أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راضي كريني - أيقظتْني ذكراه!














المزيد.....

أيقظتْني ذكراه!


راضي كريني

الحوار المتمدن-العدد: 3701 - 2012 / 4 / 17 - 12:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



الساعة الثانية، بعد منتصف الليل، يوم 19-4-2010، أيقظني من نومي جرس الهاتف، استيقظت مندهشًا قلقا...مستعدّا ومتحفّزا.. لتلقّّي خبر مزعج. للوهلة الأولى رفعت السمّاعة.. سمعت وشّة خشّة هشّة، لم يسعفني سمعي المتثاقل والمتدهور من التعرّف على هويّة المتكلّم... أعدتُ السمّاعة..ولعنتُ السّاعة.. على مسمع ومرأى زوجتي..لم يمهلني رنين الهاتف لحظة.. رفعت السمّاعة مرة أخرى...وأعدتُها بالأسلوب نفسه إلى مكانها، مع استغراب أشدّ من زوجتي..لكنّ عاصفة الرنين لمّا تهدأ..وفي هذه المرّة تناولت زوجتي السمّاعة، علّها تفكّ خيوط المكالمة المتشابكة الواهنة الباهتة..قالت هناك صوت رجل متحشرج متهدّج! تناولتها..لم أسمع شيئا!
في اليوم ذاته، عرفت من رقم الهاتف أنّ "مزعجي" لم يكن إلا أخي ورفيقي وصديقي أحمد سعد..خفت و...لكن "صحّاني" من غفوتي صوت النعي...
كان أحمد سعد يسمح لي أن أوقظه ساعة أشاء..واتفقنا أن أوقظه من نومته الأبديّة في ساعة الشدّة وعند المحن العصيّة...لذلك لا تتهموني بمزعج الأرواح الخالدة الساكنة.. فمحمد بركة يحكم حصاره اليوم .. ويشدّ حملته على ملفقي التهم الجاهزة، أولاد... الذين يعدّون له محاكمة... ولا يرشقونه إلا تهمًا باطلة...و"الكواكنة" وأصحابهم، و"أولاد أبو سيخ" وأترابهم يستعدّون لمسيرة العودة... كم يعزّ هؤلاء على قلب أحمد سعد وعلى قلبي...لذلك سأوقظه... خصوصا، وكنّا لا نترك حوارا إلا أوفيناه حقّه.. لم نقبل حوار المونولوج والاكتمال بالذات.. ورضينا بالديالوج والاكتمال بالآخر...فحوارنا الأخير لم يكتمل ولن ينتهي .. كنّا اتفقنا في عدّة نقاط..وسأترك لكم أن تكمّلوه.
كنّا اتفقنا:
1- إنّ الفاشيّة الإسرائيلية لن تظهر بثوب دبابات لتطوّق البرلمان..بل ستخرج إلى الشوارع والحارات بثوب البرلمان الديمقراطي.. لتحتلّ الإذاعة والتلفزيون والصحف...وأجهزة القضاء؛ فطغيان الفاشيّة الإسرائيليّة سيكون هادئا وطبيعيّا ومبرّرا بتهديد أمني.
2- الفاشيّة الإسرائيليّة تخترق الواقع الثقافيّ، وأصبحت جزءًا متناميًا منه...ووجدت لها قطيعًا من المستوطنين والمحتلّين يقوده زعيم لا يعترف بالشرعيّة الدوليّة ولا بالأعراف المرعيّة، ويحتقر الديمقراطيّة والليبراليّة، وينفي القيم الإنسانيّة من عدالة وحقوق ومساواة و... ولا يؤمن إلا بقدسيّة الدولة اليهوديّة؛ يعتمد اليمين المتطرّف الحاكم على أنّ حقوق الدولة اليهوديّة تختلف عن حقوق أيّ دولة أخرى في المنطقة، وبأنّ حقوق الأكثريّة اليهوديّة لا يمكن أن تتساوى مع حقوق الأقليّة العربيّة الفلسطينيّة الحاملة للهويّة الإسرائيليّة المضطهدة؛ فكم بالحري مع الرازحين تحت الاحتلال.
لكن، لم نتنازل والدكتور أحمد سعد عن مريضنا-إسرائيل! وعرفنا أنّ الداء يكمن في مستنقع الاحتلال، لذلك رأيناه يعمل ليل نهار على تجفيف هذا المستنقع كقائد لمواطنين، لا كرئيس عصابة، أو شيخ قبيلة...عمل من خلال حزبه الشيوعيّ وجبهته الديمقراطيّة على تلبية رغبات الجماهير؛ فكنّا على ثقة ورضا بأنّ لنا أفضل قيادة، تسهر وتعمل وتحارب الأوباء الاجتماعيّة المهدّدة والمعكّرة لصفو عيشنا.
زرعنا ونزرع في نفوس الناس الأمل بالمستقبل الأفضل.. فالناس يحترمون القيادة المتفائلة الزارعة للآمال والواعدة بالأهداف..والمفكّرة والحكيمة التي تزن الأمور برويّة، والتي تكتمل برأي الآخر وتستشيره.. ويحبّ الناس العمل الجماعيّ للقيادة المتحابّة والمتآلفة ويكرهون المتذمّرين والأفاعي التنظيميّة و"المتعبّطين" للمسؤوليّات الزاعمين القدرة على كلّ شيء!
كان قلب أحمد سعد كبيرا، وصدره واسعا لدرجة معارضة نفسه أحيانا بحجج تقنعنا بالشكّ وبمراجعة الرأي...آمن بتداول القيادة؛ لذلك لم يستصعب أن يخلي مكانا أشغله لقائد آخر، ليشغل هو حيّزا آخر، وليضطلع بمسؤوليّة أخرى، وبالتالي ليعمل ويتعاون مع القائد الجديد على قاعدة: جميعنا خيّرون وكلّنا مسؤول! لكنّ أحمد سعد لم يتنازل أبدا عن أصالته، لم يلعب دور موسى، أو السيح، أو محمد، أو بوذا، أو ماركس؛ فعدله ومحبته وحكمته...تميّزوا واتسموا بسمته الطيّبة الهادئة! فلم يكن إلا أحمد سعد.
نم يا "خيّا" قرير العين، واسمح لنا أن نوقظك، في المرّات القادمة، عند الشدائد والمحن...والذكرى.




#راضي_كريني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المفارقة الغريبة
- ماذا بعد اجتماع الهالك والمالك وقبّاض الأرواح في اسطنبول؟!
- -خكومة- تكنوقراطيّة!
- صدأ العقل واضطراب الشخصيّة
- صناعة الخوف
- ما فاتنا شيء
- هل هي مغامرة أم مقامرة؟
- نريد الثَّقافة، لا الثِّقافة
- هم يؤمنون، ونحن نعرف
- -صاركراكوزي-
- يا سوريا: -ما لك علينا لوم-
- -إمسكوني-
- رسالة من الجنرال غورو إلى السفير شبيرو
- الغضب اللا مبرّر
- الحريّة قيمة أساسيّة للديمقراطيّة
- الربيع الخريفيّ
- المرابون العرب
- -الرجّال- لا يغيّر كلامه!
- حَبَل أو نَبَل
- دوّامة الفقر والمرض


المزيد.....




- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راضي كريني - أيقظتْني ذكراه!