أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الحميد السياب - (( وأنطلق إلى حيث الحرية ))














المزيد.....

(( وأنطلق إلى حيث الحرية ))


عبد الحميد السياب

الحوار المتمدن-العدد: 3700 - 2012 / 4 / 16 - 10:54
المحور: الادب والفن
    


أنها المفارقات الغريبة ....العجيبة حين تجرك الحياة ....وتسحبك بكل ثقلها المعهود
وما تحمل من وزر غامض يحمل الالتواء في طيات النفس التي تشدك بما فيها من عناد وقوة وتحد تعلمته من تجارب سنين خلت .... إنها تأخذك الى جوار نَفَسها المحموم لتتنفس منه رائحة الصديد والصدأ حيث تنبعث من أعماق نفوس صدئت بل انمحت منها المحبة والنخوة والتآلف والتآخي والمروءة والشجاعة وكل صفة طاهرة ربما نسيت أن أعدها نفوس مرضت وشاخت قبل أوانها حين تتكالب عليك سطوة قوامها ألا عدل وشعارها القبح والتعذيب والإهانةة والهوان إنها لحظات مريرة ...صعبة حالكة تقتم عليك عنوة وبلا سابق معرفة لتضج فيك وتزجك مع تلك القلوب المريضة التي نخر فيها الكذب والنفاق والعداء أنها أحلك وأصعب المواقف حيث تمد يدك إلى (واحد ) كل ما يحمله من تلك الأبجديات المتخمة في الهوس والنرجسية والتعالي وحب الذات لحد العهر المنبوذ ....تأتي بك الأيام لتواجه هذا (الواحد)......تقف أمامه تنظر إليه وتتحدى ضعفك ...تتسمر في مكانك كتمثال وقف يتحدى الفصول والفضول وسخرية الجهلاء ...تقف صامتا ...:حيث أتي بك قدرك وجعلك تقف في هذا الموقف اللامعقول ..تلعن الساعة التي زجت بك مع هذا (الواحد ) كيف سيقابلك وهو يحمل كل ما في الكون من تخلف.. وسادية وضعف حقير توارثه من عمر مديد ..إنها الفرصة السانحة التي سوف يتوحد فيها بك ليروي عطشه الأزلي ...يصب نار حقده الأسود عليك ... أي ساعة مشئومة أتت بك وأوقفتك تحت سقف واحد لتدلي بدلوك وبكل وضوح ومباشرة ....تقف لتقدم نفسك بهذا الشكل البائس ...أنت الآن سجين بين نظرات هذا الرجل الذي ما كنت تتمنى أن تراه أصلا كيف وهو يراك بهذا الحال ؟؟؟كيف تأتي إليه الآن وتقف قدامه محتاجا ..طالبا العون والمساندة والمساعد أي معاناة وأي صبر وأي ألم سوف تنزف ....هل تتراجع ؟؟؟ هل تقف صامتا وتطيل الصمت ؟؟؟كيف تتحدى بأسك وضعفك ومزيج من مما يختلج النفس في تلك المواقف الملتهبة ....تنحي إليه طالبا منه أن يقدم أليك يد المساعدة ؟؟ وأي مساعدة يقدمها هذا البليد ..صاحب القلب القاسي الذي ينزف كراهية وانحطاط ورذيلة تخجل الأنفس الأبية أن تنطقها...كيف وصلت إليه ؟؟؟حظك العاثر الذي جاء بك إلى لتقف هذا الموقف الذي لا يحسدك عليه حتى الأعداء...تتلعثم ...تلتوي ....ترتبك تدور فيك الدنيا كدواليب الأعياد لا تستريح من دورانها تتأزم ..يجب عليك تدارك الموقف لتنسجم مع ذاتك التي أصابها القنوط وبدت عليها آثار ما أنت فيه من موقف مرعب ...كابوس مزعج كنت تتمنى أن لا تراه ...حلم مرعب ..لا أنت الآن أمام حقيقة لا هروب منها عليك أن تجتاز الموقف بكل مرونة وذكاء ...أنت الآن بلا قناع وبلا حواجز .. ولأنك لا تجيد تمثيل الأدوار ....إما أن تواجه هذا (الواحد ) ...أن علامات الهزيمة أحاطت بك من كل جوانبك واجه .....تقدم ..كن حذرا ؟؟؟؟صلبا أو أنسحب لا قدم حالك بمرونة وعقلانية لا تبقى المواويل تشدك إلى الماضي والذكريات إلى الأصل والفصل إنك تعرفه على حقيقته بكل أبعاده وثناياه ومنحنياته وكيانه وشخصه إنه لا يحمل إلا الانحطاط ....والعهر ..والجهل ....والتخلف ..عليك أن تتصرف بالحكمة والتحدي ولكن طالت الوقفة أيها الرجل ..أنت قد تسمرت في مكانك تبحث عن حل تخرج فيه نفسك المتورطة المتأزمة المتعبة ...الصمت يخيم على المكان أقدامك لا تتحمل أكثر ثقل الهزيمة والوجل يلفك بحباله ....أمر وأتعس الحلول سوف تقبل فيها ...هناك أطفال جياع وزوجة مسكينة وأم طاعنة وأب متعب من مرض ألم عليه وأقعده من سنين كلهم بانتظار جولتك أتقدم تنازلات لكي تحصل على ما تريد؟؟ وما تريده حق مشروع ومطلب أنت تستحقه في هذا الوطن الذي دافعت عنه بدمك لأكثر من عشر سنوات في الجبهة الأمامية حيث كانت الحرب , أنت تستحق أكثر من هذا الذي جئت إليه طالبا ..لكن الذي يجلس أمامك سيأخذ حقه منك إنها الفرصة المواتية التي جاءت بك لكي يتسيد عليك ...ربما يصرخ بوجهك قائلا بتعجرف وتكبر وغطرسة ونذالة وتهور ها أنت جئت محتاجا فأقبل الهزيمة ...أنت الذي كنت تتحدى طوال سنين مضت معتبرا نفسك الشريف ...التقي ...الورع ..الذكي ....المتفوق ..الأجدر في كل شيء ...ما بين الجذب والشد ...بين الاختيار والرفض ..بين التقدم والانسحاب هي كل لحظات عمرك تكورت الآن في هذه البقعة وهذا المكان وهذا المشهد ...عمرك الممتد سنين مضت ..ها أنت أمام أصعب امتحان يمر عليك ..إما عزة النفس والكرامة والمبادئ والقيم التي تربيت عليها ورضعتها من ثدي أمك ...أو أن تنحني أمام هذا الذي أمامك ؟؟؟ الصمت سيد الموقف والنظرات تتقاسم في هذا الزمان الصعب !!!!....صرخ فيه ضميره ....أنت تصرخ ...صرختك تدوي يجيب هذا (الواحد) يجيب الكرسي اللعين الذي يتربع عليه بالمقلوب يجيب الصمت عنه أنت تراه هكذا يجيب ووجهه المكفهر البليد ببلادة وتهور وتكبر مصطنع بائس تصرخ ...لا ...لا... لا يمكن أن أقف بين يديك لكي تعطني طلبا جئت فيه إليك إنني أرفض المكوث بين ناظريك ..أرفض البقاء لمدة أطول لكي تتكرم وتمنحني فرصة عمل ...تراجع وسحب قبضة الباب وأنطلق إلى حيث الحرية ....................



#عبد_الحميد_السياب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (( نداء للسياسيين العراقيين ...عسى ولعل ينفع النداء))
- (( امتحان صعب والنتيجة لم تظهر بعد !! ))
- قصيدة
- (( البصرة أم الدنيا ))
- ( رحيل قاسم محمد في الغربة قضية )
- الباشا (عبد الخالق )
- البركة
- الضحية
- المدن
- (القناعة المرة)
- نهر العشار
- لبيروت كل الحب
- ( انفجار ......... والتداعي لسنين الدمار...........!!!)
- ( حصان شهاب )
- الرتل
- ألتكنولوجيا سلبا وإيجابا ..........
- ( ( ما هكذا تورد ألابل يا سيد خلف )
- ( نقاش عقيم بالعراقي حول العلم العراقي )


المزيد.....




- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الحميد السياب - (( وأنطلق إلى حيث الحرية ))