أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم الحريري - تعقيب على تعقيب تحرير سالم الاعتراف-.... الأَخير!”















المزيد.....

تعقيب على تعقيب تحرير سالم الاعتراف-.... الأَخير!”


ابراهيم الحريري

الحوار المتمدن-العدد: 3691 - 2012 / 4 / 7 - 11:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    






[كتبت قبل مدة اناقش اطروحة الدكتور في علم الجمال السيد صباح علي الشاهر حول السن الذهبية للسيد مفيد الجزائري و قد عقب البعض و نشرت تعقيباتهم بينها تعقيب السيد تحرير سالم الذي نشر على موقع الحوار المتمدن ثم سحب في اليوم التالي لأنه ، كما كتب محرر الموقع، لا ينسجم وسياسة الموقع في ضرورة التزام المتحاورين بآداب الحوار ، مع اني كنت طلبت من محرر الموقع الابقاء على كل ما يخصني ، مهما كان قاسيا و جارحا، الا ان الموقع فضل عدم الخروج عن سياسته وهو موقف احترمه، لكن اسمح لنفسي بالرد على الاتهامات التي تضمها تعقيب السيد سالم حتى لو بقي على الموقع ليوم واحد ، سمحت للعديدين ان يقرأه]
أ.ح
• --------------------------------


تضمن تعقيب السيد سالم انه لا يحق لي النقاش لاني ، على حد تعبيره " معترف" تسببت اعترافاته ، بعد اعتقاله غداة انقلاب شباط في اعدام عامل المطابع و الكادر الحزبي ابراهيم الراوندوزي( اذا لم تخني الذاكرة فالتعقيب ازيل من على صفحات الموقع) بل تعدى ذلك الى اتهامي بان اعترافاتي تسببت، بالإضافة، في اعدام العشرات فقط !و انه لهذا لا يحق لي ان اذكر اسم الشهيد سلام عادل على لساني فيمما يشبه التهديد بقطع لساني اذا فعلت !
لا اربد ان اتوقف كثيرا عند لهجة السيد سالم التي تذكرني بلهجة الجلادين في قصر النهاية ( ليته ادخرلهم قليلا من حقده) ، فذلك لا يستحق التوقف فلكل لغته , لكن من حقي ان اتوقف عند بعض الوقائع التي ذكرها.
بدءاً اود التذكير اني لم ادع البطولة و لم اخف ابدا موقفي الضعيف في قصر النهاية ، كما فعل و يفعل عديدون للتستر على سوآتهم، و لا اتمنى للسيد سالم و لا لغيره ان يتعرض للتجربة ذاتها لنرى ما الذي كان سيكون عليه موقفه ،اقول اني لم انكر- ابدا-ضعفي بل كنت قاسيا في التشهير به حد الجلد في اكثر ما كتبت، مقالة و قصة و رواية بينها" الاغتيال" و" يارا" و" الانقلاب" بل ذهب بي الامر حد كتابة قصة قصيرة باسم " الاعتراف" نشرت في صحيفة" السفير" اواسط الثمانينات زاوجت فيها بين انتزاع الاعتراف كعملية اخصاء روحي وجسدي .و لو قدر للسيد سالم ان يقرأ ، اذا كان لديه وقت للقراءة ، بدل سوق الاتهامات التي لا يقيم عليها الدليل- المقابلة التي اجريت معي و نشرت في الحوار المتمدن لقرأ انني اشرت الى هذا الامتحان العسير الذي تعرضت له و تعرض له ، ربما ، المئات ان لم يكن الاف، و اثقل ضمائرهم .
و لعل السيد تحرير سالم( ارجو ان يكون هذا اسمه الحقيقي لا اسما يتستر خلفه للتهرب من مسؤولية ما يكتب) قرا – هذا اذا كا ن يقرأ" طريق الشعب" صحيفة الحزب الشيوعي العراقي ما كتبت في العدد الصادر في 15 حزيران 2003تحت عنوان " المهم" اخاطب الذين تعرضوا للمحنة ذاتها كتبت:
"انا واحد منكم! انا ايضا ضعفت و سقطت في امتحان قصر النهاية او كما عبرت عن هذه التجربة حين كتبت ( في عمود سابق )رأيت الحزب ينهار او هكذا شبه لي، فأنهرت معه !استطرد كاتبا "انا ايضا عانيت من الشعور بالذنب، و لعلي ما ازال، لكني توقفت للحظة لأَتساءل: الى اين ؟ اما تزال تعتقد ان الحزب ، برغم كل اخطائه و عثراته، لا يزال يجسد ، او يحاول ، الشيوعية؟ هل ستسمح لموقف ضعيف ان يغير مسيرتك، ان يسمم حياتك؟ هل ستسمح لمشاعر الندم ان تتآكلك، ان تشل ارادتك؟ اليس هذا ما اراده الجلادون: تحطيم ألاف الثوريين و حرمان الحزب من طاقاتهم؟ الست بابتعادك و انزوائك ، تحقق ارادة الجلادين، الذين تكن لهم حقدا مضاعفا ، ليس بسبب ما ارتكبوه بحق الشعب ، بل، ايضا، بسبب الاذى الجسدي و النفسي الذي الحقوه بك؟
وبدأت المسيرة الأكثر مشقة "كتبت مضيفا"مسيرة قهر التردد و الرغبة في الانزواء و النسيان، و قبول ما حصل باعتباره قدرا نهائيا لا يمكن تجاوزه و التغلب عليه و البدء من جديد...
و لم تكن المسيرة سهلة..."الخ مما ورد فيما كتبت في ذلك الوقت .
لماذا كبت كل ذلك بهذا القدر من الصراحة رغم الآلام التي سببتها لي الكتابة، حتى اني هتفت لوعة و احتجاجا في واحدة من كتاباتي عن قصر النهاية :" لماذا قدر ان اعيش كل ذلك ، ان اموت كل ذلك ؟ الأِ أكون شاهدا على نفسي و على غيري ؟" كانت هذه و غيرها من الكتابات عن هذا الموضوع نوعا من التطهير الذاتي للتخلص من سموم الوضع الذي صرت اليه ،و لأساعد الآخرين الذين تعرضوا للمحنة ذاتها على النهوض ، كما فعلت . فقد كان الوضع بعد انقلاب شباط الدموي ، اشبه بإعصار مدمر خرب البيت - الحزب – او اكثره ، و وضع الآلاف من ابنائه خارجا و شردهم . اردت ان اقول لهم ان البرء من جراحات8 شباط لن يكون بالانزواء و الانكفاء على الذات و اجترار عذابات الضمير بل بإعادة الالتحام بالحزب و المساهمة في اعادة بنائه و في نشاطه ، ومن خلال ذلك اعادة بناء ثقتهم بأنفسهم، و حث الحزب على الاستفادة من طاقاتهم ، من احلهم و من اجل الحزب الناس . و لقد عرفت ، فيما بعد ، ان العشرات ممن تعرضوا للمحنة ، التحقوا بالحزب استجابة للنداء .
اجل ! لم تكن المسيرة سهلة ، بدأت منذ اللحظة التي غادرت فيها القلعة الثانية في سجن الموقف بما يشبه المعجزة ، تعاون على تحقيقها صديق للعائلة و صديقه الخفر في مكتب الحاكم العسكري في ذلك الوقت الضابط القومي (ح.د ) و هربت الى الكويت بمساعدة العديد من الرفاق و الاصدقاء بينهم الصديق غالب بليبل ، رئيس اتحاد رجال الاعمال الآن ، الذي قدمت لي عائلته مساعدة جلى في تسهيل هروبي الى الكويت ( كان مايزال معتقلا!)
سرعان ما افلحت و عدد من الاصدقاء ’ الذين هربوا مثلي ، في تكوين حلقة من الرفاق و الاصدقاء و نجحنا في الاتصال بالحزب فاوفد لنا الرفيق الراحل انور محمد طه الذي طلب مني الكتابة عن تجربتي في قصر النهاية . حين عاد من رحلة الى البصرة ، طلب مني العودة الى الحزب ، فاعتذرت ، و لقد اتيحت لي هذه الفرصة ، اكثر من مرة ، لكني كنت اعتذر في كل مرة ، ليس خوفا و لا ترددا ، فلقد كنت اقبل كل التكليفات( بينها ما بات معروفا اشار له الراحل صالح دكلة في مذكراته و عزيز سباهي في كتابه الموسوم " عقود من تاريخ الحزب الشيوعي العراقي" ، هذا فضلا عن بهاء الدين نوري في مذكراته عن فترة الخمسينيات من القرن الماضي ، بينها ما هو بالغ الخطورة لم يحن بعد الوقت للكشف عن تفاصيله ) بل عقابا لنفسي على ضعفي في قصر النهاية .
حتى قررت العودة الى الحزب ، تنظيميا ، عام 997 للمساهمة في معالجة وضع شاذ ، و مازلت، حتى الان امارس حياتي الحزبية في صحافة الحزب و منظماته كلما اتيحت، لي الفرصة .
لماذا اكتب كل ذلك ؟ لأن الاتهام بالتسبب في اعدام العشرات اتهام خطير يتطلب التحقيق و المحاكمة و انا مستعد للوقوف امامهما بضمير نقي , صادق، فهل يملك السيد تحرير سالم الجرأة على الظهور اما اية هيئة قضائية او اي منظمة من منظمات حقوق الانسان باسمه الصريح ، بضمير مطمئن ؟ اشك في ذلك لأن نثر الاتهامات الخطيرة من دون اقامة الدليل عليها هو امر يختص به من لا ضمير له . كدت احسده على ذلك لولا ان وازعا من الضمير فضل لي عذاب الضمير على ان اكون بدونه.
انني انفي هذه الاتهامات جملة و تفصيلا وأ شك ان ما يسمى باعترافاتي آذت احدا غيري و انا مستعد لطلب المغفرة ، زاحفا على ركبتي ، لكل من يثبت انني آذيته . . ليس هذا فحسب بل انني لم اشهد ضد احد (" اشخّص" حسب التعبير الذي درج في تلك الأيام) و لم اقد الجلادين الى اي بيت حزبي او بيت اي من عشرات الرفاق الذين عملت معهم و تنقلت بين بيوتهم طيلة عملي معهم . لقد صنت عشرات البيوت بينها بيت مسؤول جهاز الطباعة المركزي الرفيق مهدي الموسوي ، وهو اخو الشهيد ابو ايمان و كان الشهيد طلب مني تفريغه من العمل الحزبي للاستفادة من طاقاته في مجالات اخرى...
بل صنت مراكز و مقرات العديد من المنظمات و بيوت مسؤوليها و كوادرها و بينها منظمة الموصل و منزل مسؤول لجنتها المحلية الشهيد البطل طالب عبد الجبار و بيت مسؤول الخط العسكري فيها الشهيد بنيامين يوسف- و كنت غادرتها لتوي للالتحاق بالمكتب العمالي كما اشرت في كتابة سابقة- و هي ، اي منظمة الموصل ، كانت تهيئ لانقلاب مضاد في ما سمي بحركة معسكر فايدة التي تسببت الوشاية و الخيانة في اجهاضها . و انا لا اسوق هذه الوقائع للتغطية على ضعفي في قصر النهاية، هذا الضعف الذي لا يمكن تبريره ابدا و مازلت ادفع ثمنه امام ضميري .
اما تهديدي بان لا اذكر اسم الشهيد ابو ايمان مرة اخرى و الا... فاني اطمئن السيد تحرير سالم اني امتلك علاقات طيبة مع عائلة الشهيد: زوجته و رفيقة دربه العزيزة ام ايمان ( فاطمة ، اسمها الحزبي خلال عملنا معا في منطقية بغداد اوائل الستينات) التي بكيت على كتفها و انا اروي لها الايام الاخيرة لمعاناة الشهيد، و كنت شاهدا على بعضها، قبل صلبه ،فربتت على رأسي تخفف عني. و مازلت على علاقة طيبة بأخويه ابراهيم ( ابو مرتضى ) و مهدي( ابو صلاح ) و التقيت ولده عليا عندما قدم الى كندا وحاولت جهدي ، بطلب من ام ايمان ، مساعدته على الاستقرار هناك ، هذا فضلا عن لقاءات سريعة بايمان و شذى ، ابنتيْ الشهيد الخالد ، و لا احسبهم ، جميعا ، اقل غيرة من السيد تحرير سالم على سمعة الشهيد و تراثه .
في العيد الثامن و السبعين لتأسيس الحزب، كتبت الى رفاقي و انا استذكر علاقتي بالحزب :
" احتفلت قبل ايام ، بالضبط في الخامس عشر من كانون الاول الماضي ، 2011، وحدي، في كندا، بمرور ستين عاما على التحاقي بالحزب ، و كم كنت اتمنى ان احتفل بهذه المناسبة بين رفاقي و اصدقائي القدماء ، عمال النسيج اليدوي في الكاظمية ، الذين شهدوا عمادتي الأولى كعامل معهم و من اجلهم و من اجل سعادة الشعب و تقدمه و ما زلت احاول ، رغم سقطاتي و ضعفي و اخطائي و خطاياي ، ان اواصل مسيرة العمل مع الناس و من اجل الناس...و سأظل !
-------------------------
الان، و قد جاوزت العقد السابع من عمري بل ولجت منتصف العقد الثامن ، قضيت اكثره في حوار مع نفسي و مع الحزب ، توصلت الى قدر من التوازن اتاح لي ان ارى ان هذا التوازن يكمن في العمل من اجل انسنة الحزب ، باعتباره نتاجا للنشاط البشري و ليس كائنا متعاليا ، و بالتأنسن خلال ذلك ، معه ...
الآن و انا ارتشف ما تبقى من كأسي ، و هو ليس بالكثير ‘ مثانيا ، متأملا ، ملتذا، أهتف من اعماق القلب :
اشهد اني عشت مغامرة كبرى للقلب و الروح و العقل و ضعتني على مشارف الكشف اكثر من مرة...و ما ازال !
هاملتون / كندا



#ابراهيم_الحريري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعقيب على تعقيب تحرير سالم
- عن -سن الذهب- ادافع لا عن مفيد !
- الى الصديق سعدي يوسف - التفسير المادي لسن الذهب !
- أزمة كهرباء... أم أزمة حكم؟
- لم يعد السكوت ممكناً
- لم يعد السكوت ممكناً .. نقطة سطر جديد
- ضد التعذيب! لم يعد السكوت ممكنا...
- نديم
- يا عين موليتي
- حوار مع الكاتب ابراهيم الحريري
- اصداء - مناقشة هادئة للموقف الوطني


المزيد.....




- منها لقطات لنساء غرينلاند تعرضن للتعقيم.. إليكم الصور الفائز ...
- أصيب بالجنون بعد شعوره بالخوف.. شاهد قط منزل يقفز بحركة مفاج ...
- الدفاع الروسية: أوكرانيا خسرت طائرة حربية و213 مسيرة و1145 ج ...
- بوليتيكو: واشنطن توسلت إسرائيل ألا ترد على الضربات الإيرانية ...
- بيونغ يانغ تختبر سلاحاً جديداً وخبراء يرجحون تصديره لموسكو
- بالفيديو.. إطلاق نار شرق ميانمار وفرار المئات إلى تايلاند هر ...
- مصر.. محاكمة المسؤول والعشيقة في قضية رشوة كبرى
- حفل موسيقي تركي في جمهورية لوغانسك
- قميص أشهر أندية مصر يثير تفاعلا كبيرا خلال الهجوم على حشود إ ...
- صحف عالمية: الرد الإسرائيلي على إيران مصمم بعناية وواشنطن مع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم الحريري - تعقيب على تعقيب تحرير سالم الاعتراف-.... الأَخير!”