أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد حسين حبيب - أنا و معلمي و شكسبير














المزيد.....

أنا و معلمي و شكسبير


محمد حسين حبيب

الحوار المتمدن-العدد: 3695 - 2012 / 4 / 11 - 17:01
المحور: الادب والفن
    


أنا ومعلمي و شكسبير
أ.د. محمد حسين حبيب
استذكار اول :
الزمان ( اليوم الخامس عشر من شهر تشرين الثاني من العام الف وتسعمائة وثمانون ميلادي )
المكان ( اعدادية الحلة للبنين العراقية / الشعبة أ – الرابع العام )
بسبب الضوضاء الصباحية التي اعتدنا عليها في مقهى ابي ثامر المقابل لمدرستنا لم اسمع جرس المدرسة الصباحي الاول لكني هرولت مع اقراني الطلبة لحظة رايتهم يهرولون مجتازا عرض الشارع الرئيس الذي يفصل ذلك المقهى بتلك المدرسة برغم اني لم اكمل قضم سندويج لذيذة كانت بيدي اشتريتها للتو من صاحب المقهى الذي كان يصنعها لنا خصيصا ويجلبها في زنبيله الخاص كل صباح .. اجهزت على السندويج باكملها وانا احاول تجاوز النظرات المخيفة لمدير المدرسة التي يرمقنا بها كل صباح مؤنبا ايانا لتاخرنا هذه الثواني القليلة التي تفصلنا عن دقات الجرس المدوية , المهم انني وصلت الصف وكان المعلم لما يحضر بعد ولله الحمد .. لحظات وسمعنا المراقب يصيح : قيام , فوقفنا جميعا احتراما وتحية للمعلم بطلعته البهية فحيانا بتحية الصباح طالبا منا الجلوس . . في هذه الاثناء لمحت بيد مدرس اللغة العربية – وكان الدرس الاول لهذا اليوم الادب والنصوص – لمحت بيده كتابين الاول كنا نعرفه هو كتاب الادب والنصوص اما الكتاب الثاني الذي لمحته كان اكبر حجما من كتابنا ولونه اصفر .. لحظات اخرى وبعد ان تاكد المدرس من نظافة السبورة كعادته قال لنا :
- اليوم يا اولادي سنترك كتابنا الادب والنصوص جانبا للدقائق الاولى من الدرس .. فقد جلبت لكم معي العدد الاول من مجلة الثقافة الاجنبية التي اصدرتها وزارة الثقافة والاعلام العراقية وهو متوفر الان في مكتبات الحلة وبسعر مائتين فلس , واحث من يستطيع على شرائه .
لحظات صمت واستغراب مرت على الجميع فقلت في سري : هو درس جديد ربما او ربما اختبار لنا من نوع جديد .. واستمر المدرس في حديثه :
- اولادي اجد في هذه المجلة وفي مثيلاتها من المجلات الثقافية خير عون لكم على تطوير وتحسين ثقافتكم في مادة الادب والنصوص وثقافتكم الادبية خارج الصف ايضا فلاتفوتوا الفرصة عليكم وانتم في ريعان شبابكم.
وفجأة فتح المدرس تلك المجلة الكبيرة الحجم وراح يخبرنا بمحتوياتها العديدة من (تقسيم الادب وانواعه وطبيعة الصورة الشعرية وقصيدة الغجر لبوشكين وكيف نقرأ الصخب والعنف لوليم فوكنر) وغيرها من الموضوعات المترجمة حديثا حتى توقف عند السونيتات الشكسبيرية السبع والعشرون التي كانت من ترجمة جبرا ابراهيم جبرا , شارحا لنا معنى السونيته ومفصلا لنا مكوناتها الاربعة كالفكرة وتوسيع الفكرة وتناقض الفكرة ثم الحل الحاسم في نهايتها , وراح المدرس يقرأ علينا السونيته التي تحمل رقم اثنا عشر وبحسب المقطع الاتي :
( يفخر البعض باصله , والبعض بنير عقله ,
ويفخر البعض بماله , والبعض بشدة بطشه ,
والبعض بردائه وان يكن حديث الطرز بقبحه ,
والبعض بصقره وكلابه , والبعض بأصيل جياده ,
ولكل مذهب في العشق لذة تلزمه , فيها يرى نشوة تفوق كل النشوات
أما أنا فنشوتي لست اقيسها على هذه المقتنيات
بل لدي ما يفضلها لانه افضل ما في الدنيا كلها .
هواك عندي افضل من شرف النسب ,
واغنى من المال , وابهى من البرد الثمينة ,
واعز من الصقور والجياد الاصيلة
واذا ما امتلكتك فانني أتيه بانني اجل الناس قدرا
ولكنني لامر واحد أبتئس هو , انك قد تاخذ هذا كله مني
فتجعلني أتعس الناس طرا . )
ص ص : 115- 116 من المجلة .

استذكار ثاني :
الزمان ( الخامس عشر من شهر اب من العام الفين وثمانية ميلادي )
المكان ( قاعة مسرح مديرية النشاط المدرسي في بابل - العراق )
مساء ذلك اليوم كان اليوم الاول لعرض مسرحية (هاملت امير الدانمارك) لوليم شكسبير من اخراج كاتب السطور ومن انتاج ودعم ورعاية ( المعلم ) نفسه , وبادارة حريصة من لدن مدير النشاط المدرسي الاستاذ والصديق غالب العميدي وتمثيل نخبة الخط الاول من ممثلي مدينة الحلة واستمر العرض لعشرة ايام بعد ان استمرت التدريبات مدة تجاوزت الستة اشهر , وكان اضخم انتاج مسرحي شهدته محافظة بابل العراقية عبر تاريخها المسرحي العريق حتى أصبحت تسمية هاملت البابلي هي التسمية الاكثر شهرة في الصحافة العراقية والعربية وعبر عدد من نقودات مسرحية مهمة بيد نقاد مسرحيين معروفين امثال : عواد علي و سباعي السيد وياسر البراك وعبد علي حسن وغيرهم . يبدو ان القدر الشكسبيري الذي جمعني مع ( معلمي ) منذ تلك السونيتات الشكسبيرية الجميلة الى مسرحية هاملت الكبيرة ما زال يلاحقنا وبطلب متواصل من المعلم نفسه ان نلتقي في مشروع مسرحي حلي عراقي كبير اخر وسيكون لشكسبير ايضا وعنوانه (تاجر البندقية) مشروعنا القادم والمنتظر ان شاء الله , وقد بدأنا فعلا بخطواته الاولى منذ مدة ليست بالقصيرة .

• شهادة القيت بمناسبة تكريم الدكتور حمادي العوادي من قبل جمعية الرواد الثقافية في بابل وفي مجلس الحاج مالك عبد الاخوة 2011تشرين الثاني . والعوادي هو المعلم المقصود في هذه المقالة .



#محمد_حسين_حبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسائل المسرح العالمي .. قراءة في عقدها الأخير
- رسائل ( الجمال والاخلاق ) في المسرح الجامعي العراقي
- ينابيع الشهادة العراقية مسرحيا
- جامعة بابل ودورها في تفعيل الوعي بالثقافة الرقمية
- مراكزنا المسرحية : بكم يمتد عمرنا المسرحي
- مسرحية (الحسين الآن)رؤية درامية مغايرة
- الشخصية الازدواجية من علل جامعاتنا العراقية


المزيد.....




- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد حسين حبيب - أنا و معلمي و شكسبير