أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مازن كم الماز - دفاعا عن القرامطة و المجوس , و عن الثورة السورية














المزيد.....

دفاعا عن القرامطة و المجوس , و عن الثورة السورية


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 3685 - 2012 / 4 / 1 - 17:16
المحور: كتابات ساخرة
    



من الأخطاء الكبرى أو الشنيعة التي وقع فيها البعض و هو يحاول وصف نظام بشار الأسد كانت القرمطي , المجوسي , إلى غير ذلك من الصفات التي لا تعبر بأي حال من الأحوال عن حقيقة هذا النظام , أو تشبيه الثوار السوريين بأشخاص كيزيد و معاوية و الحجاج على أن هؤلاء كانوا "سوريين" أيضا .. هذا باختصار أسوأ تشويه ممكن سواء للثورة السورية أو للنظام الذي تواجهه .. هل هناك تشويه أكثر من تشبيه ديكتاتور طاغية بواحدة من أهم تجارب العدالة في تاريخنا , كان القرامطة باختصار أهم مشروع اشتراكي ثوري في هذا الشرق حاول بناء مجتمع يقوم على درجة متقدمة جدا من العدالة و الحياة الكريمة لجميع أفراده , صحيح أن هذا المشروع فيما يتعلق بمسألة الحرية كان سلطويا بشدة لأنه افترض طاعة شبه مطلقة للإمام بما في ذلك أنه بنى كل فكره الداعي لعالم يقوم على العدالة و المساواة بين الناس على حق هذا الإمام في تفسير ظاهر النص أو الشريعة بطريقة تناقض تفسير رجال دين السلطة القائمة يومها الذين كانوا يستخدمون النص لتبرير الواقع القائم على الظلم و الاستغلال و التباينات الطبقية الحادة .. في تلك الأيام من تاريخ أجدادنا , كان النضال ضد السلطة يعني النضال ضد مذهبها و تفسيرها الديني للنص المقدس و يأخذ أيضا شكل صدام مع المجتمع الذي يعترف بتلك السلطة أيضا , هكذا كانت هجمات القرامطة ضد مدن العراق و ضد مكة جزءا من الشكل المعروف يومها لمواجهة النظام القائم , الخوارج , الذين يساويهم البعض بالحزب الجمهوري في الإسلام لأنهم رفضوا السلطة المستبدة و حاربوها أيا تكن موازين القوى مختلة لصالحها دون أية مهادنة أو مساومة و لأنهم رفضوا حصر "الإمامة" في قريش و اعتبروا أنها تصح حتى في عبد حبشي , في موقف يناقض الأرستقراطية القبلية التي تولت السلطة في الدولة الإسلامية يومها , و رفضوا أن يتنازلوا عن شرط العدالة في السلطة لا لصحابي ( عثمان أو علي ) و لا حتى للنبي نفسه ( قصة الخويصرة الذي ينسب إليه الخوارج معروفة مع النبي محمد ) , هؤلاء الثوار الشجعان اعتبروا أن معركتهم لم تكن فقط مع السلطان الغاشم بل أيضا مع من يستسلم لسلطانه رافضين هذه المهادنة أو التقية و استحل بعضهم حتى دماء نساء و أطفال من لا يثور على ذلك السلطان الغاشم حتى لو كان من ضحاياه , لم يفرق الزنج العبيد الذين ثاروا على مالكيهم و سلطان هؤلاء الملاك , الخليفة العباسي يومها , لم يفرقوا بين البيض العرب الذين كانوا يستعبدونهم و بين البيض العرب الآخرين الأكثر فقرا الذين كانوا يعيشون من ممارسة العيارة مثلا ( الشطار أو العيارين ) أو حتى من أعمال لا تزيد كثيرا عن كدح هؤلاء العبيد الزنج , لكن العبيد لم يفرقوا بين هؤلاء و هؤلاء عندما انتفضوا و ثاروا , بالنسبة لهم كان كل أهل البصرة يستحقون المصير الذي أوقعوه بهم عقابا على كل ما عاشوه من ظلم و قهر لاإنسانيين عندما أحرقوا مدينتهم على بكرة أبيها , للأسف , هكذا كانت طريقة محاولة تغيير العالم يومها , لكننا اليوم نرفض أن تقوم أقلية , دينية أو علمانية , بفرض آرائها على الآخرين بالقوة , هذا التغيير العميق في مقاربة حقوقنا كبشر لم يكن بفضل غربنة ما و لا مؤامرة ما أو غيرهما كما يزعم من لا يرانا إلا رعايا محكوم علينا بالخضوع الأعمى , لقد انتزعه البشر بفضل نضالهم المرير و تضحياتهم في كل مكان تقريبا على هذه الأرض طوال قرون طويلة .. و ليس ما هو أكثر تشويها أيضا من تشبيه ثوار نهضوا في سبيل حريتهم بطغاة دمويين قساة القلوب و مهووسين بالسلطة لحد المجازر كالحجاج و يزيد و معاوية , الذين يفترض أن يكونوا أسلافا حقيقيين لبشار الأسد لا للخارجين على "نظامه" .. المجوسية أيضا ديانة شرقية لا يعني الانتساب إليها شيئا محددا , أكثر من أن الإنسان قد ولد لأبوين مجوسيين , و أن الناس هناك يتضرعون لآلهتهم تلك في كل مرة يجوعون فيها أو يواجهون شرطيا وقحا أو يمرض أحد أحبائهم , تماما كما يفعل الجميع في كل مكان .. لا يوجد الكثير ليضاف إلى الحقيقة البسيطة جدا عن الثورة السورية , أنها ثورة شعب , جماهير , مقهورة , مقموعة و مهمشة ضد النظام الذي يضطهدها و يقمعها , هذا التعريف البسيط جدا يضعنا في نفس الخانة مع كل المضطهدين و الفقراء الذين نهضوا طوال تاريخ البشرية في كل مكان و زمان , بما في ذلك اليوم في تونس و مصر و اليونان و البحرين , مهما اختلفت الديانات و المذاهب , الألوان و اللغات , فالقمع واحد و الطريق إلى الحرية واحد , هو ما يفعله السوريون اليوم بدمائهم , كما فعله المصريون و التونسيون بالأمس القريب و من قبلهم الانكليز و الفرنسيون و الأمريكان و الروس و غيرهم و غيرهم , إنها الثورة , و إنها الحرية , و هي نفسها في كل مكان , كما الطغيان نفسه في كل مكان..



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحزب و الطبقة للشيوعي المجالسي الهولندي أنطون بانيكوك 1936
- النضال في سبيل الإدارة الذاتية : رسالة مفتوحة إلى الاشتراكيي ...
- أفكار عن الإله لمارك توين
- أي نوع من الديمقراطية يحتاجها العالم العربي ؟ للرفيق الأنارك ...
- الدين - الإيديولوجيا - السلطة
- الإيمو ظاهرة احتجاجية
- مستشفيان يونانيان تحت سيطرة العمال
- مجموعة أناركية ( لا سلطوية ) لا طليعة لينينية للأناركي الأمر ...
- عام على الثورة السورية
- أبنية المدراس الجديدة يتعذر تفريقها عن السجون الجديدة أو الم ...
- ألبرت ملتز , من كتاب الحجج ضد الأناركية و معها
- لن نستسلم , الموت للديكتاتور
- من الموسوعة الأناركية لسيباستيان فاور : الهرطقة
- مجرد رأي في 25 يناير
- الثورة السورية - العسكرة , العنف الطائفي , الأقليات , و تضام ...
- رفيق حسني , كلامك صحيح , لكن
- قالوا في الأديان
- تهنئة لبشار الأسد
- كل السلطة للجماهير , كل السلطة للتنسيقيات
- تحذير إلى شباب التحرير


المزيد.....




- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...
- فنانة لبنانية شهيرة تتبرع بفساتينها من أجل فقراء مصر
- بجودة عالية الدقة: تردد قناة روتانا سينما 2024 Rotana Cinema ...
- NEW تردد قناة بطوط للأطفال 2024 العارضة لأحدث أفلام ديزنى ال ...
- فيلم -حرب أهلية- يواصل تصدّر شباك التذاكر الأميركي ويحقق 11 ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مازن كم الماز - دفاعا عن القرامطة و المجوس , و عن الثورة السورية