أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سامي كاب - قصة حبي مع امل















المزيد.....

قصة حبي مع امل


سامي كاب
(Ss)


الحوار المتمدن-العدد: 3685 - 2012 / 4 / 1 - 17:17
المحور: المجتمع المدني
    


قصة حب لي كانت هي عنوان شخصيتي
اول قصة حب لي وقد كان عمري خمسة عشر سنة
حدثت في فصل الربيع على رابية يغطيها الحنون الاحمر وشقائق النعمان والنجيل وشجر اللوز في موسم ازهاره
كانت تلك الغزالة الشاردة لوحدها ( ابنة جيراننا ) اسمها امل تركض بفرح وجذل في يدها ضمة من النرجس
لمحتها عن بعد وقد كنت اصيد الشحرور والسمن
تركت الصيد واسرعت نحوها راكضا باندفاع عفوي بريء كطفل اندفع نحو امه بعد فراق طويل
لا اراديا ركضت باتجاهها بقوة دافعة غريبة واحساس داخلي طغى على نفسيتي تملك اعصابي واصبحت اتصرف تصرفا لا اراديا
حركات وضحكات وكلمات مبعثرة لا اذكرها ولا اعرف معناها ربما من لغة مخزونة في العقل الباطن موروثة من السلف
لا ادري ان كنت امشي مهرولا او اركض او اطير
لقد تجاوزت مرتفعات وعوائق طبيعية لا اقدر على تجاوزها بالظروف الاعتيادية
لقد قفزت من فوق صخور واشجار وسلاسل وخنادق
لقد تملكتني قوة سماوية ملائكية حمتني من اي اذى جسدي ودفعت بجسدي كما تدفع الريح عصفورا صغيرا في السماء
اشياء كثيرة خطرت على بالي في رحلة السفر اللتي استمرت خمس دقائق تقريبا
اشياء تحتاج لخمسين رواية كي ترويها كانت بمحتوى فلم روائي يمر مسرعا في مخيلتي معظم مواقفه لا يوجد لغة في العالم كله قادرة على ان تحكيها
لغة الوجدان الانساني عبر توارد الخواطر فقط هي من تحتوي معاني ما كان يدور بخاطري في تلك الاثناء
خمسة دقائق هي الفترة الزمنية اللتي ارتسمت بها معالم شخصيتي الناضجة العاقلة ووضعت حجر الاساس في بنائها وافتتحت عالما جديدا وافقا حياتيا جديدا لحركة الوعي عندي وصناعة حيزي في الوجود
في تلك الاثناء نمت في داخلي كل القيم الانسانية من حب وتسامح ولطف وحنان ورقة وصدق واخلاص وانتماء ومروءة وشجاعة واقدام وفداء وتضحية وشراكة وتعاون ومبادرة وود وزهو وكرامة وعدل وحرية وابداع وتميز وحركة وفعل وانتاج ورغبة في صنع الحياة
عندما اقتربت منها بضع خطوات احسست برهبة وخوف ونوع من التردد ولكنني اقدمت وسيطرت على خوفي وترددي وبكل جراة وتحدي للعادات والتقاليد والموروثات والتربية والدين قلت لها مرحبا فقالت لي بجراة اهلا وكانت رافعة راسها تنظر الي وعيناها تخترقني بنظراتها كانها رصاصات مقتنص متفرس متمرس
اشعلت في صدري الجرأة والقوة والرجولة والفحولة
فتحت ذراعي ونفخت صدري واقتربت منها الى مسافة خطوتين وجهي لوجهها وصدري لصدرها انظر اليها نظرات مستقيمة ولم يكسر نظري سوى اطراف شعرها السائب الناعم الاملس الحريري المنسدل على كتفيها المنتشر كشعر الغجرية
وكانت تلبس في قدميها البضتين الصغيرتين صندلا ازرق اللون وقد كنت بطبيعتي احب اللون الازرق ومن لحظتها صرت احبه اكثر
كانت تربط على عنقها شبرة حمراء ومن لحظتها اصبحت اعشق اللون الاحمر
كانت تلبس بلوزا ابيض وتنورة زرقاء ومن لحظتها اصبحت احب البحر والطبيعة والسماء
كانت تبتسم ابتسامة ناعمة رفيعة ومن لحظتها اصبحت اقدس ابتسامة النساء
ها انا في حضرة حبيبتي امل تلك الحورية اللتي طالما تخيلتها وانا تحت لحافي بالليل ساهرا افكر بها في اجواء الشتاء
انا مع امل اللتي كنت ارسمها في كراس الرسم في حصة الفن على مقعد الدراسة في مدرستي
انا مع امل اللتي كنت اتخيل نفسي معها طائرين في طائرة من ورق سلوفان ملون بكل الالوان نحلق وحدنا فوق الغيوم تحت قبة السماء الزرقاء
واخيرا التقينا دما ولحما وواقعا وحقيقة وفي احلى الاوقات في فصل الربيع واجمل الاماكن على تلة اللوز بين اجمل الورود واجمل الزهور والاشجار وبساط النجيل الاخضر
الزمان والمكان والحضور كلها محببة لقلبي .. لكم انا محظوظ عند اله الحب او الهة الحب
انا في حلم ام في حقيقة
لا يهم انما الاهم انني في حضرة الحبيبة ... امل
صرخت باعلى صوتي قائلا لها احبك
فاقتربت مني ولامس صدرها صدري والتصق جسدها بجسدي واغلقت فمي بيديها
اخذت اهمس قائلا احبك
فاحمرت وجنتاها واقتربت من فمي شفتاها
فسارعت لضمها والتقاط شفتاها بين شفتي وانا اهمس بكلمة احبك
وكانت تلك الذ واحلى قبلة في حياتي تلك القبلة الاولى لاول حب
لقد رآنا الدين وكشف امرنا
وراتنا العادات والتقاليد
ورآنا الجهل والتخلف
ونظرت الينا عيون الحقد والحسد والكراهية والبغضاء والانانية والسلبية والفضولية والتطفل والهمجية والحيوانية
منعت امل من الخروج من البيت ... منعوها من التنفس والانكشاف للضوء والشمس والهواء ومنعت من النظر للخارج عبر الفضاء واغلقت عليها الشبابيك والابواب وكل الفتحات وسجنت في قبو هي والكلب اللذي كان يحرس الاغنام
منعوها من الذهاب للمدرسة بحجة انها فاجرة خارجة عن نطاق الاداب والدين والمعتقد والاخلاق والقيم اذ عبرت عن شعورها واحاسيسها الطبيعية اتجاه انسان بشكل حر طبيعي
امل صاحبة الشعر الغجري المنسدل على كتفيها صاحبة النظرة العالية المستقيمة الواثقة من نفسها صاحبة المشية العسكرية القوية المتمكنة من ذاتها المتحكمة بقوامها الراقية المتالقة الجميلة الزاهية الملكة الحورية الجذابة الاخاذة
لقد البسوها الجلباب والبرقع واصبح لونها اسود وانحنت قامتها وانكسرت نظرتها وافل بريقها وانضمر حضورها وتحولت الى شبح اسمه امراة مسلمة سوداء
انا لا ادري من هو الفاعل هو دين الاسلام ام الجهل والتخلف ام العادات والتقاليد ام الثقافة ام ماذا ؟
احيانا اقول لنفسي ان كل ما ذكر مسؤول عن قتل وتعذيب واضطهاد حبيبتي امل
الدين الاسلامي وما يسببه من تخلف وغباء وانحطاط هو المسؤول الاساسي عن قتل الانسان نعم قتل الانسان
ان امل كانت تموت مرة كل ساعة وانا كنت اموت الف مرة كل ساعة
فكيف لا وهي اصبحت جزء من وجداني واحساسي وقلبي وفكري وكياني ؟
بقيت امل على هذا الحال سجينة لمدة سنة كاملة كنت اعد الثواني بها كانها جمرات تحرق قلبي الما عليها لكنني لم اقدر ان افعل شيئا لها سوى التحسر عليها
كان عمرها ستة عشر عاما
في يوم من الايام كنت مارا من امام بيتهم واللا بجموع المباركين بمناسبة الخطوبة عليها لابن عمها اللذي يكبرها بعشر سنين
وبعد الخطوبة بيومين تزوجها واخذها معه للخليج حيث كان موظفا هناك
دار الزمن وذهبت ايام واتت ايام الى ان وصل عمري خمسون سنة
كنت بالسوق اشتري بعض الاغراض واللا بامراة مجلببة مقنعة بالسواد تواجهني وكادت تلتصق بي بالشارع
تاخرت للوراء وسالتها مابك يا سيدتي ؟
فقالت انا امل ... حبيبتك الصغيرة
اغرورقت عيناي بالبكاء وتوقفت الكلمات في حنجرتي وتشنجت اعصابي وبقيت واقفا بذهول دون حراك او كلام
قالت لي ما زلت احبك
عندي ستة اولاد ابني الصغير اسميته على اسمك
انني احبه اكثر ابنائي
اتمنى ان تكون بخير وصحة وعافية
انني في زيارة للاهل لمدة اسبوع وبعدها مسافرة للخليج
سعيد جدا انني رايتك
تركتني وغادرت وانا في مكاني لا استطيع الحراك او الكلام
وبعدها بدقائق تمالكت نفسي وواصلت المسير واحسست كانني اعيش حلما
لا ادري لماذا تذكرت قصتي هذه اليوم ولا ادري لماذا هاجت الذكرى بصدري اتجاه امل
اتمنى لحبيبتي امل ان تكون بافضل حال وبالصحة والسعادة والهناء
حبيبتي امل اهدي اليك احضان الحب واحلى القبل



#سامي_كاب (هاشتاغ)       Ss#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سجل انا فلسطيني ورقم هويتي يبدأ بحرف الفاء
- التمني من اهم عناصر بناء شخصية الانسان ودماره دمار للشخصية
- ليس دائما راي الاغلبية هو الصواب انما هناك معايير منطقية وعل ...
- اقسم بالغنم ورب الغنم ونبي الغنم ودين الغنم ان ابقى بدويا را ...
- نفتخر اننا علمانيون
- لكي نصنع حضارة علينا بصنع الانسان اولا
- العلمانية نظام حياة الانسان المعاصر
- الوهم .. مرض اجتماعي يجب التخلص منه
- خواطر كافر في مساء حزين
- نداء الى العلمانيين الاحرار في كل مكان
- من منطلقات الثورة الفكرية ضد الدين والغيبية
- اسئلة دائما تبحث عن اجوبة
- توضيح حول العلمانية والالحاد والسياسة
- نحن العلمانيون ... من نصنع الحضارة ونرتقي بالانسانية
- عندما افتقد انسانيتي واعتباري الذاتي وحقوقي الطبيعية في حيات ...
- نعم للعلمانية حيث السلام والعدالة والحرية للانسانية
- العلمانية هي منهج الانسان الطبيعي طبقا لمعادلة الحياة
- الجنس مركب اساسي لحياة الانسان ودونه لا حياة
- التحليل المنطقي لعلاقة الانسان المعاصر بالدين والحياة
- متى نهتف للحرية والحياة حيث لا دين ولا غيبيات ؟


المزيد.....




- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي للاشتباه في تقاضيه رشوة
- مفوض الأونروا يتحدث للجزيرة عن تقرير لجنة التحقيق وأسباب است ...
- الأردن يحذر من تراجع الدعم الدولي للاجئين السوريين على أراضي ...
- إعدام مُعلمة وابنها الطبيب.. تفاصيل حكاية كتبت برصاص إسرائيل ...
- الأونروا: ما الذي سيتغير بعد تقرير الأمم المتحدة؟
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي بشبهة -رشوة-
- قناة -12-: الجنائية ما كانت لتصدر أوامر اعتقال ضد مسؤولين إس ...
- الأمم المتحدة تطالب بتحقيق دولي في المقابر الجماعية بمستشفيا ...
- مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان: أعداد الشهداء بين الأبرياء ...
- لازاريني: 160 من مقار الأونروا في غزة دمرت بشكل كامل


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سامي كاب - قصة حبي مع امل