يوم الشهداء يوم المجابهة

محمود فنون

الحوار المتمدن-العدد: 3696 - 2012 / 4 / 12 - 19:19
المحور: القضية الفلسطينية
    

كل أهل القرية جبهة واحدة في الدفاع والهجوم ,لم يتخلف أحد منهم..حقا انه صراع الوجود,فإما أن تبقى وإما أن تفنى ,ولا توجد منطقة رمادية ,فالخطر عام ,انه يطال الجنين في بطن أمّه ..وكي يكون التعبير أكثر وضوحا وإيجازا: "انه المستقبل".
إن كل منظومة الصراع الفلسطيني الصهيوني بعموميتها وتفاصيلها, الظاهر منها والكامن,كلها مجندة لاصطياد المستقبل :وفي المستقبل "كلنا".في المستقبل "نحن".
"نحن" بالتحديد: الذين رفضنا ونرفض الاقتلاع,ونرفض أن نسهل لهم طريق المستقبل الذي يجندون أنفسهم اليوم لاقتلاعنا منه غدا...وتبديدنا عنه هباء منثورا.. ." نحن ": من نرفض إن نبيعهم المستقبل على شكل:"أراضي ,معلومات ,تسهيلات ..".ونجسد حاضرنا قدر المستطاع لترسيخ الأساس الراسخ لمستقبلنا.
لنا في الغد والغد لنا .
نحن رفضنا بقلوبنا ,ونبت من بيننا المناضلون الفاعلون .ثم جاء يوم الغضب ,يوم الطوفان ... .
13|4|1989م
يومها هدرت الجماهير الغفيرة وبأعلى الأصوات ,والقبضات مرفوعة: الدفاع الدفاع ,ثم الهجوم الهجوم ولا خيار ,إن أي فرد لم يخطر بباله إن هناك خيارات غير التصدي للهجمة الشرسة ..الكل في المعركة دفاعا وهجوما ..الرجال والنساء والأطفال, نعم الأطفال ,فقطيع جيش المستوطنين المدجج بالسلاح قد جاء كي لا يكون الأطفال رجالا .
الأطفال قرروا أن يكونوا الطليعة التي تساهم في تأسيس المستقبل ليس بالدرس والاجتهاد فقط ,بل بالحجارة والمقاليع والمولوتوف ,بالتصدي بالجسد العاري ,المسلح بالإصرار ,المجذر بالصمود والتحدي .لن يمروا.
"ينابيع الغضب المقاوم تتفجر ..الخوف يغادر القرية باحثا عن مرقد آخر ,فتكشف البطولات الجماعية والفردية عن نفسها ..الأموات يعودون إلى الحياة..الجميع في الشوارع والأزقة ..يداورون ويحاورون..ولا احد يتفرج.
ينابيع الغضب انطلقت..جرح فلان ..كثفوا الهجوم ..استشهد شاب..كثّفوا الهجوم ..أصابوا طفلا ..اهجموا إذن ..انتقلوا إلى الحارة الأخرى وفاجئوهم هناك ..أغلقوا عليهم طريق العودة ..حاصروهم.."
كلما سقط شهيد يتعالى الغضب وترتفع الهتافات ويتجرأ الحشد المهاجم فيسقط شهيد آخر ..وتنهال الحجارة من كل صوب على الجنود الطغاة تلقوا الإصابات..

وقد أبدع المواطنون وأرغموا القوة الغازية على الرحيل..ليبقى الإنسان الفلسطيني على رقبة أرضه..متجذرا فيها ..بعد إن دفع التضحيات الجسام مهرا لوجوده.خمس شهداء وأكثر من مئة جريح:
الشهيد فؤاد عوض نجا جرة
الشهيد صبحي محمد شكا رنة
الشهيد محمد حسن شكا رنة
الشهيد رياض محمد غياظة
الشهيد وليد محمد نجا جرة
تيجان على رؤوسنا .رسلنا إلى من سبقهم من الشهداء.عمقوا في ارواحنا نفسية المقاومة والتضحية .
النضال حتى التحرير ولا يهم أن سقط منا الشهداء على طريق الكفاح الوطني .
أخي إن جرى في ثراها دمي وأطبقت فوق حصاها اليدا
ففتش على امة حرة أبت أن يمر عليها العدا

نحالين

#محمود_فنون (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات