أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبير ياسين - على هامش الثورة المصرية (51): أبو إسماعيل ومسلسل إسقاط الدولة














المزيد.....

على هامش الثورة المصرية (51): أبو إسماعيل ومسلسل إسقاط الدولة


عبير ياسين

الحوار المتمدن-العدد: 3690 - 2012 / 4 / 6 - 16:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من منا لا يتذكر مقولة و"هكذا سقطت لويز" التى وردت عدة مرات فى فيلم الناصر صلاح الدين، ففى مقارنة واضحة ورائعة طرح الفيلم وجهتى نظر مختلفتان كليا حول الحب والكراهية، والسلام والحرب، ومعايير بناء الدول والمعاهدات ضمن أشياء أخرى كثيرة خارج سياق الحديث هنا، ووسط كل الجدل الدائر بدون توقف حول جنسية والدة حازم أبو إسماعيل المرشح المحتمل للرئاسة المصرية وتأثير حصولها على الجنسية الأمريكية من عدمه على مسيرة أبو إسماعيل الانتخابية وعلى مسار العملية الانتخابية ككل ترددت على هامش المشهد مقولة وسقطت الدولة على طريقة وسقطت لويز وفى الخلفية الجدل دائر على طريقة الفيلم بين حكم مبارك القائم على الفساد والإفساد، وفكر الثورة -المفترض- القائم على البناء والإصلاح... ما بين حكم قائم على كره الدولة والشعب والعمل من أجل مصالح ضيقة تخص البعض، وحكم الحب القائم على بناء الدولة والانسان وضمان السيادة للمواطن... ما بين نظام لم يسقط ويستمر فى إسقاط الدولة وهيبتها، ونظام يواجه الكثير من التحديات والضغوط والحملات من أجل إفشاله وإعادة الصورة لما كانت لعقود ممتدة.

ولعل السؤال الأول الوارد طرحه سيكون حول العلاقة بين جنسية والدة أبو إسماعيل والدولة؟ أليست قضية شخصية، وأليس الخطأ هو خطأ المرشح نفسه الذى لا يعرف أن والدته حصلت على الجنسية الأمريكية أو يعرف وكذب كما يرى البعض، وبالتالى فأن المسألة لا تخص الدولة ولا تخص أحد خارج المرشح نفسه. وبصراحة فأن تلك الطريقة فى النظر للمسألة ممكنة ولكن فور طرح القضية ككل علنا، فمن الطبيعى أن المرشح وهو بالأساس محامى يعرف ما يخص والدته ويعرف ما يخص اشتراطات الترشح بما يعنى أنه أن حدث وصدق خبر حصول والدته على جنسية أخرى يكون المرشح مسئول مسئولية مطلقة على ما حدث، وتتجاوز مسئوليته مجرد الكذب والتدليس العادى لقضية أكبر خاصة بالتوكيلات التى حصل عليها والوقت الذى استنزف من وقت الجدل السياسى معه وعنه. ولكن مع استمرار القضية لبعض الوقت وحالة الجدل المرتبط بها وخاصة فيما يتعلق بالشق الرسمى تجاوز الخطأ حدود المرشح الفرد -دون أن يسقطه أن ثبت- ليمتد لحدود الدولة ودورها وحقيقة قدرتها على القيام بأدوارها وبشكل محدد فى القائمين على شئون الدولة.

وهنا علينا أن ننظر للقضية بعيدا عن المرشح الرئاسى نفسه، وبعيدا عن اختلافنا أو اتفاقنا معه، وبعيدا عن اتفاقنا أو اختلافنا مع النص على الجنسية المصرية والتى لا تعبر عن معلومة جديدة فى الحدث الحالى رغم ما تحظى به الآن من جدل. القضية الأساسية التى نحن بصددها هى وجود دولة يفترض أن لديها وزارات وقدرات وإمكانيات تؤهلها للقيام بألف باء مهام وهى معرفة جنسية مواطنيها، ومعرفة كيفية التحقق من جنسية مواطنيها، وامتلاكها للآليات اللازمة للتوصل لمعرفة جنسية مواطنيها عندما تحتاج لهذا الأمر. مع أدراك أنه مع الثورة لم يحدث قطيعة مع ما سبق يمكن من خلالها تبرير أى أخطاء تحدث من قبل مؤسسات الدولة أو استخدامها كمبررات للحديث عن أى خلل فى الأدوار المفترضة. وعندما نضيف لتلك النقاط الأساسية المفترضة حقيقة أن تلك الدولة اشترطت أن يتمتع المرشح للرئاسة ووالديه وزوجته بالجنسية المصرية فقط دون غيرها، وأنها طالبت وزارة الخارجية بالتحقق من هذا عبر سفاراتها فى الخارج فأن التحقق من خبر يصعد إلى السطح مثل جنسية والدة مرشح أو جنسية مرشح أو والده يفترض أن تكون مسألة قصيرة الآجل لا تحتاج إلى هذا الجدل الممتد ولا إلى الغموض والصمت. فالمفترض أن الدولة كنظام قادرة على القيام بهذا خاصة وأن المطلوب من مؤسسات الدولة فى تلك الحالة هو التواصل مع الأجهزة المعنية فى الداخل والخارج فى جزئية محددة هى حصول والدة المرشح أبو إسماعيل على الجنسية الأمريكية من عدمه؟ وهو نفس ما ينطبق على غيره أيضا. وكان من الممكن أن يتوقف الجدل أن تم إدارة الملف نفسه بطريقة مسئولة تتماشى مع الحدث والتغيير المطلوب.

ولكن بدلا من الرد بحزم وبشكل واضح وجدنا أنفسنا فى مواجهة مع حالة من الصمت غير البناء والتجاهل واستمرار مسلسل الاشاعات والتسريبات عن جهات مسئولة ومصادر ترفض الكشف عن هويتها وغضب وتوعد وتخبط وغيرها من المواقف التى كان يمكن تجنبها أن قامت مؤسسات الدولة بدورها وهو ما يدشن لإستمرار مسلسل سقوط الدولة وهنا يصبح السؤال أن كانت الدولة قادرة فهل هى راغبة؟ والإجابة لا، فالدولة غير راغبة فى القيام بدورها كدولة محترمة قائمة على المؤسسات والقوانين والقيام بالإدوار المنوطة بها فى العموم وفى تلك اللحظة التاريخية الحاسمة على وجه الخصوص. فالدولة معبر عنها بالنظام الحاكم لازالت راغبة فى استمرار مسلسل مبارك فى الحكم والالتزام بكتابه القاضى بترك كل الأشياء للتفاعل على الأرض فى طريقة أقرب لتكسير العظام فى مرحلة ما بعد الثورة ولفرق تسد فى مرحلة ممتدة من عصور الاحتلال. وبالتالى، أن كان قيام الدولة بدورها يعنى تقصير مدة الجدل وترك الوقت للتركيز على القضايا المهمة فأن النظام يفضل أن يصمت وأن تبدو الدولة بمظهر الفاشلة أو الضعيفة أو المرتبكة كما هو الوضع منذ الثورة على أن يفقد النظام المناصب والكراسى فالسلطة مقدمة على هيبة ومكانة ودور الدولة، كما أنها مقدمة على الشعب وحقوقه.

وبهذا، لا يمكن القول أن قضية جنسية والدة أبو إسماعيل هى قضية مرشح رئاسى فقط، ولكنها قضية تضاف لما سبقها من مسلسل طويل يقصد منه أظهار ضعف الدولة وغياب هيبتها كوسيلة من النظام المراد إسقاطه لإفشال الثورة وتأكيد وجود انعكاسات سلبية للثورة على هيبة الدولة وقدرتها، مع التأكيد على أن الثورة أخرجت عناصر كاذبة للواجهة بما يقصد منه ترسيخ بقاء النظام المراد إسقاطه بدلا من تغييره وإنجاح الثورة، كما أنها تساعد على استمرار الجدل حول قضايا هامشية وعدم التركيز على القضايا المصيرية المتعلقة فى المرحلة الحالية بالدستور الذى يمكن أن يدشن لإستمرار نموذج الكره، أو يدشن لبداية نموذج الحب وبينهما فارق شاسع يتجاوز جنسية والدة مرشح رئاسى لمستقبل وطن وحلم ثورة وتغيير.



#عبير_ياسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على هامش الثورة المصرية (50): عقبات على طريق الثورة (٤ ...
- على هامش الثورة المصرية (49): عقبات على طريق الثورة (3. التا ...
- على هامش الثورة المصرية (48): عقبات على طريق الثورة (2. مصر ...
- على هامش الثورة المصرية (47): عقبات على طريق الثورة (1.الفهل ...
- على هامش الثورة المصرية (46): الحفيد وحديث الثورة
- على هامش الثورة المصرية(45): مصر ما بين العبث والسخرية
- على هامش الثورة المصرية (44): مصر الثورة والمرأة
- على هامش الثورة المصرية (43): اليابان ومصر ما بين فوكوشيما و ...
- على هامش الثورة المصرية (42): وقفات على هامش أحداث بورسعيد
- على هامش الثورة المصرية (41): مقولات على الهامش
- على هامش الثورة المصرية (40): مصر والحب فى اتجاه واحد
- على هامش الثورة المصرية (39): تساؤلات على هامش ذكرى الثورة
- على هامش الثورة المصرية (38): المحلف الهارب والمواطن المهان
- على هامش الثورة المصرية (37): الثورة والأيام الضائعة
- بشار وخطاب فى اللغة العربية
- على هامش الثورة المصرية (36): محاولات على هامش الوطن والثورة
- على هامش الثورة المصرية (35): التهمة امرأة
- على هامش الثورة المصرية (34): حكومة الجنزورى ومواجهة الثورة
- على هامش الثورة المصرية (33): رسائل الانتخابات بين المواطن و ...
- على هامش الثورة المصرية (32): خط أحمر


المزيد.....




- إماراتي يرصد أحد أشهر المعالم السياحية بدبي من زاوية ساحرة
- قيمتها 95 مليار دولار.. كم بلغت حزمة المساعدات لإسرائيل وأوك ...
- سريلانكا تخطط للانضمام إلى مجموعة -بريكس+-
- الولايات المتحدة توقف الهجوم الإسرائيلي على إيران لتبدأ تصعي ...
- الاتحاد الأوروبي يقرر منح مواطني دول الخليج تأشيرة شينغن متع ...
- شاهد: كاميرات المراقبة ترصد لحظة إنهيار المباني جراء زلازل ه ...
- بعد تأخير لشهور -الشيوخ الأمريكي- يقر المساعدة العسكرية لإسر ...
- -حريت-: أنقرة لم تتلق معلومات حول إلغاء محادثات أردوغان مع ب ...
- زاخاروفا تتهم اليونسكو بالتقاعس المتعمد بعد مقتل المراسل الع ...
- مجلس الاتحاد الروسي يتوجه للجنة التحقيق بشأن الأطفال الأوكرا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبير ياسين - على هامش الثورة المصرية (51): أبو إسماعيل ومسلسل إسقاط الدولة