أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - خسرو حميد عثمان - 10 // بين عامي 1984 و1987














المزيد.....

10 // بين عامي 1984 و1987


خسرو حميد عثمان
كاتب

(Khasrow Hamid Othman)


الحوار المتمدن-العدد: 3690 - 2012 / 4 / 6 - 23:25
المحور: سيرة ذاتية
    


كل الدلائل جعلتني أُخمن بأن الجالس أمامي، وجها لوجه، كادر حرفي في عمله، يعرف كيف يُغير(أقنعته)، ويعرف جيدا وسائله وإمكانياته وما يبتغيه، وبالمقابل كنت أعتقد بأنني أعرف، بوضوح، ما لا أريده على وجه التحديد. هكذا هي طبيعة العلاقة، دائما، بين الصياد المحترف والطريد المستهدف، طرف يريد وأخر لا يُريد، طرف ينصب الشرك ليتصيد وأخر يُحاول أن يبقى خارج الشَرَك، حُرا أويهرب مذعورا ليقع في فخ من لون أخر.
ضمن هذه المعادلة كنت أريد أن أستمر في وجودي، كصاحب إختصاص، ضمن هيكلية دولة بفاعلية وإيجابية، ولا أُريد أن أقع في شِراكِ (السلطة) التي جعلت مؤسسات الدولة وجميع إمكاناتها رهينة لديها وألعوبة من ألا عيبها و وسيلة لتحقيق مأربها، أو في شراك معارضيها. كلما كنت أتأمل في (اللوحة) الكبيرة لا اري غير ثور ضخم منهك يتربع فوق ظهره ذئب مكشر الأسنان، طويل الأذرع ومخالبه حادة وينافسه على المكان ضوارى أخرى مختلفة الأحجام والألوان تتحين الفرص لتحل محل الذئب الجالس على الرقبة لتنجز نفس المهام ولو بطرق مختلفة، وإن كانت الشعارات مختلفة، وإن (الأطار) الذي وضِعتْ اللوحة في داخله متقن الصنع كثيرة التفاصيل منيع على الكسر من الداخل. هكذا كنت أتخيل الواقع وأرى الأشياء بأدوارها الحقيقية، هذا النوع من (الأدراك السريالي) كان ضروريا لتبصر ما هو مخفى من الأمور، وفرز الخيوط الرفيعة المتشابكة وإيجاد مواقع الربط (العقد المخفية) بينها ضمن (اللعبة الكبيرة)، ولا يأتي إلا بعد أن يجتاز الأنسان، كليا، جميع الحواجز الفكرية والنفسية، المصممة ببراعة منقطعة النظير للأستحواذ على فكره، ولكي تُحرمه من نعمة البصيرة وقدرة التمييز بين ما هو ممكن وغير ممكن، ويجعله أسيراً لعدد من (المقدسات) أو القوالب الفكرية الجاهزة، ويتفانى من أجلها جيل بعد أخر،من دون أن يحصل على أي مردود تُناسب هول وضخامة التكاليف.
كنت أتأمل في هذا المشهد المخيف عندما بادر الضيف بتوجيه الكلام لي: لقد إختارتك لجنة مشكلة لأختيار (الموظف الحكومي المثالي) لمنحك هذا اللقب وكلفتني القيادة للتأكد من صحة الأختيار وأنا مقتنع بصحة قرارهم....
لم أُعلق على الموضوع بتاتا لأن المشهد بدا لي أكثر تعقيدا وغموضا وكنت بحاجة إلى وقت أطول لأدراك ما يجري وراء الأفق، وفيما إذا كان(الضيف) يعتبرنى من السذج الذين لا يخضعون الأمور لحكم المنطق والعقل وأُصدق ما هو غير منطقي، وقبل أن أحصل على أجوبة مقنعة لأسئلة ظهرت خلال الزيارات المتعاقبة لهذا (الضيف). هكذا تكون الأشكالية عندما يتأمل شخص واقف في مكان مضئ ومكشوف في ملامح شخص قابع في وسط يكتنفه الغموض والظلام، هم يستطيعون أن يصلوا إلى أدق التفاصيل في حياتنا كلما أرادوا ونحن لا نتجرأ حتى أن ننظر في عيون حراسهم الذين يحرسون الأبواب الموصدة و الأسوار العالية ونطلب منهم قدح من الماء لأسكات طفل يبكي من العطش أو السماح لرجل عجوز أن يقضى حاجته خلف السور بعيدا عن أعين المارة.
في نهاية (الجلسة) قبلت من (الضيف) هديته حيث (لا يرد الكريم إلا اللئيم )، ولكنني رفضت، صراحة، تدوين رقم تلفونه عندي. وفي الحلقة القادمة سأبين ماذا كانت حجتي المعلنة والأسباب الحقيقية التي كانت دفينة في صدري لهذا الرفض. أرجو المعذرة بسبب عدم الأنتظام في نشر الحلقات لأننى ما زلت في سفر ويستمر إلى بداية شهر مايس.



#خسرو_حميد_عثمان (هاشتاغ)       Khasrow_Hamid_Othman#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أم مع إبنها المهاجر (6)
- 9// بين عامي 1984 و 1987
- أم مع إبنها المهاجر(5)
- 8// بين عامي 1984و1987
- صورتان متناقضتان
- أم مع إبنها المهاجر(4)
- البارحة
- 7// بين عامي 1984 و1987
- 3//أًم مع إبنها المهاجر
- 6// بين عامي 1984 و 1987
- أم مع إبنها المهاجر(2)
- أم مع إبنها المهاجر(1)
- 5/ بين عامي 1984 و 1987
- 4/ بين عامي 1984 و1987
- 3/ جولة جديدة
- 2/ الشهر الأول
- الوعي بدلا من الوهم
- 1 اليوم الأول
- من عالم إلى أخر 10/ 8
- زائر من زمن غابر


المزيد.....




- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب
- لماذا يقامر الأميركيون بكل ما لديهم في اللعبة الجيوسياسية في ...
- وسائل الإعلام: الصين تحقق تقدما كبيرا في تطوير محركات الليزر ...
- هل يساعد تقييد السعرات الحرارية على العيش عمرا مديدا؟
- Xiaomi تعلن عن تلفاز ذكي بمواصفات مميزة
- ألعاب أميركية صينية حول أوكرانيا
- الشيوخ الأميركي يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا وتايوان ...
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - خسرو حميد عثمان - 10 // بين عامي 1984 و1987