أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - عصام شعبان عامر - دعاء الأنبياء2 الثورة – الإنقلاب على الثورة














المزيد.....

دعاء الأنبياء2 الثورة – الإنقلاب على الثورة


عصام شعبان عامر

الحوار المتمدن-العدد: 3699 - 2012 / 4 / 15 - 19:13
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


إن الثورة الحقيقية ليست بإسقاط النظم المستبدة لأنها لو كانت كذالك وهذا المنظور لما استبد أحد على الناس ولكن الثورة الحقيقية هى ثورة مفاهيم وقيم ومعتقدات .
لقد وعى الأنبياء هذه الحقيقة جيدا فلم يطالبوا فى دعوتهم بسقوط الأنظمة إو اعتلاء عرش الملك ولكنهم طالبوا الناس باعتناق واعتقاد الحقيقة الغائبة عن أذهانهم وهى أنه لا واسطة بين الله والناس وأنه لا كهنوت فى الأديان حتى لايقع على الناس استبدادا أيا كان ومن أى نوع كان . فالأنبياء عليهم السلام قد حققوا ثورات من نوع آخر لانعرفه إنها ثورات قيمية تهدف فى الأساس إلى تغيير الناس من ناس لاتعقل إلى اناس تعقل ومن جبلات لاروح لها إلى أرواح تحيا على الأرض لتحقق جنة الله المنشودة هنا على الأرض قبل أن تكون فى السماء لانه وبلا اى خجل تلك هى وظيفة الإنسان أن يحيا ويعيش إنسانا مع اخيه الإنسان بالحب والود والتسامح والكرم فالحياة القائمة على الحب والعفاف والكفاف والتبادل فى جنة القيم الأرضية حيث لا ظلم – لاكراهية – لاغدر – لاخيانة – لا خسة – لانذالة- لاخداع – لاكذب – لاتدليس بل هناك حب – مؤاخاة – تكامل- كرم – مؤازرة – رحمة – مودة بهذا تتحقق الجنة المنشودة على الأرض قبل أن ندخلها فى السماء . ولكن وياأسفاااااااه قتل الإنسان أخيه الإنسان سبه وسفهه واستحل ماله وعرضه وماله فى استبداد مهيب ومشهد أليم حين غدر قابيل بهابيل فأرداه قتيلا وغدا على جثته الهامدة حزينا كئيبا .
لقد فطن الأنبياء عليهم السلام هذا فأرادوا إثارة الناس بوعدهم بجنة منشودة فى السماء عند الله إن استطاعوا أن يجعلوا الأرض جنة بالعدل بينهم فعمدوا وعملوا على اللعب بهذا الوتر حتى يتثنى لهم أن يغيروا فى قيم ومفاهيم الناس وقد نجحوا إلا وأنه للأسف مالبث الناس إلا أن إرتدوا إلى ما عهدوا عليه من عبادة اصنامهم الفكرية والعبثية والقائمة على قيم الفساد .
لهذا ما لبث الإنسان إلا أن ارتد سريعا لعهده القديم وسنة آبائه المتبعة ولأن جرائم الأسلاف قانون للأخلاف ما لبثوا إلا أن دلس الكهان على الناس باسم الأسلاف فرجع الناس إلى سابق عهدهم تحت رايات الاستبداد والاستعباد والظلم وكله تحت ظل الكهنوت الجديد وهذا هو الانقلاب على الثورة . فى الكهنوت الجديد كله باسم الدين الجديد الذى أسسه النبى حيث توالت الأنبياء فى ثوراتهم وتوالى الكهنة فى تدليسهم إلى أن نجح الكهان فى إلباس دين الله تعالى كله بصور مختلفة ورسل مختلفة وهدف واحد ألبسوها كلها لباس التدليس فدلسوا على الناس دين الله فصار الدين الواحد أديان بعد ان كان دينا واحدا وأمة واحدة وأخوة واحدة المرجعية فيها إلى ضمير الإنسان نفسه ومن هنا جعل الله الضمير الإنسانى يحكم بنفسه على نفسه وليحكم البشر العقل والقلب فيما تصنع ايديهم من خير أو شر .
وعند هذه النقطة نقطة الإنقلاب على الثورة من كهنة المعبد المرصع بمطامع النفوس وسلطان السيادة يخرج نبى جديد بثورة جديدة فى مرحلة من صراع جديد والبشرية لاتتعلم من تاريخها شيئا حيث عشقت الكاهن وأحبت الفرعون ومجدت الطاغية وأحبت الاستبداد وعشقت الخنوع تحت سوط الإستعباد صراع جديد من حلقات سلسلة الصراع الابدى حيث ينجح الكهنوت فى تدليس الاديان فى كل مرة ويكأن الناس عشقة الكهان والفراعين على حد سواء عشق المجلود للجلاد والمسيوف للسياف إنه حقا العشق الممنوع والحرام .
ولكن لماذا فى كل مرة من ثورات الانبياء تنقلب الثورة بعد رحيلهم ليركبها المستبدون والانتهازيون ليجعلوا من قبلتهم كهنوتا جديدا يدلس على الناس باسم الله ويجعلهم يرتكبون باسم الله أبشع الجرائم فى حق الله والناس على حد سواء فى ظلم فادح ولماذا تنطلى الخدعة على الناس بهذه السذاجة البريئة وهل هم معذورون وبأى شئ يعذروا وهم لهم عقول أليس لهم عقول وقبل كون أن لهم عقول أليس لهم قلوب ََََ!!!!!!
إنها مصالح السادة والكهان وجهل العوام واستتباعهم للكبراء من أصحاب المصالح مع إلغاء كامل للعقل الذى أسسه إبراهيم عليه السلام خليل الرحمان فى محجته لقومه مستخدما ذالك البرهان العقلى الواضح والصريح وأمام البراهين العقلية تخرس الألسن كما خرس لسان النمرود أمام حجة العقل حين حاج إبراهيم فى ربه فما كان من النمرود المستبد والمستخف بعقول قومه لأنهم هم وكهنته من صنعوه إلها ونصبوه خالقا وحاكما ومستعبدا لمجرد الملك والسلطان وعند هذه النقطة صراع حجة مستبد لن يبقى أمام المستبد أى حجة سوى السيف يستخدمه فى وجه العقل والمنطق ولأن هذا العقل الذى عارض بالحجة والمنطق يستحق القطع وهذا ما يحدثنا عنه التاريخ دائما يستبيح المستبد رقاب معارضية حيث فتنة السوط والسيف فإما الإنصياع بالسوط وإما القتل بالسيف وهذه هى فتنة الإستعباد للبلاد والعباد ومع وجود كهانة فى زمن الكآبة فإن الذبح حلال تحت مسميي الكفر والإيمان قتل التوحيدى معنويا والحلاج ذبح جسديا تحت نير هذين المسميين ولأن الكهان يعطوا مبررا لكل مستبد من الدين بأن يقتل كل معارضيه طالما كانوا كفارا وبالطبع فإن كل معارض لمستبد سيكون كافرا من وجهة نظر الكهان لمصلحة الحاكم ولمصلحتهم هم أن يتكهنوا على الناس باسم الله فيمنحوا صكوك الغفران وهذا يدخل الجنة وهذا يدخل النار هذا كافر وهذا مؤمن هذا يستحق البركة وذاك يستحق اللعنة وببداية دولة الكاهن الفرعون تسقط دولة النبى متمثلة فى جملة المعتقدات والقيم والمفاهيم الثورية على الفساد فتسقط الدعوة وتبدأ دولة الاستبداد .



#عصام_شعبان_عامر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دعاء الأنبياء 1مدخل سيستولوجى وسيكولوجي
- (2) الإسلام المفترى عليه بين جهل أبنائه وكذب أدعيائه وتربص أ ...
- (1) الإسلام المفترى عليه بين جهل أبنائه وكذب أدعيائه وتربص أ ...
- خطوات على طريق التطور 2 الدين – الفلسفة – العلم ثالوث الصراع ...
- خطوات على طريق التطور 1
- الكفر يقتل أحيانا
- حرب التبشير فى الصومال(2) مصر وصومال جديد
- حرب التبشير فى الصومال(2)
- نحو فهم جديد لمفهومى الوحى والرسالة
- حرب التبشير فى الصومال(1)
- سقوط الامم(4) (القرآن – الإسلام – التنوير)ضد (الأسلمة – الظا ...
- سقوط الامم(3) كتاب ظلمته أمته
- خطوات منطقية (4)
- سقوط الامم(2) كتابية الفكر وأممية الرسم
- خطوات منطقية(3)
- خدعوك فقالوا سلفية !(1)
- خطوات منطقية(2)
- وانتصرت ثقافة القطيع
- الإنتكاسة
- تعديلات ام ترقيعات


المزيد.....




- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟
- كوريا الشمالية تختبر -رأسا حربيا كبيرا جدا-
- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - عصام شعبان عامر - دعاء الأنبياء2 الثورة – الإنقلاب على الثورة