أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - طلال سيف - الشاشة العربية . امتهان النقد وانتفاء نقد النقد















المزيد.....

الشاشة العربية . امتهان النقد وانتفاء نقد النقد


طلال سيف
كاتب و روائي. عضو اتحاد كتاب مصر.

(Talal Seif)


الحوار المتمدن-العدد: 3699 - 2012 / 4 / 15 - 23:03
المحور: الصحافة والاعلام
    


الشاشة العربية
امتهان النقد وانتفاء نقد النقد
تأتي أهمية النقد من كونه المنقب عن مزايا وعيوب النص المطروح للتلقي وتقشير تلك النصوص والغوص فى فجواتها وتمييز الجيد من الردئ ، حتى أن المناقشات بين شخصين أو عدة شخوص ، تدخل تعريفيا تحت مسمى النقد ، ولا يمكن اغفال دوره فى اثراء الأجناس الفنية المختلفة ، فتعرفنا على الناقد الأدبي والمسرحي والسينيمائي ، وكان لأسماء بعينها فى هذه المجالات تقديم نماذج عملاقه فى عالمي الآداب والفنون ، للمتلقي العربي والعالمي ، كما ساهموا بأعينهم الناقده فى بناء وعي المتلقي لحظة خروج رسائل فنية أو أدبية جديدة ، لكن التليفزيون لم يكن له حظ فى عملية النقد هذه ، ذلك لأن التعريفات الاصطلاحية للتليفزيون ، جاءت ضعيفة فى مبتداها ، فنظر البعض اليه ، على أنه وسيط خبري ، ونظر أخرون اليه ، على أنه وسيط خبري وثقافي ، فيما تلقاه بعض الخبراء ، على أنه إبن شرعي للمسرح والسينما ، وربما كانوا جميعا على حق فى تناولهم ، اذا ما نظرنا الى تاريخ التليفزيون منذ أول بث عام 1936 ، حيث عمد الى تقديم الأفلام السينيمائية والعروض المسرحية على شاشته ، ولأن تلك الفنون تملك نقادها ، فلم يكن هناك حاجة الى اعادة صياغة النقد للمعروض عبر ذلك الوسيط ، حتى بعدما عمد التليفزيون الى انتاج الدراما فى شكل تمثيليات و سهرات ومسلسلات وأفلام درامية ووثائقية ، لم يكن هناك حاجة ماسة لظهور النقد التليفزيوني ، نظرا لأن معطيات الانتاج الفني التليفزيوني ، يتماهى مع معطيات الفن السينيمائي أو قريب منه ، لكن التليفزيون الذي لم يجد من يدافع عنه كفن أصيل ، يملك من الأدوات ما تملكه السينما والمسرح والتشكيل والقصة والرواية ... وغيرهم ، قد فاجأ العالم بقدرته على التغيير فى العام 1952 ، حينما استطاعت رسائله فى قلب موازين الانتخابات الرئاسية الأمريكية لصالح "جون كيندي " ومنذ تلك اللحظة التاريخية برهن التليفزيون على أنه فن مستقل بذاته ، عماده الأول العملية البرامجية ، وهي صلب ذلك الفن الجديد الذي بدأ الكثيرون فى وصفه بالفن الثامن ، ومن هذا الوصف نجحت هيئة الاذاعة البريطانية والتليفزيون الوطني الأمريكي فى انتاج برامج عملاقة لخدمة مشاريعها القومية ، وذلك بوضع ضوابط لأخلاقيات هذا العمل وضوابط أخرى للكتابة البرامجية والتقديم والاضاءة والديكور والاكسسوار والعنصر البشري ..... وغيرها من مفردات العمل البرامجي ، وقد واكب هذا التطور ، عملية نقدية وان كانت غير متخصصة ، انصب جلها فيما قدمته الصحافة من نقد غير ممنهج ، لكنه على أقل تقدير يلحظ الأخطاء والعيوب والمميزات فيما يقدم وبقدر المستطاع، بناء على الخلفية المعرفية للصحفى الناقد إن جاز التعبير ، وبالطبع تستحق تلك الجهود النقدية البدائية التقدير ، أما فكرة النقد المتخصص ، فمازالت فى طور البحث والتساؤلات ، ربما أقدم فى هذه الرسالة بعض الاجابات أو الرؤى حول عملية النقد التليفزيوني ، لكن ذلك يحتاج الى تعريف خاص ربما أجده الأقرب الى الصحة من وجهة نظري وربما غير ذلك ، بأن التليفزيون " وسيلة معنية بتقديم رسالة الى متلقى من خلال الصورة المتحركة والصوت " ولأننا نوهنا من قبل على أن العملية البرامجية هى صلب الفن التليفزيوني ، فينبغي الاشارة الى تقسيم العمل البرامجي الى " خارطة تشمل جميع ما يتم تقديمه خلال فترة زمنية معينه وتشمل البرامج والدراما والغناء ... وغيرها من المواد ، وتسمى بالخريطة البرامجية ، على الرغم من احتوائها على مواد خلاف البرامج ، ولأن المواد المقدمه كالفيلم والمسلسل والأغاني ... وغيرها تملك نقادها المسبقين ، فكان لابد من التقسيم الى خارطة شاملة ثم برامج منفردة ، وأتت ضرورة هذا التقسيم ، من وجود نقد مسبق أو سهولة نقد المواد المقدمة خلاف البرامج ، وبسهولة أيضا يمكن للمتلقي تكوين وجهة نظر عامة عن قوة أو ضعف المحطة التى نحن بصدد نقدها ، شريطة أن تكتمل عملية النقد ، بنقد البرامج ، ذلك المجال الذي يملك شحا كبيرا فى المعنيين به ، لذا قمنا بفصل العملية البرامجية عن الخارطة البرامجية ، فالثانية لا تكتمل الا باكتمال الأولى ، التى ترجعنا الى التعريف الاصطلاحي للتليفزيون ومفرداته من الصورة والصوت ، ومعطيات كل منها ، من " ديكور واكسسوار وأشياء واضاءة وعنصر بشري " مقدم أو مذيع ، أو ضيوف " ثم مفردات الصوت من " الحوار. التعليق. الصوت الواحد . الموسيقى . الضوضاء " فمن الضروري تعرف الناقد على تلك المفردات ، بالاضافة الى ضرورة وعيه التام بالكيفية والأسس الموضوعية لكتابة السيناريو البرامجي " سكريبت " وعلاقة الصوت بالصورة ، وقدرته على تحليل مضمون كل منهما ، وهذا الأمر يحتاج الى دراسات متخصصة ومتعدده ، شرفت بتقديم بعضها الى المكتبة العربية ، فى محاولة لارساء أسس لفن الاعداد التليفزيوني ، كمقدمة طبيعية لهذا الفن الجديد " الثامن" ، فقد أصبحت الحاجة ملحة فى تقديم نقد مواز لهذا الكم الهائل من الفضائيات العربية والبرامج المقدمة عبر شاشاتها ، تلك البرامج التى نستثنى بعضا منها ، فى التعامل مع الاعداد والاخراج التليفزيوني كفن مستقل ، بينما نرى فى المقابل ، محطات وبرامج ، تعاملت بعشوائية مع هذا الفن المستقل ، فأنتجت برامجا ، اعتمدت نقد الفكرة أو الشخوص أو الجماعات .... أسلوبا لبرامجها ، غير ملتزمة بآداب وسلوكيات المهنة ، من ناحية ، والأسلوب الفنى من ناحية أخرى ، فتلك النماذج التى آثرت طرح وجهات نظر أحادية وهجومية وتلفيقية ، لم تخل من العيوب الفنية ، فى طريقة الاعداد والتقديم وحركة الكامير وأحجام اللقطات ... وغيرها من مفردات العمل الفني ، فالمستهتر باعداد رسالته جيدا ، لن يخجل من الاستهزاء بمقومات العمل الفني ، فأصبح المذيع أو مقدم البرامج على هذه الشاشات ، بمثابة خبير فيما يقدمه ، على الرغم من أن ألف باء التقديم التليفزيونى ، عدم طرح وجهة نظرك كمقدم خلال سير الحلقة ، وعدم تبني وجهة نظر معينه وعدم الانحياز لفكر او لفريق بعينه، وما الى ذلك من أمور بديهية ، ثم يأتي دور المعد الذي يمارس عمله على أنه يتعامل مع سيناريو مكون من شقين " صورة وصوت " وعليه ملء تلك المساحة متناسيا أدبيات الكتابة للتليفزيون ، من علمية المواد المطروحة ، وموضوعيتها ، وحسن انتقاء الضيوف ، وكأنه يتعامل مع بحث علمي فى حال انتقاء المواد والضيوف ، ثم التعامل الفني حال صياغة السيناريو ، ولا يعتبر ذلك شرطا أصيلا الا فى البرامج التى تناقش قضايا الواقع ،أما البرامج الترفيهية فتنتفي فيها بعض تلك المعايير الا أن جميعها يصب فى ضرورة اثارة الانتباه سواء القسري أو التلقائي أو الارادي ، واعتماد الصياغة بأسلوب يساعد على بناء الصور الذهنية ، واحترام المتلقي كشريك فى العملية البرامجية .... وهناك الكثير من العناصر والأدوات التي يجب على الناقد امتلاكها للدخول الى عالم النقد البرامجي بشكل خاص والتليفزيوني بشكل عام ، فالشاشة العربية فى معظمها شاشة بائسة ، قدمت برامجها فى قوالب نقدية مثيرة الشفقة ، فى حين قدمت بعض الشاشات وفى النادر جدا برامجا تعتمد النقد الموضوعي وبأسلوب فني ، لكن يظل المتلقي العربي حائرا بين هذه وتلك ، نظرا لامتهان تلك الشاشات مهنة النقد ، وفى المقابل انتفاء نقد ذلك النقد


.



#طلال_سيف (هاشتاغ)       Talal_Seif#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفضائيات العربية - من مشهدية النقل الى أزمة العقل


المزيد.....




- استهداف أصفهان تحديدا -رسالة محسوبة- إلى إيران.. توضيح من جن ...
- هي الأضخم في العالم... بدء الاقتراع في الانتخابات العامة في ...
- بولندا تطلق مقاتلاتها بسبب -نشاط الطيران الروسي بعيد المدى- ...
- بريطانيا.. إدانة مسلح أطلق النار في شارع مزدحم (فيديو)
- على خلفية التصعيد في المنطقة.. اتصال هاتفي بين وزيري خارجية ...
- -رأسنا مرفوع-.. نائبة في الكنيست تلمح إلى هجوم إسرائيل على إ ...
- هواوي تكشف عن أفضل هواتفها الذكية (فيديو)
- مواد دقيقة في البيئة المحيطة يمكن أن تتسلل إلى أدمغتنا وأعضا ...
- خبراء: الذكاء الاصطناعي يسرع عمليات البحث عن الهجمات السيبرا ...
- علماء الوراثة الروس يثبتون العلاقة الجينية بين شعوب القوقاز ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - طلال سيف - الشاشة العربية . امتهان النقد وانتفاء نقد النقد