أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ماجد فيادي - من أم المعارك الى قمة بغداد القائد ينتصر من جديد














المزيد.....

من أم المعارك الى قمة بغداد القائد ينتصر من جديد


ماجد فيادي

الحوار المتمدن-العدد: 3689 - 2012 / 4 / 5 - 03:36
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


سمع وشاهد العالم عاصفة الصحراء، المعركة التي أعادت للكويت استقلالها عام 1991، عندما هُزِم الجيش العراقي على يد القوات المتعددة الجنسيات، كان نتيجة المعركة أن دمرت الآلة العسكرية العراقية، وتفكك الجيش وعاد الجنود سيراً على الأقدام، عبر طريق الموت الذي غص بالعجلات والقتلى العراقيين، على أثرها انتفض الشعب العراقي ضد الدكتاتور، الذي لم ينقذه غير ”مستر يس“ الفريق سلطان هاشم، عندما وقع في خيمة صفوان على كل طلبات الأمريكان، ليسمحوا بعودة آلة الموت في قمع الانتفاضة بكل وحشية.
ما أن استوت الأمور لصدام، حتى خرج علينا بتسمية أم المعارك على معركة عاصفة الصحراء، مدعياً أن الدول التي اشترك في حربها على العراق ما كانت ستنتصر لو نازلته فرادى، وهو يطالب بأن يحصل على قطعة أرض يحارب فيها العدو الصهيوني ليمحيه عن بكرة أبيه، بعد هذا الخطاب شرعت كل الصحف العراقية والإذاعة والتلفزيون وهي تطبل للانتصار العظيم الذي لم يفهمه الشعب أبداً، راحت حناجر المغنين وآلات الموسيقيين وأقلام الشعراء، تغني وتعزف وتكتب لهذا النصر العظيم، والشعب يقف منزوياً متسائلا ما القضية؟ فجيوش التحالف وصلت قريباً من بغداد، القتلى من الجيش العراقي بالآلاف، الهاربين من الحرب قادوا الانتفاضة، العراق أصبح تحت الحصار والاقتصاد نزل في الحضيض... أسئلة كثيرة تتعارض ومفهوم النصر، حتى مل الشعب هذه الوقاحة وصار يتندر على أم المعارك بأم المهازل، أم المهالك، أم الهزائم والى ما ذلك من أوصاف ساخرة، لكن القائد الضرورة وحده مع آلته الإعلامية يحتفل بالنصر، إنه نصر البقاء على قيد الحياة وعلى رقاب العراقيين.
اليوم أصرت حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي على استضافة القمة العربية في بغداد، وبعد مماطلات وتسويف، عقدت في نهاية آذار بحضور عشرة رؤساء أغلبهم من دول غير مهمة، مثل جزر القُمر التي نسمع عنها في المؤتمرات العربية فقط، وغياب ملوك وأمراء ورؤساء الدول الأكثر تأثيراً في الواقع العربي مثل مصر والسعودية.
دفع العراق ثمن هذه القمة باهضاً، بإطلاق سراح الإرهابيين، دفع تعويضات مالية ونفقات بملايين الدولارات، تنازلات أخرى غير معلن عنها، سلب راحة أهالي بغداد وقطع أرزاقهم وتكبيل حريتهم، بمنع التجوال وتعطيل الهواتف النقالة وإجراءات امنية أخرى، كلها من اجل تسعة رؤساء عرب، وقمة يطغي عليها ممثلين دون الصف الثالث في دولهم، وقرارات لا تختلف عن القمم سابقاتها.
الكارثة بعد كل هذه الصورة المتردية للقمة، نقرأ ونسمع ونشاهد تطبيل آلة الإعلام الموجه من قبل حكومة المالكي وبعض أحزاب السلطة بنجاح قمة بغداد، وغزل بالنتائج التي لم نلمسها، غزل يفوق الخيال. عودت العراق الى الحاضنة العربية، عنوان تكرر كثيراً، غريب متى كان التواجد على مقعد العراق في قمة الحكومات دليل على انتماء العراق للحاضنة العربية. بغداد قبلة ضيوفها، عنوان تصدر الفضائيات، متى كانت القبلة تدفع الرشاوى لحجاجها وتخضع لشروطهم. تغيير هيكلية الجامعة العربية، ورقة العراق التي ستطرح على الزعماء، لم تناقش هيكلية الجامعة ولم يحضر الزعماء. بحث الملف التجاري ودعوة الدول الخليجية للاستثمار في العراق، إذا كان قانون الاستثمار العراقي غير جاهز، كيف يدخل المستثمرين. حل المشكلة مع الكويت، هل الطرفين متفقين أن لا تحل المشاكل العالقة إلا في قمة بغداد، ما يعني أن الاثنين يتاجران بمعاناة العراقيين. عناوين فنتازية كلها تصب في الاستخفاف بالمواطنة والمواطن وكأن العراقيين نكرات ليس لهم إلا القبول بما يقوله القائد وجوقته الإعلامية.

إذا كانت تركة الدكتاتور من نوع أم المعارك، فلماذا تعملون بها، هكذا يستهان بالشعب العراقي وتداس كرامته وتسرق أمواله وتراق دمائه، لكي ينتصر الحاكم بأمره.
قمة بغداد بوري امرتب.



#ماجد_فيادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- للقارئ اختيار العنوان
- عجيب أمور غريب قضية
- مهرجان الزهاوي ..المياه في نظرة القانون الدولي
- الهيئة التحضيرية لمهرجان الزهاوي لحماية بيئة وادي الرافدين ت ...
- افتتاح مهرجان الزهاوي لحماية البيئة العراقية في المانيا
- مهرجان الزهاوي للحفاظ على نهري دجلة والفرات من الموت يعقد مؤ ...
- ندوة في موضوع: الديمقراطية: نظام وفلسفة حياة، ام آليات انتخا ...
- ساحة التحرير تجبر الحكومة على ارتداء رداء الحمل
- لننحني جميعا أمام المرأة العراقية
- جهات حكومية تنظم عمليات الفساد الاداري والمالي
- من اجل القضاء على الفساد ...إعادة الانتخابات مطلب وطني
- ما تزال الحلول ترقيعية
- أحزاب البرلمان العراقي لا تريد أن تفهم
- الشعب خلاص اسقط الرئيس
- وزارة التعليم العالي ليست مختبراً لقضم الحريات
- حكومة الزعامات المتصارعة
- عودة نسخة جديدة من محمد سعيد الصحاف
- الإسراع في تشكيل الحكومة لم يعد طلباً مجديا
- معصوم يعترف ضمناً بثقل منظمات المجتمع المدني
- مناضلين أزهقت أرواحهم وسياسيين تتصارع على الكراسي


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ماجد فيادي - من أم المعارك الى قمة بغداد القائد ينتصر من جديد