أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - حتى لا تغدو -الديمقراطية- نفياً ل -الوجود القومي العربي-!














المزيد.....

حتى لا تغدو -الديمقراطية- نفياً ل -الوجود القومي العربي-!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3688 - 2012 / 4 / 4 - 14:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



أعلنت المعارَضة السورية، أو القسم الأكبر من جماعاتها ومنظماتها، في اسطنبول، وثيقة، أسمتها "العهد (أو الميثاق) الوطني"، لعلَّ هذه "الوثيقة" المتَّفَق عليها تؤسِّس لوحدة المعارَضة، وتفيد في اجتذاب تأييد، أو مزيد من التأييد، الدولي، لـ "صورة" الدولة السورية الجديدة، أيْ التي ستحل محل الدولة السورية التي يحكمها بشار الأسد الآن.

ليس أمر هذه "الوثيقة"، وما تضمَّنته واشتملت عليه، هو الذي يعنيني، في هذه المقالة؛ فإنَّ فقرة واحدة منها هي فحسب التي استأثرت باهتمامي، ألا وهي الفقرة التي جاء فيها أنَّ سورية لمواطنيها جميعاً، من عرب وكرد وتركمان، ومن مسلمين ومسيحيين، ومن سنة وعلويين ودروز وشيعة.

"الوثيقة" لم تُعرِّف سورية على أنَّها "دولة عربية"؛ ذلك لأنَّها "دولة متعدِّدة القومية"؛ وكان العراق، من قبل ذلك، قد "دسْتَر" هوية مماثلة له؛ فَلَم يُعرِّف نفسه على أنَّه "دولة عربية"، وللسبب نفسه.

استوقفني هذا "الالتزام الديمقراطي"، في الوثيقة السورية، وسألتُ نفسي بما يُوافِق تلك الفقرة نصَّاً وروحاً: "هل كل سوريٍّ عربيٍّ؟"؛ وكانت الإجابة: "كلاَّ، ليس كل سوريٍّ عربيِّاً؛ فقد يكون كردياً".

ثمَّ سألتُ نفسي: "هل كل عربيٍّ سوريٍّ؟"؛ وكانت الإجابة: "كلاَّ، ليس كل عربيٍّ سوريٍّاً؛ فقد يكون عراقياً (أو أردنياً أو مصرياً..) عِلْماً أنْ ليس كل عراقيٍّ عربيٍّاً"!

وتعاظَمَت دهشتي إذ انتقلت، في تفكيري وتأمُّلي، من "الديمغرافيا" إلى "الجغرافيا"، فسألتُ نفسي: "ما المعنى الجغرافي لقولٍ من قبيل إنَّ الكرد هُمْ إحدى الجماعات القومية السورية، أو التي تقطن سورية؟".

الإجابة، التي لا ريب في صِحَّتِها و"ديمقراطيتها" هي أنَّ للكرد، في هذا المثال، جزءاً من إقليم الدولة السورية؛ وهذا الجزء هو، في الوقت نفسه، جزء (لا يتجزَّأ على ما أسمع الكرد يقولون) من "الوطن القومي (التاريخي)" للشعب الكردي.

ومع الإتيان بمزيدٍ من الأمثلة، نتوصَّل إلى استنتاج مؤدَّاه أنَّ "الوطن العربي الكبير" هو أصغر ديمغرافياً وجغرافياً مما نَظُنُّ ونتصوَّر.

والجماعات التي تقطن "الوطن العربي"، بدوله الكثيرة، ليست كلها من قوميات وأعراق مختلفة؛ فثمَّة جماعات قبلية ودينية مختلفة، وجماعات إسلامية مختلفة؛ كلٌّ منها يتماسك ويتَّحِد (والآن على وجه الخصوص) بما يجعله شبيهاً بـ "القومية"، التي يريد لها، أو قد يريد لها، "دولة".

لقد لعنَّا "التجزئة" زمناً طويلاً؛ وكُنَّا نقول إنَّها "أُمَّة (عربية) واحدة"؛ لكن في 22 دولة (حتى الآن). وكُنَّا نتساءل في دهشة واستغرب قائلين: "كيف لأُمم وقوميات أوروبا أنْ تتَّحِد (الاتحاد الأوروبي) على كثرتها، وأنْ تظل الأُمَّة (العربية) الواحدة في 22 دولة؟!".

العرب والكرد والتركمان في سورية يجب أنْ يظلوا متَّحِدين إقليمياً؛ فـ "الوطن السوري" غير قابل للتجزئة؛ وتوصُّلاً إلى ذلك، لا بأس من الاتِّفاق على عدم تعريف سورية على أنَّها "دولة عربية"؛ أمَّا العرب جميعاً، والذين تضمهم 22 دولة، فيجب أنْ يظلوا منفصلين إقليمياً؛ فـ "الوطن العربي" غير قابلٍ للوحدة!

وإذا أريد للعرب أنْ يتَّحِدوا إقليمياً فلن يتِّحدوا إلاَّ بما يجعل هذه التجزئة (22 دولة) خيراً من وحدتهم؛ فـ "الدول القومية غير العربية" تقوم أوَّلاً، ومن طريق انفصالها جغرافياً عن "الوطن العربي الكبير"؛ أمَّا "الجماعة القومية العربية" فتُتْرَك، عندئذٍ، لتَنْفَصِل وتتَّحِد وُفْق أُسُسٍ لا تمتُّ إلى الانتماء القومي بصلة!

إنَّها المأساة والمهزلة وقد اقترنتا واتَّحَدتا؛ فأين هو "الوجود القومي العربي"، وبوجهه الديمقراطي والعلماني، إذا ما ظلَّ هذا الانفصال اللعين بين "حقنا الديمقراطي" و"حقنا القومي"، والذي شرع يُتَرْجَم بواقعٍ، يُعبَّر عنه بقولٍ من قبيل "ليس كل سوريٍّ (أو عراقيٍّ) عربيٍّاً، وليس كلُّ عربيٍّ سوريٍّاً (أو عراقيٍّاً)"؟!

إنَّ "الدولة القومية" هي حَقٌّ قوميٌّ للعرب؛ وهي التي بـ "ديمقراطيتها" و"علمانيتها"، يمكن، ويجب، أنْ تتَّسِع لغير العرب من قاطني الوطن العربي الكبير؛ وعندئذٍ، يصح الصحيح؛ فنقول إنَّ كل عربيٍّ هو مواطن من مواطني هذه الدولة؛ لكن ليس كل مواطِن من مواطنيها يجب أنْ يكون عربياً.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة المأزوم عليها.. و-الفوضى الخنَّاقة-!
- -الإخوان- الديمقراطيون!
- -إخوان- مصر ولعبة -الشَّاطِر-!
- يوم الأرض والقدس في مناخ -الربيع العربي-!
- -النَّظرية- من وجهة نَظَر جدلية
- Arab Idol
- الحكيم لافروف!
- في أيِّ مسارٍ تُسيَّر -قضية الهاشمي-؟!
- ظاهرة -مَنْ يَرْميني بالثَّلْج أرْميه بالنار-!
- -الإعلام- و-الصراع في سورية-!
- بريد الرئيس!
- سفَّاح الشَّام!
- في فِقْه -المؤامَرة-!
- -يوم المرأة العالمي- في -عالَم الرَّجُل-!
- نشكر أوباما.. ونهنِّئ الشعب السوري!
- -الربيع العربي- يَطْلُب مزيداً من -الرُّوح القومية-!
- هل يَثِق نتنياهو ب -تَعَهُّد- أوباما؟
- مصر التي طُعِنَت في كرامتها!
- نيوتن في -استنتاجه الخاطئ-!
- هذا الخلل المنطقي في مفهوم -النقطة الكونية-!


المزيد.....




- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟
- كوريا الشمالية تختبر -رأسا حربيا كبيرا جدا-
- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - حتى لا تغدو -الديمقراطية- نفياً ل -الوجود القومي العربي-!