَّن لطهران أنَّ "الرسالة" لم يُرَدَّ عليها بما يوافِق التوقُّع الإيراني (السوري).

وربَّما تتوقَّع طهران (أيضاً) أنْ تكون لهذه الزيارة، أو للمخاوف التي أثارتها، مساهمة كبيرة في "إقناع" الولايات المتحدة، وسائر القوى الغربية المناوئة للبرنامج النووي الإيراني، بأهمية وضرورة أنْ تَقِف موقفاً إيجابياً من "المُقْتَرَح (النووي) الإيراني الجديد والمُبْتَكَر"، والذي في أساسه تَكْمُن "الفتوى الدينية النووية" للمرشد الأعلى خامنئي، والتي جاء فيها أنَّ السلاح النووي، صُنْعاً وحيازةً واستخداماً، حرامٌ (أو مُحرَّمٌ) دينياً (أيْ إسلامياً). وهذا إنَّما يعني أنَّ على المناوئين للبرنامج النووي الإيراني أنْ يثقوا بتحريم إيران لـ "عسكرة" برنامجها النووي، فيُنْهوا، من ثمَّ، العقوبات التي يُعرِّضون طهران لها.

إيران تُؤمِن الآن، أو تكاد أنْ تُؤمِن، بأنَّها، ولو لم يَلْقَ "مقترحها الجديد المُبْتَكَر" قبولاً لدى الولايات المتحدة، في مأمن من خطر تعرَّضها لضربة عسكرية تستهدف منشآتها النووية، في المقام الأوَّل؛ فما تبديه القوى الغربية (وفي مقدَّمها الولايات المتحدة) من "عَجْزٍ" عن "إرغام" نظام حكم بشار الأسد على وَقْف حملاته العسكرية ضدَّ المدنيين في "مُدُن الحراك"، زاد إيران إيماناً بأنَّها في مأمن من ذاك الخطر؛ لكنَّ هذا لا يعني، ويجب ألاَّ يعني، أنَّ إيران لا تشعر بقلقٍ متزايدٍ من أنْ تَعْظُم وتشتد "العقوبات الغربية" التي تتعرَّض لها، فيتعذَّر عليها، عاجلاً أو آجلاً، بيع وتصدير نفطها؛ وقد تَجِد نفسها، عندئذٍ، مضطَّرةً إلى "رَدٍّ انتقامي"، والتصرُّف في طريقة "شمشونية"، في مضيق هرمز، على وجه الخصوص، فيتحوَّل، عندئذٍ، ما بدا لطهران "عجزاً (عسكرياً) غربياً" إلى "استطاعة"، أيْ إلى حربٍ تُشَنُّ عليها.

وأحسبُ أنَّ أنقرة تجتهد الآن في مدِّ جسورٍ بين إيران والقوى الغربية المناوئة لبرنامجها النووي، لعلَّ تسوية هذا النزاع (النووي) بين الطرفين يُغْري طهران بتغيير موقفها من نظام حكم بشار بما يسمح لتركيا بممارَسة ضغوط أعظم ضدَّ نظام الحكم هذا، ومن غير أنْ يترتب على ذلك تأزُّم في العلاقة بينها وبين إيران.

وأفْتَرِضْ، من ثمَّ، أنَّ طهران تتوقَّع قَبْض ثَمَنٍ ما من دول مجلس التعاون الخليجي؛ وهذا "الثَّمَن"، أو بعضه، قد يكون جزءاً من "التوقُّع الإيراني" الكامن في زيارة نجاد لجزيرة "أبو موسى"؛ فطهران ربَّما توقَّعت أنْ تَقِف دول مجلس التعاون الخليجي من هذه الزيارة موقفاً فيه ما يَحْمِل إيران على فَهْمِه على أنَّه بداية تَقَبُّل خليجي (عربي) لسيطرتها (ولشرعية سيطرتها) على الجُزُر (الإماراتية) الثلاث.

لكنَّ هذا "التوقُّع الإيراني (الافتراضي)" لم يلقَ (حتى الآن) ما يؤيِّده، أو يوافقه، في الموقف الخليجي (العربي). وقد يتطوَّر هذا الموقف بما يتسبَّب في "أزمة إقليمية (جديدة)"، تَصْلُح، مع تبعاتها، مَدْخَلاً لضَرْب إيران.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديمقراطية -الفَرْدية-.. الأردن مثالاً!
- -خُطَّة عنان-.. من -القبول النَّظري- إلى -الرَّفض العملي-!
- -قضية اللاجئين- في مناخ -الربيع العربي-!
- -الحتمية الماركسية- و-نقيضها الدِّيني-!
- قانون انتخابات أردني.. جديده قديم وقديمه مُجدَّد!
- البونابرت عمرو سليمان!
- هل يُمْسِك عنان ب -العِنان-؟!
- -انهيار المادة على نفسها- في معناه -الفيزيائي الفلسفي-!
- حتى لا تغدو -الديمقراطية- نفياً ل -الوجود القومي العربي-!
- الثورة المأزوم عليها.. و-الفوضى الخنَّاقة-!
- -الإخوان- الديمقراطيون!
- -إخوان- مصر ولعبة -الشَّاطِر-!
- يوم الأرض والقدس في مناخ -الربيع العربي-!
- -النَّظرية- من وجهة نَظَر جدلية
- Arab Idol
- الحكيم لافروف!
- في أيِّ مسارٍ تُسيَّر -قضية الهاشمي-؟!
- ظاهرة -مَنْ يَرْميني بالثَّلْج أرْميه بالنار-!
- -الإعلام- و-الصراع في سورية-!
- بريد الرئيس!


المزيد.....




- وزير الداخلية الفرنسي يزور المغرب لـ-تعميق التعاون- الأمني ب ...
- قطعها بالمنشار قبل دفنها.. تفاصيل جديدة تُكشف عن رجل قتل زوج ...
- فك شفرة بُن إثيوبي يمني يمهد الطريق لمذاق قهوة جديد
- الشرطة الهولندية: عصابات تفجير ماكينات الصرف انتقلت لألمانيا ...
- بعد موجة الانقلابات.. بقاء -إيكواس- مرهون بإصلاحات هيكلية
- هل يحمل فيتامين (د) سر إبطاء شيخوخة الإنسان حقا؟
- وسائل إعلام أوكرانية: انفجارات في مدينتي أوديسا وتشيرنومورسك ...
- الاحتلال يتحدث عن معارك وجه لوجه وسط غزة ويوسع ممر -نتساريم- ...
- كاتب أميركي: القصة الخفية لعدم شن إسرائيل هجوما كبيرا على إي ...
- روسيا تصد أكبر هجوم بالمسيّرات الأوكرانية منذ اندلاع الحرب


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - معنى أنْ يزور نجاد -أبو موسى- الآن!