أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مروان المعزوزي - عندما يقوم الخير بالشر - ديفيد بروكس - ( مترجم )














المزيد.....

عندما يقوم الخير بالشر - ديفيد بروكس - ( مترجم )


مروان المعزوزي
أخصائي نفسي من المغرب

(Merouane Elmaazouzi)


الحوار المتمدن-العدد: 3692 - 2012 / 4 / 8 - 02:20
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


عندما يقوم الخير بالشر – ديفيد بروكس
ترجمة – مروان المعزوزي

When the Good do Bad by : David Brooks
نشرت على جريدة دي نيويورك تايمز The New York Times
بتاريخ – 19/03/2012

(لا أحد منا شرير في أصله , و لا نحن خيرين في أصلنا, إن الصدمة الدائمة و المتوالية حول المآسي مثل مأساة القتل الأفغاني تظهر حيرتنا حول الطبيعة الإنسانية)




إنه لمن الممتع دائما قراءة شهادات الناس الذين كانوا يعرفون قاتلا جماعيا ما قبل أن يقتل,إنهم عادة ما يعبرون عن حيرة تامة من أن الشخص الذي يبدو لطيفا و طبيعيا يستطيع القيام بشئ رهيب جدا,
أصدقاء روبير بيلز , المتهم في مقتل 16 مدنيا أفغانيا, عبروا عن أفكار مماثلة, أصدقاء و أساتذة وصفوه بأنه : شخص لطيف و مساعد , اجتماعي و واثق من نفسه قبل – بالمجاز المبهم للاستعمال المتداول – أن يصرخ ظاهريا,وكما قال واحد من أصدقاء الطفولة للتايمز : « هذا ليس الشرطي الذي نعرفه , شئ رهيب , رهيب وقع له “
أي واحد منا سيتفاجأ لو أن شخصا نعرفه و نعجب به يقتل الأطغال, لكن هاته الأيام , و بالخصوص , من الصعب التفكير من خلال هاته الحالات بسبب النظرة إلى العالم التي تسود على ثقافتنا,
على حسب هاته النظرة , معظم الناس خيرون في طبيعتهم , لأن الطبيعة خيرة, فضائع العالم كانت بسبب القلة من الناس ( مثل هتلر و إيدي أمين ) الذين هم في أصلهم و جوهرهم أشرار و فاسدين,

هاته النظرة إلى العالم تقدم لنا وعيا بسيطا , لأنها لا تجعلنا نتأمل الشر في أنفسنا أو نتوقعه منا, و لكن حينما يقوم شخص ما و الذي نعتبره خيرا بشئ مرعب تماما , نصاب بالخرس و الحيرة,

و لكن من غير ريب هذا يقع دائما,و هذا لأنه حتى الناس الذين يحتوون على ذخيرة من الشفقة و الحنو و حسن الجوار , يمتلكون أيضا قدرة كامنة لارتكاب القتل العمد,

ديفيد باس من جامعة تكساس سأل طلابه إن كانوا قد فكروا يوما ما – بشكل جدي – في قتل شخص ما , و إذا كان الجواب بالإيجاب , أن يكتبوا خيالاتهم حول عملية قتلهم في مقالة, دهش لما اكتشف أن 91بالمائة من الرجال و 84 بالمائة من النساء قاموا بتفصيل أحداث قتلهم الخيالي بشكل مفعم بالحيوية,وكانت دهشته أكبر لما علم أن العديد من خطوات بعض طلابه التي كتبوها وشيكة الحدوث و في طور تنفيدها,

إحدى النساء دعت خليلها السابق الذي كان يعنفها جسديا للعشاء بنية أن تطعنه في الصدر,شاب ينفجر غضبا على سائق في الطريق فيسحب مضرب كرة البيسبول من صندوق سيارته و ينوي ضرب خصمه بها إذا لم يلذ بالفرار,وشاب آخر يخطط لإجراءات و خطوات قتله العمد – و ذلك بتكسير و تحطيم أصابع صديقه السابق , وتمزيق رئته , ثم قتله بعد ذلك,

هاته الأفكار لم تنشأ من لعب ألعاب فيديو عنيفة , كما يؤكد باس, بل ظهرت لأننا نتحدر من مخلوقات كانت تقتل لكي تنمو و تحيا, إننا ولدنا قاتلين بالفطرة و السؤال الحقيقي ليس ما الشئ الذي يجعل الناس تقتل بل ما الذي يمنعهم من القيام بذلك,

الأشخاص الذين يقتلون كثيرا ما يعيشون في حالات تضعف مشاعر التعاطف و الكبت, فالأشخاص الذين يرتكبون جرائم القتل الوحشي , على سبيل المثال , كثيرا ما يعيشون ما سماه الباحثون “ الرعب المتقدم “ Forward Panic
بعد المعاناة من الخوف لفترة طويلة , يجدون أعداءهم في لحظة قابلين للسقوط بين أيديهم, فيتحول خوفهم إلى غضب شديد و ثورة , و كما كتب ستيفن بينكر في أفضل ملائكة في طبيعتنا إنهم ينفجرون في نوبة جنونية همجية و متوحشة ,

القاتلين بالتسلسل هم غالبا ما يكونون ساحرين , لكن لديهم معتقد و رأي عالي عن ذواتهم و الذي يكون غير متداول و مشترك من طرف العالم بأسره, إنهم غالبا ما يكونون واعين جدا و إلى أبعد حد بالطبقة الاجتماعية و الحالة الفردية وهم ينمون مشاعر الضغينة نحو أولئك الناس الذين لا يقدمون لهم الاحترام الكافي,

خلال قرون مضت , كان معظم الناس أقل تعرضا للصدمة من الثورات و الهيجانات القتلية لرجال خيرين سابقا, وهذا لأن الناس في هاته القرون ترعرعوا و نموا بنظرة إلى العالم تضع الإثم و الخطية في مركز شخصية الإنسان,

جون كالفين آمن بأن الأطفال يأتون إلى العالم وهم فاسدين أخلاقيا ( لقد كان نوعا مميزا للصواب , فالمرحلة الأكثر عنفا في الحياة هي السن الثاني ) ج,ك,شيسترتون كتب أن عقيدة الخطية الأصلية هي الجزء الوحيد في اللاهوت المسيحي الذي يمكن إثباته,

هاته التظرة إلى العالم تعتبر أن الناس هم بحد ذاتهم مشكلة بالنسبة إلى ذواتهم, العالم الداخلي هو ساحة قتال بين النور و الظلمة , و الحياة هي صراع ضد القوات الهدامة من الداخل, إن أسوأ شئ يمكن أن تفعله – في نوبة زهو و افتخار – هو أن تتخيل أن عدم الأمان الذي تشعر به هو شئ منبعث من الخارج و أن تحاول جاهدا حله بنفسك, إذا كنت تحاول أن تثبت الناس الآخرين الذين تعتقد أنهم مسؤولون عن اضطرابك الداخلي , فإنك حتما ستنتهي بأن تحاول قتلهم , أو ربما قتل جميع الأجناس منهم ,

هاته النظرة إلى العالم المبكرة , هي في نفس الوقت مظلمة و منيرة مقارنة مع تلك التي تسود و تنتشر اليوم, إنها تعتبر , كما عبر عنها س,إس,لويس , أنه لا يوجد شئ يمكن أن نطلق عليه شخص عادي , فأي شخص تجلس بقربه في الحافلة هو قادر على القيام بأشياء مرعبة و فوق العادة و بطولة خيالية و استثنائية,

و على حسب هاته النظرة إلى العالم الأكثر قدما , فإن روبير بيلز , مثلنا نحن جميعا , هو مزيج من الفضيلة و الفسوق, عمله هو أن يصارع يوميا لكي يقوي الخير و يقاوم الشر , يراقب أمنيا الآثام , الصغرى و ذلك لكي يمنع الآثام و الخطايا الكبرى, و إن لم يفعل هذا , و إذا كان ينظف داخل زوبعة , إذن فحتى الشخص الخير سابقا باستطاعته القيام بأفعال هائلة و رهيبة و التي تصدم النفس و تذبل الدماغ,



#مروان_المعزوزي (هاشتاغ)       Merouane_Elmaazouzi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنا أفكر إذن أنا أعزب
- صباح الخير : 1 – كن ناجحا في حياتك أولا
- قصتان قصيرتان حول معنى الحياة
- الخواطر الملعونة...الخاطرة الأولى
- دعوة إلى التفكير بصوت مرتفع
- الكتابة..عادة سرية
- هذا هو الإنسان...هاته هي الحياة
- أنا و الحب ( فيلو ) و صوفيا ( الحكمة )ا
- الإنسان حقيقة تعيش بين الأوهام
- نهاية الفلسفة بداية للتفكير العقلاني
- إلى حبيبتي أنا
- إله الإنسان الحقيقي ضميره
- خاطرة بدون عنوان-3
- خاطرة بدون عنوان -2
- خاطرة بدون عنوان
- خطبة في مدينة النيام
- المتلاعبون بالعقول-2-
- اِستيقظ أيها الإنسان : -1- ثِق بنفسك
- سوفس الطائي يكتب سورة المحبة
- خواطر الشّكيم سوفس الطائي حول الحب


المزيد.....




- البحرية الأمريكية تعلن قيمة تكاليف إحباط هجمات الحوثيين على ...
- الفلبين تُغلق الباب أمام المزيد من القواعد العسكرية الأمريك ...
- لأنهم لم يساعدوه كما ساعدوا إسرائيل.. زيلينسكي غاضب من حلفائ ...
- بالصور: كيف أدت الفيضانات في عُمان إلى مقتل 18 شخصا والتسبب ...
- بلينكن: التصعيد مع إيران ليس في مصلحة الولايات المتحدة أو إس ...
- استطلاع للرأي: 74% من الإسرائيليين يعارضون الهجوم على إيران ...
- -بعهد الأخ محمد بن سلمان المحترم-..الصدر يشيد بسياسات السعود ...
- هل يفجر التهديد الإسرائيلي بالرد على الهجوم الإيراني حربا شا ...
- انطلاق القمة العالمية لطاقة المستقبل
- الشرق الأوسط بعد الهجوم الإيراني: قواعد اشتباك جديدة


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مروان المعزوزي - عندما يقوم الخير بالشر - ديفيد بروكس - ( مترجم )