أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - -الربيع العربي- .انحراف المسار!














المزيد.....

-الربيع العربي- .انحراف المسار!


أسعد العزوني

الحوار المتمدن-العدد: 3699 - 2012 / 4 / 15 - 13:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا أحد ينكر أننا في عموم الشرق العربي ، بحاجة ماسة الى التغيير ، لكن بثوبه الايجابي وطريقته المدروسة، بمعنى أن تكون هناك أدوات راقية وواعية تقود عملية التغيير هذه، حتى نضمن سلامة المسيرة وسمو الهدف.
التغيير المطلوب يجب أن يكون بقوى داخلية ذات برنامج وطني وقومي واضح ونظيف ، ويحرم اللجوء الى الأجنبي مهما كان موقفه ووضعه، لأن الشعب الذي لا يستطيع انتزاع حريته بجهده وتخطيطه وقوته ، لا يستحق هذه الحرية ، وسيكون العوبة بيد الأجنبي الذي قدم له المساعدة في التخلص من الحاكم المستبد الظالم.
وليس سرا القول أن الأجنبي الذي يطيح بالحاكم الهدف ،سوف يفرض أجندته على الشعب الذي استعان به، ويتدخل في تعيين الحاكم " الألعوبة الجديد"، وستكون أجندة هذا الأجنبي هي المعمول بها، لأن اليد العليا خير من اليد السفلى، ناهيك عن اعطاء الأولوية لهذا الأجنبي كي ينهب من ثرواتنا ما يشاء ، ولم لا وهو صاحب الفضل علينا، وهو من حررنا من الحاكم الطاغية ؟!
انحراف المسار ، والاختطاف، هما عنوانا المرحلة العربية الحالية التي يتوقع لها الاستمرار لعشر سنين مقبلة.
ستكون سنوات عجاف ، يسيل فيها الدم العربي بالمجان، ليكتشف الشعب العربي بمجمله أنه لم يقم بثورة تحرر بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى، بل أنجحز بدم وأرواح أبنائه ، ما خطط له الآخرون ن من هدم واعادة بناء لاحق ، ينطبق عليه المثل القائل " جمل محل جمل برك". وأن العملية برمتها تنضوي تحت لواء : تجزئة المجزأ ، وتقسيم المقسم " ولا أنكر أن من تحركوا وجادوا بدمائهم في الشوارع ، انما كانوا صادقين في نواياهم ، ولكن " الريموت كونترول " أو من يمسك بتلابيب أصابعه بخيوط العرائس ، خلف الستار، حرف الحراك عن مساره ،وقطف ثمار هذا الحراك ،فضاعت المكاسب، ودخلنا في النفق المظلم الذي لا نهاية له.
ليست العملية براعة في التلاعب بالألفاظ ، ولا هي قدرة فائقة في تصفيف الكلمات" بل هي توصيف صادق ، مدعوم بالشواهد على أرض الواقع ، وتحديدا تلك الساحات التى شهدت التغيير ، ولكن الى الأسوأ ، اذ ذهب الطاغية و"وكيل اسرائيل" المعروف في المنطقة، ليحل مكانه آخر تسابق وتماهى مع ذلك الطاغية ، وارتمى في حضون الغرب واسرائيل.
بناء على ما تقدم فانه يحق لنا التساؤل : لماذا حصل ما لا نريده من الحراك العربي" ؟ ولماذا لم يتم احداث التغيير المطلوب في كل من تونس وليبيا ومصر على وجه الخصوص.
أولى الاجابات الى تفرض نفسها وتضع الأصبع على الجرح الدامي هي أن الشعوب العربية لم تنتج معارضات منهجية ومبدئية، بل طغى على السطح نوعان من المعارضات هما : معارضة الداخل المكحلة بكحل النظام ، والثانية المعارضة التى "ترتع" في فنادق الغرب وتصهينت ، وبالتالي تقاطعت خطوطها مع الداخل ، وأصبحت في تنافس شديد حول من يقدم الخدمة الأفضل والطاعة المتناهية لاسرائيل أولا والغرب ثانيا.
من هنا أمتلك الجرأة وأقول أن الشعوب العربية وحدها تتحمل نتائج اختطاف حراكها لأنها لم تحرص على ذلك الحراك، ولم تؤسس له، فجاء هبة سهل على الآخر توجيهها!
بات جليا أن أمريكا قد أنهت مرحلة الحكم القومي في الوطن العربي منذ أن قضى الزعيم جمال عبد الناصر ، وتبعه لاحقا الرئيس صدام حسين، كما أنتها طوت مرحلة الاسلام المتطرف وصاحبه الشيخ أسامة بن لادن بعد فك التحالف معه في أفغانستان وتحويله الى عدو وهمي استخدم من أجل غزو واحتلال أفغانستان والعراق.
مرحلة الحكم المقبلة التى تخطط لها أمريكا في المنطقة هي استخدام " الاسلام المعتدل" ويبدو أن الأمور سالكة في هذا لاتجاه، اذ ما هو تفسير هيمنة الاسلاميين على الحكم في تونس وليبيا ومصر؟
اسرائيل هي المستفيد الأول من اختطاف الحراك العربي ،وهذا دليل على تهافت الاسلاميين على الاتصال باسرائيل، والتعهد لأمريكا بعدم المساس بالمعاهدات معم اسرائيل والعملية السلمية على حد سواء.
عملية اختطاف الحراك العربي لها أكثر من اتجاه ، فعدا عن الاتجاه السياسي الذي حسم أمره مبكرا فان التخطيط الغربي يقضي بانعاش اقتصاده الذي يلفظ انفاسه ن على حساب الاقتصاد العربي ، من خلال وضع اليد رسميا على الأرصدة الرعبية المودعة في بنوك الغرب.وهذا سر مقتل القذافي واختفائه من المشهد بهذه الصورة.
وقد بلغت كلفة عمليات الناتو في ليبيا 550 مليار دولار لكن الناتو اعطى خصما مقداره 200 مليار دولار، وبات يطالب الحكم الليبي الجديد بدفع 350 مليار دولار ، كما أن التقديرات تفيد بأن البنى التحتية في ليبيا بحاجة الى 100 مليار دولار.
هذا ما هو معلن وفي الجانب المادي الخاص بليبيا، أما الجانب السياسي والاجتماعي فحدث ولا حرج ، فالانقسامات في هاذ البلد لا تجد من يوقفها لأن الحراك العربي أصلا جاء بشعار" الانقسام والتقسيم" وصولا الى الشرق الأوسط الجديد المبني على العرقية والأثنية بهدف شطب الهوية العربية منه، وأن تكون هذه " الكانتونات " مربوطة في وتد تل أبيب!
الجائزة الكبرى في هذا المشروع هي المحروسة مصر ، ولذلك ، لم يحسم فيها الأمر أو يستقر لما هو في مصلحة الشعب المصري أو الأمة العربية ، وقد رسموا لها خطة تقضي بتفتيتها ، وما صعود الاسلاميين الا لمزيد من التوريط ، ولا ننسى أن السودان دخل المواجهة لكن دون حراك،وهذا حمل ثقيل آخر لمصر.
الحراك في سوريا دليل ساطع على الاختطاف ، اذ تبارى بعض رموز النظام وقادة المعارضة بالتماهي مع اسرائيل والحفاظ على أمنها ، ناهيك عن الدعوان بدعم المعارضة وتسليحها، علما أن الجميع في الوطن العربي تآمروا على الثورة الفلسطينية وجردوها من سلاحها ، وأجبروا منظمة التحرير بالقبول ب" قن" في باحة البيت الاسرائيلي.
" ليس كل ما يعرف يقال، ولكن الحقيقة تطل برأسها"!



#أسعد_العزوني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -العرب المسيحيون-..ليسوا حصان طروادة
- الفلسطينيون ..اللجوء مستمر !
- فيلتمان...ماكين..ليفي.. وليبرمان .. أيقونات حريتنا ...وا حسر ...
- حال العرب لا يسر..لماذا؟
- هزيمة اسرائيل بالتراكم
- غراس ..اذ يقتحم عش الدبابير وينتصر للحق
- فيروز ..ألف معذرة
- الغيتو والجدر..هل تحمي ساكنيها؟
- اعادة اعمار العرب..أنعم الله عليكم
- التلمود هو العائق امام اعتناق اليهود للمسيحية


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - -الربيع العربي- .انحراف المسار!