أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نوزاد نوبار مدياتي - حياة ما بعد الموت !














المزيد.....

حياة ما بعد الموت !


نوزاد نوبار مدياتي

الحوار المتمدن-العدد: 3693 - 2012 / 4 / 9 - 21:56
المحور: الادب والفن
    


أنفض غُبار قَبري ، شُعاع الشمس يسطير على بَصري ، أتكيء على قبراً لإمراءة " زانية " ؟!
لن تنهض رٌبما أجهدتُها ليلة أمس عندما كنا أموتاً ،احاول الوقوف على قدمي ، على يمني .. طفلاً فقد حياتهٌ على يد مسلم إنتحاري ، شاباً كنت اسامره قتل بسبب أرتدائه لباساً غربياً !!
يتحاور بالقرب من النخلة سياسيون ماتوا بصراع الكراسي بعد موت ظمائرهم !
خطواتي تبدو أنها تتسارع ، أجهل مَسار إتجاهي ، منذ زمن بعيد لن أتحسس هذا العالم المادي ، أين كنت ؟!
أحاول إسترجاع ذاكرتي ، لقد نخرها نومي الطويل الهاديء!!
أبحث عن صديق قد مات معي لنفس السبب ؟!
وبين القبور أبحث عن صديقة وعدتها بخاتم من الفضة منقوش عليه كلمة " أصدقاء "
وجوه غريبة في مدينة الأموات ، لن أعرفهم من قبل .. كنت قد سمعت عنهم ؟
اللباس جُله مسود ، حفاي الأقدام ، كاحلين الوجوه ، مليئة السنهم بقيح التطرف ، يكرهون الحياة بجُل أشكالها ، ريثما تواجدوا تواجدت معهم الدماء والتخلف !!
ينسبون انفسهم للفضاء ، يحكمون بمنكر أفكارهم المتخلفة ، يرفعون صور وأعلام وأصنام أجهل تصنفيها ، لحياهم متسخة بأفكار لن أجدها في "جهنمي" الجميلة عندما كنت مَيت !
لهم ألقاب يتميزون بها ، يتفاخرون بها ، يسيرون بها ، يقتلون بها ، يعيشون بها ، يقتاتون فتات الحيض من مخارجها !
إمرأة عجوز تسير خلفي ، تناديني باسمٌ ليس بأسمي ، التفت ببطيء لإتعرف عليها
تبتسم وتجاعيد ووجهها حفرت بين طياته آلّام الزمن، تعاود الكُرة وتناديني التفت وأبتسم وأكمل خطواتي الباردة؟!
أخيراً وجدت قبر صَديقي لكنه مهدم ومكتوب عليه " هذا جزاء كل كافر " ومزغرف بآيه قرأنية تقول (قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يُعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون ) !
أحاول أن أرفع عنه غطاء القبر لينهض معي ، يفتح إحدى عيناه الخضرويتين ، يرفع إحدى يداه ويلوح بيده بالرفض ؟
يرفض أن يعود للحياة ، أحاول ان اقنعه بِالعود ، يلتف على شماله ، وَ ينام !!
أتركه لرغبته ، فهو كان كذلك قبل أن يعيش في قبره !
تصادفني الإمرأة العجوز مرة اخرى ، تنطق أسم أخر مختلف عن أسمي ، ألتفت و أبتسم وأسير بعيداً عنها !
أستمر بطريقي ، أحاول أن اخرج من هذه المدينة .. لا مفر جميعها قبور !
استمر بالسير حتى وجدت قبر صديقتي ، قد قامت من الموت و وقفت على باب قبرها ، بيدها ورقة رثة متربة مكتوب فيها ( قبراً أظلم أنارته أفكاري خيراً من حياة أظلمت بجهالة أفكار الاغبياء )
أبتسمت بوجهها ، أسرعت لي .. إحتظنا بعضنا البعض ؟
آآآآه لن تتغير رائحتك يا صاح ؟!
إنتي كذلك مازلتِ بنفس العبق أيتها الفاتنه ؟!
تمسك يدي بقوة ، تعتصر اصابعي ثم تتذوق الصغير منهم !!
هكذا كانت دائما تفعل ، تهمس أحبك يا صديقي ، ابادرها بعشق عذري أنتشي منه دموعاً واحلاماً لمراهقين نتخاصم من أتفه الاشياء ولن تمضي ثوان الا ونعود بحظن بعضنا.
نسير مع بعض ، تختبأ خلفي فجاءة ؟!
ما بكِ ؟ لما اختبأتي يا صغيرتي ؟!
بصوت خافت ودموع غزيرة وجسد مرتجف ، انه هو .. هو .. هو ؟!
رجل يرتدي لباس قصير أبيض ، ذقنه طويل ، محفوف الشوارب وعلى جبينه سيماء التعبد !!
من هذا يا صديقتي ؟
هذا الذي قال " الله واكبر " إنتحر وقتلني !!
نكمل سيرنا ، نحاول أن نغتلس الأنظار ونبتعد عنه بسرعة ، تلتفت خلفها
يذهب ويجلس مع البعض من أشبابه !
نسير ، تسألني الى أين نذهب
لا أعرف .. لا نعرف !!
الإمرأة العجوز من جديد ، تبتسم وتستوقفنا بعصاتها التي تتكأ عليها ، تعطينا زهرة بيضاء شكلها غريب جداً !
نقترب من تلك الزهرة ، نستنشقها مع بعض
تحاول أن ترشدنا لطريق غير الذي نسير به ، أنظر بعين صديقتي ، ملامح وجهها يدل على القبول إتجهنا حيث ما أرادات العجوز .
الطريق كان طويل جداً ، وصلنا لأخره ، حياة جديدة شمس شارقة لاتغيب ، عصافير تزقزق ، أشجار مخضرة زهور ملونة ، بيوت من حجر ، أنهر مائها صافي ، أسماك باللوان الطيف ، أطفال يلعبون ، العجوز انقلبت الى بنت في ريعان شبابها ، همست بأذننا
هذه مدينة افكاركم الجميلة ، فإن القبور للافكارهم القبيحة وافكاركم حية لا تموت !
***
سأدون أمنياتي في شوارع الأمل بطبشور أبيض بخط كبير حتى ينهض الأمل من بين أضلع الحياة ، وسأصارع وحوشها بقلمي فهو أسمى من قلم رأسه سيف و رمحاً فيه للسابقين رزقاً !!



#نوزاد_نوبار_مدياتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عيد حٌبنا يا حبيبتي / خربشات على جدار عيد الحب
- رسم من فحم على اوراق الوهم !! / قصة قصيرة
- ملح ،، زيت ،، زعتر / خربشات على جداري - 5
- كرسمس الإموات في مدينتي ؟! - خربشات على جداري / 4
- متى تكسر خشبة المسرح - خربشات على جداري / 3
- موائد عمل او عشاء – خربشات على جداري / 2 !!
- طيوراً في محراب الحياة – خربشات على جداري / 1 !!
- كان موعد في حانة واخر من الشرفة ؟
- العراقيون في دوائر شاغلة وخداع مستمر ؟!
- العراقيون في دوائر شاغرة وخداع مستمر ؟!
- مسلسل الحسن والحسين والهروب من التاريخ
- محكمة الرأيّ بين العلن والسر
- تولتارية الشرق الاوسط !
- المواطنة .. أديان / مذاهب وقوميات ( عراقية )
- في مفهوم الحرية الفكرية / فلسفة عصفوران !!


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نوزاد نوبار مدياتي - حياة ما بعد الموت !