أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق الازرقي - يوم تاريخي أضاعوا بريقه في لجّة الفشل السياسي















المزيد.....

يوم تاريخي أضاعوا بريقه في لجّة الفشل السياسي


صادق الازرقي

الحوار المتمدن-العدد: 3693 - 2012 / 4 / 9 - 13:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أثبتت الأحداث الأخيرة التي عصفت بالأنظمة الدكتاتورية في الدول العربية، ان عملية ازاحة انظمة الاستبداد والحزب الواحد والفرد الواحد، لن يتأتى لها النجاح الا بالقوة العسكرية القادرة على مواجهة الآلة العسكرية لتلك الانظمة والانتصار عليها، فلولا تمرد الجيش المصري على حكومته، وعصيان أوامرها بقمع المتظاهرين، لما سقط حسني مبارك، ولما وقع ما وقع في تونس، ولولا استعانة الشعب الليبي بالقوة العسكرية لحلف شمال الاطلسي "الناتو"، لكان القذافي، يفتك حتى الآن بالشعب الليبي ولقضى على انتفاضته وثورته، مثلما قضى صدام على انتفاضة الشعب العراقي الكبرى في ربيع 1991، ولكان افنى الشعب الليبي ولقتل الاضعاف المضاعفة من الناس من اجل ان يبقى في السلطة، ولولا التدخل الاقليمي والدولي في الوضع اليمني لما ترك علي عبد الله صالح السلطة وولى الادبار من الشعب اليمني الثائر.
اما الوضع السوري؛ فانه يضرب لنا مثلا على استهانة الحكم الدكتاتوري بالارادة الشعبية، المطالبة بتنحي رأس السلطة في الاقل، واستمراره على ادامة دوامات الدم في سبيل ان يبقى الحاكم الاوحد على الشعب السوري المضطهد.
وبرأيي ان الرئيس السوري بشار الاسد سيواصل التشبث بالسلطة الى آخر رمق، ولن يقبل بأي حل سياسي او اصلاحات للأزمة كما يدعي، ولقد بدأ الشعب السوري يطالب علنا بالتدخل العسكري الدولي لاسقاط النظام، والمفارقة هنا ان الوضع السوري، يشبه الوضع العراقي قبل وابان انتفاضة آذار 1991 بدرجة كبيرة، كما ان الحزب نفسه هو الذي حكم في البلدين، والغريب هنا، ان هناك جهات في الحكومة العراقية تدعم هذا النظام الدكتاتوري البشع، وتسعى للإبقاء عليه، في حين اسهم قبل ذلك ـ وربما مازال ـ في قتل وجرح المئات من العراقيين، عن طريق الانتحاريين والإرهابيين العرب الذين كان يسهل لهم طريق الدخول الى العراق.
اوردنا تلك الامثلة؛ لأننا في العراق عشنا اوضاعا مماثلة من الحكم الدكتاتوري، بل تفوق تلك الدكتاتوريات في مديات الاجرام والقمع وتغييب الناس، وقطعا فليست بنا حاجة لإيراد الامثلة، لنقيم الدليل على ذلك فما اكثرها، ويكفي الإشارة الى الحروب التي اثيرت مع الدول الاخرى، والمقابر الجماعية التي عثر ويعثر عليها حتى الآن، ولكننا نقول، كان شعبنا العراقي يعيش في ظل نظام الحكم الذي سبق اليوم التاريخي في 9 نيسان 2003 وضعا فريدا، تمثل بنظام منقطع النظير في اجرامه، لم يقبل بأي مساس بشخص صدام حسين، وكان يسوق الناس لمجرد التفوه بعبارات ضد رأس النظام الى السجون وينفذ الاعدام بأعداد كبيرة منهم، ولقد عجز الشعب العراقي عن إحداث التغيير المطلوب، برغم انتفاضاته المتكررة واشهرها انتفاضة آذار عام 1991 التي خرج فيها الشعب عن بكرة ابيه متمردا على الدكتاتور الذي اوشك على السقوط لولا، الحسابات السياسية الامريكية والاقليمية في حينه التي ارتأت الابقاء على النظام وانهاء الانتفاضة، والاكتفاء بإقامة مناطق الحظر الجوي في الجنوب وفي كوردستان العراق، في ظروف ليست بنا حاجة لتذكرها، ولقد استغل السياسيون الكورد تلك الظروف خير استغلال، وتحركوا انسجاما مع ذلك الوضع، ما ادى الى نشوء المنطقة المحررة في كوردستان العراق في تسعينيات القرن الماضي، التي تمتعت بادارة شبه مستقلة مهدت لعمليات بناء واعمار كبيرة، سيظهر تأثيرها لاحقا، كما ان تلك المنطقة اسهمت بقسط كبير في القضاء على النظام المباد، ووفرت الارضية و الملاذ الآمن لمعارضي الدكتاتورية من الوسط والجنوب في فصائل الانصار المسلحة، وضمن قوى المعارضة الاخرى.
اما (القادة) السياسيون العراقيون في الوسط والجنوب فأخفقوا في اغتنام الفرصة، وبرغم ان طيران النظام المباد كان محظورا في بعض مناطق الجنوب، فإنهم لم يحسنوا الاستفادة من ذلك، وظل معظمهم اذا لم نقل جميعهم قابعين في بلدان المهجر في اوروبا وامريكا، وبعض دول الجوار، ولم يفعلوا شيئا لانقاذ الشعب العراقي حتى تكرمت عليهم الولايات المتحدة الامريكية، بتحريك قواتها لاسقاط النظام.
وبصراحة نقول، لولا سعي امريكا لتفعيل القرارات الدولية، واخذ الضوء الاخضر للتحرك العسكري، ذلك الدور الذي اقترن بتضحيات العراقيين بشتى انتماءاتهم وتواصل نضالاتهم وتحديهم للنظام في الداخل، لما استطاع سياسيو الخارج فعل شيء.
لقد عادت الحسابات الامريكية في عام 2003 الى وجهتها الصحيحة، لتقف مع تطلعات الشعب العراقي وسعيه لنيل حريته، وتغيير الوضع واسقاط النظام الدكتاتوري، بعد ان تعاونت معظم قيادات قوى المعارضة على الاستفادة من قوة الجيش الامريكي لاسقاط النظام، الذي ما كان بمقدور الشعب العراقي الاعزل والمسحوق بالحروب والحصار، ان يحققه، لذا اسهمت القوات الامريكية بالقسط الاكبر من عملية اسقاط النظام.
و الآن، ونحن ندخل السنة العاشرة من عمر التغيير، نرى ان بعض السياسيين يحاولون القفز على تلك الحقيقة، والتقليل من شأن الدور الدولي ولاسيما الامريكي باسقاط النظام، وتتوالد الخشية من ان يفرطوا بعلاقاتهم مع اكبر قوة في العالم والأكثر تطورا، في الوقت الذي يفشلون في تقديم اي شيء يليق بالمواطن العراقي، وبرغم ادعائهم ان الانسحاب الامريكي سيفتح لهم بوابات البناء على مصاريعها، فان القوات انسحبت ولم يتطور من وضع البلد شيء، بل هو يسير نحو الاسوأ والمصير المجهول، اذ يقترن استقبال الذكرى العاشرة للتغيير، بأسوأ أداء سياسي حيث تتصاعد صراعات السياسيين، ونزاعاتهم، لتصل الى ذروتها، بالضد من آمال وطموحات المواطن، ولم يزل سياسيو العراق في الوسط والجنوب، يتنازعون حتى هذه الساعة، على قضية التسمية .. هل نسمي ما وقع تحريرا ام احتلالا؟ في حين تركوا القضايا العظمى التي تهم الشعب، من دون حل، وراكموا فسادهم وسرقة اموال الناس واهملوا حاجاتهم.
لقد مرت بلدان أخرى بأوضاع مشابهة، وفي المانيا مثلا يقول المؤرخون، انه برغم أن رايات الحرية رفرفت فوق ألمانيا بسقوط النظام النازي ، لكن التساؤل ظل قائما ترى هل كان هذا تحريرا أم استسلاما؟ ويوضحون، ان هذا التساؤل بقي يطرح نفسه لعشرات السنين في النقاشات السياسية والتاريخية، ويشيرون الى ان السجال جرى حسمه من قبل الرئيس الألماني السابق، ريتشارد فون فايتسكر، اذ قال في خطابه أمام البرلمان الالماني بمناسبة الاحتفاء بالذكرى الاربعين لنهاية الحرب العالمية الثانية وسقوط هتلر، مجيبا على التساؤل، فيما إذا كان هذا اليوم يشكل ذكرى تحرير أم هزيمة لألمانيا "إن الثامن من أيار عام 1945 كان يوم التحرير، لأننا في هذا اليوم تحررنا من نظام النازيين الطاغي"، بل انه توجه الى موسكو التي اسقط جيشها الاحمر، النظام النازي للاحتفال بنهاية الحرب هناك.
هذا الموقف اشار اليه أيضا المستشار الاسبق جيرهارد شرودر في احتفالات نزول الحلفاء على سواحل نورماندي، معبرا بذلك كما ذكر عن آراء 80 % من الالمان طبقا لاستطلاع للرأي أجري في السنوات الاخيرة. كما شارك شرودر في احتفالات موسكو.
وخلاصة القول؛ ان السياسيين العراقيين، تعاملوا مع قضية التاسع من نيسان مثل قضايا الإساءة للحريات العامة، ومحاولات فرض اللباس المعين على الناس، من قبل جهات وافراد، يدّعون امتلاكهم الحقيقة المطلقة، التي ستوردهم بوابات جنة الله في الوقت الذي يسرق كثير منهم المال العام ويحوز الاراضي والاملاك العامة، في حين لم يحققوا شيئا لفقراء العراق الذين تعاظمت أعدادهم.
لقد أمعنوا في ترك الناس نهبا لمصيرها ومستقبلها المجهول، من دون مشاريع كبرى تحل مشكلاتهم، وتركوا البلد نهبا للخراب من دون اعمار برغم توفر فرصة الانفتاح على العالم، لاسيما امريكا واوروبا، و نسى السياسيون مغزى (نعال) ابو تحسين الذي صفع وجه الطاغية في نهار السقوط المدوي، واكتفوا بدلا من ذلك بالافتخار الزائف بإلغاء عطلة اليوم التاريخي في التاسع من نيسان.



#صادق_الازرقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من عجائب العراق الجديد: أعطني أمنا ً واستقرارا ً، أعطيك فقرا ...
- هل تجري مطاردة الفساد فعلا؟
- ما الذي (يقبضه) العراقيون من القمة العربية؟
- شعب اعزل ونواب -مصفحون-
- الصراع النفطي الكهربائي ينبئ صيفا ً مميتا ً
- جهود الحكومة (لعدم) إصلاح الكهرباء!
- سياسة المتاجرة بالطوائف
- الاغتيال الجماعي للعراقيين
- مسؤولون يسعون للاستيلاء على قصور صدام وتسجيلها بأسمائهم
- ضم مناطق جديدة الى بغداد تكريس للتخلف واعتراف بالفشل
- الأراضي والرواتب للوهميين، و الحسرة للآخرين
- هل يسترد فقراء العراق أموالهم المسروقة؟!
- الزحف الحكومي لاحتلال بغداد
- حقيقة أسعار شقق بسماية!
- رفقاً بالطلبة!
- مهنة متاعب .. أم مهنة سرقات؟!
- الكهرباء لعبة سياسية متقنة
- هل تحققت الديمقراطية في العراق؟
- نهاية عقيد
- مُتنفس النواب للفرار بالغنيمة


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق الازرقي - يوم تاريخي أضاعوا بريقه في لجّة الفشل السياسي