أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد طلعت - بنكيران والزعامة الوهمية بمطاردة حلم الشباب فى العمل















المزيد.....

بنكيران والزعامة الوهمية بمطاردة حلم الشباب فى العمل


محمد طلعت

الحوار المتمدن-العدد: 3696 - 2012 / 4 / 12 - 08:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



أول ما تلمحه عندما تخرج من مطار محمد الخامس بالدار البيضاء أطفال بائسون يتسولون درهم أو درهمين مصطنعين مساعدتك فى حمل حقيبتك بالسيارة، الأمر الذى يجعلك تشعر بالحياة القاسية لهؤلاء الأطفال فى المملكة المغربية فى ظل حكومة بنكيران الإسلامية، فطالما سمعت الرجل هذا ليل نهار يتحدث عن عزمه الأكيد فى المضي قدما نحو تحقيق العدالة الاجتماعية فى البلاد والتى سوف تعم الصغير قبل الكبير، فتعجبت وتذكرت أطفال المطار وحالتهم المزرية، فقلت ربما لم يراهم أو لم يسمع عنهم بنكيران..!

وقلت إن الحكومة الإسلامية بقيادة المنقذ بنكيران مشغولة بما هو ذو شأن عظيم، وبالتأكيد ستضع هؤلاء الاطفال فى الحسبان بعد أن تتفرغ من القضايا الكبرى فى تحقيق العدالة الاجتماعية.. وتضع فى مقدمة أجندتها تهدئة المجتمع بالعمل على تحقيق البنية الاسياسية والمتطلبات الحيوية لحياة المواطن المغربى من توفير المسكن والماكل والمشرب والعمل فضلا عن باقى الاحتياجات الضرورية التى تحقق المساواة بين كافة المواطنين، هكذا أعتقدت وظننت خيرا. لكن هيهات.!

والملح الثاني الأكثر قساوة عندما تمر بساحة البريد وسط العاصمة الرباط تجد الشباب معتصما بائسا يطالب بحقه المشروع فى العمل.. الشباب المغربى عاطل فى ظل حكومة جاءت لتنهض على حلم الشباب وتحقق التغيير المنشود بسواعد الشباب..؟!

كانت الدهشة أكبر حين علمت أنهم من حملة الماجستير والدكتواره، فماذا تفعل إذن حكومة بنكيران وهى تعطل حق هؤلاء المشروع فى الحصول على عملهم المنفذ بأثر رجعى وفقا لمحضر قانونى يفيد بضرورة توظيف هؤلاء مباشرة حين تتوفر لهم درجة مالية، وبالفعل توفرت لهم درجة مالية، فأين المشكل؟ ولماذا يماطل بنكيران فى تنفيذ العدالة الاجتماعية لهؤلاء الشباب واعطائهم أبسط حقوقهم؟

عرفت أن الرجل يطالب بعمل مباراة بين هذه الاطر العليا التى بالفعل هى قيد التوظيف فور المصادقة على قرار تعينهم، فما جدوى عمل مبارة لهم؟

أمر محير بحق فى حق حكومة جاءت لتحقق العدالة الاجتماعية، يبدو أن هذا المصطلح فى مفهومه يختلف عند بنكيران أو ربما هو يراه بشكل مغاير عما هو متفق عليه. فأبسط حقوق العدالة الاجتماعية تنفيذ الوعد بتحقيق العدل. والوعد حق مشروع وفقا لمحضر قانوني التزمت به الدولة فى احتواء الشباب الثائر الطالب الى اصلاح الحال وايجاد فرصة عمل كريمة تحول بينهم وبين الفقر والتسول والهجرة. فكان القرار الرشيد بالتوظيف المباشر ودمج الاطر العليا المعطلة فى سلك الاعمال وفقا لما يتناسب مع المؤهلات المختلفة وهذا ماقامت به الحكومة السابقة باعداد ملفات التوظيف والتشغيل. وبالفعل قد بدا التسكين فى الاعمال المختلفة على رأس بداية كل سنة مالية جديدة منذ أربعة سنوات مما جسد هذا مفهوما رائعا لتحقيق العدالة الاجتماعية الطموحة فى دمج الشباب فى اطار الدولة.

لكن يبدو أن بنكيران لا يرى ذلك وأن مفهوم العدالة الاجتماعية عنده مغاير ما دام لم يكن هو فيه طرفا اصيلا، وكعادة كل مدير جديد يأتي يهدم كل ماسبق بل يشكك فى نزاهة كل ماسبق ويفترض سوء النية والفساد فى كل ماسبق.. وهكذا نضيع نحن العرب أمام هذه العقلية التى تصر على هدم وتلويث كل ماسبق.

ربما هذا هو مخطط بنكيران هدم كل ماسبق لأنه فاسد من وجهة نظره.. لكن مع من هذا المبدآ الداعى إلى الشك؟ هل مع شباب كل طموحه فى الحياة أن يحيا كريما فى بلده.. هل الشباب الواقف/ الهاتف بعلو صوته بحقه فى العمل فاسدا أو دفع رشوه مثلا للحكومة السابقة ؟ الشباب الذى جرح وكسر ذراعه فى التعامل العنيف من قبل رجال الشرطة لفض المظاهرات المشروعة الذى يطلب فيها حقه بالعمل، هل هم قريب وحسيب أحد الوزراء فى الحكومة السابقة؟ هل من المعقول يا بنكيران أن هؤلاء الشباب الذى وقعت معه الحكومة السابقة نيابة عن الدولة المحضر فاسدون؟ وأنت الذى تريد تطهيرهم؟

يلعب بنكيران لعبة خطيرة وغير محسوبة بتلويحه بفرضية المباراة بين الاطر كافة. والذى يفوز فى هذه الامتحانات هو من سوف يفوز بالعمل الجديد.!! وهذا رائع مع دمج الاطر الجديدة حديثة التخرج، لكن مع الاطر الاخرى التى انتظرت سنوات وسنوات وعانت من البطالة وتم تسوية اوضاعها فى ظل المحضر السابق الواجب تمريره والالتزام به. فحين التماطل بهذا الواجب فيكون هذا منافيا لتحقيق العدالة الاجتماعية.

هناك خمسة الاف أطار تم وعدهم بالادماج المباشر في الوظيفة العمومية وفقا لمحضر قانونى لا ثغرة فيه، لكن بنكيران يماطل لكسب زعامة وسط باقى الاطر الاخرى ويرمى الكرة فى ملعب ضيق وفقا لمفهومه العجيب للعدالة الاجتماعية بالغاء محضر التوظيف المباشر والرجوع لنقطة صفر، لتطول قائمة الانتظار من جديد ويطول صف البطالة أطول.

إنه بهذا قد يحدث بلبلة فى الشارع بين الاطر، بل قد تحدث مشاحنات ومعارك بين الاطر المختلفة بما لوح إليه بنكيران ضمنيا فى حديثه الأخير مع الاطر بأنه يشم رائحة فساد ما فى اصحاب التوظيف المباشر وإن هو وافق على هذا، فإنه هكذا سوف يجنى على الاطر الاخرى حديثة التخرج أو التى لم تدمج اسمائهم فى محضر التوظيف المباشر. وهذه الرائحة كفيلة بنزع فتيل قنبلة الحقد والبغض بين الاطر وبين بعضها البعض. بما قد يؤدى الى كارثة سياسية تفجر بحاضر المملكة الهادئ الذى نجى من عاصفة الربيع العربى.!

فبأي عقل يفكر بنكيران فى هذا الملف الشائك والمصيرى فى حكومته. هناك اطر تم تأجيلها من الحكومة السابقة للسنة المالية الجديدة، وتم تسوية المحضر معهم لضمان حقوقهم فى التوظيف المباشر والزام الدولة بتوظيف هؤلاء الشباب الحاصل على المحضر، فكان من الأهم أن يبدأ بنكيران بتوظيف هؤلاء، لكنه يريد الزعامة الوهمية فى محاربته لطواحين الهواء مع شباب أعزل كل جريمته فى المغرب إنه احترم الاتفاق والعقد مع الحكومة السابقة وانتظر تنفيذ الوعد بالتوظيف المباشر .. لكنه الزعيم بنكيران ترجل عن جواده واشهر سيفه وقال لا توظيف ولا غيره إلا بعمل مباراة كافة بين الاطر ضاربا بعرض الحائط التزام الدولة بالتوظيف هؤلاء الشباب وتركهم فريسة للغضب والحقد والانفجار الذى ربما يطيح بحكومته فى الانتخابات القادمة.

اللعبة واضحة بالتأكيد ولسنا فى حاجة الى رد على ماطرح من اسئلة، بنكيران الذى جاء على رأس انتخابات شعبية مؤيدة متعاطفة مع حزبه الاسلامى ظنا منهم بأن حزب بنكيران سوف يحقق أمانى وأحلام الشعب فى المساواة والتطهير.. فما كان من بنكيران إلا إنه خيب آمال الشعب الذى جاء به عبر صناديق الانتخابات.. فما الذى قدمته حكومة بنكيران للشعب المغربي سوى طرح قضايا الكريمات واقتصاد الريع..؟!

الشعب يريد التوظيف واصلاح البنية التحتية وتحسين ظروف المعيشة وتوظيف ابنائه ووووو

كان الأهم لحكومة بنكيران أن تنتهى أولا من ملف التوظيف بهدوء، وأن تبدأ فى فتح ملفات الاسكان والصحة والتعليم والبيئة ثم تنظر فيما بعد الى ملفات الفساد والخمور والقمار..

كان أولى على حكومة بنكيران أن تعلم وتكفل طفل من أطفال المطار البؤساء .. كان أولى أن توظف أطار معطل ليفتح بيتا ويبدأ حياة جديدة بدلا من أن تسعى إلى زيادة الغضب فى الشارع المغربى.!



#محمد_طلعت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المشترك التاريخي بين اليهود الصهاينة والسلفيون الجدد
- مرة أخرى يتم تجيش الناس في بلادنا للدستور باسم الإله رب السل ...
- مصر تضيع يا وضيع منك له.. يا مصريون اخرجوا الآن وليس غدا فال ...
- تفرغت الشعوب العربية لحل كوارثها الثورية ب -صوتوا على..-
- كلمات قليلة في حق خليل الرحيل فيصل الحمداني
- من خبلي بها.. فى متون العشق -كل عام وأنا طيب-
- العمل السياسي للمرأة بين الشريعة الإسلامية والواقع المصري بع ...
- بعد قيلولة الجمعة - فك زنقتك تفك خنقتك- الترترة وأيامها
- مهزلة المعونة المصرية.. لمن..؟ للأسف دعوتكم كدعوة قوم لوط لم ...
- الذين لا يعرفون سوريا الآبية -1- يمزقونها على طبق الحرية الب ...
- أزمة المرأة العربية بين أفخاذ و عقول الذكور
- فماذا بعد العصيان المدني بأرض مصر؟
- إسقاط ما تبقى في المصري من مصريته.. رائع يا مصريون ورائعة ثو ...
- وصيتي إليكم قبل 11 فبراير: إن مت فلا تقولوا عنى شهيدا.!! صفو ...
- شذوذ الحزن على صقيع الدم المصري
- مشاهدات حياتية نقدية -1- من واقع النشيج والذقون
- النص الإبداعي التصادمي مع واقع الثورات العربية الطرح النظري ...
- شاى المسطول - وماجاء فى الكتاب المسطور المهجور-
- شيزوفرينيا الهطل الثوري في عقل الشخصية المصرية
- الغياب العقلي للمرأة المصرية وطمس هويتها وشخصيتها السياسية


المزيد.....




- روسيا توقع مع نيكاراغوا على إعلان حول التصدي للعقوبات غير ال ...
- وزير الزراعة اللبناني: أضرار الزراعة في الجنوب كبيرة ولكن أض ...
- الفيضانات تتسبب بدمار كبير في منطقة كورغان الروسية
- -ذعر- أممي بعد تقارير عن مقابر جماعية في مستشفيين بغزة
- -عندما تخسر كرامتك كيف يمكنك العيش؟-... سوريون في لبنان تضيق ...
- قمة الهلال-العين.. هل ينجح النادي السعودي في تعويض هزيمة الذ ...
- تحركات في مصر بعد زيادة السكان بشكل غير مسبوق خلال 70 يوما
- أردوغان: نتنياهو -هتلر العصر- وشركاؤه في الجريمة وحلفاء إسرا ...
- شويغو: قواتنا تمسك زمام المبادرة على كل المحاور وخسائر العدو ...
- وزير الخارجية الأوكراني يؤكد توقف الخدمات القنصلية بالخارج ل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد طلعت - بنكيران والزعامة الوهمية بمطاردة حلم الشباب فى العمل