أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ديانا أحمد - لا إكراه على الهداية .. ومكبرات الزوايا














المزيد.....

لا إكراه على الهداية .. ومكبرات الزوايا


ديانا أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 3687 - 2012 / 4 / 3 - 21:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا فض فوك يا أستاذ محمد شبل وسلمت يمناك ، وأزيد إن هؤلاء المؤذنين يتأوهون بطريقة غير لائقة ، ناهيك عن قبح أصواتهم وقد عبرت عما فى نفوسنا فى القاهرة ومصر كلها بالفعل وخصوصا فى الحارات الضيقة التى تملأ أحياءنا فى القاهرة. مقال للأستاذ محمد شبل أعجبنى وأحببت أن تشاركونى فى الاستفادة منه.





لا إكراه على الهداية

محمد شبل

شاء الله أن يكون موقع سكنى محاطا بخمسة مساجد و زوايا لا تبتعد كثيرا ، و فى وقت الصلاة ينطلق الأذان منها جميعا بأصوات متباينة ، منها الرفيع و الغليظ ، والسريع والبطئ ، والعالى و المنخفض ، وهذا الوضع رغم غرابته فإنه محتمل !

الجديد فى الأمر أن إحدى هذه الزوايا قد قام المسئولون فيها بتركيب "ميكروفون" جديد ، سوبر ميكروفون ، قوى جدا عال جدا ، يذكرنى بميكروفون النوادى والفنادق الذى يستخدم فى صالات الأفراح ، ولكى تعرفوا علاقتى السيئة بهذا النوع من الميكروفونات أقول : إننى مرة حضرت عرسا فى أحد النوادى ، ولم تطق أذنى ذلك الرعد المنفجر من الآلات الموسيقية وصوت المطرب و المطربة ، وشعرت بنوع من العذاب ! فاعتذرت آسفاً وغادرت المكان ، وبقيت أعتذر عن مثل هذه الدعوات بسبب الميكروفون اللعين ، فإذا حكمت الظروف وكان لابد من تلبية الدعوة ، أضع فى جيبى قطعا من القطن ، وحين يبدأ العزف أسد بها أذنى لتساعدنى على تحمل الموقف !

مثل هذا الميكروفون الذى لى معه خبرة سيئة ، قاموا بتركيبه فى "زاوية" من الزوايا المحيطة بمسكنى - علاوة على زميله القديم !

وفى أول مرة سمعت الأذان منه شعرت وكأنه صادر من الحجرة المجاورة ! والأذن تنخرم ، والدماغ يهتز ، والميكروفون الجديد كأنه "عصا موسى" التى التهمت جميع الحيات ! فلم أسمع غيره !

ليس هذا فقط بل أضيف إليه معدن صوت المؤذن نفسه ، أنا أسمع أذان الشيخ "رفعت" فأخشع ، وأذان الشيخ "النقشبندى" فأطرب ، وأسمع أذان من قناة "المحور" من مؤذن يبدو أنه غير مصرى ، لكنى معه أهيم فى السماء !

لكن مؤذننا للأسف يختلف ، إن حنجرته استثنائية ، وليس ندى الصوت "ندى - حسن" كما كان "بلال" (رضى الله عنه) ، الذى قال فيه النبى : دعوا بلالاً يؤذن فإنه أندى صوتاً . ويصبح من السنة أن يختار للأذان من هو أندى صوتاً ويستبعد من دونه ! - أما عن طريقة مؤذننا فهى تعمد التطويل والمد (فى مواضع لا تتطلب المد) وكأنه يعز عليه أن يتركه الميكروفون ، أو لعله يعتقد أن الإطالة تزيد الثواب .

لكنك يا سيدى - مع المسئولين عن الزاوية - تغفلون "مصلحة الناس" التى هى هدف التشريع كله ، لأن مصلحة الخلق وتوفير استقرارهم وراحتهم فى هذه الحياة هى الغاية والهدف فى كل التشريعات السماوية ، وتتحقق المصلحة بتطبيق قوله "صلى الله عليه وسلم" : "لا ضرر ولا ضرار" قد يقول قائل مستنكرا : هى جت عالأذان ؟!
وأقول : نعم .. إن حفيدى عمره 4 سنوات صار يكره "الأذان" ، ويرتعش عندما يسمعه ، بسبب ميكروفون متسلط على حجرة نومه ! وكم يصاب بالضرر أطفال ومرضى وعجائز وأصحاب هموم ، يستنجدون بساعة غفوة ، ثم يقطع الأذان غفوتهم !

فشعائر الدين توقف أو تؤجل أو تعدل فى حال الضرر ، فأنت تتيمم بغرض إزالة الجنابة فى حال البرودة الشديدة للماء ، وتصلى قاعداً إذا كان فى الوقوف ضرر ، وتؤجل الصوم "الفرض" مع المرض والسفر ، ولا تحج إذا منعت من الحج الحالة الصحية !

أخيراً أقول : إنى أصحو قبل أذان "الفجر" ، والهدوء مخيم ، والناس نيام ، ورعاية الله ورحمته تغشى الأطفال وأصحاب الأمراض والأعذار ، وينامون فى سكينة وراحة ، ثم تحل لحظة الأذان ، فإذا بهزيم يملأ الآفاق ، و ضجيج يهز أرجاء المدينة ، وآلاف الأصوات تزحم السماء ، ربما يذهب النوم ، وربما - رغم توسلهم إليه - لا يأتى من جديد !

وهنا سؤال صعب ، لكن ينبغى أن نجيب عنه : هل يرضى الله أن نكره أحداً على الطاعة و نوقظه قسراً للصلاة ؟ أقول بعد النظر فى كتاب الله : إن ذلك لا يرضى الله ! إن الآية تقول "إنك لا تهدى من أحببت ولكن الله يهدى من يشاء".

ومع انتظارنا للأذان الموحد أرجو أن تأمر "وزارة الأوقاف" بأن يكون أذان الفجر من دون ميكروفون . أمال كنا عايشين إزاى قبل اختراعه ؟!

ويجب أن نكون واثقين بأن من ينوى صلاة الفجر يضبط "المنبه" ولا يعتمد على الأذان ؟ كل ما جاء بهذا المقال أملته "المصلحة" ، ولا ينبغى أن يتردد مسئول عن اتخاذ أى قرار يحققها ، فقد قال بعض العلماء إن المصلحة هى المصدر الأول للتشريع ، وإن "النص" إذا عارضته "مصلحة" راجحة قدمت المصلحة على ظاهر النص ( عبد المنعم : الاجتهاد ) فما بالنا إذا كان "الأذان" فى بعض الأقوال "مندوب" (السيد سابق : فقه السنة ) .

( والمندوب هو الذى إذا فعله المكلف يثاب ، وإذا تركه لا يعاقب ) .



#ديانا_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة (أى ربيع عربى) للشاعر الكبير الرائع سعدى يوسف ، أعيش م ...
- عبد الرحمن الشرقاوى ، رد الاعتبار إلى عملاق مصرى كبير أهملوه ...
- مصطفى عبد الرحمن .. نبذة عن هذا الشاعر المصرى الكبير وكتابه ...
- ديوان الروابى الخضر - أحمد خميس .. ونبذة عن حياته وأعماله
- درر من الحكمة للمتنورين فقط - 2
- الشريعة الإسلامية والكونت دى ساد .. الإخوان والسلفيون وآل سع ...
- البلكيمى صورة طبق الأصل من كل إخوانى وسلفى فى مصر ، كل إخوان ...
- تحليل لمواقف قبطية موافقة ومتواطئة على تحويل مصر إلى دولة إخ ...
- بعض الأقباط كالأطفال ينخدعون بالكلمة الحلوة من الإخوانى فيرف ...
- ذيل الكيان السعودى -قطر- تستولى على قناة السويس وتلغى الدينا ...
- نحتفل ب عيد الأم رغم أنف الإخوان والسلفيين
- مصر كلها بحاجة الآن إلى بابا قوى وشاب يتصدى للإخوان والسلفيي ...
- درر من الحكمة للمتنورين فقط
- ماذا تعرف عن أسلحة الدمار الشامل ج5 (الجزء الأخير) - تتمة ال ...
- ماذا تعرف عن أسلحة الدمار الشامل ج4 - الأسلحة البيولوجية
- ماذا تعرف عن أسلحة الدمار الشامل ج3 - الأسلحة الكيميائية
- ماذا تعرف عن أسلحة الدمار الشامل ج2 - الأسلحة النووية ، الأس ...
- ما هى الوهابية ؟ (الوهابية = السلفية) - مقالة تعريفية
- ماذا تعرف عن أسلحة الدمار الشامل - مقدمة تعريفية
- أركان الإسلام بعد ثورة يناير الإسلامية 2011 ، العلمانية والك ...


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ديانا أحمد - لا إكراه على الهداية .. ومكبرات الزوايا