أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - المواطن المشجع














المزيد.....

المواطن المشجع


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 3690 - 2012 / 4 / 6 - 22:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يسجل المواطن العراقي الغياب الاكبر في الازمات العراقية المتناسلة حيث يغيب عن حلقة الاهتمام السياسي شكلا ومضمونا، رغم إن هذا المواطن هو الاساس وفقا للنظام الديمقراطي الذي يفترض إنه يحكم البلاد، فلا المواطن يؤثر على مجرى الاحداث بعد ساعة الانتخابات ولا هو قادر على اسماع همومه ومشاكله والضغط على من أخذوا منه صوته في الانتخابات ولا القوى السياسية أو زعماؤها تهتم بهذا المواطن ورأيه ومشاكله.
الازمات العراقية هي أزمات ساسة وزعماء، عدد محدود من الاشخاص يتنازعون على المواقع وفي حمى التنازع ينصبون لبعضهم البعض الفخاخ ويحيكون المكائد فيعلو الصراخ ويخمد من وقت لاخر، يتم انتاج تسويات أو عقد هدنة، ثم تبدأ خلافات جديدة، والنتيجة إن العملية السياسية صارت تسير لحل مشاكل الزعماء وليست لحل مشاكل المواطنين الذين يلتزمون الصمت أو يدمنون الشكوى، فكيف وصلنا الى هذا الحال؟.
الساسة غير مهتمين بمشاكل المواطنين بعدما إقتنع هؤلاء بدور المشجع لا الفاعل السياسي، والمقصود بالمشجع هو ذلك الانسان الذي يختار فريقا كرويا لاسباب غير محددة ولا يستطيع هذا المشجع وضع قائمة واقعية بالدوافع التي استجاب لها عندما اختار فريقا معينا ليمنحه ولاءه ومشاعره ووقته وربما ماله أيضا، ولا يمكن لهذا المشجع في الاعم الاغلب مراجعة قراره وتغيير ولاءه أو موقفه فهو محكوم بقوة لا يدركها تسيطر عليه فيفقد حريته دون علمه ولذلك يبقى متمسكا بالفريق الذي يشجعه حتى عندما تتغير كل معالم الفريق التي جذبته في البداية ويظل مرتبطا بها حتى عندما تتوالى خسارات فريقه وفضائحه.
المواطن العراقي سيطرت عليه ذهنية المشجع المرتبط لا إراديا بفريق ما حتى وان كان هذا الفريق هو حزب سياسي أو كتلة ترفع عددا من الشعارات التي تبتعد عنها يوما بعد آخر وتتبنى قائمة من الاهداف التي لاتعمل ولا تفكر حتى بتنفيذها رغم ان هذه الكتلة في السلطة وتبقى فيها لسنوات، المواطن يريد فريقا ليشجعه وحتى لو تحدث عن رغبته في قادة وساسة ينفذون ما يقولون ويعملون أكثر مما يتحدثون فأنه في نفس الوقت يتعصب لفريقه الذي خيب ظنه مرارا وتكرارا.
المشجع يفرح بفوز فريقه ويحزن لخسارته رغم إن الفوز عمليا لا ينفعه والخسارة لا تضره، والمشجع ينتقد فريقه ويظلمه وقد يشتمه ويضربه لكنها يبقى مواليا له ويلتزم بتشجيعه في مباراة تلو الاخرى، وهو حال المواطن العراقي عندما ينتخب أو حتى عندما يتجادل سياسيا فتجده متعصبا لفريقه السياسي رغم معرفته بفشل هذا الفريق وربما حتى خيانته للناخب وأن لا أمل فيه، وهذا ما أدركه الساسة في قواعدهم الشعبية وإكتشفوا إنها نقطة الضعف الكبيرة التي تعفيهم عن السعي للقيام بواجباتهم تجاه الوطن والمواطنين.
ذهنية المشجع التي تسيطر على المواطن في الفعل والموقف والرأي السياسي هي نتيجة لسيطرة العاطفية على التفكير والابتعاد عن التفكير العملي والعلمي وهي نتاج للعبث السياسي المتعمد بمخاوف وعواطف المواطنين التي تضعهم أمام إعتبارات اخلاقية وعاطفية في حين يخضع السياسي والزعيم جميع تصرفاته لحسابات نفعية فجة لا مجال فيها للعواطف والاخلاق والمشاعر، فكل شيء قابل للمساومة والبيع والشراء في سوقنا السياسية المشرعة على القتل والسرقة والتزوير والخيانات.
لن تتقدم قضايا المواطن على مشاكل وطموحات ومطامع السياسي مادامت ذهنية المشجع تسيطر على العراقي بفعل عصبيات طائفية وعرقية وحزبية يغذيها الساسة بحرفية واتقان، ويبدو إن الطريق الى تجاوز ذهنية المشجع هو طريق طويل ما دامت شهوة التشجيع تدفع العراقي أحيانا لتشجيع أحزاب وزعماء في دول أخرى كما يشجع لاعبين واندية في قارات أخرى.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إعتذار المرزوقي وما بعده
- إعتقال الهاشمي وإقالة المطلك
- جبال المال السائب
- إنفراج بغداد والرياض
- حكاية أمنية للنسيان
- معركة مستمرة بعربات آشورية مزيفة
- تفجير التفجير
- جدران العراق والكويت
- دولة بين البنك والسجن
- صعود رؤوس العنف
- سباق الأزمة المستعر
- البطولة والفتنة والازمة
- تظاهرات المدللين
- العراق والخليج القادم
- مقلوبة النظام السياسي
- الحكومة والبرلمان بين حلين
- راتب عثمان العبيدي
- تقييم الاوضاع في عام الحكومة
- إنهيار النزاهة مبنى ومعنى
- الصمت في حضرة السيوف


المزيد.....




- ماذا قالت المصادر لـCNN عن كواليس الضربة الإسرائيلية داخل إي ...
- صافرات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل
- CNN نقلا عن مسؤول أمريكي: إسرائيل لن تهاجم مفاعلات إيران
- إعلان إيراني بشأن المنشآت النووية بعد الهجوم الإسرائيلي
- -تسنيم- تنفي وقوع أي انفجار في أصفهان
- هجوم إسرائيلي على أهداف في العمق الإيراني - لحظة بلحظة
- دوي انفجارات بأصفهان .. إيران تفعل دفاعاتها الجوية وتؤكد -سل ...
- وسائل إعلام إيرانية: سماع دوي انفجار شمال غرب أصفهان
- صافرات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل وأنباء عن هجوم بالمسيرات ...
- انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول أمر ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - المواطن المشجع