|
حكومة جديدة في أقليم كردستان
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 3689 - 2012 / 4 / 5 - 10:46
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هل هنالكَ فُرصة ، أمامَ التشكيلة الجديدة لحكومة أقليم كردستان العراق ، للقيام بإصلاحات حقيقية ، تقود الى حلول للأزمة السياسية الطاغية على المَشهَد ؟ أعتقدُ ان أصل المُشكلة ، هو " النظام " المتهرئ الذي يقوم عليه الحُكم في الاقليم .. والأسُس الخاطئة التي بُنِيَتْ عليها السُلطة في الأصل . وإذا كانتْ الذرائع التي إستندَتْ عليها السُلطة ، أي الحِزبَين الحاكمَين .. منذ 1991 ولغاية 2003 ، قَد نفعتْ في تهدئة الشارع الكردستاني .. من قبيل وجود خطرٍ خارجي وأعداء كثيرين يستهدفون التجربة الوليدة .. فأن معظم هذه الحُجَج ، قد إنتفتْ .. والظروف الاقليمية تغّيرتْ بصورةٍ كبيرة .. وما زالَ النظام المُتَبَع في الحُكُم هو هو .. ف " أسلوب المُناصفة " سيئ الصيت مازال فاعلاً في الاقليم ، وتقاسُم النفوذ والإمتيازات كذلك .. وسيطرة الحِزبَين شُبه كاملة على جميع المرافق الحكومية وغير الحكومية .. والمؤسسات " الديمقراطية والمدنية " التي من المُفترَض ان تلعب دوراً جوهرياً في التشريع والرقابة .. مُجّرَدة من صلاحياتها .. فالبرلمان بِلا حولٍ ولا قُوة ، ولايستطيع " ان يحل رِجل دجاجة " بدون إيعاز من قيادات الحِزبَين ! .. و مجالس المُحافظات والمجالس البلدية ، عاجزة ولا تقوم بشئ من مهامِها ، وهي مُجرد أداة بيد الحزبَين الحاكمَين ! .. وكافة النقابات المهنية والإتحادات ، التي من المُفتَرَض ان تكون مُستقلة ومُدافعة عن حقوق المنتسبين ، ليستْ إلا واجهات للأحزاب الحاكمة بدرجةٍ أو بأخرى ..وحتى الكثير من مُنظمات المجتمع المدني ، بعيدة كُل البُعد عن الإستقلالية والحيادية وأصابع السُلطة ممدودة داخلها بوضوح ! . وليسَ هذا فقط ... بل ان التشكيلات العسكرية مثل البيشمركة ، هي في معظمها مُسَيَسة وولاءها الأكبر للحزبَين وليسَ للأقليم والدولة .. وعلى العموم ، فعدا عن بعض القطاعات البسيطة وغير المؤثرة التي إتحدتْ الى حدٍ ما ، فما زالتْ هنالك إدارتان في المسائل الأمنية والمالية ، من الناحية العملية ، رغم كُل ما يُقال ويُرّوَج عن التوحيد . أما عن التداخل المفرط بين الاحزاب الحاكمة ومؤسسات الدولة ، فحّدِث ولا حَرج .. بل قد جرى التفّنُن والإبداع ، في مجال الفساد بأنواعه ، ولم يَعُد شيئاً إستثنائياً وإنما أصبح هو القاعدة ! .. ومن أبرز مظاهر الفساد : التعتيم ، والضبابية ، وإخفاء الحقائق حول الواردات والمصاريف . .................................... أمامَ السيد " نيجيرفان البارزاني " مُهمة صعبة ، وهي الإرتقاء بعمل الحكومة الجديدة والبدء بمحاربة حقيقية للفساد ، ومأسسة الحُكم وُفق رؤى مُتطورة تلائم المرحلة الجديدة . أرى ان الفُرصة مُتاحة أمامهُ لفعل الكثير .. [[ بِشَرط ]] أن : - يطرح برنامجاً حكومياً واضحاً مُحّددا ، للإصلاح ، آخذاً بنظر الإعتبار التطورات الجارية في المحيط الاقليمي والدولي ، والإحتياجات الاجتماعية الاقتصادية السياسية لشعب الأقليم . - يثبت ان العلاج يبدأ من " فوق " وليسَ من تحت .. فيبدأ بشخصه ويجعل من نفسه قدوة للآخرين ، ويكشف علناً أمامَ الملأ وأمامَ لجنة النزاهة والجهات الرقابية الاخرى والصحافة .. عن أمواله وممتلكاته ويثبتها رسمياً ، ويعرب عن إستعداده للخضوع الى القانون بحذافيره .. ويأمر كل الآخرين الأدنى منه ان يحذو حذوه . من الطبيعي ان تسبق هذه الخطوة ، إعادة هيكلة القضاء وتفعيل إستقلاليته . - يكشف بجرأة عن جميع الملفات التي يلفها الغموض ، من أجل إسكات جميع الأصوات المُشكِكة ، ويأمر بأن تكون كافة أبواب صرف الميزانية ، شّفافة وواضحة . - بإعتباره نائباً لرئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني ، وله نفوذٌ قوي داخل الحزب ، يستطيع إفساح المجال ، لأعضاء البرلمان من حزبه ، لمُمارسة مهامهم التشريعية والرقابية بشئٍ من المِهنية والمصداقية .. وكذلك أعضاء مجالس المحافظات . - يستطيع الشروع ، بتطوير الزراعة والسياحة والصناعة في الأقليم ، من خلال تخطيطٍ سليم متوسط المدى وبعيد المدى ، والإستعانة بخبراء ذو كفاءة ونزاهة .. وإستغلال الميزانية خير إستغلال ، لإقامة مشاريع إنتاجية تُقّلِل من إعتمادنا الكُلي على الإستيراد .. وجعل السياحة مصدراً مُهماً لإقتصاد الأقليم . - التنسيق مع القطاع الخاص المحلي والاجنبي ، لتوفير فُرص عمل " حقيقية " لجموع العاطلين في الاقليم ، العاطلين فعلياً ، وعشرات آلاف بل رُبما مئات آلاف من " البطالة المُقنعة " ، الذين يستلمون رواتب من الدولة بدون عملٍ فعلي . ....................................... لانريد ان نصبح شبيهاً ب " دُبي " ، فدُبَي مدينة كوسموبوليتية ، تحكمها في الواقع الشركات الاحتكارية المتعددة الجنسيات ، وواحدٌ من كُل سبعة من سكانها إماراتي ، والبقية أجانب ! .. نريد ان نصبح مثل ماليزيا : تنمية مُستديمة ، شعبٌ مُنتِج ، إقتصاد قوي ، مُستقبل مُشرِق .. نستحقُ ذلك ياسيدي .. وندرك انكَ [ إذا أردتَ ] أن تبدأ الخطوة الاولى على هذا الطريق .. فأنك تستطيع ذلك .. فإبدأ اليوم ، أول يومٍ في الحكومة الجديدة .. وإثبتْ أننا كُنا على حق ، حين أملنا فيكَ خيراً .
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تبقى رائحة النفط .. كريهة !
-
الدوائر الامنية في العراق
-
وأخيراً .. القَبض على - أيهم السامرائي - !
-
المَجد للحزب الشيوعي العراقي
-
قِمّة بغداد .. ذكورية بإمتياز
-
تتشّرَفُ بغداد بك .. يا مُنصف المرزوقي !
-
فوائد القمة العربية
-
مشعان الجبوري في بغداد
-
إستراحة مع دارميات عراقية
-
قِمّة مُمِلة وباهتة
-
ماذا بَعد ؟
-
ماذا سيقول البارزاني في نوروز ؟
-
الكُرد .. بينَ حساب الحَقل والبَيدَر
-
رئيسٌ ( كُردي ) للقِمّة ( العربية ) !
-
يبدو أن ( سّيداً ) قد ماتَ !
-
أسباب ضغط الدم والجَلطة
-
إحتيالٌ وتزوير
-
أنتِ الأفْضَل .. أنتِ الأرْوَع
-
ليسَ دِفاعاً عن - زينة التميمي -
-
اللُص يضرُط مَرّتَين
المزيد.....
-
أحدها ملطخ بدماء.. خيول عسكرية تعدو طليقة بدون فرسان في وسط
...
-
-أمل جديد- لعلاج آثار التعرض للصدمات النفسية في الصغر
-
شويغو يزور قاعدة فضائية ويعلن عزم موسكو إجراء 3 عمليات إطلاق
...
-
الولايات المتحدة تدعو العراق إلى حماية القوات الأمريكية بعد
...
-
ملك مصر السابق يعود لقصره في الإسكندرية!
-
إعلام عبري: استقالة هاليفا قد تؤدي إلى استقالة رئيس الأركان
...
-
السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة تبارك السرقة وتدو
...
-
دعم عسكري أمريكي لأوكرانيا وإسرائيل.. تأجيج للحروب في العالم
...
-
لم شمل 33 طفلا مع عائلاتهم في روسيا وأوكرانيا بوساطة قطرية
-
الجيش الإسرائيلي ينشر مقطع فيديو يوثق غارات عنيفة على جنوب ل
...
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|