أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضوان علي - الفرق بين الاسد والقذافي















المزيد.....

الفرق بين الاسد والقذافي


رضوان علي

الحوار المتمدن-العدد: 3699 - 2012 / 4 / 15 - 14:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



افتعال الرئيس الأسد للضحك حتى في أحرج المواقف، لايختلف كثيراً عن افتعال القذافي المقتول للجنون، وكلاهما حكما بالحديد والنار، ومع ذلك تم السكوت عن جرائمهما ضد الإنسانية ردحاً من الزمن. وإذا كان القذافي مرعوباً من صعود عمارة ذات درجات تفوق ال35 درجة، فإن الاسد السوري يرتجف عندما يطلب منه أحد النزول درجة واحدة عن غطرسته التي لا رصيد لها، سواءً من الناحية المالية أو العسكرية أو الانتخابية أو الدبلوماسية على الصعيد الدولي.

بنى القذافي ظنونه في البقاء والاستمرار في حكم ليبيا على فكرة أن العالم بحاجة إلى بترول بلاده، ويبني الاسد أركان سياسته الرافضة للاصلاح والغارقة في دماء الشعب السوري على الظن بأن مواقف روسيا والصين حياله ستبقى أبدية، كما يعتقد بأن موقع سوريا الجيوبوليتيكي يمنع استهدافه عسكرياً من قبل المجتمع الدولي أو من حلف النيتو، كما يعتمد على التعزيزات الايرانية له مادياً واستخباراتياً وإعلامياً، وعلى صواريخ حزب الله والخطب النارية لزعيمه حسن نصر الله، الذي يفقد شعبيته كلما أطلق عيارات إعلامية ثقيلة...

وفي حين اعتقد القذافي بان التناحرات القبلية في المجتمع الليبي ودعم بعض القبائل له ستمنع توحيد المعارضات الوطنية ضده، فإن الأسد على قناعة بأن التنوع الطائفي والمذهبي والديني والقومي في سوريا بديل عن التناحرات القبلية، وأن دعم الشبيحة وبعض منتسبي طوائف معينة له سيستمر إلى ما لانهاية، طالما هو يتلقى الأموال الايرانية لصرفها على هؤلاء المجرمين... ولكن ماذا سيحدث لتلك التعزيزات إن تمكنت الشعوب الايرانية من إضعاف النظام في طهران؟

اعتقد الناس بأن الأسد ذكي للغاية، عندما دفع بوزير خارجيته إلى شطب أوروبا من خريطة العالم، ولكن هذا الاعتقاد لدى الناس قد زال عندما أعلن هو أيضاً في الأيام القليلة الماضية بأنه سيعرض المنطقة إلى زلزال وسيجعلها أفغانستان أو أفغانستانات، وهذا لايختلف كثيراً عن تهديد القذافي أو ولده سيف الإسلام الهارب من شعبه بالعمل مع تنظيم "القاعدة" في حال مهاجمته من قبل حلف النيتو. وكما أن الغرب المدجج بالسلاح لم يأبه لتهديدات القذافي فإنه لن يخاف من "شقشقة اللسان" هذه أيضاً، فإن إمكانات سوريا محدودة للغاية من سائر النواحي، ولو كانت سوريا قوية لحرر الأسد هضبة الجولان المحتل، ليدخل بذلك التاريخ من أوسع أبوابه، مثل صلاح الدين الكوردي... والاعتماد على ايران، لايختلف عن اعتماد حماس الفلسطيني على حزب الله اللبنانو- ايراني، الذي خذله أثناء الحرب على غزة من قبل، فلم يطلق صاروخاً واحداً حسب ظني من تلك الصواريخ التي تفوق عشرات الألوف والتي كان صاحب الذقن الكبيرة في لبنان يهدد بها اسرائيل بحرارة وصراحة.

الأسد يبعث برسالة إلى العالم من خلال قوله بأن سوريا ستصبح عدة أفغانستانات، ويبدو أنه يستخدم ذكاء بعض المستشارين ولكن الأمر مفضوح تماماً، فهو يريد أن يعرف جواب الأوربيين والأمريكان والاسرائيليين، عما إذا كان من المحتمل السماح له باقامة "دويلة علوية" على غرار "الجبل الاسود" في يوغسلافيا المنفرط عقدها على أثر مهاجمتها من قبل حلف النيتو... أما التلويح بأنه سيجلب السلفيين المتطرفين ليجعلوا من سوريا قاعدة لهم عوضاً عن العراق أو اليمن، فهذا يتناقض تماماً مع زعمه بأن حزبه ونظامه يحاربان الإخوان المسلمين منذ الخمسينيات في القرن الماضي، وهو الذي كان يتهم "الإخوان المسلمين" بأنهم مدرسة لتخريج المتطرفين!. فيتبخر ذكاؤه هنا من خلال ظهور تناقضاته بصدد هذه النقطة...

على كل حال، لم ترتعد فصائص أحد رعباً من تصريحاته الأخيرة، ولم ينفعه ذكاؤه بشيء هنا، بل جعل من نفسه "مسخرة ومهزلة!" على حد قول بعض السوريين خارج البلاد.

الأسد في حالة إحباط نفسي مقلق حتى لأصدقائه الروس والصينيين وبعض العرب والسوريين، والاحباط مضافاً إليه العزلة الدولية والداخلية الواضحة قد يدفع بالنظام إلى ارتكاب حماقات كبرى، منها تفجير الأوضاع في بلدان مجاورة مثلاً، ليظهر بأنه لايزال لاعياً ماهراً في ساحة الشرق الأوسط، أو الاندفاع باتجاه شن حرب محدودة على اسرائيل بهدف شق الصف العربي وايقاف التظاهرات التي لم يتمكن من وقفها حتى الآن رغم كل دموية النظام وجرائمه ضد الإنسانية، أو تسخير بعض الأطراف السورية والعربية لاحداث مشاكل محدودة هنا وهناك لالهاء العالم والجيران بها.

زاوية الانفراج بين المعارضة والنظام تتسع ويتباعد ضلعاها عن بعضهما بعضاً باستمرار، والعداء بينه وبين الشعب الثائر وصل إلى نقطة اللاعودة، فإما رحيل النظام ورئيسه وأتباعه وإما رحيل الشعب أو إبادته... ولو كان الرئيس فطناً وذكياً لتمكن من تضييق زاوية الانفراج والتباعد بينه وبين شعبه ولو درجات قلائل، وما يجري في سوريا من أخطاء سياسية كبيرة للنظام ليس إلا دليلاً صارخاً على ضحالة الفكر السياسي لديه وعلى تخلف عقيدته الدبلوماسية، وإفلاسه دولياً وداخلياً...

قد لايحتاج "اسقاط الأسد" وتسليمه للمحكمة الدولية أو التخلص منه وطنياً إلى أي جيوش خارجية، فحماقات النظام وغطرسة مسؤوليه والاحباط النفسي لدى الرئيس السوري وقلة حيلته أمام البركان الشعبي المتفجر، إضافة إلى العزلة الخانقة والعقوبات المتتالية، وفقدان الأمل في العودة إلى أوضاع ما قبل انطلاقة الربيع العربي، وانشقاقات الجيش بشكل خاص، كافية لادخال النظام في مربعٍ ضيق لايقدر فيه على التحرك أكثر مما قام به حتى الآن، وبالتالي فإن أسهمه في السوق السياسة ستفقد الكثير من قيمتها، وسيفكر الدبلوماسيون وكبار الضباط الذين يتقاضون رواتباً عالية في الانفضاض عنه، خوفاً على أنفسهم وعوائلهم ومصالحهم، وهذه طبيعة هذه الشرائح في مختلف المجتمعات التي تشهد أوضاعاً كالتي تمر فيها سوريا الآن.

المطلوب هو فقط مزيد من الضغط، دولياً وداخلياً، وبشكل حاسم وسريع، وهذا كافٍ لارغام النظام ورئيسه على الاعتراف بالهزيمة أمام زحف الشعب السوري.

الشتاء على الأبواب، وهذا قد يؤثر سلباً على حجم التظاهرات الشعبية المطالبة بسحق النظام، ولكن هل سيتمكن النظام الوحشي هذا من القضاء على قوة اندفاع وصعود حمم البركان الهادر في شهور قلائل، وهذه القوى نتيجة لتراكمات عقودٍ طويلة من الزمن في ظل الإرهاب الأسدي – البعثي؟ لا أعتقد... فالأسد إن قبل الآن بالمبادرة العربية قد ينقذ عنقه من مقصلة الحرية التي أعدها الشعب له، وذلك بأن يدخل في مرحلة انتقالية ترافقها مساومات على حياته وحياة افراد من عائلته، وإن لم يقبل فقد حفر بنفسه حفرة موته، التي سيستخدمها لنفسه مع الربيع القادم كما يعتقد العديد من الناشطين السوريين.

وقد يدخل نتيجة النصائح البليدة والخاطئة لمستشاريه في جحر ضب، أو سرداب من السراديب كما دخلها ثلاثة من زعماء الأمة من قبل... والله أعلم



#رضوان_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النظام يدفع بالبلاد صوب مستقبل غامضٍ
- سلسلة من اغتيالات زعماء الكرد
- حوار و ترجمة: الصحفي يوسف حاجو: مع السياسي الكردي رضوان علي ...
- أحزاب المعارضة إما في السجن أو خارج البلاد


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضوان علي - الفرق بين الاسد والقذافي