أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن عماشا - لبنان على فوهة بركان














المزيد.....

لبنان على فوهة بركان


حسن عماشا

الحوار المتمدن-العدد: 3697 - 2012 / 4 / 13 - 01:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لبنان على فوهة بركان
اعتاد اللبنانيون اللهاث خلف الأحداث، كل شيء يولد عندهم هو ابن اللحظة. فلا مقدمات يمكن الاستدلال على مساراتها ونتائجها ؟!. ما يجعلهم دائما يدخلون بها متأخرين وفي غالب الأحيان من الأبواب التي يُقصد إدخالهم بها، بما يخدم من يخطط لجعل لبنان يغرق باستمرار في الأزمات والتوترات التي تعطله عن مواجهة التحديات الحقيقية المعيقة لنموه وارتقائه.
قد يحتج البعض على هذا التعميم حيث أن كثر يعتبرون أنفسهم أنهم يملكون من الوعي والمعرفة التي تحصنهم وتبقيهم في دائرة الخيارات الحرة في اتخاذ المواقف!. لكن مع التقدير والاحترام لهذا البعض، ما يستدعي التعميم هو ان الوقائع التي نعيشها والاتجاه العام لمسار الأحداث في لبنان والتي تبين بما لا يدع مجال للشك ان هذا البلد مفعول به اكثر من أن يكون فاعلا.
لا نغفل هنا عن مكامن قوة عبرت عن نفسها فعليا في مواجهة تحديات خطيرة سواء تلك المتمثلة بالعدوان الصهيوني او تلك التي منعت الانزلاق نحو حرب اهلية كادت ان تشتعل في اكثر من مناسبة. لكن حتى هذا لا يمكن الركون اليه الى ما لا نهاية في ظل تخبط لبنان بالأزمات على مختلف الصعد في كافة المياديين.
اجرى العدو الصهيوني اخر مناورة (نقطة تحول 5) قبل نحو عام ونيف. وكانت المناورة الخامسة التي يقيمها ويشرك فيها السكان "المدنيوين". انشغل اللبنانيون ومن خلفهم العرب بأخبار المناورة واستمرت لأشهر المقالات والتحليلات بين اعتبار المناورة مقدمة لحرب جديدة على لبنان والدعوة الى "إزالة الزرائع". وبين وثوق بالقدرة على مواجهة هذا التحدي. وأصبح أي كاتب يقدم النصائح بالسبل الواجب اتباعها لحماية لبنان من أي عدوان جديد. ومن ثم انطلق ما سمي "الربيع العربي" واحتلت عناوين نشرات الأخبار ومونشتات الصحافة اخبار "الثورات العربية" وكالعادة ينقسم اللبنانيون حول الموقف الواجب اتخاذه. إلى أن انفجرت الأوضاع في سوريا واتخذ الانقسام اللبناني طابعا حادا وبات سمير جعجع على سبيل المثال لا الحصر يعدد المدن والبلدات السورية ويتابع مجرى الأحداث فيها اكثر مما يعرف من مدن وقرى لبنانية خارج الغيتو من المتحف للمدفون.
وتقاسم اللبنانيون الموقف بين مؤيد للنظام ويطلق التوصيفات والتهديد والوعيد لمعارضيه. وآخر يقدم النصائح للنظام بما يجب القيام به للخروج من الأزمة. وبين معادي له وحاقد عليه لدرجة انه غيرمستعد أن يرى فيه الا الشيطان وكل من يعارضه من جنس الملائكة.
وتناسى اللبنانيون أن بلدهم تتعمق فيه الانقسامات العامودية بين المناطق والطوائف. في ظل تفاقم الأزمات التي لم يعد بمنأى عنها أي قطاع من قطاعاتهم الاقتصادية والاجتماعية والتربوية والصحية والخدماتية التي تطال حياتهم اليومية في كل مستلزماتها. حتى قطاع المصارف والمؤسسات المالية التي استأثرت بأكثر من 60% من الناتج القومي منذ العام 1992 هي نفسها اليوم معرضة للتهديد.
كما يتجاهل اللبنانيون أنه يعيش بينهم ما بين 300 و500 لاجئ فلسطيني موزعين على مخيمات في كبرى المدن اللبنانية من العاصمة بيروت الى طرابلس الى صيدا وصور في الجنوب. ويعيشون في ظروف أشبه ما تكون معسكرات اعتقال تفتقر الى أبسط الحقوق المدنية والاجتماعية. ما يجعلهم قنبلة موقوتة قابلة للإنفجار بأي وقت.

وهذا غيض من فيض مما يتخبط فيه لبنان، ما يجعله بركانا هائجا وأية مغامرة فيه قد تدخله في آتون ليس في المدى المنظور من هو قادر على اخراجه منه.
فهل هذا يعني اننا على ابواب حرب اهلية ؟ نسارع بالاجابة . لا لسنا امام حرب اهلية وهذا ليس بفضل "الوعي" اللبناني إنما هو بسبب التفاوت الكبير في ميزان القوى وبالتالي القوى الاقليمية- الدولية التي يمكن لها أن تغذي خيار الحرب الأهلية تجد مصلحتها في إستمرار الوضع الراهن الذي يستنزف الغالبية العظمى من الشعب اللبناني. ما يعطل قدرة المقاومة على المبادرة بإنتظار ان تتبلور آليات ومقومات لدى العدو الصهيوني لخوض جولة جديد.
إنما ما هو اخطر من الحرب الأهلية، استمرار حالة النزف الاقتصادي – الاجتماعي والتي تولد المناخات والبئية الحاضنة للإرهاب العبثي المأجور وحيث بدأت مكوناته تتمركز في مناطق مفصلية من لبنان سوف يكون من الصعوبة السيطرة عليها وتجنب مخاطر الأعمال التي يمكن ان تقوم بها عندما يطلب منها ذلك.
إن أولى المهام الملحة والراهنة أمام القوى الحريصة على وحدة لبنان وفي طليعتها من هم في مواقع القرار التشريعي والتنفيذي: هي تجاوز العقلية السائدة في اعتبار كل قوة معنية حصرا في تحقيق المكاسب او معالجة أزمات بيئتها الطائفية المناطقية. وإذا ما كان لدى هذه القوى من إستعداد لخطوة من هذا النوع فلن تقوم بها وحدها دون ان تكون هناك قوة دافعة من الفئات الشعبية ذات الاتجاهات الوطنية والديمقراطية عبر تنظيم تحركات تتصدى للأزمات والتخلي عن أوهام تحقيق الشعارات البعيدة المدى من جهة واوهام المشاركة في نادي مواقع السلطة.



#حسن_عماشا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ودعت أقراني وأرتحلت في تيه حتى تكشف اوهامي
- دموع التماسيح وواقع الصراع على سوريا
- -حول دور القوى اليسارية والتقدمية ومكانتها في ثورات الربيع ا ...
- أيها الممزق لملم أشلائك..
- الحراك الشبابي في لبنان مقدمة للتغيير أم مراهقة سياسية
- في الثامن عشر من أيار 1987 إغتيل الشهيد مهدي
- الحراك العربي في ميزان التحديات الوطنية- القومية
- نهاية الحريرية
- تأملات في الواقع السياسي اللبناني
- أي مستقبل ينتظر -تيار المستقبل-
- أعداد المهاجرين اللبنانيين
- كان يوما آخر
- خربة سلم حين ينتصر ترابها
- لن أعتذر عن ما اختزنه
- قراءة في كتاب:
- إنطباعات
- وحيداَ ثقيل الخطى على رصيف الشاطئ
- تحية الى موقع الحوار المتمدن في عيده السابع
- قراءة في:- التوجهات العامة التي اقرتها لجان اللقاء اليساري ا ...
- الوضع اللبناني: بين وهم التسوية والعجز الوطني(أولى أسباب الا ...


المزيد.....




- وحدة أوكرانية تستخدم المسيرات بدلا من الأسلحة الثقيلة
- القضاء البريطاني يدين مغربيا قتل بريطانيا بزعم -الثأر- لأطفا ...
- وزير إسرائيلي يصف مقترحا مصريا بأنه استسلام كامل من جانب إسر ...
- -نيويورك تايمز-: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخ ...
- السعودية.. سقوط فتيات مشاركات في سباق الهجن بالعلا عن الجمال ...
- ستولتنبرغ يدعو إلى الاعتراف بأن دول -الناتو- لم تقدم المساعد ...
- مسؤول أمريكي: واشنطن لا تتوقع هجوما أوكرانيا واسعا
- الكويت..قرار بحبس الإعلامية الشهيرة حليمة بولند سنتين وغرامة ...
- واشنطن: المساعدات العسكرية ستصل أوكرانيا خلال أيام
- مليون متابع -يُدخلون تيك توكر- عربياً إلى السجن (فيديو)


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن عماشا - لبنان على فوهة بركان