أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عبدالله الدللو - الأمة والمشكلة الكردية -1-















المزيد.....

الأمة والمشكلة الكردية -1-


عبدالله الدللو

الحوار المتمدن-العدد: 3698 - 2012 / 4 / 14 - 23:03
المحور: القضية الكردية
    


ظلت القضية الكردية تشغل موقعا مهما في سياسات أربع دول شرق أوسطية هي تركيا وايران وسوريا والعراق، وكان لها دور بارز في صياغة العلاقات الدبلوماسية بين هذه البلدان، واستعلمت بقوة كورقة ضغط أو تفاوض بينها، كما استخدمت -شأنها شأن باقي قضايا الأقليات- كذريعة للتدخل الدولي في شؤون هذه الدول والضغط عليها.
تُقرأ القضية الكردية غالبا كقضية أمة تتعرض للتهميش والإلغاء من قبل أمم أخرى هي الفارسية والتركية والعربية، ويعمل بعض الناشطين الكورد غالبا على ترسيخ هذه الفكرة، مستندين إلى دعم دولي يزيد أو ينقص بحسب مصلحة هذه الدولة أو تلك مع الدولة الشرق أوسطية ذات الشأن.
يلزم أولا تقديم تعريف للأمة وجوامعها، ثم التفريق بين الأمة والدولة، الأمة والقومية، وثانيا، يلزم التعريف بالأكراد، تملكهم لمقومات الأمة من عدمه، وأسباب ظهور النزعة الانعزالية بل والانفصالية أحيانا لدى بعض الحركات السياسية والعسكرية الكوردية، وأخيرا الحلول الممكنة للمشكلة الكوردية

الأمة

برغم وضوح هذه الكلمة ظاهريا، إلا أنها تكاد تكون المفردة الأكثر التباسا بين المفردات الاجتماعية والسياسية، وبينما يتفق الجميع على وجود عدة أمم في هذا العالم إلا أن الاتفاق على مفهوم الأمة ومحدداتها وسبل تفريق الأمم عن بعضها يكاد يكون معدوما.
لغويا، يتفق الذهن العربي واللاتيني على أن الأمة هي جماعة تنحدر من أصل واحد بتتبع الأصل اللغوي للمفردة، ويقدم التفسير العربي الأمة إضافة لذلك على أنها الدين أو السنة، مستندا إلى تفسير الآيتين: إنا وجدنا أباءنا على أمة ... و كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشّرين ومنذرين.
أما كمفهوم، فيندر وجود اتفاق بين اثنين ممن ناقشو هذا المصطلح على تعريف واحد، ويصح القول بأن تعاريف الأمة تقارب عدد من تحدثو عنها.الاتفاق الوحيد بين الجميع يقتصر على أن الأمة جماعة، وهم يختلفون في كل ماعدا ذلك، على هذا يكون تعريف التهاوني للأمة بقوله: الأمة جمع، لهم جامع من دين أو زمان أو مكان أو غير ذلك. هو التعريف الأكثر شمولية، وبالتالي صحة؛ لعدم خوضه في التفاصيل.

جوامع الأمة

العرق: انطلاقا من المعنى اللغوي للأمة، فقد رسخ سابقا أن العرق يعد من أهم جوامع الأمة، ألا أن هذا الجامع بدأ يفقد أهميته مع انصهار المجتمعات وغياب الأصل العرقي الواحد لأي جماعة، ومحاولات احياء هذا الجامع عبر انشاء دولة عرقية لا يغير من واقع هذا الأمر شيئا، حتى لو تم استبدال لفظة العرق بلفظة أخرى أقل عنصرية وأكثر تقبلا للعامة، كالسلالة أو الأصل المشترك، ذلك أن عجر هذا الجامع عن تشكيل أمة عائد لاستحالة تحقيقه في مجتمع واحد لا إلى عدم تقبله اخلاقيا، فالمجتمع الألماني مثلا مكون من سلالات جرمانية وسلتية وسلافية، كما أن المجتمع السوري مكون من تركمان وعرب وأرمن وسريان وغيرهم.

الدين: هذا الجامع يدعمه التعريف الآخر للأمة عند العرب، إلا أن وحدة الدين لا تشترط توحد الأمة، كما أن التنوع الديني لا يسبب تقسيم أمة قائمة على غير هذا الجامع، لذا يعتبر الدين عاملا ايجابيا في حال توفره، دون أن يكون شرطا أو نقيضا لتشكيل الأمة، كما أن بمقدوره أن يلعب دورا سلبيا في حال تم الاعتماد عليه أساسا، مثلما حدث نتيجة حركات الاصلاح الديني في أوروبا، ومن ابرز من قال بلا اهلية الدين كجامع للأمة ابن خلدون والفارابي، كما يصف الفرنسي رينان اعتبار الدين جامعا بكونه: خطأ، وجريمة، وحماقة حقيقية، لأنه لم تعد هناك جماهير لأمة واحدة تؤمن إيماناً موحداً

اللغة: المفكر الألماني فيختة هو أول من نادى باللغة جامعا للأمة في خطاباته إلى الأمة الألمانية، وقد نهج معظم المفكرين الألمان نهجه، وكذلك فعل زكي الأرسوزي وساطع الحصري بين العرب، في حين خالف المفكرون الفرنسيون هذا الرأي وقللو من أهميته، واتفق معهم في ذلك أنطون سعادة.
إن المنادين بجامع اللغة يختلفون فيما بينهم على أهميتها، فبعضهم يذهب إلى اعتبارها شرطا وحيدا وكافيا لتشكيل الأمة، في حين يشترط أخرون وجود جوامع أخرى، إلا أنهم يتفقون في كونها تشكل حدا فاصلا بين أمة وأخرى.
أما المعارضون للفكرة فيرون في توزع الناطقين بالإنكليزية بين عدة أمم، وكذلك في قيام الأمة السويسرية بين مجموعات لغوية متعددة دليلا كافيا على عدم أهلية الجامع اللغوي، يقول رينان: ثمة في الإنسان شيء يفوق اللغة: إنه الإرادة. إرادة سويسرا في أن تكون موحدة رغم تنوع لغاتها، لهو أمر يفوق في أهميته كل تشابه لغوي يتم الحصول عليه غالباً عن طريق الإرغام وضروبه. ويلفت الانتباه هنا لكون رينان قد اعتبر اللغة أمرا يمكن فرضه خارجا عن رغبة المجموعة، وبالتالي لا تشكل اللغة عنده وعاء لفكر الأمة وتراثها بقدر ما تشكل نتيجة لظروف معينة، وهذا الأمر يقترب من توصيف الدور اللغوي في العالم العربي عموما وسوريا خصوصا.

الأرض: الأرض دليل الاستقرار، والاستقرار يفرض الدفاع عن هذه الأرض مما يعني توحد الأفراد المقيمين على هدف واحد على الأقل، ويتفق الجميع تقريبا على وجود جامع الأرض إلا أنهم يختلفون في تحديدها، فيذهب بعضهم لكونها محددة بعوامل جغرافية كالجبال والأنهار، في حين يرى آخرون أن الجبال ليست كلها صالحة للحد بين الأمم، كما يرون في الأنهار عامل ترابط لا عامل فصل، بعيدا عنهم يذهب أوتو باور، الذي ينكر دور الأرض كجامع.
إلا أن مما لا شك فيه، حتمية وجود الأرض لتشكيل دولة الأمة، كما أن وجود الأمة يفرض وجود أرض، تتواجد عليها بداهة.

المصلحة المشتركة: ينبغي للأمة أن يتشارك أفرادها المصلحة العامة، ولكن اعتبار المصلحة المستركة عاملا جامعا للأمة لا يستقيم مع حقيقة تبدل المصالح باستمرار، وهو إن استقام عاملا جامعا مرحليا ألا أن الارتكاز عليه سببا وحيدا لتوحد الأمة على المدى الطويل قد يكون سببا لتفرقها. برغم هذا، نجد بين تعاريف الأمة تعريفا يقول: المؤثر بوجود أمة هو شعورها بالخطر على وجودها.
ولعله التعريف الأصدق لوجود الأمة الكردية، كما سيظهر لاحقا.

برغم أن الجوامع المذكورة تعد الأكثر تواردا بشكل أساسي بين علماء الاجتماع والسياسة في تعريقهم للأمة، إلا أن جوامع أخرى كالتراث والتاريخ المشترك والعادات والتقاليد وغيرها قد وردت بشكل ثانوي غالبا، واعتبرها البعض نتيجة لوجود الأمة لا مسببا لها، بل إن رينان يقول في التاريخ المشترك: النسيان، لا بل الخطأ التاريخي، هما عامل أساسي لخلق الأمة.
مدللا بذلك أن الفرنسيين قد خاضوا حروبا شرسة فيما بينهم حتى تحققت لهم الوحدة، لذا يتعين عليهم نسيانها ليتمكنو من تحقيق الأمة

الأمة والدولة


في اللغة العربية، لاترابط بين المفهومين، إلا أن الالتباس يحصل نتيجة ترجمة الأصل اللاتيني لكلمة أمة، والذي يعني أيضا الدولة، فمثلا منظمة الأمم المتحدة مكونة من دول حقيقة لا أمم، هذا اللبس يظهر واضحا في تشابه تعريفي الدولة والأمة في موسوعة ديدرو الفرنسية، حيث تعرف الدولة على أنها اسم جنس يدل على جماعة من الناس، يعيشون معاً، في ظل حكومة واحدة، في سعادة أو شقاء. وهو قريب من تعريف الأمة في ذات الموسوعة ونصه: الأمة اسم جنس يدل على مجموعة كبيرة من الناس، يعيشون على قطعة من الأرض، داخل حدود معينة، ويخضعون لحكومة واحدة.
إلا أن الدولة حقيقة عامل سياسي لا يشترط أن يمثل أمة، فقد تكون الدولة قطرية أو امبراطورية عابرة للأمم، ومن الطبيعي أن تسعى كل أمة لتشكيل دولتها التي تبلور هويتها، بل إن الكيان السياسي قد يعمل على تشكيل أمة جديدة بعد صهر قوميات أخرى ضمن هذا دولة الأمة، كما في دولة الأمة الفرنسية.
ويفرق سعادة بين مفهومي الدولة والأمة، عبر مصطلحي المجتمع الاصطناعي والمجتمع الطبيعي، ولا يشترط تشكيل الأمة للدولة للاعتراف بها. فالأمة السورية بنظره قائمة ولو لم تشكل دولتها لفترات طويلة من التاريخ.

الأمة والقومية

للقومية تعريفان عامان، بحسب المقابل اللغوي المترجم


nationalism: هي حركة تاريخية تعبر بها الأمة عن نفسها وطموحاتها في فترة معينة، وماتفضي إليه من اتباع طرق ووسائل لتحقيق غاياتها، على هذا تعبر القومية هنا عن مجال الفكر في حين تعبر الأمة عن مجال الوجود.
nationalité: يكاد معناها يتطابق مع معنى الأمة، إذ يقصد بها الجماعة المترابطة فيما بينها بروابط داخلية ومتميزة عن غيرها من الجماعات، وعموما، يطلق مصطلح القومية على مجموعة أصغر نسبيا من الأمة، وهي غالبا ذات أهداف أبسط من أهداف الأمة. ولأن مفهوم الأمة بحد ذاته غير متفق عليه، فإن اللبس بين هذين المصطلحين يحصل بكثرة، ولعل القومية في هذا المعنى أصدق وصفا للقضية الكردية في المنطقة.



#عبدالله_الدللو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- إيران تصف الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ب ...
- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...
- مفوضية اللاجئين تطالب قبرص بالالتزام بالقانون في تعاملها مع ...
- لإغاثة السكان.. الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لخان يونس
- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...
- الأمم المتحدة تستنكر -تعمد- تحطيم الأجهزة الطبية المعقدة بمس ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عبدالله الدللو - الأمة والمشكلة الكردية -1-