أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - محمود يوسف بكير - تأملات فلسفية في أحوالنا العربية














المزيد.....

تأملات فلسفية في أحوالنا العربية


محمود يوسف بكير

الحوار المتمدن-العدد: 3689 - 2012 / 4 / 5 - 23:38
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


• يقولون إن المفتاح الصغير يمكن أن يفتح أكبر قفل، لكن في عالمنا العربي لدينا أقفال كبيرة من عينة بشار الأسد والطنطاوي يتغلغل في أعماقها الصدأ ولا يجدي معها شئ.

• يقولون إنك قاتل عندما تقتل إنساناً وإنك سفاح عندما تقتل عشرة وإنك إله عندما تقتل الآلاف إذاً القادة في عالمنا العربي كلهم آلهة.

• أيهما يسعدك أكثر أن تفعل ما هو صحيح وتفشل أم تفعل ما هو خاطئ وتنجح؟
أقول لك لا هذا ولا ذاك ولا تضحك على نفسك وتدعي إنك ستكون سعيدا عندما تفعل ما هو صحيح وتفشل.

• لا تصدق ما يقولون: "ما أنت إلا شئ تافه في هذا العالم جئت وستمضي وكأنك لم تكن" ولكنني أقول لك إنك قد تكون للعالم كله شخص ما ولكنك قد تكون العالم كله لشخص ما، فلا تبتئس.

• يقولون أن العوامل التي تضمن النجاح هي العلم والمثابرة والإخلاص والاجتهاد ولكنني تعلمت من سفري وترحالي أن النجاح قبل كل شئ فرصة أكثرنا لم يحسن استغلالها.

• لو أن رؤساء الدول والجنرالات يعملون ويخططون للحروب على الخط الأول للجبهة لما وقعت أي حرب.

• السعادة الحقيقية هي أن تنجح بعد عمل شاق ومنظم وليست في المال الوفير. انظر إلى أثرياء العرب في أوربا أو حتى في بلادهم معظمهم يعانون من اكتئاب شديد، وانظر إلى حملة جائزة نوبل، أيهما أسعد؟

• حفظت حكمة قديمة تقول"إذا لم تكن لنفسك فلمن تكون؟ ولكن إذا كنت لنفسك فقط فلما تكون؟"
كم هي حكمة رائعة ومتوازنة ،تخيل لو أننا نجحنا في تحقيق هذه المعادلة المتوازنة هل يمكن أن يكون عالمنا بهذا البؤس والشقاء؟

• أصبحت الأديان أعقد وأصعب من معادلات ولوغاريتمات الرياضة البحتة وكأنها أنزلت كي تكون في متناول الخاصة والعلماء فقط وليس العامة والبسطاء مثلي، صدقني لسنا بحاجة لكل هذا نحن بحاجة فقط لضمير حي، ودعك من تجار الدين الذين خذلوا شعوبهم الثائرة التي تذبح نهاراً جهاراً وهم مشغولون بتوافه الأمور والدعاء للسلطان.

• تربيت في القاهرة قبل أن تتحول من مدينة إلى كراج كبير للسيارات في منزل يطل على حديقة صغيرة، ومن شرفة شقتنا كنت أشاهد كل صباح بواب منزلنا وهو يطعم خروفاً صغيراً برسيماً وكل مخلفات طعامه وطعام الجيران. أحببت البواب لطيبته وحنانه الزائد وتدليله للخروف. كان الخروف مصدر سعادة لي ولأقراني الصغار وكم من أوقات جميلة أمضيناها في اللعب معه وفي تأمل العلاقة الحميمة التي تجمعه والبواب.

في صبيحة يوم حزين شاهدت منظراً مفزعاً من شرفتنا، شاهدت البواب ومعه أشخاص آخرون وهم يتكالبون على الخروف للإيقاع به والخروف المسكين يصرخ بشدة ورأيت البواب وهو يذبح الخروف في مشهد مروع، جريت نحو أمي وأنا أبكي وأروي لها ما رأيت، أخذت ـ رحمها الله ـ تهدأ من روعي وهي تشرح لي أن غداً عيد الأضحى وحكت لي القصة التي لم أقتنع بها وظللت أبكي وكرهت البواب من كل قلبي وكم تمنيت أن يفعل به أبي ما فعله بالخروف صديقي. ولكني تعلمت أول درس في حياتي وهو ألا أنخدع بالمظاهر.
لقد تعلمنا جميعاً ألا نحكم من خلال الكلمات قبل أن نرى ألأفعال، بل أن الأفعال وحدها لا تصلح للحكم قبل أن نعرف الدوافع وهناك قول عربي مأثور:
"فاعل الخير لعاجل الجزاء كملقي الحب للطير، لا لينفعها به ولكن ليصيدها به"

ولا أدري لماذا تذكرت حكايتي مع الخروف وأنا أتابع ما تقوم به حركة الإخوان المسلمون في مصر مع الشعب المصري في هذه الأيام.

إن هذه الحركة تثبت كل يوم أنني لم نبالغ أبداً في كل مقالاتنا السابقة من أنها حركة سياسية انتهازية تمتطي الدين لخداع الشعب والاستئثار بالسلطة والنفوذ وبالرغم من كل ما حصدوه من ثورة لم يصنعوها فقد شاركوا في طعن الثورة من الخلف وكانوا أول من تحالف مع العسكر لؤدها وهي بعد في المهد.

متى سيفيق شعبنا الطيب من غفوته ويخلع نظارة التدين الكاذب ويرى ويفهم الأمور على حقيقتها؟

محمود يوسف بكير
مستشار اقتصادي مصري
[email protected]



#محمود_يوسف_بكير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى مؤيدي الأسد: انتبهوا إنه يقودكم إلى خراب مؤكد
- فضيحة في ساحة القضاء المصري
- أصل الحكاية عسكر وحرامية
- الإخوان ومستقبل الثورة في مصر
- أرخص إنسان على وجه الأرض
- الثورة المصرية والرقص على السلم
- مصر ما بين فقدان الذاكرة وعدم الوعي
- العسكري يقود مصر إلى الخراب
- أردوغان يفجع الأحزاب الإسلامية في العالم العربي
- من مفارقات الرؤساء العرب
- ثورات الشعوب تكشف عورة النظام العربي
- رسالة قصيرة إلى الأغبياء الثلاثة
- مبروك يا أسد
- ماذا يريد المجلس الأعلى للجيش المصري؟
- من أخطر ما يهدد الثورة
- هل تتحول مصر إلى دولة دينية؟
- نصيحة هامة ومخلصة للمجلس العسكري الحاكم في مصر
- عندما يهرج الأسد
- الشيخ القرضاوي والشيعة
- كيف نضمن نجاح ثورات الشعوب العربية


المزيد.....




- الصفدي لنظيره الإيراني: لن نسمح بخرق إيران أو إسرائيل للأجوا ...
- عميلة 24 قيراط.. ما هي تفاصيل أكبر سرقة ذهب في كندا؟
- إيران: ماذا نعرف عن الانفجارات بالقرب من قاعدة عسكرية في أصف ...
- ثالث وفاة في المصاعد في مصر بسبب قطع الكهرباء.. كيف تتصرف إذ ...
- مقتل التيكتوكر العراقية فيروز آزاد
- الجزائر والمغرب.. تصريحات حول الزليج تعيد -المعركة- حول التر ...
- إسرائيل وإيران، لماذا يهاجم كل منهما الآخر؟
- ماذا نعرف حتى الآن عن الهجوم الأخير على إيران؟
- هولندا تتبرع بـ 100 ألف زهرة توليب لمدينة لفيف الأوكرانية
- مشاركة وزير الخارجية الأمريكي بلينكن في اجتماع مجموعة السبع ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - محمود يوسف بكير - تأملات فلسفية في أحوالنا العربية