أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد عبد القادر احمد - التمييز بين الجهادية والكفاحية هامش تمييز الوسطية الدينية














المزيد.....

التمييز بين الجهادية والكفاحية هامش تمييز الوسطية الدينية


خالد عبد القادر احمد

الحوار المتمدن-العدد: 3692 - 2012 / 4 / 8 - 17:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



مما لا شك فيه انه يجب ابداء الاعجاب والاقرار لقوى الاسلام السياسي _ بكفاحية _ عالية المستوى ابدتها تاريخيا في معترك الصراع المجتمعي الديموقراطي, ومحاولتها الاسهام في ترقية منسوب ووتائر الترقي الحضاري, من خلال نقدها ومعارضتها في كافة المجتمعات المتواجدة بها, لاخطاء ادارة الدولة للشان السياسي والاقتصادي والاجتماعي والروحاني للمجتمع وتمثيله امام دول القوميات الاخرى,
غير ان عليها في مقابل اقرارنا بدورها الايجابي التاريخي هذا, ان تتقبل ايضا نقدنا لاخطائها, والاقرار بها ونقد ذاتها نقدا علنيا بعيدا عن التمترس السياسي الذي يشكك بسلامة طوية نهجها واهدافها, وحتى تتيح لنا تقبلها كشريك في ادارة ديموقراطية سياسية للشان المجتمعي العام.
ان تاريخ من الجمود العقائدي ساد علاقة المتدين الاسلامي السياسي بمجتمعه, تبدت ملامحها في منهجية التمترس خلف العقائدية شكلا وموضوعا ورفض العلمانية كاطار لعلاقات تكافؤ المواطنة, كانت ولا يزال يقف حائلا دون رفع مستوى التقبل الاجتماعي لوصول هذه القوى لموقع القرار المركزي. وقد فاقم الاحساس الاجتماعي بهذا الشك بطهوريتهم العقائدية كثير من تناقضات مواقفهم ومنهجيتهم السياسية واخطاءهم الفردية, واستعدادهم لتكييف الافتاء الديني بمقتضى الحاجة السياسية, وعلى وجه الخصوص منهجية ادعاء ان كفاحيتهم هي جهادية دينية, وخلطهم المتعمد بين الجهادية والكفاحية حيث قدموا الكفاحية على انها جهادية في الصراع المجتمعي الداخلي, مبدين استعدادهم لتشريع سفك الدم واللجوء للعنف الجهادي في مكان الكلمة والقلم في محاولتهم اخضاع المجتمع لتصورهم الديني الخاص ولما يجب ان تكون عليه تبعا لذلك صورة الحياة المجتمعية, عوضا عن اعتماد الكفاحية الديموقراطية ووسيلتها المعرفية.
اننا هنا لا نحاول ان نلعب على اللفظ اللغوي في سياق العمل على التمييز بين الجهادية والكفاحية, لان هذه الالفاظ تنطلق من مصادر واسس موضوعية ومعرفية مستقلة متباينة, حيث الجهادية مقولة دينية تتعلق بالانتصار لاهداف معرفية تتعلق بالله والدين, ولا علاقة لها بالوطن والمواطنة في حين ان الكفاحية تتعلق بتكافؤ واحترام المواطنة على الصعيد الديموقراطي المحلي والعمل على التمثيل العام للمجتمع القومي امام القوميات الاخرى وحفظ وصيانة حقوقها, وحفظ السيادة الوطنية والعمل على ازالة العقبات من مسار التطور الحضاري. اي الجمع الخلاق لمجموع القوة المجتمعية القومية في مواجهة التحديات ومحاولات الاختراق الخارجية,
فيجب ان لا ننسى ان جوهر المقولة الدينية تمحور حول انها مقولة اخلاقية تدعو للخير, وتصلح كمظلة احلاقية للعلاقات في اي مجتمع وفي اي نظام اقتصادي وهذا لا خلاف عليه, الا في حال اصبحت المقولة الدينية مظلة لسياسة التمييز والعنصرية والفوقية العرقية والقومية, فتتحول حينها الى مقولة استعمارية شريرة كما يحصل الان في تظليل المقولة الدينية اليهودية للسياسة الاستعمارية الصهيونية في فلسطين, او كما حدث تاريخيا في الحروب الصليبية او في عملها على الغاء استقلالية الشخصية القومية للمجتمعات كالغاء استقلال الهوية القومية الفلسطينية تحت ادعاء مقولة فلسطين ارض وقف اسلامي والمجتمع الفلسطيني فرع لا يتجزأ من شجرة العرق العربي, حيث تفقد حينها فلسطين صفة الوطن, ويفقد الفلسطيني استقلال هوية مواطنته الفلسطينية ويصبح تراثا من حالة احتلال عربية اسلامية تاريخية مرت على فلسطين كما تدعي الصهيونية.
ان خطورة هذا المعتقد والطرح تتعدى حوار الصالونات وتدخل في اطار تقرير المصير, فهي في تاريخ الكفاح الفلسطيني من اجل التحرر قبل وبعد هزيمة 1948م تجسدت في افتقاد استقلالية القرار الوطني الفلسطيني, لصالح القرار الاقليمي, كما انها تجسدت في ان القيادة الفلسطينية بخضوعها لهذا المعتقد باتت ولا تزال _ مندوبا ساميا اقليميا _ على فلسطين اكثر منها ممثلا لشرعيته القومية وحقه في الاستقلال وحرية تقرير المصير, وهي معتقدات خدرت فعلا فاعلية المنظور الفلسطيني في استقراء حقائق الواقع التاريخية والحديثة, وخدرت عقلانيته في ضرورة الاستقلال في نهج وطني خاص ورهنت الفلسطينيين مجتمعا وقيادة لحالة البيئة السياسية الاقليمية, فتعمق الانقسام المجتمعي بين الطوائف الدينية بانقسام سياسي وحضاري عكس الانقسام السياسي الحضاري الاقليمي وانقسام فصائلي مرتكزه افتقاد الاحساس بمركزية المصلحة والوعي القومي واستقلاليته كمانع لجنوح الخيار الفكري,
لقد بات عدم التمييز الفكري بين الجهادية والكفاحية مرضا ايديولوجيا قاتلا يجب العمل على الاستشفاء منه, وهو واجب يقع على العقلانية الدينية ان تسهم في مكافحته, عوضا عن هذه _ الجهادية الحادة _ التي تبديها وتبذلها ضد ايديولوجيا وقوى اليسار والليبرالية في المجتمع, وعوضا عن ان تصبح العوبة في يد اللذين يقع عليها فعلا واجب الجهاد ضدهم. كما تفعل الان في مواقع الانتفاض الاقليمية فنراها تنال رضا مراكز الاستعمار وتشجيعه دون ان تسال نفسها عن معنى تاييده واسناده لها؟ وهو الذي الصق بها بالامس تهمة الارهاب وغزا وهدم دولة طالبان الاسلامية في افغانستان, وهو ضامن بقاء واستمرار وامن وتفوق الكيان الصهيوني وشعاره من الفرات الى النيل.
ان هامش التمييز بين الجهادية الدينية والكفاحية الوطنية هو بالضبط الهامش الذي يمكن ان تتجسد به وسطية المعتقد الديني واخلاقيته, وهو الهامش الذي على العقلانية الدينية ان تتجسد فيه, والا فما فائدة سلطة وحكم ديني تذله حالة تبعية للاستعمار,



#خالد_عبد_القادر_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الربيع: اصلاح يحتاج الى اصلاح:
- يوم الارض: مطلوب شيء من الجنون الفلسطيني بعيدا عن الاوهام:
- يوم الارض: لا دمع للبكاء ولا ابتسامات للسخرية في قلب الهم ال ...
- اين الموجة الفلسطينية في تسونامي الانتفاض العالمي؟
- العقيدة الوطنية الفلسطينية (3 ):
- اسرائيل تقبض على عنق الاردن والاردن يقبض على عنق فلسطين:
- العقيدة الوطنية الفلسطينية (2):
- العقيدة الوطنية الفلسطينية:
- هذا هو الرئيس الفلسطيني القادم:
- الخلاف الفرنسي التركي بين حسابات الانتخابات الفرنسية واعادة ...
- الصراخ لن يخلق ايضا امة اسلامية ولا قومية عربية:
- المطلوب مصالحة ثقافية سياسية فلسطينية:
- كيف يمكن انجاز مستوى من الوحدة اعلى من المصالحة:
- لماذا مصر؟
- جينغريتش وميكافيلية الفكر:
- رييع الاسلام السياسي بين تحرير تعدد الزوجات وامر قرن في بيوت ...
- مكون الربيع الفلسطيني: ردا على الدعوة لتشكيل فصيل فلسطيني جد ...
- هل هناك محاولة لتفجير الداخل الفلسطيني:
- ماذا يعني لقاء المجلس الانتقالي السوري وجيش سوريا الحر في تر ...
- هيصة النضال الوطني الفلسطيني:


المزيد.....




- البحرية الأمريكية تعلن قيمة تكاليف إحباط هجمات الحوثيين على ...
- الفلبين تُغلق الباب أمام المزيد من القواعد العسكرية الأمريك ...
- لأنهم لم يساعدوه كما ساعدوا إسرائيل.. زيلينسكي غاضب من حلفائ ...
- بالصور: كيف أدت الفيضانات في عُمان إلى مقتل 18 شخصا والتسبب ...
- بلينكن: التصعيد مع إيران ليس في مصلحة الولايات المتحدة أو إس ...
- استطلاع للرأي: 74% من الإسرائيليين يعارضون الهجوم على إيران ...
- -بعهد الأخ محمد بن سلمان المحترم-..الصدر يشيد بسياسات السعود ...
- هل يفجر التهديد الإسرائيلي بالرد على الهجوم الإيراني حربا شا ...
- انطلاق القمة العالمية لطاقة المستقبل
- الشرق الأوسط بعد الهجوم الإيراني: قواعد اشتباك جديدة


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد عبد القادر احمد - التمييز بين الجهادية والكفاحية هامش تمييز الوسطية الدينية