أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - كتاب جديد / الحضور الأكدي والآرامي والعربي الفصيح في لهجات العراق والشام















المزيد.....

كتاب جديد / الحضور الأكدي والآرامي والعربي الفصيح في لهجات العراق والشام


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 3684 - 2012 / 3 / 31 - 23:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحضور الأكدي والآرامي والعربي الفصيح في لهجات العراق والشام

" مقدمة كتاب صدر حديثا عن دار المأمون للكاتب علاء اللامي بعنوان "الحضور الأكدي والآرامي والعربي الفصيح في لهجات العراق والشام العامية". وقد خصّنا الزميل المؤلف بنشر مقدمة الكتاب، للتعريف به لأهميته وجِدَّةِ موضوعاته."

يشغل جدل اللهجات العامية واللغات الأصلية، والعلائق الخاصة بين هذه وتلك، حيزا واسعا في العلوم اللسانية الحديثة والعلوم القريبة منها والمتداخلة معها. وقد نُظِر عندنا، أعني، في ما كان يدعى "العالم الثالث" عموما، والعالم العربي على جهة التحديد، و على الدوام، إلى العلوم والأبحاث الخاصة بهذا الشأن نظرة ملتبسة وقاصرة لا ترى ما وراء المظاهر، بل وتعتقد أن هذه العلوم تحوي قدرا معينا من البطر والترف والنخبوية بمعناها السيئ.

إن ظاهرة التباعد بين اللهجات العامية، والتي تعتبر اصطلاحيا اللغة المنطوقة، وبين اللغات الأصلية والرسمية، أي ما يمكن اعتبارها "اللغة المكتوبة" القادمة منها، ليست واحدة، ولا هي متشابهة في شتى بقاع العالم، فهي قد تصل إلى درجة من التباعد والاختلاف تصبح فيها لهجة ما، مختلفة عن اللغة الأصلية، حتى لتحسبها لغة أخرى مستقلة، ولكنها قد تضيق، في أمثلة أخرى، إلى درجة التلاشي بينهما لدى شعوب أخرى. ففي أوروبا الغربية والشرقية تجد الفرنسيين أو الصرب في عصرنا على سبيل المثال يتكلمون ويكتبون بلغة واحدة، فتنكمش عندهم في هذه الحال ظاهرة اللهجة إلى مجرد تشكيلة تضيق وتتسع من المفردات والعبارات التي تحمل هذا الاسم، ما يجعل الفارق بين المنطوق والمكتوب يضيق، بله، يكاد أن ينعدم. أما في الهند ودول أفريقية عديدة فقد لا تجد سوى شبكة هائلة من اللهجات واللغات المداخلة، وأحيانا تنداح بعض تلك اللهجات عن أصلها اللغوي القديم حتى لم يعد ممكنا التعرف على المشتركات بينهما وبين اللغة الأصل.

إنَّ المشكلة التي يقاربها هذا الكتاب مختلفة نوعيا، وإلى درجة كبيرة، عن هذا النسق من التداخل والاختلاف الذي تعرضنا له ههنا. فما هو ظاهر في الساحة اللغوية أو في الحاضن المجتمعي اللغوي الذي سنتعرض له بالاستقراء والمعاينة والتحليل، وهو العراق والشام، يشبه إلى حد بعيد ما سبق عرضه، فثمة، بين اللهجات الشامية والعراقية من جهة، وبين اللغة العربية الفصحى" القديمة "، والتي تختلف عما نسميها اليوم "اللغة العربية الفصحى"، فهذه الأخيرة ليست إلا لغة عربية وسيطة تتأرجح بين الفصحى القديمة واللهجات العامية ولكننا ندعوها خطأً فصحى، ثمة إذاً بينهما فارق كبير نوعيا. كما أن الفارق بين اللهجات العراقية والشامية ليس صغيرا لا يكاد يدرك. وبالمثل، يمكن التأكيد على وجود فوارق في المفردات والتعبيرات والأساليب اللغوية، بين اللهجات المتعددة في العراق أو في مجتمعات ودول الشام. وحين نتكلم عن فارق نوعي فالأمر لا يتعدى الفوارق في تلفظ المفردات نفسها، ولكن بطريقة مختلفة إلى هذا الحد أو ذاك، وفي التعبيرات والأساليب. أما الأسس القاعدية والنحوية وجداول الضمائر وأسماء الإشارة وكل ما تعلق ببُنية الأفعال وأزمنتها وأحوالها الصرفية فهي واحدة من حيث الجوهر في جميع اللهجات ليس في العراق والشام وحسب بل وفي جميع اللهجات العربية المعاصرة في آسيا وأفريقيا.

إن الجديد الذي نطرحه ( هنا ) كمجموعة افتراضات، يقوم على مقاربة معمقة تتأسس على النظر إلى اللهجات العراقية والشامية - مع إمكان تطوير الرقعة الجغرافية للحاضن المجتمعي اللغوي لاحقا- كمنتوج لعملية تطور تاريخي مجتمعي مديد، اندمجت بمقتضاه ونتيجةً له منظوماتٌ، وبقايا منظوماتِ اللغات السامية القديمة، وخصوصا اللغات الأكدية والآرامية والعربية القديمة، ذات الأصول الفونولوجية والمورفونولوجية المتقاربة وأنتجت هذه التشكليات اللغوية المنطوقة التي ندعوها اللهجات العامية المحلية. ومعلوم أن الفونولوجيا هو علم وظائف الأصوات اللغوية (phonology ) وهو علم قائم بذاته متفرع عن اللسانيات، أما المورفونولوجي (morphonology ) فهو علم الأصوات الصرفية، وهو فرع من اللسانيات يبحث في مجالات استخدام وسائل التصويت في تصريف الكلام واشتقاقه، بمعنى دراسة أصوات الكلام وارتباط كل فونيمة (phoneme) وهي أصغر وحدة للصوت، لها معنى محدد بغيرها، وتراتبها والتبدلات المورفيمية ( morpheme) التي تطرأ على الكلمة وعلاقة كل ذلك بالتصريف والنحو. إن هدفنا البحثي من تأكيد هذا الافتراض سيصطدم بالكثير من القناعات غير العلمية والمغلفة بقشرة أيديولوجية سياسية معينة، والتي نُظِرَ إليها في كثير من الأحيان وكأنها في عداد البديهيات. من ذلك مثلا، القناعة التي تنظر إلى اللغات التي تحمل التسميات التالية: الأكدية والآرامية والسريانية والنبطية، كلغات أجنبية ومفارقة للأصل الذي انطلقت عنه اللغة العربية المعاصرة ولهجاتها القطرية والمدينية أحيانا، ونُظِرَ إلى الكلمات والعبارات من هذه اللغات والموجودة في اللهجات العربية وفي العراق والشام كألفاظ دخيلة وغريبة، وإلى محاولات تأصيل بعض المفردات العائشة اليوم في اللهجات الشامية وردها إلى جذورها الآرامية أو غيرها، كعمل مرفوض نعته المعجي أحمد رضا العاملي ذات مرة بـ "الشعوبية البغيضة التي تناوئ الأصل العربي للهجات الشامية" ونظر إليه نظرة خاصة لا تخلو من الدوافع الأيديولوجية. هدفنا البحثي سيصطدم مآلا أيضا، بقناعات تبدو معاكسة لقناعة الشيخ رضا، ولكنها لا تقل خطأ علميا وتاريخيا عنها، وتقوم على النظر إلى اللهجات العراقية والشامية على اعتبار أنها اللغات السامية القديمة ذاتها، وقد غُمِرَت بمفردات لغة جديدة اجتاحت المنطقة بعد الفتح العربي الإسلامي وسيادة اللغة العربية في الإقليمَين. ونجد أمثلة عديدة على هذه النظرة اللاعلمية واللاتاريخية لدى العديد من الكتاب المتخصصين وغير المتخصصين، وغالبا ما يكونون من أبناء الأقليات السامية التي ما تزال قائمة.

إن هذه النظرة لا تختلف من حيث الجوهر عن سابقتها، فكلتاهما تنطلق من مسبقات عقائدية لم تتم البرهنة على صحتها، بل هي تقفز على المسار الفعلي والواقعي لتاريخ نمو وتطور تلك اللغات و لطبيعة علائقها الداخلية ببعضها البعض.

لتوضيح مقاربتنا لهذا الموضوع المهم سنقدم في الأسطر التالية تصورنا السالف ذاته ولكن بطريقة مختلفة أسلوبيا فنقول:

قد يفاجأ القارئ حين يعلم بأن مفردات من قبيل ( برطيل، مدردحة، أريحي، نازك، دَحَسَ، برطم، ملخ، دفر، أثرم، أجلح، ثخين، ثول، ثرب، خبن، أهدل و ختل ) وتلك هي كلماته الأليفة في لهجته العراقية، هي في الوقت ذاته مفردات مؤثلة الجذور والمشتقات في المعاجم العربية القديمة على الرغم من عدم أو ندرة وجودها واستعمالها في العربية المعاصرة. وقد تكون مفاجأته أشد وقعا وأكثر متعة حين يعلم أن مفردات من قبيل: بستوكة، رطب، كبة، لوتي، بربوك، زعطوط، طيـ...ز، بارية، دغش، جاموسة، عُكركة، نشمي، بزونة، بقباقة، شاذي، شعواط، شبوط، عاشور و صنطه وغيرها كثير، وهذه أيضا من مفردات لهجته الأثيرة وكثيرة الاستعمال، هي في الوقت ذاته مفردات أكدية بابلية وآرامية عريقة. وقد يتساءل القارئ، لماذا ؟ فنقول لأن العربية والأكدية، أو العربية والآرامية، هما وجهان لعملة سامية واحدة.

*



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغربيون والجذور التاريخية لوصم -الآخر- بعار العنف /3
- النشيد الوطني الجديد ليس للجواهري ..فحذار!
- قضية -الإيمو- : مبالغات إعلامية أم مجزرة حقيقية ؟
- أكراد العراق : ربيع الاستقلال .. أربيل تحتفل بذكرى مهاباد -ا ...
- المواجهات بين أتباع السيستاني والصرخي : هل بدأت حرب المراجع؟
- تسليح الجيش العراقي : مخاوف سياسية وفضائح فساد مدوية !
- العنف الجماعي.. لغةً وسياقاً تاريخيا/ إطار نظري عام
- -ربيع القاعدة- في العراق يغرق بغداد وخمس محافظات أخرى بالدما ...
- «المجلس الأعلى» للمياه هل ينقذ الرافدين من الزوال؟
- إغلاق هرمز : حكومة المحاصصة تطمئن العراقيين والأرقام تثير ال ...
- قانونا الأحزاب الجزائري والعراقي والطائفية السياسية.
- العنف الفردي والجماعي في سرديات علم النفس الكلاسيكي
- طائفية الأمر الواقع في الدولة العراقية من 1921 وحتى الآن
- أسرار قادة -العراقية- على الهواء مباشرة !
- زوبعة سليماني: العراق لن يكون بيدقاً
- النزاع بين التيار الصدري والعصائب .. الخلفيات والتفاصيل
- بول بريمر يتقمص شبح جوزيف غوبلز!
- جعجع في كردستان العراق: استثمارات نفطية بنكهة أميركية!
- مأثرة الملازم نزهان تهزُّ الوجدان العراقي وتطلق حملة رفضا لل ...
- العراق: مقام الرئيس الفخري يهزم حصانة النائب المنتخب


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - كتاب جديد / الحضور الأكدي والآرامي والعربي الفصيح في لهجات العراق والشام