أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - حسن خضر - نبوءة سعد الدين إبراهيم..!!














المزيد.....

نبوءة سعد الدين إبراهيم..!!


حسن خضر
كاتب وباحث

(Hassan Khader)


الحوار المتمدن-العدد: 3694 - 2012 / 4 / 10 - 05:01
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


قال المرشح الإخواني للرئاسة المصرية خيرت الشاطر: إن تطبيق الشريعة هدفي الأوّل والأخير. يدخل هذا القول في باب ما قل ودل. وما قل ودل يحتاج إلى تفسير وتدبير.
بداية، يأتي هذا القول في سياق لعبة ديمقراطية عنوانها التنافس على مقعد الرئاسة، في انتخابات يحتكم فيها الناس إلى صناديق الاقتراع. وهذا يعني أن السباق على عقول الناخبين وقلوبهم مفتوح للجميع أولاً، وأن من حق المتسابقين ومن يؤيدون برامجهم الانتخابية التشكيك في صلاحية هذا المتسابق أو ذاك، لانتزاع ما قد يحصده من أصوات محتملة ثانياً. وهذه قاعدة أولى من قواعد اللعبة الديمقراطية.
واستناداً إلى هذه القاعدة، ثمة ضرورة للتشكيك في صلاحية الشاطر، ومن هم على شاكلته، لمنصب الرئاسة. لماذا؟
لأن نجاح الشاطر في الفوز بمقعد الرئاسة، ونجاحه في تحقيق هدفه الأوّل والأخير ينطوي على احتمال أن تكون هذه الانتخابات هي آخر الانتخابات الديمقراطية في مصر. فمن يضمن بعد النجاح الأوّل والثاني ألا يرى الشاطر، وخلفاؤه، في أنفسهم حماة للشريعة إلى حد يصبح معه البقاء في سدة الحكم جزءاً من خطة سماوية.
فدعوة الشاطر ـ على غرار دعوات أخرى ـ شمولية وخلاصية من حيث الجوهر. وقد عرف بنو البشر في القرن العشرين دعوات مشابهة، وإن كانت معلمنة، كان الهدف الأوّل والأخير لأصحابها إما تطبيق الاشتراكية، أو تحقيق رسالة أمة خالدة. وفي جميع الأحوال أقاموا أنظمة دكتاتورية ترفض الاحتكام إلى صناديق الاقتراع، أو تحرص على تزويرها، وألحقوا بشعوبهم الويل والثبور وعظائم الأمور.
فلننظر إلى الأمر من جانب آخر، ولكن في السياق نفسه: لنفترض أن كل ما سبق غير صحيح، وأن لا تناقض في نظر الشاطر، ومن هم على شاكلته، بين تطبيق الشريعة، وشروط اللعبة الديمقراطية، بما فيها الاحتكام إلى صناديق الاقتراع، والحق في التنافس على عقول وقلوب الناخبين، فهل يقبل هؤلاء، إذا أصبحوا في سدة الحكم، بحق آخرين في التنافس على مقعد الرئاسة، أو البرلمان، في انتخابات لاحقة باسم برنامج يدعو إلى إلغاء الشريعة (في حال تطبيقها) وإلى فصل الدين عن الدولة؟
لا بأس. فلنحاول خفض السقف قليلاً: تعاني مصر من الفقر والبطالة وتدني مستوى المعيشة، ومشاكل البنية التحتية، والتعليم، والصحة، والزراعة، والصناعة، والمواصلات، وزيادة عدد السكّان، وترهل بيروقراطية الدولة.
فهل يعني تطبيق الشريعة توفير الحلول المناسبة لكل تلك المشاكل إذا كان الجواب بنعم، فنور على نور. بيد أن أحداً لا يستطيع الرد على سؤال كهذا بقدر كبير من الثقة قبل مرور سنوات، يتم فيها اختبار نجاعة وصلاحية الحلول. ولكن ماذا يحدث إذا ثبت مع مضي الوقت تفاقم المشاكل وعدم نجاعة وصلاحية الحلول؟ هل يعترف الشاطر، ومن هم على شاكلته، بالمسؤولية السياسية والأخلاقية عن فشل الحلول؟
يمكن، بالتأكيد، طرح مزيد من الأسئلة. ولكن كلام الشاطر، ومن هم على شاكلته، يحيل إلى أمر يصعب تجاهله: إذا وضعنا هذا الكلام على خلفية الفكرة الأساسية لجماعة الأخوان المسلمين، التي تدعو إلى التدرج في نقل المجتمع من الجاهلية إلى الطريق القويم، وترى في تطبيق الشريعة تتويجاً لذلك السلّم، فإن في دعوة الشاطر، ومن هم على شاكلته، ما يوحي بالوصول إلى نهاية الشوط، وبلوغ مرحلة يسمونها التمكين. التمكين يعني الوصول إلى السلطة، والهيمنة على وسائل الإعلام والتعليم، وملكية واحتكار أدوات القمع.
في هذا الإيحاء المُبكّر بالوصول إلى نهاية الشوط ما يدل على إفراط في التفاؤل والثقة. وكلاهما مفهوم في ضوء نتائج الانتخابات البرلمانية المصرية، التي ضمنت للإسلاميين، من أخوان وغيرهم، نصيب الأسد. ومفهوم، أيضاً، في ضوء ما أحرزه الإسلاميون من نجاح في بلدان عربية أخرى. كما ويصبح مفهوماً أكثر في ضوء ما يقال عن تفاهمات ضمنية بين الأخوان، وغيرهم، من جهة، والولايات المتحدة من جهة أخرى.
ومع ذلك، في تعبير الإسلاميين من أخوان وغيرهم عن التفاؤل والثقة بمفردات السياسة، ما يقرع أكثر من ناقوس للخطر. هذا، على الأقل، ما تجلى في كلام الدكتور سعد الدين إبراهيم، الذي يرى في مقالة بعنوان "الأخوان والاستحواذ الكامل على الوطن"، في جريدة "المصري اليوم"، أن المصريين أصبحوا أمام خيارين (وهنا أنقل مفرداته كما هي): "إما الاستسلام لقضاء الله والأخوان، أو الاستعداد لثورة ثانية لتحرير مصر من جبروت الإخوان المسلمين".
والمفارقة، في هذا الشأن، أن هذا الكلام يصدر عن سعد الدين إبراهيم، الذي أبدى في السنوات الأخيرة، خاصة بعد خروجه من سجن مبارك، تعاطفاً واضحاً مع الإسلاميين. ونوجز، هنا، المؤشرات التي أشعلت الضوء الأحمر أمام ناظريه على النحو التالي: هيمنة الأخوان على لجنة صياغة الدستور، وترشيح من يمثلهم في سباق الرئاسة، خلافاً لوعود سابقة، وسعيهم إلى تحقيق أغلبية في انتخابات مجلس الشعب، خلافاً لوعود سابقة أيضاً.
لا قيمة، في السياسة، للوعود، ولكن الداروينية السياسية للإخوان المسلمين، بعد كل، وفي ظل، ما حدث على مدار عام مضى، تثير دلالات مفزعة من شأنها الحكم بالفشل على استيهامات سابقة راودت ليبراليين، وعلمانيين، وقوميين، حول النموذج التركي، وإعادة إنتاجه في العالم العربي، وفي مصر على نحو خاص. وإذ كان ثمة من ضرورة للكلام عن نماذج أقرب إلى الواقع من النموذج التركي واستخلاص دروسها، فإن في تجربتي غزة والسودان ما يكفي ويزيد.
أخيراً، وبقدر ما يتعلّق الأمر بمصر، إذا سقط الجيش في قبضة الأخوان والإسلاميين دخلت مصر في نفق طويل، وتحققت نبوءة سعد الدين إبراهيم.



#حسن_خضر (هاشتاغ)       Hassan_Khader#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تفاهة الشر..!!
- الواقع بعينين أوسع قليلاً..!!
- كل عام وأنت بخير يا محمود درويش..!!
- بنغازي سورية في حمص، ولماذا أحبطها الأميركيون!!
- في رثاء ماري كولفن..!!
- السباحة في الماء بلا بلل..!!
- رسالة إلى الرقم 1842..!!
- لا شيء يفنى أو يُخلق من عدم..!!
- مديح العام 2011..!!
- البيان والتبيين في خلافة المسلمين..!!
- المحبوب والعزيز والوارث، وكلهم زعماء..!!
- صعد الإسلاميون، وماذا بعد؟
- مصطفى موند..!!
- نهاية النظام في الأفق..!!
- سايكس بيكو الجديدة أم أغنياء النفط..!!
- معمّر القذافي، نهاية لا تليق بملك..!!
- في وداع فرانسوا أبو سالم..!!
- لماذا كلما اقتحموا مدينة عادوا إليها، وما وجه الشبه بين ليبي ...
- مبروك يا طرابلس والعقبى لأختك دمشق..!!
- عن العدوان الثلاثي، ومسلسل في حضرة الغياب..!!


المزيد.....




- فرنسا: الجمعية الوطنية تصادق على قانون يمنع التمييز على أساس ...
- مقتل 45 شخصا على الأقل في سقوط حافلة من على جسر في جنوب إفري ...
- جنرال أمريكي يوضح سبب عدم تزويد إسرائيل بكل الأسلحة التي طلب ...
- شاهد: إفطار مجاني للصائمين في طهران خلال شهر رمضان
- لافروف عن سيناريو -بوليتيكو- لعزل روسيا.. -ليحلموا.. ليس في ...
- روسيا تصنع غواصات نووية من جيل جديد
- الدفاع الأمريكية تكشف عن محادثات أولية بشأن تمويل -قوة لحفظ ...
- الجزائر تعلن إجلاء 45 طفلا فلسطينيا و6 جزائريين جرحى عبر مطا ...
- لافروف: الغرب يحاول إقناعنا بعدم ضلوع أوكرانيا في هجوم -كروك ...
- Vivo تكشف عن أحد أفضل الهواتف القابلة للطي (فيديو)


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - حسن خضر - نبوءة سعد الدين إبراهيم..!!