أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ممدوح ابوالعلا - الدولة المدنية ...والدولة العسكرية!!















المزيد.....

الدولة المدنية ...والدولة العسكرية!!


ممدوح ابوالعلا

الحوار المتمدن-العدد: 3686 - 2012 / 4 / 2 - 00:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كثير من الناس لا يعرفون الفرق بين الدولة المدنية والدولة العسكرية .وارجوك لا تقل لي انهم واحد فهذه كلام لا يقبله اى عقل الأ اذا كان منغمس في بحور الجهل .منذ عام 1952 تقريبا ومصر لا يحكمها الا قانون العسكر قانون التجرد .قانون الصم والبكم .قانون انت لا ترى شئ .قانون الخدمة العسكرية والتى لولو صلت الي الموت فانت ملزم .قانون المشي الواحد والحركة الواحدة . قانون الطاعة المفرطة والتى هى بدون ادنى شك اعلي درجات من طاعة شباب الاخوان المسلمون لطاعة مجلس شورى الجماعة او قرار المرشد العام .

الدولة المدنية والتى تقوم علي عدة مبادئ.. مثل مبدأ المواطنة وهو ان الكل متساوى امام القانون لا فرق بينهم علي اى اساس مهما كان من جنس او لون او دين او لغة او عقيدة وغيره ايضا مثل مبدا السلام الاجتماعى و مبدا الحقوق والواجبات مبدا (لك حق ولي حق وحقى عليك واجب وحقك عليا واجب) ولا يكون ذلك شفويا او حتى عبارة عن كلام يتذكره الأنسان في مختلف المواقف ليعرف ما اذا له حق ام لا ام لغيره حق ام لا ايضا .بل يكون ذلك عن طريق ما يسمي بالوثيقة الدستورية (الدستور) والتى تعتبر من مصاف القوانين الوضعية وهى درة وسيد كل قانون موجود .بمقتضي هذه الوثيقة تقسم الحقوق والواجبات الخاصة او العامة بين المواطنين لا فرق كما ذكرنا بينهم.ومبدأ عدم غلط السياسة بالدين حتى لا يدخل الدين بكل القيم والأخلاق والتعاليم الموجودة فيه في صراع السياسة الملوث احيانا بكل الحيل المشروعة او غير ذلك .ليكن الدين بينك وبين ربك دون رابط بينكم وفي مختلف دور العبادة وهذا موضوع سوف نخصص له مقال منفرد باذن الله قريبا..واخيرا وليس اخرا مبدا الديمقراطية وهى تعنى بكل بساطة كل المبادى التى ذكرت او لم تذكر والتى تكون موجودة داخل الدولة المدنية ولا داعى للكثرة في الشرح لان الاغلبية يعلمون ذلك .
الدولة المدنية تقوم علي المشاركة الفاعلة في بناء المجمتع سياسيا واجتماعيا وثقافيا وفكريا وماديا .تقوم علي الشد والجذب واعلاء كلمة القضاء في كل الاحوال سواء ان مظلوم ومعاقبتك ان كنت ظالم.تقوم علي المؤسسات الدستورية القانونية والهئيات العامة المسخرة لخدمة الناس في كل وقت ...تقوم علي منع استغلال السلطة لانه يوجد هناك من يراقب عليك في كل حركة تتحركها .. تقوم علي مبدا عدم رفع اليد ولا التهجم علي الغير بالقول او بالفعل الا ويكون القانون هو الفيصل بين ذلك وذاك . وهناك سلطة عليا ليس اعلي منها موجود داخل الدولة المدنية وهى سلطة الدولة التى تقوم بتنفيذ وتطيبق ووضع القوانين في كل الاحوال . دولة تقوم علي اعلاء الفكر العقلي وترك العقل يسبح في العوالم والعلوم المختلفة واعلاء الشان العقلي والانسانى .

اما الدولة العسكرية والتى بدات من (انقلاب 1952) وليس ثورة 52 وهذا ليس مجال للحديث عن ذلك. فمنذ هذا التاريخ الغير سار في نظر الكثير من الناس ومنهم انا شخصيا ومصر لا يحكمها الا قانون العسكر قانون الشد .قانون الصوت العالي. قانون الولاء كله الي المرتبة الاعلي منك وليس لك حق في معارضة الاوامر او حتى اراجعها الي مركز العقل والفكر لكي يتدبر بشانها امرا فكل ما تقوم به هنا هو انك تستقبل الاشارة وترسلها الي مركز التنفيذ مباشرة وتقوم فورا بالتنفيذ .ووجود القتل والضرب هو امرا عادى بالنسبة للجنود العسكريين لان هذه ببساطة وظيفتك الاساسية التى من اجلها انت اتيت الي ذلك الموقع الحربي او حتى مركز التدريب الفرعى .في ظل الدولة العسكرية كما حدث من 52 الي الان سخر كل شئ ليكون علي اولويات المطالب العسكرية سخر المال والناس والارض والسيارات والعدد والادوات والطرق ليكون في اى لحظة جاهزا لتنفيذ مطلب العسكر وهذا ليس سلبيا كله ولكنه يكون كذلك في حالة السلم والامان اما في حالة الحرب فكل شئ مباح للعسكر كل شئ بدون مبالغة لانك تكون في حالة حرب اما ان تكون او لا تكون.

الدولة العسكرية هى دولة عدم اعمال العقل والحجر العقلي ...لذلك تجدها دولة جامدة وهذا ما وضح جاليا علي مدار 60 عاما من قانون العسكر الصامت.فكل راى مخالف ليس له اى حل الا المحاكمة العسكرية والتى تجدها شاذة في ظل وجود الدولة المدنية . او ان توضع تحت مراقبة الاجهزة الامنية المختلفة ويصنع لك ملف جاهز في كل وقت ليكون سندا ضدك.

اذا نظرت الي دولة العسكر داخليا فلن تجد الا المشاعر الجوفاء ..لا وجود للحب ولا والمشاعر والاحاسيس التى هى بالطبع اساس الدولة المدنية ..لن تجد الا الاوامر العسكرية , واذا نظرت الي عين قائد او جندى فلا تنتظر ان ترى منه نظرة عطف او شفقة عليك في وقت الضيق بل انت جندى يحكمك كل شئ انت تستطيع ان تفعل ما لم تقدر عليه ...اذا قلت لا لن استطيع فسوف تستطيع باى وسيلة ...لن تجد حديقة جميلة تستطيع ان تجلس فيها ولا ان تمتع نظرك بنظرة الي شجرة او بحيرة صغيرة من الماء . لن تجد المبانى الشاهقة التى تجعلك فعلا تشعر بانك في القرن الواحد والعشرين .لن تجد سوقا للخضار ولا اى شئ مما تراه في حياتك العادية ...فكيف بعد كل هذا تريد ان تكون مصر دولة عسكرية يحكمها الصوت العالي وتذنيب الجندى اذا اخطا لسبب بسيط ؟ فكيف تطلب ان تتحول كافة الموارد الطبيعية الموجودة الي مجرد ميزانية للقوات المسلحة وان تكون مسخرة لها في كل حال وفي كل وقت والتى قدر لها واعنى هنا الجيوش التى سوف تختفي مستقبلا بادراة الله سبحانه وتعالي لانها ما هى وسيلة لحفظ الامن موقتا وسوف ياتى يوما تزول كما يزول التراب من زجاج النافذة .كيف تسلب حريتى وهى ملكى انا ليس انت ..كيف ان تحكمنى بقانون جاف صامد ؟ كيف لا تتركنى امشي واذهب واتى كما اشاء انا وليس كما تشاء انت.

كيف تكون هناك دولة عصرية يحكمها القانون المرن تحركه كما تشاء ليحقق لك اهدافه ومطالبك ان تحكم بقانون العسكر الصامت الكاتم الصوت .انظر الي مختلف دول العالم فلن تجد دولة محترمة يحكمها قانون العسكر اوكد لك بانك لن تجد الا الدول التى هى بالطبع في اخر مصاف الدول واسف هنا اذا قلت ان مصر منهم بدون شك والبركة كل البركة في قانون العسكر الذي يأكل كل شئ في طريقه الأخضر واليابس .
لماذا لا يعلم قادة تلك الدول العسكرية ان الحرب دائما مهما طالت مدتها هى فترة سوف تمضي كغيرها من الفترات ويعود الحال الي ماهو عليه كدولة كاملة لها قانونها الحاكم علي الكل وتحاول ان تبني دولتك علي مبدا الحقوق والواجبات ولا تستمر في حالة الحرب الا اذا كنت واهم بذلك كما حدث مع كل حكامنا من قبل .اما نحن هنا فمنذ 52 ونحن في حالة حرب صامتة لاتعرف اين هى يحكمنا قانون الطوارئ والذي هو اشبه بقانون الاعدام الاجتماعى ..عندما يقتل كل ما فيك من حرية بكل معنى فيها ..من حرية حركة .حرية كلام .حرية حب ..حرية ثقافة ..حرية تنقل .حرية فكر ..حرية ايمان .حرية عمل .حرية ابداع . حرية اعلام ......بل هى حرية وضع ما تشاء لها من معنى فسون تكون مناسبة لها ..لانك ببساطة وضعتها بحرية ولابد لها ان تكون بحرية . وفي الاخر تريد منى ان اكون مواطن صالح بكل المقاييس ....انت تقتنلي وتطلب منى العيش .......يا للعجب !!!!

هى حجة ضعفية المعنى والشكل والمضمون وضعها النظام السابق ان مصر دايما في خطر ..في تهديد من اعدائها ..في تهديد من الخارج ... وبالتالي فلا تتكلم فنحن في حالة خطر . فعجبا لمن ينادون بوجود رئيس عسكرى لمصر خلال الفترة المقبلة واكانهم لم يقروا التاريخ علي مدار اكثر من 60 عاما من حكم العسكر بحجة ضبط الامن والامان في البلد وكأن الناس قد نسيت انهم في ثورة و انها تقبل اى فعل مهما كان قليل او شديد درجة الحدوث .
الحل الوحيد والبسيط لحالة مصر حالا وفي وقت ليس الان فقط ...هى فصل الجيش عن السياسة .كن انت في مواقعك كما تشاء وتتدرب وراقب ولك ميزانية محددة لك تصرفها في شئون قواتك وعددك والآتك ..ولكن عندما يصل الامر الي شئون الحياة المدنية فقف جانيا ولا تتحرك ودعنا ننحكم انفسنا بانفسنا لان المدنى يعرف المدنى والعسكرى لا يعرف الا العسكرى ...
الامر يطول شرحه ولكن هذه يكفي مؤقتا . فكل انسان جدير حقا بان يفكر في هذا الموضوع لانه في غاية الأهمية لانه ببساطة يقرر مصير دولتك مستبقلا
ممدوح ابوالعلا



#ممدوح_ابوالعلا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصراع الاجتماعي ( صراع بين ساكني القصور وساكني القبور)


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ممدوح ابوالعلا - الدولة المدنية ...والدولة العسكرية!!