أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله الدمياطى - استقلال الشخصية














المزيد.....

استقلال الشخصية


عبدالله الدمياطى

الحوار المتمدن-العدد: 3697 - 2012 / 4 / 13 - 05:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



إن طبيعة الوثوق بالنفس هو ثبات الشخصية وعدم اتكالها علي الغير، وبهذا يتسم الشخص الواثق بنفسه بالاستقلالية والسيادة علي إرادته ومن هذا المنطلق يكون الفرد متحرراً من التبعية، فلا يكون ظلاً لغيره يتحرك بحركته ويسكن بسكونه، ولا يقع فريسة التبعية لأهواء الناس، بل يكون شخصية واعية وتثق بقدراتها وتمتلك القوة في اتخاذ قراراتها بنفسها.
إن إطلاق الحرية للأشخاص سبب اساسى في تكوين أرائهم وفى التعبير عنها بلا تحفظ بل تساعد هذه الحرية في إبراز الآراء من حيز الفكر إلى حيز الفعل، إن استقلال الشخصية تعد من أركان صلاح المعيشة وتكون العواقب وخيمة على الإنسان إذا تم تقييد هذه الحرية فالعواقب ستصيب الإنسان من الوجهة العقلية والأدبية إذا لم تمنح للإنسان تلك الحرية أو إذا لم يقرر حقه فيها، فعندما تعبر عما تعتقد فلن تتجاوز حقًا من حقوقك، وليس هنالك ما تخشاه وحالما تثق بنفسك، وتعبر عما يبدو لك أنه الصواب، ستجد أن الآخرين يكُنون لك أعظم التقدير .
ويجب على القانون والراى العام عدم اعتراض هذا النوع من الحرية (استقلال الشخصية) ما دامت هذه الأفعال لا تمس الغير بضر راو بخطر وهذا الشرط مهم وضروري إذ لا يوجد من يقول بان حرية الفعل ينبغي إن تكون بقدر حرية الراى بل إن الآراء نفسها لتفتقد حرمتها إذا كان التعبير عنها يقع في ظروف تجعله تحريضا على ارتكاب عمل مضر بالآخرين، فكل عمل مهما كان نوعه من شانه إيذاء الغير بلا مسوغ يجيز بصبغة عامة تدخل القانون لمنعه..
فعند هذا الحد ينبغي إن تنتهي حرية الشخص إذ لا يجوز إن يكون الإنسان مضر بغيره ولكن إذا كان الإنسان لا يتعرض للغير فيما يختص بنفسه دون سواه فالأسباب التي توجب إطلاق الحرية للآراء توجب أيضا إطلاق الحرية لتنفيذ هذه الآراء ما دامت عواقبها مقصورة على صاحبها فقط ومادام تنفيذها لا يؤذى الغير..
وبم أنا الإنسان غير معصوم من الخطأ بل وأفكاره لا تشتمل على كل الحقيقة وان اختلاف الآراء ووجهات النظر ليس من الأشياء الضارة بل على العكس قد تكون مفيدة في معظم الأحيان مادام الناس عاجزين عن الاحاطه بجميع اطراف الحقيقة فلذلك يحسن إن يكون ثمة اختلاف في الآراء وأيضا سبل المعيشة وان يفسح المجال للحريات مالم تكن فيها إضرار بالآخرين وان تطلق الحرية للإنسان كي يثبت بالتجربة والاختبار قيمة كل أسلوب من أساليب العيش وهذا يمكن شخصية الإنسان في إبراز نفسها وإظهار استقلالها فانه مادام رائد الناس في حياتهم وسلوكهم هو عادات الغير وتقاليد الغير دون أخلاقهم الذاتية وطباعهم الفطرية فقد انعدم من السعادة البشرية لان تقاليد الغير وعاداتهم هي إلى حد كبير دليل على ما تعلموه من تجاربهم فهي جديرة بالاحترام ولكن هذه التجارب قد لاتكون واسعه شاملة أو ربما قد يكونوا اخطئوا في تأويلها أو قد تكون صحيحة في التأويل ولكنها غير مناسبة لنا وللظروف التي نعيشها ومن المعلوم إن العادات والتقاليد إنما شرعت للظروف المعتادة والأخلاق المعتادة ولا يبعد إن تكون ظروف الفرد أو أخلاقة خارقة صحيحة وأنها مناسبة لظروف الفرد واخلاقة ومن الخرق مع ذلك إن يجرى الإنسان على مقتضاها لمجرد كونها عادات فان ذالك لا يغرس في نفس الفرد شيئا من الصفات التي تميزه عن سائر مخلوقات الله فالله عز وجل اختص الإنسان بالإدراك والفطنة والتمييز والتفكير والعاطفة كل ذالك لا يظهر له اثر إلا عند الاختيار والمفاضلة إن الإنسان الذي يفعل شئ لان العادة جرت به لا يستعمل ملكة الاختيار ولا يستفيد شيئا من الخبرة في سبيل معرفة الخير وإدراكه إن الإنسان الذي يفوض إلى الناس باختيار طريقه في الحياة إذن أين قيمة الإنسان باعتباره مخلوقا ادميا وما الفرق بينه وبين القرود أعنى ملكة التقليد، إن الإنسان لا يحرز النبل والشرف ولا يستحق الإعجاب بالمثابرة على محو ما فيه من صفات، بل بتنميتها وتربيتها وبذلك تستفيد الحياة من شرف الأحياء وعلى قدر ارتقاء شخصية الإنسان تزيد قيمتة وفائدتة لنفسه وبالتالي يصير قادرا على زيادة قيمته وفائدتة لغيره
لو كان الناس يدركون إن إطلاق الحرية لنمو الشخصية هو أهم ركن في إصلاح المعيشة فالحرية الشخصية شرط ضروري لتحقيق الحضارة والتربية والتهذيب فاستقلال الشخصية قيمة جوهرية
اختتم مقالتي هذه بقول الكاتب Ralph w.Emurson
(على المرء أن يراقب ذلك النور الذي يسطع في ذهنه من حين لآخر، أكثر مما يرقب وميض البرق في أفق الشعراء والحكماء. إن عليه ألا يطرح جانبًا دون تروٍ، فكرته، لا لسبب، إلا لكونها تخصه. إننا نتبين من خلال عمل كل عبقري أفكارنا الخاصة التي كنا نبذناها، فإذا ما عادت إلينا مرة أخرى منهم، نظرنا إليها بشيء من الإعجاب والإكبار)



#عبدالله_الدمياطى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدولة المدنية إشكالية المفهوم
- إشكالية مبدأ المواطنة (1)
- أهمية مكارم الأخلاق
- الإيمان وعلاقتة بالعقل والمنطق
- ثقافة الاضراب
- لصالح من إهانة الشعب المصري ؟
- صناعة الظالمين
- الحرية و الأخلاق
- حقيقة التسامح مع الآخر
- بحثا عن الإنسان
- حتى يكون النقد بناء
- حاسبوا ولا تحاسبوا
- انتظروا إنا معكم منتظرون
- أصدقاء الغباء
- لقد كنت دائما مفتونا بالغباء
- الإصلاح فكر ورؤية
- ثورة شعبية لا ثورة نخبوية
- عفوا نريدها سلمية
- حتى لا تتكرر المأساة
- حان الوقت لنرتقي


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله الدمياطى - استقلال الشخصية