أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رابحة مجيد الناشئ - الطفولةُ تَتَعمدُ برحابِ رَبيع الشُعراء في فَرنسا















المزيد.....

الطفولةُ تَتَعمدُ برحابِ رَبيع الشُعراء في فَرنسا


رابحة مجيد الناشئ

الحوار المتمدن-العدد: 3687 - 2012 / 4 / 3 - 00:29
المحور: الادب والفن
    



ربيع جديد للشعراء يُحتفى به في فرنسا هذا العام بلون الطفولة الزاهي. ومثل كل ربيع ، آلاف التظاهرات
الثقافية المرتبطة بالشعر نُظِمَت في كل أنحاء فرنسا، في مدنها وفي قراها، في مَدارسها وجامعاتها
وَمتاحفها وَمكتباتها، بل حتى في مستشفياتها وطرق مواصلاتها كان الشعر حاضراً وفي قلب الاحداث.
وكل ربيع للشعر يجلب معه متعتِهِ الخاصة ليس للوسط الأدبي والثقافي فحسب بل كذلك لعامة الناس.

في أذار هذا العام012 2، كان لربيع الشعر الرابع عشر نكهة خاصة بتوجهه لجمهور الاطفال وانغمارهِ
في عالم الطفولة.....هذا العالم الرحب الواسع واللامحدود والاكثَر جمالاً ورقة.

حُدِّدَ المهرجان بأسبوعين يبدأ في الخامِس من آذار وينتهي في الثامن عَشَر منه. لكن الاحتفالات
وكالعادة تبدأ قبل المهرجان وتستمر إلى ما بعدهِ. وبهذهِ المناسبة الربيعية الشعرية تم تكريم شعراء ودور
نشر وموسيقيين وممثلين..... من الذين كانت لهم أعمال شعرية أو فنيّة حول الطفولة. كما تم التركيز
على الأطفال بشكل خاص فاصبحوا هم أنفسهم رُسلاً وسفراء للشعر، يوزعون القصائد على من يحيط
بهم: أُمهاتهم وآبائهم وأخواتهم واخوانهم ومعلماتهم..... وهي طريقة جميلة لتحسيس الأطفال بالشعر
واعطائه رِقةً إضافية وجمالاً أكثر.

تستضيف فرنسا بهذه المناسبة ) كعادتها في كل ربيع شعر ( شعراء من أنحاء العالم ليشاركوها بهجة
هذا المهرجان، وتنظم لهم أماسي شعرية وتنشر قصائدهم على الأنترنيت وتعرض مؤلفاتهم في مكتباتها.

بيوت الشعر في المدن العديدة من فرنسا هي الأخرى لها طرقها في إقامة الاحتفالات ومنها بيت الشعر
لمدينة پواتيه ببرنامجهِ الغني الحافل بالفعاليات.

استضاف بيت الشعر ثلاثة شُعراء فرانكوفون – Francophone وأقام لهم أمسية شعرية في يوم -
الأربعاء 14 آذار2012 في مكتبة La Belle Aventure :

• Louis -Phlippe Hébert ، وهو من كَبَك ( Québec ) ، شاعر وروائي وكاتب مسرحيات، وحاصل
على عدة جوائز وأوسمة، منها الجائزة الفرنسية لعلوم الكمپيوتر، والجائزة الكبرى لمهرجان الشعر العالمي
. لسنة 2008.
• Lyonel Trouillot ، وهو من Haïti ، روائي وشاعر وناقد، وقد تحولت الكثير من قصائدهِ إلى أغاني.
2
• Kirby Jambon ، وهو من Louisiane ، شاعر، نشرت دواوينه الشعرية في كندا والولايات المتحدة
الامريكية وفي فرنسا.

القراءات الشعرية الجميلة لهؤلاء الشعراء وما صاحبها من نقاشات غنية جلبت المتعة والبهجة لكلِ من عاش
أجواء تلك الامسية.

في 16 آذار، في مكتبة Gibert ، أُقيمت اُمسية جميلة لثلاثة شعراء من مدينة پواتيه:

• جان كلود مارتا ( J.C.MARTIN )، شاعر وقاص وممثل مسرحي ورئيس بيت الشعر لمدينة پواتيه.

• أوديل كاراديك( Odile Caradec )، شاعرة وقاصة.

• ڤيرونيك جوايو( Véronique Joyaux )، شاعرة.

قرأ الثلاثة نصوصاً وقصائد مستله من مؤَلفاتهم الأخيرة وأمسى الجمهور معهم وقتاً ممتعاً.

وكنتُ مدعوة لقراءة قصائد باللغة العربية وطبعاً كان الشاعر العراقي، رائد الشعر الحديث في العالم
العربي، بدر شاكر السياب حاضراً ومؤثراً :

حب وشاعر
سألتني ذات يوم عابرة ...عن غرامي وفتاتي الساحرة
لم تكن تعلم اني شاعر ... ملهم اهوى فتون الطاهرة
وحبيب لست اهوى عاتبا ... انما اهوى العيون الاسرة
وقواما اهيفا جلفني ... ساهما خلف روحي سادره
ووفاء لم اكن انكره ... اترى ينكر غصن طائره
سألتني والربى مزدانة ... في شروق والاماني زاهرة
ليتها تدرك اني ها هنا ... شاعر لا بد لي من شاعرة
قلت يا اختاه لالا تسالي ... انا ذاك الصب اهوى نادرة
ولم تكن بعيدة عن هذا الجو المفعم بالحب، شاعرة الحب والجمال والأنوثة، الشاعرة العراقية المندائية
لميعة عباس عمارة:

العطر المكتوم

أتدري بأني أذوب حنيناً إليك
وأهفو لأدنى خبر؟ ..
تصدق أني أأرق حتى الصباح
ألون منك الفكر؟ ..
أتعلم أنَّ عنادي ضباب ..
وهجري رياء
وأن التي تتجنى عليك ..
تمنّى لقاء؟ ..
أأبصرت من خلل الكبرياء ..
دموعاً ذليلة
وروحا تسيل على راحتيك ..
وتبدو بخيلة؟
أحبك ..
يكذب زمُّ الشفاه ..
ويهذي عنادي
أحبك في هربي ..
وافتعال الخلاف ..
وطول ابتعادي
وكنت أموه وجه السماء ..
وأكتم عطري
وأغمض عيني عمّا أحسّ ..
لتجهل أمري ..
واشراقتي.. والتماع عيوني ..
وبردُ يديَّ ..
تناديك يا سادراً في الضياع :
تعال إليّا !!

واستمع الجمهور كذلك لقصيدة رائحة الشام، للشاعر السوري الكبير، شاعر الحب والمرأة نزار قباني:

جسمك عطر به تتجمع كل الأنوثه ..
وكل النساء ..
يدوخني كالنبيذ العتيق
ويزرعني كوكباً في السماء .
ويسحبني من فراشي
إلى أي أرض يشاء .
وفي أي وقت يشاء .
لجسمك رائحة الشام، تملاً صدري
فخوخ .. وتين .. ولوز .. وماء ..
فكيف أشم على شفتيك الربيع ؟
ونحن بعز الشتاء ؟...

وكان للقصائد العربية رنيناً وصدىً عميقاً لدى الجمهور الفرنسي الحاضر الذي كان يطالب بالمزيد.

أما مكتبة بلدية پواتيه في الحي الجنوبي من المدينة فقد ارتأت أن تستضيف بيت الشعر لأمسية
مُكرسة لقراءات شعرية عن الطفولة وما يحيط بها. وهكذا التقى أعضاء هذا البيت مع الجمهور في
يوم الجمعة 23 آذار، وقرأوا أشعاراً تخص طفولتهم وأخرى مهداة إلى آبائهم وامهاتهم، وكانت
قصائدهم تتسم أحياناً بالجدية وأحياناً أخرى بالدعابة والفكاهة، حيث بدأت الأمسية بقصيدة ظريفة
عنوانها ( المفتشة عن القمل أو المفلية ).

شارك في هذه الأمسية:
Jean-Claude Martin
Christine Sergent
Rabiha Alnashi
Véronique Joyaux
Jean Marc
Elisabeth Pelloquin
كما شارك بعض الحاضرين في القاء قصائد حول الاطفال والطفولة.
ولم تغب القصائد العربية عن هذهِ الامسية، فقد استمع الجمهور إلى الكلمات الجميلة للشاعرة
العراقية، عاشقة الليل والنجوم، نازك الملائكة وهي تناغي طفلها براقٌ:

أغنية لطفلي
ماما ماما ماما ماما ماماما
برّاق الحلو اللثغة ينوي النوما
والنوم وراء الربوة هيّأ حلما
والحلم له أجنحة ترقى النجما
والنجم له شفة ويحبّ اللثما
واللثم سيوقظ طفلي :
ماما ماما
***
بابا بابا بابا بابا بابابا
برّاق الغافي الساهي يسرق قلبا
والقلب سيمرع ينبت وردا رطبا
والورد يرش المهد أريجا عذبا
وأريج الورد لعوب يهوى الوثبا
والوثب سيوقظ طفلي :
بابا بابا
***
دادا دادا دادا دادا دادادا
الحقل مشوق للخضرة لا يهدا
والخضرة خاوية لا تملك وردا
والورد إلى الحمرة مرتع وجدا
والحمرة عند صغيري ثغرا خدّا
وسيصحي الورد صغيري :
دادا دادا
***
ثم جاء دور جبران خليل جبران وهو يقدم نصائِحه ورؤيته للطفولة وكيفية التعامل مع الأطفال في
كتابه الشهير ( النبي ):
"أطفالكم ليسوا أطفالاً لكم.
إنهم أبناء الحياة وبناتها في اشتياقها إلى ذاتها.
ومن خلالكم يأتون، لكنهم ليسوا منكم، ورغم أنهم معكم فهم لا ينتمون إليكم.
يمكن لكم أن تمنحوهم محبّتكم لكن ليس أفكاركم، فلهم أفكارهم هم أيضاً.
يمكن لكم أن تقدموا مأوى لأجسادهم، لا لأرواحهم، لأن أرواحهم تسكن في بيت الغد، ذلك الذي لا
تستطيعون زيارته، حتى ولو في الحلم.
يمكنكم أن تجاهدوا لتصيروا مثلهم، لكن لا تحاولوا أن تجعلوهم مثلكم.
لأن الحياة لا تمشي إلى الوراء، ولا تتلكأ بصحبة الأمس.أنتم الأقواس التي منها يُطلَقُ أطفالكم على شكل
سهام حية."

أما قصيدة الشاعر الفلسطيني محمود درويش والمهداة إلى والدته فقد كان تأثيرها كبيراً جداُ على
الجمهور المستمع:
أحن الى خبز امي
وقهوة امي .....
ولمسة امي ....
وتكبر فيّ الطفولة
يوما على صدر يوم
واعشق عمري لأني اذا متّ
اخجل من دمع امي
****
خذيني اذا عدت يوما
وشاحا لهدبك
وغطي عظامي بعشب
تعمّد من طهر كعبك
وشدي وثاقي
بخصلة شعر
بخيط يلوّح في ذيل ثوبك .....
عساني اصير الها
الها اصير ....
اذا ما لمست قرارة قلبك ..!!!
****
ضعيني ، اذا مارجعت
وقودا بتنور نارك
وحبل غسيل على سطح دارك
لأني فقدت الوقوف
بدون صلاة نهارك
هرمت ، فردّي نجوم الطفولة
حتى اشارك
صغار العصافير
درب الرجوع ...
لعش انتظارك
*
كلمات الحنين هذهِ هي التعبير الصادق عن مشاعر كل الذين عاشوا الغربة وذاقوا مرارتها.....فهي
بحميميتها وباصالتها، لسان حالٍ لكل المغتربين.

بعد هذهِ الامسية الجميلة زار جميع الحاضرين في نفس المكتبة معرضاً للصور الفوتوغرافية للفنان
الفوتوغرافي Claude Decoray حول عالم الطفولة، هذا العالم السحري الدائم....فنحنُ نعيش
كل حياتنا بتتابع طفولي ما دمنا نحمل نظرة متجددة للأشياء والأحداث...والتي هي خاصية للشعر
والإبداع.
إن ربيع الشعراء في فرنسا ومنذ بداية انطلاقه في عام 1999، كان دائماً يقظاً لمسألة
الانتقال...الانتقال من جيل إلى جيل، ومن حقبة زمنية إلى أخرى... وحريصاً على ان يأخذ الشعر
دوره في بناء الفكر الإنساني، وان يكون في متناول الجميع.

إنَ المزاوجة بين الربيع والشعر والطفولة ليست من قبيل الصدف، لأن القواسم المشتركة ما بين
الثلاثة، هي الجمال والنداوة والدفء والحميمية والخلق والإبداع...فالربيع قصيدة، والشعر ربيع...
وكلُ طفلٍ هو ربيعٌ وأغنية وقصيدة.



#رابحة_مجيد_الناشئ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوم المرأة في فرنسا
- المصور عباس علي عباس: مَدينٌ بعيني لبغدادَ وَمن فيها
- الفنان العراقي كريم إبراهيم يُسجل احتجاجا في مهرجان اللومانت ...
- مهرجان اللومانتيه، ربيع للابداع، وموعد للحب والتضمن الأممي. ...
- عيد اللومانيتيه، إنتصار للديمقراطية وللتضامن ما بين الشعوب
- الأول من أيّار في فرنسا عيد مزدوج: عيد العمال العالمي وعيد ز ...
- ربيع الشعر مُهدى إلى المرأة في عيدها الأممي
- ا ستغلال واضطهاد النساء عالمياً في عمقه التاريخي والجغرافي ...
- 8 آذار: في آذارها ...المرأة العراقية...صبر وصمود وطموح


المزيد.....




- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رابحة مجيد الناشئ - الطفولةُ تَتَعمدُ برحابِ رَبيع الشُعراء في فَرنسا