أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فيحاء السامرائي - شعارنا، لا حرامي ولا اوبامي















المزيد.....

شعارنا، لا حرامي ولا اوبامي


فيحاء السامرائي

الحوار المتمدن-العدد: 3699 - 2012 / 4 / 15 - 10:09
المحور: كتابات ساخرة
    


يستغل (فارس)، أصغر أخوتي، إنشغال أمي بعملها مع زبوناتها، ويُدخل حماراً صغيراً الى غرفة استقبال الضيوف مع هرج ومرج وصخب أطفال المحلّة، بعد أن يتفق معهم على تسميته (شاوي)، تحبباً بطبيب أسنان مشهور بالحلة يومذاك اسمه (عبد المنعم الشاوي)...وبما ان الوالدة تسمعه يقول بأن معه (شاوي) توافق على فتح غرفتها المفضلّة، ظناً منها أن الطبيب والصديق المحترم، يقوم بزيارة لنا...و بفعل نهيق متواصل ودرب من حشيش امتد من الشارع الى الغرفة، ينتهى الأمر درامياً بضربات موجعة لفارس من نعال الوالدة الشهير، وهروب الحمار المسكين الى البستان القريب.
ويوم كنا نقف فرادى في ساحة (الطرف الأغر) في لندن ظهيرة كل أحد، للمطالبة بعدم التدخل الأجنبي في العراق، ومحاكمة ديكتاتوره بطرق شرعية دولية، تمرّ من أمامنا مظاهرة مليونية، منظمة أشدّ وأحسن تنظيم، يقودها أناس متحمسون أيما حماس، قلوبهم (محروقة) على حمير يعاملهم بني البشر بصورة سيئة، لدرجة أنهم يكدسونهم في شاحنات بطريقة لا انسانية فضّة، لاتسمح لهم بالتحرك الاّ لماماً...تقود تلك المظاهرات الحاشدة، جمعيات عديدة تنتشر في بريطانيا ولها فروع كثيرة، تتماثل مع جمعيات أخرى من مختلف أنحاء العالم، تدعو للرفق بالحمير والمطالبة بحقوقها، وتجمع تبرعات شهرية لها، تفوق مبالغها ما يتبرع به منتظمين في أحزاب عراقية عريقة...لا أعتراض على ذلك...هناك العديد من جمعيات أجنبية وعربية تهتم بالحمير لدافع انساني وحقوقي...ففي منتصف القرن العشرين أسس (فرانسوا بيل) نادي الحمير، تفرعت عنه جمعيات أخرى في اوربا وفي لبنان وسوريا، ومنها جمعية الحمير المصرية، أسسّها عام 1930 مثقفون مصريون كطليمات والعقاد وطه حسين والحكيم، رئيستها اليوم الفنانة نادية لطفي...وزخر الأدب والفن العالمي والعربي بحكايات وشخصيات لهذا الحيوان، كما في حمار (الحكيم)، وبنجامين (أورويل)، ودونكي (ستيغ) في فيلم شرك، وغيرها...تستند أفكار تلك الجمعيات على أسس انسانية، وأحياناً تدعو الى أغراض اجتماعية- سياسية، على الأغلب لمناهضة سلطة أو قمع فكري، عن طريق سخرية وتهكم وهزء مبطّن، تقترب روحه الخفيفة من قلوب وأفئدة الجماهير، بدلاً من خطب حماسية جادة، لا تقدّم بل تؤخّر، ولا تخلّص الناس من حالة وواقع مر، بل تسبب لهم بصورة مباشرة صداعاً و(لعبان نفس).
واليوم تتلسّط كثير من الأضواء على تحرك (حماري) في شمال العراق، غرضه ليس الدفاع عن حقوق الحمير كحيوانات مضطهدة (يكرّب) عليها بنو البشر ويحملونها فوق طاقتها، بل ويجندها ارهابيون عندنا، لتكون مشروعَ مقاومة وتفخيخ، ويستغل أغلبنا اسمها للإهانة، ولنعت غباء أو بلادة أو خضوع أوعناد أحدهم، ليصفونه بـ (أبو مخ ثخين، أثول مثل الزمال، حمار شغل، صفن وطنكَر أبو صابر، جحش ابن جحش)...ولم يجر التحرك لتشكيل دولة (حمارستان)، كموضة الأقاليم السائدة اليوم، برئاسة حمار كبير غير منتمي لحضيرة معينة أو اسطبل ولا الى طائفة أو حزب أو قومية معينة، ولا يرمي حتى الى هدف اجتماعي ترفيهي، غرضه تسلية عراقيين نسوا ماذا يعني أن يبتسموا وكيف...بل لغرض في نفس (كلول) مؤسسها، الحمار الكبير، كما يتباهى فخراً واعتزازاً، وبأنه سيبقى هكذا حتى يموت، ويدعّي بأن حزبه المحظور سابقاً، وجمعيته المسجلة عام 2005 ضمن الجمعيات السياسية – بعيدة عن السياسة-!، ولها مطالب في دعم وتمويل من حكومة الأقليم، لا تتمثل في ربطات حشيش أو شعير أو برسيم بل، بحصة من الميزانية، (حمداً لم يقل من النفط)، لأفتتاح إذاعة (صوت النهيق) الوطنية، تدعو الى (عولمة نضال الحمير) ولأقامة فعاليات تضامنية، باكورتها التضامنية، مع حمير سوريا المضطهدة من الشبيحة والعسكر...ومثلما في فرنسا حيث يكون 6 اكتوبر يوماً للحمير، يطالب السيد، معذرة، أقصد الحمار الكبير، بإقامة يوم للنهيق وآخر للترفيس، واعتبارهما عطلة رسمية، لأن البلد، ليس لدى مواطنيه وقتاً (يحكون بيه راسهم) من العمل وفرص التشغيل، ويخلو من كل أنواع العطل والتعطيل...ولمّح مشكوراً، بأن الأمر لا يصل الى حد إقامة (ديكتاتورية الحمير) على الأرض، فالوقت لم يحن بعد...أوف...حمداً للوقت!...رغم أنه انتمى الى حزبه للآن، أربعة (جحوش) من بنغلادش، والحبل على الحمار.
المهم، إذا أصبت بعدوى الفضول، وأردت أن تعرف المزيد، وبان عندك حافر، أقصد، حافز للانتماء، فما عليك الاّ أن تطّلع على شروط العضوية...بداية، ينبغي عليك أن تكون حيواناً بمعنى الكلمة، كي تتعاطف مع هموم حيوانية وتدخل مملكة الحمير، أي أن تتخلص من الكذب البشري (يعني الصحاف وقاسم عطا، وغيرهم كثير من حكام حاليين، يئيْسون، مرفوضة طلباتهم من الآن)، وعليك أيضاً أن تتحلى بالصبر والكد وحب الأرض، وفوق ذلك والأهم ، أن لا تكون حرامي، ولا تتبع أمريكا وحميرها، وتبني اسطبل العز والأمجاد، وتحفظ أغنية سعد الصغير، (بحبك ياحمار) كأغنية موحّدة مركزية للتضامن والمحبة، وتتدرج في المراتب الحميرية، فتكون جحشاً في البداية، أي نصيراً ومؤيداً، ثم، بعد إجادة النهيق والرفس والاعتياد على تناول الشعير، يمكن أن يزجّنوك في أحد (الاسطبلات)، أي المكاتب الفرعية للحزب، ويمكن أن تترفع الى (المعلف)، أي اللجنة المركزية، والى (الخان) أي المكتب السياسي بعد ذلك، كما يشترط القائد المؤسس، لوتفلح بشكل متقن في فعاليات الرفس والنهيق، الذي يمثّل رمزاً للسلام الجمهوري، وفي نهاية (الحمارلوغية) تمنح (السرج أو البردعة)، كوسام على الاجتها والترقّي...مهمة شاقة كما يبدو، وفي الخصوص، لو كان أحدنا لا يمتك حوافراً وجلداً سميكاً، يتحمل الرفسات و(الزكًطات)...
هل نربط واقعنا الحالي بحالة متدنية من يأس وقنوط، فنلجأ الى مثل تلك البدع؟ وهل مللنا أحزاباً سياسية تقليدية وآيولوجيات اختمرت وتعفنت، ولا تريد تبديل أساليبها في جذب الناس وتغيير الوضع، فنقوم بابتكار أشكالاً جديدة للنقد والتنفيس واللهو لتجاوزها؟ وهل ينبغي علينا أن نكون حميراً حتى نثبت بأن الصبر مفتاح الإنفراج، ولا أقول الفرج؟...أي كان السبب، فالفرصة متاحة لكم للتفكير...لا تتضايقوا، وليس هناك داع للتحسس أو الاستهجان، ولتعلموا أن شعار الحزب الديمقراطي الأمريكي هو الحمار، كناية على الصبر...والزلم، أقصد الحمير، رفعوا راسنا اليوم، برفعهم الستارة عن تمثال لرائد النهضة المعاصرة، الحمار، بموافقة ودعم من سلطات الأقليم، ولتحيا الديمقراطية والحرية، ورفسة قوية لمن لا يرضى...
لننتظر آخرتها ونرى...فبعد حزب الحمير والأسود والصقور والنسور، ربما تنزل الى الأسواق أحزاب أجمل وقعاً...ما رأيكم بحزب البلبل؟ في القليل يعلّمنا الرّقة والتغريد، وكلنا نحفظ قصيدة (صوت صفير البلبل، أو نشيد، البلبل الفتان، غنّى على الأغصان)...أو ربما حزب النحلة، لمحبي العمل والعسل، ونجعل أغنية (نحّول يانحّول) سلامنا الجمهوري...
هيا، لنختار ونرسي على حزب أفضل من حرب وضرب وكرب...احنا ورانا حاجة؟؟؟...هيّ خربانة خربانة.
فيحاء السامرائي



#فيحاء_السامرائي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آنيت هينمان...صوت يعلو على أصواتنا
- حمندي
- و...يحمل آلام القصيدة
- العودة الى الوطن
- السينما العراقية بعد 2003...رحيل وتذكر - الرحيل من بغداد
- سيدة الشرفة
- البعد الانساني في فيلم (إبن بابل)
- نفحات من ميدان التحرير (شهادة شاهدة عيان)
- كسر القيد يتطلب قيماً
- غائب يحضر لأول مرّة في لندن
- وطننا لبس حراً وشعبنا ليس سعيداً
- خربشة على مسلّة (منفى بي)
- في سرير أول يوم من أيام السنة الجديدة
- يوم الكتاب العالمي


المزيد.....




- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟
- بوتين: من يتحدث عن إلغاء الثقافة الروسية هم فقط عديمو الذكاء ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فيحاء السامرائي - شعارنا، لا حرامي ولا اوبامي