أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - قضية المنهاج مرة أخرى..؟؟















المزيد.....

قضية المنهاج مرة أخرى..؟؟


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 3689 - 2012 / 4 / 5 - 11:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



....واضح أن إسرائيل تواصل هجومها على قطاع التعليم في القدس، وبالذات قضية المنهاج،حيث عمدت قبل بداية العام الدراسي 2011- 2012 إلى توجيه رسائل لإدارات المدارس الخاصة المقدسية تطالبهم فيها،بعدم الحصول على أي كتاب من الكتب الدراسية من الصف الأول وحتى الصف العاشر من أي مصدر كان عدا المصدر الذي تحدده بلدية"القدس" ودائرة معارفها،وفي هذا السياق وجهت لارا امباركي مديرة التعليم العربي في دائرة المعارف الإسرائيلية رسالتها الأولى لهم في 7/3/2011،واتبعتها في نفس الشهر 18/3/2011 برسالة أخرى تطالبهم فيها بضرورة عرض ما يسمى بوثيقة استقلال دولة إسرائيل في مكان بارز في المدارس،لكي يتسنى للطلبة الاطلاع عليها،على أن يقوم المدرسون بشرح ما يرد فيها"من قيم ومعاني المحبة والتسامح والعدل واحترام الآخر"،ومع بداية العام الدراسي،أرسلت مسؤولة التعليم الابتدائي في دائرة المعارف الإسرائيلية رفيقة عثمان رسالة للمدارس الخاصة،تعلمهم فيها ببدء توزيع الكتب المدرسية التي جرى تحريف وتشويه ومسخ المنهاج الفلسطيني فيها الممسوخ اصلا،وأعلمتهم بعدم التزود بها من أي مصدر آخر،ورغم كل الفعاليات والاحتجاجات التي قادتها القوى والمؤسسات والاتحادات الشعبية وفي المقدمة منها اتحاد لجان أولياء الأمور في المدينة،فإن المدارس الحكومية والتي تشكل المظلة التعليمية الأكبر في مدينة القدس،48.5 % من مجموع الطلبة الدارسين في مدارس القدس،إذا ما استثنيا مدارس العيسوية منها،قد استلمت المنهاج الفلسطيني المشوه والمحرف ودرسته،وفيما يتعلق بالمدارس الأهلية والخاصة،والتي تشكل 26.1 % من مجموع طلبة القدس،إذا ما استثنينا مدرسة الإيمان،فجميعها استلمت الكتب المدرسية التي تحتوي على المنهاج الفلسطيني المشوه والمحرف، وأبقت عليها في المخازن،وهي قامت بهذه الخطوة لكونها تتلقى مالاً مشروطاً من بلدية "القدس" الإسرائيلية،ويبدو أن حكومة الاحتلال،لن تتراجع عن قرارها هذا بأسرلة وصهينة التعليم في القدس،حيث رصدت وقاست ردة الفعل الفلسطينية على المستويين الرسمي والشعبي،وعندما وجدت أن تلك الردود والأفعال تسمح لها في مواصلة هجومها،عاودت الكره مرة ثانية،فالجانب الشعبي حاول جاهداً أن يتصدى ويفشل تلك الهجمة من خلال عمل وفعاليات على الأرض،ولكن تعاون الجانب الرسمي السلطة ووزارة التربية والتعليم الفلسطينية كان محدوداً وبطيئا،وخطواته واستجابته لم تكن بالمستوى المطلوب،ناهيك عن الارتجالية والعفوية،وغياب الخطة المبرمجة والممنهجة وأليات المواجهة،بل أن تحركاته ومبادراته كانت نتاج ردود أفعال على الانتقادات الواسعة التي تعرض لها من قبل القوى والاتحادات والمؤسسات المقدسية،وهو تحت الضغط الشعبي وفي خطوة متأخرة وافق على التوزيع المجاني للكتب المدرسية وفق المنهاج الفلسطيني،ولكن على المدارس او اتحادات لجان أولياء الأمور إحضار الكتب من مخازن الوزارة الواقعة في بلدة الرام خلف جدار الفصل العنصري،وقد شكل ذلك مشكلة جدية حول طرق وكيفية إيصال الكتب للمدارس،حيث حاولت لجنة أولياء الأمور في مدارس الثوري إدخال الكتب،ولكن جرى مصادرتها وما زالت القضية في المحاكم.

وعلى ضوء ذلك وبعد أن هدأت العاصفة وردود الأفعال وتراخى الجهد والفعل الشعبي،استأنفت وزارة المعارف الإسرائيلية مخططاتها من أجل أسرلة وصهينة التعليم،وقامت بتوجيه رسالة لمدراء المدارس الخاصة في 28/3/2012 تطالبهم فيها بتحديد عدد الكتب التي يريدونها وأمهلتهم للرد على ذلك حتى 8/4/2012،وإذا لم تصل الردود حتى ذلك التاريخ،فإنها ستقوم بتزويدهم بنفس كمية الكتب للعام السابق،وأرفقت ذلك بتحذير لهم عدم التزود بالكتب من خلال أي مصدر آخر.وهذه الرسالة وضعت إدارات المدارس الخاصة التي تتلقى مالاً مشروطاً من بلدية الاحتلال في حالة من الإرباك،حول كيفية الرد والتعامل مع هذا القرار،وخصوصا إن المرجعية السياسية اللجنة التنفيذية للمنظمة غائبة،والسلطة ووزارة التربية والتعليم، لم توجه أية رسائل او تعليمات او حتى توجيهات لإدارات تلك المدارس حول كيفية التعامل مع هذه الرسالة،ولم تطرح أو تقترح اية حلول لتلك المشكلة كإيجاد مصدر تمويلي بديل،أو الطلب من ادارات تلك المدارس بتسيير أمورها بعيدا عن المال المشروط او غير ذلك.

وواضح انه اذا ما استمرينا في نفس النهج والنمطية والعقلية،فإننا سنخسر المعركة بامتياز،وهي معركة على درجة عالية جدا من الأهمية،فمسالة احتلال الوعي،اخطر من عملية احتلال الأرض،فالاحتلال يريد ان يكوي وعينا ويشوه ثقافتنا،ويهزمنا من الداخل،وباحتلال الوعي يتمكن من تفكيك المجتمع وبما يترتب على ذلك من اندثارنا وضياعنا كشعب وهوية وقضية،ولذلك على الجميع في المستويين الرسمي والشعبي أن يكفوا عن استمرار جدلهم البيزنطي حول جنس الملائكة،هل هم ذكر أم أنثى؟،ونحن وصلنا ودخلنا مرحلة الاستنقاع والكارثة،فالمستوى الرسمي عليه ان يتحرك بشكل جاد،وخصوصا على المستوى الدولي،وخصوصا بعد حصولنا على العضوية الكاملة في منظمة الثقافة والعلوم"اليونسكو" لرفع قضية هناك،حول الانتهاك الإسرائيلي السافر،فيما يتعلق بحق الشعوب المحتلة استعمال لغتها وثقافتها في التعليم الخاص بها،وعلى الرغم من أهمية ذلك ،لكن هذا ليس بالبديل عن الخطوات العملية على الأرض،فالاحتلال بعد احتلال القدس مباشرة حاول فرض المنهاج الإسرائيلي على المدارس العربية في القدس،ولكن الموقف الوطني والمؤسساتي والشعبي اجبر حكومة الاحتلال على التراجع عن تلك الخطوة،ولكن تراجع الاحتلال كان مؤقتا كون الحركة الوطنية كانت في حالة مد وصعود،ولكن تراجع الحركة الوطنية وغياب الموقف الرسمي وبهتانه، وترافق ذلك مع جهد شعبي غير منظم وموحد،فتح شهية الاحتلال ودائرة معارفه على الهجوم مجدداً وبشكل أكثر شراسة،وبقاء الحال في هذا الإطار من شأنه ان يجعلنا نخسر هذه المعركة بشكل نهائي،وهي لا تقل خطورة عن معركة الاستيطان وتهويد الأرض في القدس،فالعبث في المنهاج يعني العبث بتاريخ وجغرافية فلسطين والقدس،ومحاولة لشطب الذاكرة الفلسطينية الجمعية،وتشويه للثقافة والتراث،وضرب للهوية والانتماء،انها معركة تدور في ملعبنا،معركة الهدف منها الاستحواذ على عقولنا وتدمير ذواتنا،ونجاح الاحتلال فيها،يكمل حلقة السيطرة على المدينة المقدسة،فالاحتلال يمارس بحق المقدسيين سياسة التطهير العرقي من اجل تغير الطابع الديمغرافي للمدينة،ويعبرن ويهود شوارعها وحاراتها وأزقتها،ومعركة السيطرة على المنهاج والتعليم تكمل معركة الاستيطان والتهويد،فهل نستمر في موقع الدفاع والندب والبكاء،أم نعلق الجرس ونخوض معاركنا مع الاحتلال وفق إمكانياتنا وطاقاتنا بشكل جماعي وموحد وتكاملي؟أم نستمر في انتظار فرج يأتينا من عرب ومسلمين.؟
القدس- فلسطين
5/4/2012
0524533879



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في يوم الأرض ....تبقى الأرض جوهر الصراع
- لا أنت بالعزيز ....ولا عبد لله ...؟؟
- من وحي تجربتي الذاتية في المدارس
- لمصلحة من تفتي يا قرضاوي ...؟؟
- في الذكرى السنوية السادسة لاختطاف القائد المناضل احمد سعدات ...
- شتاء اسلامي وفتاوي بالجملة ..؟؟
- لماذا التصعيد الاسرائيلي الآن ..؟؟
- توحيد الأداة الوطنية التنظيمية/ شرط أساسي للانتصار في معارك ...
- دور قطر و-الجزيرة المشبوه وإعادة تأهيل حماس ..
- القدس ليست بحاجة لقرارات جديدة..
- مؤسسات القدس أزمات داخلية وعلامات أستفهام كبيرة ..
- أيها المقدسي .....قف وفكر...؟؟
- لا ثورات عربية....ولا ربيع عربي ....؟؟
- الأسير المناضل خضر عدنان وغياب الأداة التنظيمية الوطنية المو ...
- إغلاق المؤسسات المقدسية شكل من أشكال التطهير العرقي ..
- لماذا يهدم -ثوار- الناتو تمثال الزعيم الخالد جمال عبد الناصر ...
- الاسير المجاهد خضر عدنان بوبي ساندز فلسطين
- نحو تثبيت هيئة العمل الاهلي- الوطني كمرجعية شعبية مؤقتة للقد ...
- الاتحاد الأوروبي المطلوب :- خطوات عملية وليس تقارير وبيانات ...
- تحت المجهر/ لمصلحة من يجري تصفية شركة كهرباء القدس...؟؟؟


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - قضية المنهاج مرة أخرى..؟؟