أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد العلواني - قصةٌ من فمِ أمِّي














المزيد.....

قصةٌ من فمِ أمِّي


خالد العلواني

الحوار المتمدن-العدد: 3689 - 2012 / 4 / 5 - 15:50
المحور: الادب والفن
    



قصةٌ من فمِ أمِّي

كان يا مكانْ في سالف العصر المكنونْ
عندما كانتِ البشريَّةُ بلا سكن
كُنَّا نسكُنُ القلاعَ والحُصُونْ
كُنَّا قوماً حكماءَ.. صُنَّاعَ حضارات
نسكُنُ أرضَ الرَّافدين.. بابليُّونْ
كُنَّا نعبُدُ إلهَ الحبِّ عشتار
وقاتلنا دوماً الجهلَ والجاهلونْ
وكانَ ملكُنا جلجامش
بشراً بنصفِ إلهْ
وكانَ في حبِّ الحياةِ مفتونْ
فولدَ جلجامشُ حمورابي
فكتبَ على حجرٍ شرائعهُ
وسَنَّ للبشريَّةِ أولَ قانونْ
والاغا حكَمَ التعصُبُ والقبيلة
وأصبَحَ الرُّعاةُ مدنيُّونْ
وفي صُدفَةٍ من يومٍ وافر
أذقنا لحماً كثيراً
وسكَبنا دماً وملأنا الصُّحونْ
وارتشينا خمراً معتَّقاً من بلادِ روما
فسكرنا
حتى صابَ القومُ الجنونْ
وفي الصَّباحِ الباكرِ
فقدْنا عُقُولَنا
فوطئنا صاحبةَ الجلالةِ زوجةَ الملكِ المَصونْ
فلم نصحَ من سُكرِنا
وزادَ غيُّنا فحرَقناَ إبراهيمَ
بحطبِ التِّينِ والزَّيتُونْ
ومن بعدِ حرقِهِ
أصبَحنا قوماً نعبُدُ
هُبَلَ واللاتَ والعُزَّة
ولكنَّنا لم نصحَ حينها
ونعلمُ أنهم أصنامٌ لا ينطقونْ
فملَكَتِ الثَّمَالةُ أجسَادَنا
وعَبَدْنا منْ دونِ ربِّ إبراهيمَ صنماً
فراحَ يطأ زوجاتِنا البنُونْ
ولمْ نستَفِقْ من سُكرِنا بعدُ
فوأدنا بناتِنا بغضاً بأنوثتهنَّ
لا بلْ كُنَّا قوماً قبيليُّونْ
وفي غقلَةٍ من أمرِنا
ظهرَ علينا فتىً قريشيٌّ
صادقٌ أمين وللتجارةِ يصُونْ
وبعد بُرهَةٍ من الزَّمنِ ادَّعى نبُوءَةً
فنسينا أنَّهُ صادِقٌ أمينْ
ورمَيناهُ بالكذبِ والجنُونْ
سلبَ محمد الأبناءَ منَّا
وجعَلَ لهُ إخواناً من الذين في سوقِ الرِّقِّ يباعونْ
فرحنا نجلدهم يوماً
ونحاصرهم آخرَ
والفتى القريشيُّ وصَحبُهُ بِرَبِّهِم مُعتصِمونْ
أعطيناهُ سيادةً وحكماً علينا لتركِ دينِهِ
ولكنَّهُ أبا بما عرضنا عليهِ
بسيادةٍ ومالٍ وبنونْ
ذهبنا بعيداً كي نسكتَ صوتاً بقتلِهِ
فحماهُ ربُّهُ وتركَ قبائلَ العربِ بأمرِهِمْ حائرونْ
فلمْ نؤمنْ أبداً ورحنا نسألهُ
من هم أصحاب الكهفِ
وكمْ عددُهم
ومن كانوا يعبدونْ
فأتى بكتابٍ من عندِ ربِّهِ
عربيٍّ محكمٍ كلاماتهُ
فقلنا لهُ شاعِرٌ وساحرٌ من سحرَةِ فرعونْ
فلم يُهدنا محمدٌ ولم نكفُرْ بآلهتِنا
فخرجَ في ليلٍ مع صاحبِهِ
فاستقبلهم أهل المدينة فرحونْ
فلم تكتفِ قريشُ بهذا
وزادوا في ظلمهم وفي عيِّهم يرتعونْ
وفي بُرهةٍ من الزَّمَنِ أصبحَ لمحمدٍ
جيشاً من أنصارٍ ومهاجرينْ
فدخلَ مكةَ فاتِحاً فرحاً
فخرَّت أسيادُ مكةَ لمحمدٍ صاغرونْ
فقالَ: قولوا لا إلهَ إلاَّ الله
حتَّى على أموالكُمْ وأنفسِكمْ تأتمنونْ
فحطَّمَ أصنامَ قريشَ كلَّها
وما كانوا من دونِ اللهِ يعبدُونْ
فأصبحنا يا بنيَّ أمةً واحدةً
وفي دينِ اللهِ مجتمعونْ
ورحنا ندعوا إلى ربِّ محمد
وفي كلِّ القوافلِ سائِرونْ
وانطفأتْ نارُ الأوسِ والخزرَج
وأصبحوا بكلامِ محمدٍ مهتدونْ
فكُنَّا لسيبفِنا هيبةً ومكانة
وكنُّا في كلِّ الحروبِ منتصرونْ
نرعى ونتاجرُ بديارِنا
وفي كل الثغورِ آمنونْ
حمتنا سيوفُ رجالٍ
ونحنُ في عزةِ الإسلامِ صائنونْ
وفي يومٍ غابرٍ غلبَ الوجعُ محمداً
اجتمعَ الأصحابُ عنده ينتظرون

خالد خالد يا بُنيَّ أصرَعَكَ النُّعاسُ ؟

هلْ أُكمِّلُ لكَ ما حدثَ عندما اجتمعَ عندَ محمدٍ المؤمنونْ؟

استشهدَ محمدٌ ورحلَ إلى جِنانِ ربِّهِ
وغدا الأنصارُ والمهاجرونَ والصحابةُ فيما بينهم يتشاجرونْ
ومن حينِها أصبحنا شِتاتاً
ما بينَ ناصبي للعداءِ ورافِضونْ
وضحيْنا شياةً متفرِّقة
والذئابُ بلحمنا يأكلونْ
تفرقتِ الأممُ إلى اثنين أو ثلاث
ونحنُ معشرَ المسلمينَ الى
ثلاثٍ وسبعينْ
حتى ان دخلتِ الافرنجةُ بلادَنا
وراحوا على أجسادنا يرقصونْ

ففتحت عيني بعينِ أمي !!

أماه، هل هذهِ قصدةٌ واقعيَّة ؟

نعمْ يا بُنيَّ وليسَ من ضربِ الجنونْ

فنهضتُ غاضِباً وصحتُ يا ويلتي يا ويلتي
أجمعَهُم دينُ محمدٍ وفي الحكمِ يختلفونْ.

19 شعبان الخير 1432
20 - 7 – 2011 السويد فينوكر



#خالد_العلواني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطريق الئ الشمال
- لمْ نعُدْ خِرافاً


المزيد.....




- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد العلواني - قصةٌ من فمِ أمِّي