أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالناصرجبارالناصري - هيا الى المربع الأول














المزيد.....

هيا الى المربع الأول


عبدالناصرجبارالناصري

الحوار المتمدن-العدد: 3686 - 2012 / 4 / 2 - 10:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يعتقد المنتفعون من الوضع السياسي المأزوم بأنه جنة الله التي حلت على العراقيين كما يروجون , وانه
لا سبيل للعراق إلا السير في طريقه , وكل من يعارضه يتهمونه بأنه يريد اعادة العراق الى المربع الأول , وكأن العراق يعيش في مرحلة الاستقرار والأمان والوحدة الوطنية والتعددية والديمقراطية الحقيقية . تلك المباديء الأساسية التي تم اسقاط النظام الصدامي على أساسها وبدعواها , والتي بدأت تتلاشى شيئا فشيئا وأصبحت شعارات ليس لها واقع في العراق الجديد بسبب ما يسمى بالعملية السياسية الطائفية التي اقتصرت على سياسيي الصدفة من الذين عاثوا في الأرض فسادا وتهشيما وقتلا للعراقيين كافة ..
أي عملية سياسية يطالبنا هؤلاء السياسيون بالحفاظ عليها ؟ فهي كما هو معروف للجميع قامت على أسس خاطئة يعترف الجميع بها , كالمحاصصة الطائفية التي صيغت وفق دستور يفرق العراقيين قوميا وطائفيا , لقد كتب بأياد طائفية بغيضة , وضعت فيه بنود قانونية مطاطة قابلة للتفسير على أهواء من احتكر السلطة في غفلة من الزمن . كما نشاهد يوميا الالتفاف الواضح عليه , وأن مباديء الديمقراطية وصناديق الاقتراع تم الغائها منذ أول اختبار له , تمثل في التفسير الأخير للقائمة الأكبر , فضلا عن جميع الأزمات والمعاناة التي يعاني منها العراق , تلك التي لم يتم حلها حتى الآن . ولم نشهد أي أنجاز من هذه العملية السياسية , فجميع القرارات الواجب اتخاذها يتم ترحليها الى مستقبل مجهول , بينما ظلت القرارات المتخذة ذات نهايات سائبة . فملف اجتثاث البعث مثلا لم يحسم الى الآن, بينما نسمع يوميا عن اجتثاث بعثي وترقية آخر لوضعه في أعلى المناصب .. وهكذا ملف المناطق المتنازع ومثله الأبرز كركوك لم يحسم , وهنالك المئات من القضايا لم تحسم الى يومنا هذا , وكل هذا وهم يتحدثون بأن هذه العملية هي التي تبني العراق , في حين أن العملية السياسية يشوبها الكثير من الأخطاء , ولابد من معالجتها . ونراهم بين فترة وأخرى يعقدون المؤتمرات ويشكلون وزارات من أجل المصالحة وجميع هذه التصرفات يكون مصيرها الفشل لأنها لا تعالج أصل الأزمة ومصدر الخلل .. كما أنهم لم يتعظوا من فشل المؤتمرات السابقة , وفي هذه الأيام يتم الحديث عن ضرورة عقد المؤتمر الوطني من أجل الهاء المواطن واسكاته من خلال الماكنة الاعلامية الطائفية التي تمول بأموال العراق
هذا المؤتمر المزمع عقده في بغداد سوف يكون مصيره الفشل كالمؤتمرات السابقة , لأنه مؤتمر لالتقاط الصور , كما أن جميع المشاركين فيه هم أصل الأزمات ومفتعلوها لكي يعتاشوا عليها , ولا يمكن أن تكون هنالك مصالحة بين مفسدين سلبوا العراق خيراته وقتلوا أبناءه من خلال النزاعات والصراعات المتلفزة والتي تنعكس على المواطنين بصورة مباشرة , حتى أصبحت العملية السياسية تقرأ وفق معادلة "شيعستان وسنستان وكرد ستان " وعلى المواطنين أن يتصارعوا ويتقاتلوا من أجل نصرة أي طرف ينتمون اليه في المعادلة
كما أن أي عملية سياسية تقاس بمدى رضى الشعب عنها , والكل يعرف بأن هذه العملية ودستورها قد مرر على العراقيين بالحيلة الشرعية والتزوير , كما كاد الدستور أن يسقطه الشعب لولا التزوير والفتاوى الدينية التي أيدته ودعت الناس الى الموافقة عليه
فاليوم أمام السياسيين الحاليين فرصة كبيرة اذا كانوا يحرصون على بناء العراق فعلا , من خلال الدعوة الى عودة العراق الى المربع الأول وصياغة دستور جديد قائم على أسس ديمقراطية مدنية ويعمل فعلا على المساواة بين جميع العراقيين , عن طريق دعوة الأحزاب والشخصيات السياسية كافة - ماعدا تلك التي تورطت بقتل العراقيين - الى المشاركة في صناعة عملية سياسية عراقية حقيقية مدنية .. وهذه الخطوة هي الوحيدة التي ستساهم في انقاذ العراق من ما هو عليه الآن , وان مقومات هذه الخطوة متوفرة في العراق ,فالمتحججون بالمحتل فان المحتل قد ذهب , ومن يتحجج بالطائفية فعليه ان يشارك في صياغة دستور غير طائفي . عندما يقوم السياسيون بتنفيذ هذه الخطوة - وأنا أشك طبعا في ذلك - فسوف يكون لها صدى واسع من اهتمام الشعب والعالم بها , وسوف يكون الانجاز العراقي التأريخي ويصبح العراق البلد النموذجي كما كنا نطمح أن نشاهده
فالمربع الأول لا يعني أن نحل كل القرارات القائمة , ولا نحل الجيش ومؤسسات الدولة الحالية , انما نعمل على تقويتها وتصحيح مسارها من خلال دستور قابل للتنفيذ , والعمل على وضع الرجل المناسب في المكان المناسب . فهذه الخطوة سوف تنتج لنا شخصيات سياسية وطنية , لأن الكثير منها ما زالت مهمشة وتدفع ثمن مواقفها من هذه العملية السياسية المشوهة , بينما اشراكها في عملية سياسية مدنية جديدة سوف ينعكس ايجابا على العراقيين .



#عبدالناصرجبارالناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قمة خيبة الأمل
- رؤساء التنظير المصفط والتصفيط المنظّر
- يا ليتني كنت ارهابياً فأفوز فوزاً عظيما
- قراءة في أفكار وممارسات الأحزاب العراقية
- بمالايتعارض مع الدين !
- من الأسلاموية الى الأيموية الى اليبرالية
- نعمة الأيمو على العراقيين
- المالكي الأول والمالكي الثاني والمالكي الثالث
- بشرى سارة العراق أسمه العراق
- المصالحة الوطنية وتدليل الأرهابيين
- الخوف من الأسلاميين هوالخوف من الديمقراطية
- العراق الجديد والمنظومة العربية
- إعداد البرامج السياسية في العراق
- بين لاوطني ولاوطني لاوطني
- وا أردوغاناه وا شافيزاه وا سليماناه
- عيب على الأعلاميين
- يوم الوفاء والوقاء
- لاصوت يعلو فوق صوت الطائفية !
- سياسة اللزمة
- جمعة الصمت


المزيد.....




- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟
- كوريا الشمالية تختبر -رأسا حربيا كبيرا جدا-
- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالناصرجبارالناصري - هيا الى المربع الأول