أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جورج حزبون - ماذا بعد اوسلو الان ؟















المزيد.....

ماذا بعد اوسلو الان ؟


جورج حزبون

الحوار المتمدن-العدد: 3691 - 2012 / 4 / 7 - 17:41
المحور: القضية الفلسطينية
    


يبدو ان ارادة التغير العربي وصلت الى فلسطين ، فقد فشلت كافة محاولات احداث اختراق سياسي للعملية السلمية حسب نهج ( اوسلو ) ، ورغما عن المحاولات الدولية والمحلية ، فقد تنامى في اسرائيل التيار الاكثر رجعية بآفق ديني ، وهو اتجاه يقوده بنيامين نتانياهو وباقي مجموعة المتحالفين معه ، وهو بينهم الاكثر اعتدلاُ ، وليس له اي ارتباط اخلاقي باتفاقات اوسلو التي وقعها رابين ممثلا لحزب العمل الذي اصبح اضعف الاحزاب الصهيونية ،واقلها تمثيلاً في الكنيست ، وكان نتنياهو رد فعلياً على اتفاق اوسلو باصداره لكتابه الايديلوجي الديماجوجي( مكان تحت الشمس ) يطرح به رؤيته الاستيطانية، ويدعو الى الاحتفاظ بالاغوار والخليل وغيرها، بحيث لا يبقى للفلسطين سوى بعض المعازل على الطريقة الجنوب افريقية ، وهو فقط يفعل ذلك لعدم الرغبة في ابقاء ملاين الفلسطينين ضمن حرم الدولة التي يريدها ( يهودية ) .
وجاء ناتج الفلسطينين بعد ما يقرب العشرين عاما على نهج اوسلوصادماً ، فبدل انشاء قلعة فلسطينية على طريق الاستقلال الناجز والدولة العتيدة ،فقد استشرى الفساد فيها والمحسوبية والجهوية ،ونشئت ثقافة التكسب ، مما دفع قيادة السلطة الى اقامة محكمة الفساد التي طالت عدد من الوزراء، وغيرهم كثير والقائمة تطول ، وهذا مؤشر على تراجع التزاحم النضالي لصالح النفاق الاستوزاري ، والقاب العمداء والعقداء والالوية ، وتضخمت قائمة المصروفات بسبب ان عداداً من المحاسيب يتلقون راتباً دون ان يعمل، وبعضهم له مشاريع خارج الوطن ، ناهيك عن اسلوب المرافقين والسائقين ، وكان الامر يجري في دولة مستقرة لا تحمل عبء شعب ووطن وقضية ، بل وقضية اشتركت فيها شعوب الامة العربية ، سواء بالدم او المال او التضامن !! وهي بذلك قضية الامة وامنها القومي الاستراتيجي ، وجاءت الطاقة الكبرى بالانقلاب العسكري في قطاع غزة، على طريقة انقلابات بلدان افريقيا لصالح حركة التيار الاسلامي ( حماس )، وكاْن سيطرتها على جزء من الوطن سيكون اكثرنفعا وفائدة الاستقلال والدولة و لقضية التحرير ،لكنه جاء اكثر ظلماً لنضال الشعب الفلسطيني وسبباً في اهدار طاقات غزيرة ، وتمزيقاً لوحدة الارادة والموقف وتبديداً للقدرات ، وتبريراً امام اسرائيل لعدم مواصلة التفاوض، من اجل استكمال مشروع اوسلو الهادف دولتين وشعبين .
وانطلقت ارادة التغير العربي بشتى المسميات انتفاضة ثورة وربيع ، واصبح لكل دولة اسبابها الخاصة تقدمها على الشأن العام ، وتراجع مكان القضية فلسطينية في الاجندة العربية الى موقع متأخر ، وقد بدى في القمة العربية الاخيرة في بغداد ان الوضع في سوريا يكتسب اهمية متقدمة ، وحظيت فلسطين بوعد مالي يدفع في حال اقتنعت اسرائيل عن صرف المستحقات الضرائبية ، هذه الوعود التي تتواصل دون فعل حتى وصل الامر بالرئيس ابو مازن ليعلن ان رواتب الموظفين لشهر اذار تصرف متاخرة لكان الاشهر الاخرى فيما بعد علمها في الغيب! وقد لا تصرف ، بسبب تأخر وصول الدفعات التي التزمت بها الجهات المانحة العربية والدولية ، فكيف يمكن لهذه الدولة ان تستمر وتؤدي ما هومطلوب منها وهو كثير ، من اقامة بنية تحتية للدولة ، وتعبئة الجمهور وخلق قاعدة صلبة للدولة وتاكيد الوحدة الوطنية ؟اضافة الى ما تعلن عنه من توجه نحو اسلوب المقاومة الشعبية الذي تفاعل ولكن بشكل محدود ، حيث للشعب همومه اليومية واولوياته في العيش الذي صبحت تكالفيه مرتفعة ، وراتب لم يتغير منذ سنين ، وبطالة مستشريه مع وجود حوالي مائة الف عامل في اسرائيل وربما اكثرهم يعمل في بناء المستوطنات ؟!!
كل هذا الاعباء تحملها السلطة بقدر ما تستطيع ، لكنها تنوء بالحمل لثقله ، والمؤسسات التي كان يفترض ان تحمل مسؤوليتها مثل النقابات العمالية فانها منقسمة الى خمسة ، والاتحاد المهينة لا زال بعضها مرتبط بالنقابات الاردنية ، سواء ضماناً لرواتب التقاعد او انتظار لاستبباب الامور الاستقلال الوطني المتكامل ، ونشطت مع اقامة السلطة المنظمات الغير حكومية ، واقامة معاً شبكة لها ، في محاولة حمائية بعد ان اصبحت قطاعاً ثرياً برواتب فاحشة، في ظل مجتمع فقير ومعوز تقتله الارتفاعات المستمرة للاسعار، الغير مدعومة والتي تتركه مواطناً تحت رحمة السوق ، ولقد وصل بعض من قادة المنظمات الغير حكومية الى حد الوزارة وهي حالة تشجع المانحين على مزيد من الدعم ، من حيث ما يتلقون معلومات لا تتوفر ببساطة مريحة سوى عبر تلك المنظمات والمشاريع التي يقدومنها عن الحالة والوضع وغيرها من امور .
مع ان الجبهة المركزية في الصراع هي الاحتلال ، لكن المسؤولية عن حوالي اربعة ملاين انسان ليس امراً بسيطاً ، والاهم ان البداية كانت التوجه نحو اقامة سلطة تقليدية ، واكن الاجدر اقامة سلطة ( اسبارطية ) ، ورغم انه لم يعد ممكنا الاستمرار ولم يعد ممكنا اعادة صياغة نهج وعقيدة كفاحية جديدة في ظل المعطيات القائمة ، فان الخيار الافضل والاقدر على تفعيل الجماهير ودفعها الى النضال المباشر من اجل مستقبلها ، يكون بالتخلي عن الاتفاقات التي وقعتها منظمة التحرير مع اسرائيل في اطار دعى ( باوسلو ) ، فطالما اسرائيل لا تعترف بالاتفاق، ولا تعمل على الايفاء بالتزاماتها، وتستمر في الاستيطان، وطرد المواطنين من منازلهم بشكل يومي ،فهل ننتظر حتى تطبيق الترنسفير ! وطالما السلطة لا تستطيع ان تفعل شئياً ازاء ما يجري وحيث لا يجوز لها السكوت والتمني والدعاء ،واصدار بيانات الاستنكار، وبما ان حركة حماس ليست معنية سوى بامارتها ،ولو على حساب استنزاف السلطة ماليا عبر صرف الرواتب للموظفين في غزة وصرف المستحقات المختلف وليس اقلها النفط والغذاء ، فان الامور تكون قد اصبحت واضحة ويتحمل كلا طرف مسؤوليته كاملة، فالاحتلال يجب ان يدفع ثمن احتلاله كاملا ، ليصبح مكلفاً وليس رخيصا كما هو الان، مضطرين للانتظار الى ان يلتهم الاسرائليون الوطن، وبذلك نساير وننتهج الدبلوماسية، فالشعب الفلسطيني اصبح اكثرية في فلسطين التاريخية ، واليمين الاسرائيلي يتحول الى نظام فصل عنصري واضح ،مما سيفعل مقاومة قد تصل الى ما هو بدع من اداء الانتفاضة الاولى، التي اوقفتها اوسلو ، وعندها على العالم تحمل مسؤولياته ، وعلى الامم المتحدة حسب ميثاقها ان تقرر اقامة دولة فلسطينية ،لا سيتطيع الفيتو الاميركي منع اقامتها ، لانها ستصبح قضية اخلاقية ، بل حالة دفاع مشروع عن حق وحرية ومصير شعب ،خاصة بعد ان اقام الليكود والمتحالفين معه في اسرائيل / ابرتهايد / بوضوح ، ويكون الشعب الفلسطيني قد انطلق دون ان يكون امامة عربه تقيده وتعيق حركته وتعيق انفجار غضبه .
وتظل احتمالات الوصول لهذه الامر متعددة ، تقررها القيادة التي ممكن ان تنتقل الى الخارج كخيار ، وممكن اعلان انتهاء اتفاق اوسلو، فقد الغته اسرائيل واقعيا ، وبالتالي فان منظمة التحرير التي وقعتها في حل من التزاماتها ، ويتم تشكيل لجان ثورية ، تقودها المنظمة ، ويستبدل مجلس الوزراء بلجنة منبثقة عن اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، مهمتها متابعة الشأن العام على طريقة القيادة الوطنية الموحد ( قاوم ) ، وليترك رد الفعل الاسرائيل ولتطلق المارد الفلسطيني من مكمنه بغطرستها وتعسفها ، ولتتحمل الامة العربية دورها بالواقع وليس بالصحافة ، ولنطلق شعار نحو دولة فلسطينية مستقلة موحدة ، فان ما يجري في فلسطين اشد هولا مما يجري في سوريا ، ومع ذلك لا يلفت الانتباه اليه عربيا ودوليا ، وحين تنطلق الجماهير يدرك الجميع مسؤولياتهم ، وان الامر ليس مجرد الهاء ببضعة دولارات ، ففلسطين تقف على ثغور امن الامة العربية وان هلكت تعبا وانتظارا ستتقدم مواقع الثغور الى الامام ويكون قد فات الاوان .



#جورج_حزبون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الامن القومي العربي
- قراءة تاريخية لواقع معاصر
- قمة بغداد
- الاممية الاسلامية
- ربيع الشعوب ام اعدائها
- عن اذار المراءة والثورة
- المصلحة والايدولوجيا
- مطلوب ثورة في الثورة
- مهام الثورة المضادة
- سوريا والطريق الصعب
- العاصفة تقترب
- استكشاف المفاوضات
- اتفاق مصالحة ام مصلحة
- نعم اسرائيل ايضا تتغير
- سوريا يا ذات المجد
- الحوار المتمدن متراس للديمقراطية
- حول الوحدة الفلسطينية
- عن الحاضر والمستقبل للراسمالية
- الاسطورة الدينية والواقع التاريخي
- الثورة العربية لماذا لا تنتصر !.؟


المزيد.....




- روسيا تدعي أن منفذي -هجوم موسكو- مدعومون من أوكرانيا دون مشا ...
- إخراج -ثعبان بحر- بطول 30 سم من أحشاء رجل فيتنامي دخل من منط ...
- سلسلة حرائق متتالية في مصر تثير غضب وتحليلات المواطنين
- عباس يمنح الحكومة الجديدة الثقة في ظل غياب المجلس التشريعي
- -البركان والكاتيوشا-.. صواريخ -حزب الله- تضرب مستوطنتين إسرا ...
- أولمرت: حكومة نتنياهو تقفز في الظلام ومسكونة بفكرة -حرب نهاي ...
- لافروف: أرمينيا تسعى عمدا إلى تدمير العلاقات مع روسيا
- فنلندا: معاهدة الدفاع مع الولايات المتحدة من شأنها أن تقوض س ...
- هجوم موسكو: بوتين لا يعتزم لقاء عائلات الضحايا وواشنطن تندد ...
- الجيش السوداني يعلن السيطرة على جسر يربط أمبدة وأم درمان


المزيد.....

- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ
- أهم الأحداث في تاريخ البشرية عموماً والأحداث التي تخص فلسطين ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جورج حزبون - ماذا بعد اوسلو الان ؟