أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - روفيدا كادي هاتان - الإعلام العربي يصف الأحداث أم يصف مصالح من يسيطرون عليه















المزيد.....

الإعلام العربي يصف الأحداث أم يصف مصالح من يسيطرون عليه


روفيدا كادي هاتان

الحوار المتمدن-العدد: 3692 - 2012 / 4 / 8 - 02:19
المحور: المجتمع المدني
    


عند النطق بكلمة إعلام يتبادر إلى الذهن نقل الأحداث من الساحة إلى المشاهد أو المستمع بصورة صحيحة لزيادة الوعي ونقل المعلومات الدقيقة بأمانة إلى الجماهير ومع ازدياد وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة ومع توسع تأثير هذه الوسائل اختلفت وسائل الإعلام بطريقة وصف الحدث ومع اختلاف اتجاهات الإعلام والجهات المسؤولة عنها اختلفت صورة الأحداث المنقولة عبرها حتى باتت في بعض الأحيان لا تمت إلى الواقع بصلة ولنعود إلى الإعلام العربي فهو كغيره من وسائل الإعلام المختلفة يؤثر ويتأثر بما يحصل على الساحة العربية ككل فالوطن العربي يتألف من بلدان غير ساكنة نسبيا إذ امتلأت هذه الدول بالثورات والانتفاضات والحروب والاحتلال والتناحر على مر عقود وقرون فما الدور الذي لعبه الإعلام في هذه الفترات المزدحمة بالأحداث في هذه البلدان؟
وقبل تقديم صورة عن الأدوار التي تبادلها الإعلام العربي لا بد من التذكير بان الشعوب العربية هي من أكثر شعوب العالم تأثرا بالدعاية والوشاية ومن أكثر الشعوب اقتباسا من الثقافات الأخرى ولذا فهي من الشعوب التي تتأثر بما تسمعه أكثر مما تراه بأم عينها وعليه فان الإعلام يلعب دورا خطيرا في هذه المنطقة بالذات وخصوصا إن هذه الشعوب تؤمن بما يقدم لها من الإعلام وغيره من الجهات بصورة جاهزة من غير البحث وراء مصداقية الخبر أو تقييم الجهة التي تقدم الخبر وهذا ينقلنا إلى السؤال الثاني الذي يعرض نفسه هل كانت الشعوب العربية ضحية إعلام كاذب اثر بحياة هذه الشعوب على مر السنين ولعب بمصيرها محولا إياها كالقطيع يسير وراء من يقوده من غير تفكير حتى إذا ما تقلب الإعلام باتجاهاته عادت الشعوب إلى نقطة البداية بدون انجاز يذكر ؟
ومن اجل الحيادية فان الإعلام بصورة عامة من ضمن صفاته المرافقة له هو التهويل والمبالغة والابتعاد عن الواقعية في كثير من الأحيان إلا إن الإعلام العربي فاق الوصف وخصوصا عند تطور وسائله في نهايات القرن الماضي ومرورا ببدايات هذا القرن فقد كان المصفق الأول لأي ثورة والمرافق لها في وصف أي خطوة من انجازاتها والمادح الأول لمن قاموا بها ومن يدافعون عنها حتى إن الشعوب العربية رأت بهذه الثورات الانجاز العظيم والمغير الكبير في حياتهم وأصبحوا يعيشون الرخاء والرفاهية والحرية بظل هذه الثورات وطبعا هذا كله في الإعلام فقط وإذا ما غاب زعيم ليحل محله زعيم أخر حتى تغنت وسائل الإعلام بالزعيم الجديد معطية له نفس الانجازات مع زيادة بسيطة تواكبا مع الزمن واقتباسا من انجازات الدول المتقدمة .
أما بالنسبة للحروب فقد تغنى الإعلام العربي طويلا بالنصر ودحر الأعداء وقصص الصمود للجيوش العربية وكيفية الحفاظ على أراضي الوطن العربي الجزء تلو الأخر وربما كان هذا كله يعود إلى خطط الزعماء العرب الرصينة والتي استطاعت حماية الأراضي العربية وخاصة فلسطين من دنس أعداء الأمة المتآمرين والغير قادرين على فعل شيء.
وربما كان الأغلبية الساحقة من الشعوب العربية وحتى الجزء الأكبر من المثقفين يصدقون ويصفقون مع الإعلام العربي في ذلك الوقت إلا أن وقوع العراق تحت دائرة الضوء بقيادة نظامه السابق فجأة غير الكثير من المفاهيم على الرغم من عدم الاعتراف بالذنب تجنبا للفضيلة فعند بدايات الحرب العراقية الإيرانية جسد النظام السابق على انه صلاح الدين الأيوبي القادم من العراق ليحتل لقب بطل العروبة وهو يذود عن حمى العرب تعويضا لخسارة العرب لفلسطين حيث أعاد الأمل بزهو الانتصار على أي جهة كانت وأخبار تقدم الجيوش التي افتقر لها الإعلام العربي على مدار السنوات وبهذا أعطي هذا النظام أكثر مما يستحق في بادئ الأمر ليتحول الإعلام العربي بعد ذلك من تأليف أخبار الانتصار إلى محو وطمس أخبار إبادة هذا النظام لشعبه وكل هذا كان يصب في بودقة التعصب للقومية العربية أو ما تم تسميته في ذلك الوقت فمن اجل المحافظة على الموروثات في المنظومة العربية انصر أخاك ظالما أو مظلوما وأنا وأخي على ابن عمي وأنا وابن عمي على الغريب دهس الشعب العراقي وفقد ابسط حقوقه ونظفت صفحة نظام اتصف بالإجرام والسادية وأبيح الدم العراقي حفظا لماء الوجه العربي .
ولكن نظام مثل النظام السابق لم يقف في مكانه مستمتعا بالبطولات المنسوبة إليه وحسب بل جرته نزعته الإجرامية إلى قضية أخرى وهي احتلال الكويت وهنا بدأنا نلمس من الإعلام العربي توجها أخر فما كنا نبرره للإعلام العربي من حب إعادة الأمجاد والجهل سقط مع أقنعة الإعلام إذ أن الدولة المحتلة كانت عربية ومسلمة ومع ذلك فان موقف الإعلام لم يختلف مع الشعب العراقي فان كان يقف إلى جانب الكويت كان يقف ضد الشعب العراقي وليس ضد النظام فما أن انتهت حرب تحرير الكويت وعاد علم الكويت يرفرف على أرضه انقلب الإعلام من جديد ليقف ضد انتفاضة الشعب العراقي ضد حاكمه فمع التجاهل وقلب الحقائق ضاع حق العراقيين وضاعت كل أمالهم وكما حدث مع الأكراد في ثمانينات القرن الماضي حيث اعتبرهم الإعلام العربي شرذمة خونة يجب أن ينالوا عقابهم حتى وان كان عن طريق استخدام أسلحة إبادة أصبح حال باقي العراقيين إذ أصبح جميع العراقيين شرذمة خائنة لقائدهم الفذ ويجب إبادتهم .
ومع إزاحة النظام السابق انتفض الإعلام العربي بأسره لهذا الحدث الشائن واعتبروا خسارة صدام خسارة للعرب لا توصف حتى أصبح الشعب العراقي خائن ويستحق أعمال الإرهاب لتكون مكملا لسلسلة الإبادة التي ارتكبت بحقه فقد بررت أعمال الإرهاب وأصبحت محاكمة صدام مسرحية هزلية يستطيع الانضمام إليها كل من هب ودب من المحامين العرب الذين كانوا يدافعون عنه بحماس بصفته بطلا قوميا والجميع أدان حكم الإعدام الذي صدر بحق أعتى مجرمي العالم وضاع حق ضحايا العراق من جديد وسلط الإعلام العربي الضوء على مقاومة الاحتلال في العراق والتي كانت تطال المدنيين والأبرياء بدلا من قوات الاحتلال .
ومع استمرار قافلة العراق بدون منصف لأبريائه ظهر توجه إعلامي أخر هذه المرة وهو الربيع العربي فلمحنا تغيرا في تفكير وعرض الحقائق من قبل الإعلام العربي فهذه المرة كان مع الشعوب وليس مع الطغاة كما يدعون وعلى الرغم من وقوفهم مع الشعوب إلا أن هذه الشعوب وكأنها ردت للإعلام العربي ما فعله بالعراق منذ فترة ليست بالطويلة أصبح يهاجم نفس المحطات التي تنقل وقائع الشارع العربي حتى إن الإعلام لعب دورا في إطاحة بعض الحكام أكثر من الشعوب نفسها ومرة أخرى ظهر التناقض في الإعلام بين الحدث والوصف فمن كان يحارب التدخل الأجنبي من هذه القنوات أصبح يطالب به بل ويسانده بكل قوته وبدلا من نسب جرائم الحكام إلى قوات التحالف أصبح ينسب الضحايا إلى الحكام بدلا من قوات التحالف ومع ازدياد الفوضى في هذه الدول كان رضا الإعلام العربي يزداد شيئا فشيئا حتى أصبحت هذه الثورات هي الثورات الوحيدة في الوطن العربي وكان لم يسبقها شيء فالانجازات الماضية أصبحت أخطاء وتراكمات والزعماء أصبحوا مجرمين مطلوبين للعدالة ومن حوكم بالأمس على جرائم الإبادة التي ارتكبها وحكم عليه بالإعدام وأدين الحكم بقوة أصبح من لا يحاكم اليوم ويقتل من هؤلاء الزعماء بدون ذكر لأي جريمة عمل شرعي يستحق الإشادة به .
وعدنا من جديد على اختلاف موقف الإعلام العربي من حيث الجهة التي يقف بجانبها إلى التناقض ومبدأ تصفية الحسابات والتهويل وتزييف الحقائق وبعد استعراض الإعلام العربي على الملأ نجد أن ما يوحد طابعه واتجاهاته هو انعدام الإنسانية والتجرد من المصداقية والانحياز إلى أهداف مشوهة والسعي وراء مصالح خالية من القيم والمبادئ .ليظهر سؤال أجدر بالبحث عن جواب شافي له هل يستطيع مثل هذا الإعلام من أن يقدم شيئا هاما لجمهوره وهل هو بريء من الأحداث الدامية التي استعرت بالشارع العربي وهل هو في منأى عن تراكم السلبيات الكثيرة في البلدان العربية وهل هو في حل من رفع شأن الطغاة العرب وأخيرا وليس أخرا هل يستطيع الإعلام العربي من نصف المظلوم والمطالبة بحقوقه من الظالم أم انه مستمرا بالوقوف إلى جانب القوي ساحقا الضعيف بكل ما أوتي به من قوة .



#روفيدا_كادي_هاتان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الربيع العربي و التيارات الإسلامية الجديدة
- الدبلوماسية قوة الإقناع أم الإقناع بالقوة
- الملك الغير متوج في بلادي
- المرأة والربيع العربي بين المنصف والمجحف
- الديمقراطية وتقدم المجتمع بين المسبب والنتيجة
- ما هو الأفضل تبني الديمقراطية أم ولادتها من داخل المجتمع
- قوانين تحفظ حقوق المرأة
- المراة بين الحقوق والواجبات
- زمن الكم ام النوع


المزيد.....




- واشنطن ناشدت كندا خلف الكواليس لمواصلة دعم الأونروا
- الهلال الأحمر: إسرائيل تفرج عن 7 معتقلين من طواقمنا
- حركة فتح: قضية الإفراج عن جميع الأسرى الفلسطينيين تحتل أولوي ...
- نادي الأسير يعلن ارتفاع حصيلة الاعتقالات منذ 7 أكتوبر إلى 78 ...
- الاحتلال يفرج عن 7 معتقلين من الهلال الأحمر ومصير 8 ما زال ...
- الأمم المتحدة: الوقت ينفد ولا بديل عن إغاثة غزة برا
- تعذيب وتنكيل وحرق حتى الموت.. فيديو صادم يظهر ميليشيا موالية ...
- الأمم المتحدة: أكثر من مليون شخص في غزة يواجهون انعدام الأمن ...
- الأمم المتحدة: أكثر من مليون غزي يواجهون انعدام الأمن الغذائ ...
- زاخاروفا تضيف سؤالا خامسا على أسئلة أربعة وضعتها برلين شرطا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - روفيدا كادي هاتان - الإعلام العربي يصف الأحداث أم يصف مصالح من يسيطرون عليه