أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد عفيفى - متلازمة مسلمهولم















المزيد.....

متلازمة مسلمهولم


أحمد عفيفى

الحوار المتمدن-العدد: 3694 - 2012 / 4 / 10 - 08:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



المسلمون، ربما دون وعى منهم، يقعون تحت تأثير متلازمة ستوكهولم، ومتلازمة ستوكهولم لمن لا يعرفها، هى ببساطة، تعاطف المجنى عليه مع الجانى، كأن يخطف احدهم رهينة ثم يعفو عنها، فتمتن تلك الرهينة للجانى لأنه أبقى على حياتها ولم يقتلها، وربما تدافع عنه أيضا عند محاكمته.

وهو ما يحدث تماما للمسلمين، فهم يدافعون بكل ضراوة وشراسة، وأحيانا بكل إيمان، عن هذا الوباء الذى لم يفلح فى شيء سوى فى مزيد من الكبت والقهر والتخلف لهم، الكبت الجنسى والقهر السياسى والتخلف الحضارى.

فعلى مدار تاريخهم، كان يجب إن يحكمهم رجل من آل البيت، ضاربين بعرض الحائط كل دعاوى الدين الحنيف بالتسامح والمساواة وإن أكرمكم عند الله اتقاكم وليس أقربكم من آل البيت، وأنكم سواسية كأسنان المشط، وكل ذلك الهراء المقدس الذى لم يطبق حرف منه على ارض الحقيقة.

حتى على مستوى العالم الافتراضى، الانترنت، فهم يصرون على مزاحمة وإزعاج اليساريين والليبراليين والعلمانيين واللادينيين والملحدين، بدس أنوفهم فى مواقعهم ومقالاتهم، رغم أن هؤلاء الأوائل يكتبون بعيدا عنهم وعن لغطهم ولججهم فى مواقع خاصة بهم، إلا أنه يبدو أن التطفل والتنطع آفة إسلامية.

فأنت تتخير موقع كموقع الحوار المتمدن لتكتب به ما يجول بخاطرك وتعبر فيه عن آراءك وقناعاتك بعيدا عن محافلهم السنية وعقولهم الصدئة التي دفنت مع نبيهم منذ 1400 عام إلا أنهم لا يفتئون يزاحمونك نفس المكان بكل سماجة ولجاجة المتطفلين غير المرغوب عليهم.

وهم هنا مثالا حيا على تلك المتلازمة، متلازمة ستوكهولم، أو فى حالتهم تلك متلازمة مسلهولم، فأنت تنتقد دينهم ومعتقداتهم وتفندها وأحيانا تسخر من رسولهم وإلههم والأولى بهم إن يتجنبوا كل ذلك الأذى واللغط ويعرضوا عنه ويتركوك لحالك أو يتركوا حسابك على الله طالما هم مؤمنون بالله وبحسابه.

الا انه يبدو إن هناك متعة خفية فى تلقى كل ذلك الركل والصفع والسب لهم ولرجلهم الميت، تلك المتعة التي يستشعرها المازوشيون أو المازوخيون ممن يستمتعوا بتعذيب انفسهم بقراءة سبهم وسب رسولهم وإلههم أو بقراءة نقد دينهم ومعتقداتهم البالية التي لا تقنع دابة ورغم ذلك تقنعهم أو تستحوذ عليهم بهراءها المقدس الخالى من المنطق والحكمة والعقل.

وذريعتهم فى تقبل ذلك الهراء والإيمان به، هو انه منزل من الله على كهل يعشق الزواج من القاصرات والأسيرات والمطلقات، وكل هراءه المقنع أخذه عن ورقة ابن نوفل النصرانى ابن عم زوجه وعراب زواجهما، ومن سلمان الفارسى المجوسى المسيحى ومن أحبار اليهود وأخبار الأولين، وليس من سماء صماء لا يقطن بها حتى كائنات افتراضية!

كل الشواهد تدل على إن الله لا يميز المسلمون بل ويبتليهم بفقر وفساد وغباء يجعل من أممهم فى ذيل قائمة الدول الإنسانية، ويدفع بالكفار والمشركين به الى مصاف الدول المتحضرة التي تحترم العقل وتحترم الحياة وتحترم الإنسان بل وتعمل من اجل خير تلك الحياة ورغد ذلك الانسان، وليس إلهائه بجنات وحياة اخرى وجهاد وتفجير وكراهية للناس والحياة.

الاسلام اكبر مقبرة جماعية عرفها التاريخ، وكل المسلمون مدفونون فى قبر رجل مات منذ 1400 عام، ومن يحيا منهم يستن بسنته التي لا عقل لها ولا حكمة من ورائها، فلا فطرة فى حف الشارب ولا حكمة فى تقصير الثوب ولا عقل فى مخالفة النصارى أو المشركين بإعفاء اللحى فكل رجال الدين النصارى بلحى وكل المشركين قديما كانت لهم لحى.

المسلمون لا يفتئون يطلبون من الله إن يغفر لهم ذنوبهم، حتى أولئك الطيبون الذين لا ذنوب لهم، وكأنهم بقرارة نفسهم لا يأمنون مكر الجانى أو الله أو امكر الماكرين على حد قول الله واصفا نفسه، ولا أدرى كيف يكون الله ماكرا، ولن اقبل اى تفسير مخرف يصف المكر بالدهاء أو الذكاء، فالمكر مكر، خبث وضعة ، ولا يجوز بحال إطلاقه على الله.

المسلمون خائفون وهالكون وتائبون على الدوام، وكأن الله سجان أو طاغية ويجب عليهم دائما الدعاء له وطلب العفو والمغفرة منه والطواف حول ناصيته حتى يعفو ويرضى، وكأنه لا يرضى سوى بدموعهم والمهم وبكائهم ودعائهم وحسرتهم وندمهم، اى اله هذا الذى يضع عباده تحت هذا الضغط النفسى طوال الوقت وطوال حياتهم، الا فى حال انطبق عليهم لفظ عبيد بدل من عباد، وهو بذلك لا فرق بينه وبين الطواغيت بل ويتساوى مع فرعون وكسرى وقيصر وكل الجبابرة والطغاة، ممن ترجا رحمتهم اتقاء لشرهم.

المسلمون محنطون فى توابيت كحفريات الديناصورات والماموث فى متاحف التاريخ الطبيعي، حتى ينفذ الله أمرا كان مفعولا، فلا إرادة لهم ولا رغبة فى الإرادة، طالما الإرادة الإلهية موجودة وحكيمة ومتحكمة ومتسلطة، وكفاهم عبئا وعزا أن تفنى إرادتهم فى إرادة الله، الكلى القدرة الكلى المعرفة، وأن يلقوا عن كاهلهم تلك المسئولية والأمانة الثقيلة والمزعجة، ولا عزاء لعقولهم ورغباتهم وإرادتهم الحرة.

المسلمون يتعاملون مع ذلك الرجل الميت ومع الله تماما كما يتعامل المجنى عليه مع الجانى، فدنيتهم فانية وحياتهم كلها عبارة عن ابتلاء ودار فرار وليست دار قرار، والويل كل الويل لمن فكر وقدر فقتل كيف قدر! وكفى بهم أن الله وهب لهم الإسلام وأن رجلهم الميت تركهم على المحجة البيضاء التي لا يعرف نصفهم ماذا تعنى تلك المحجة؟

ايها المسلمون، انتم تنزلون بالله من عليائه عندما تعترضوا وتتعرضوا لمقالاتنا، انتم تسخفون من رجلكم الميت عندما تنصروه وتناصروه على المذبح الخطأ، وتدفعوا بنا دفعا، وتعطوا لنا الذريعة لنكتب وننتقد ونسخر، فقط لأنكم تأتون وتجادلون وتستفزون وتغالطون.

ربما لو كنت مكانكم، لتركت الله فى عليائه، ينتظر ليقتص، ولم أزعج نفسى بمجادلات ومهاترات مع غير المؤمنين به، ربما تركت رجلكم الميت يرقد بسلام فى قبره بدلا من التمتع بالتمثيل بسيرته.

ربما لو تركتمونا نكتب ونتشدق ولم تعيرونا من وقتكم الثمين واهتمامكم المفرط، لفترت همتنا وذهب حماسنا، ولكنكم دون إن تدرون ودون وعى منكم وربما بوعى وقودنا لتلك المقالات وتلك الاستفزازات التي تنال من معتقداتكم ورجلكم والهكم.

رجاءا، تخلصوا من متلازمتكم وترفقوا قليلا برجلكم والهكم، فالله خير حافظا إن كنتم حقا تؤمنون وتفقهون.



#أحمد_عفيفى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصص الأغبياء
- عبقرية الدين
- المتنطعون
- وحى لم يوحى
- الصحابة ... مافيا الله عنهم
- اشعر أحيانا بالحزن
- الجحيم .. ينسف صفتى الرحمن و الرحيم
- الحضارة ... غير الإسلامية
- الدعاء غير المستجاب
- تُنكح المرأة لأربع
- الولاء ... و البراء
- بودا ... بالحق يقول
- ويفرق بين المرء وزوجه
- الحجر الأسود المقدس .. رمز دينى جنسى ... أيضا مقدس
- الجنة والجحيم .. كذبتان ... فبأى آلاء ربكما تصدقان
- القرآن .. كتاب الموتى ... عند قدماء المسلمين
- الله .. وصاحبتى ... وأنا
- الله .. وأبى ... وأنا
- اغونان وشاهر وشومان
- لو كنت الله


المزيد.....




- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد عفيفى - متلازمة مسلمهولم