أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - مصطفى محمد غريب - عقدة معاداة الحزب الشيوعي العراقي والقوى الديمقراطية















المزيد.....

عقدة معاداة الحزب الشيوعي العراقي والقوى الديمقراطية


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 3684 - 2012 / 3 / 31 - 19:19
المحور: الصحافة والاعلام
    


ملاحظةٌ حفزتني لكتابة هذه المقدمة الصغيرة عن ما يتناوله البعض مع احترامي لهم عندما يكتبون موضوعة تدافع عن الحزب الشيوعي العراقي أو الشيوعية أو حتى الديمقراطية بالحق فَيعلن كل واحد في المقدمة " أني مستقل ولا انتمي إلى الحزب الشيوعي أو إلى أي حزب ... الخ " وهذا دليل على تنامي الحذر أو الخشية ليس من الانتماء ليس للحزب الشيوعي العراقي فحسب بل جميع الأحزاب المعارضة وبخاصة الديمقراطية والتقدمية، ولا ادري لماذا يعلن المرء انه مستقل مادام هو مستقل فعلاً بالمعنى التنظيمي، لكن ما معنى الاستقلالية أو الحياد؟ هنا تكمن موضوعة أخرى وحسب رؤيتنا لا بد للمرء إن لم ينتم تنظيمياً فهو حتما ينحاز فكرياً وهنا تفقد الاستقلالية المطلقة معناها، هذه الحالة وكأنها تقول بطريقة ما للمسؤول الحكومي الكبير وللرقيب الأمني والاستخباراتي والبوليس الثقافي الذي انتشر مجدداً في وسائل الأعلام والمواقع الالكترونية " إني بريء من دم يوسف النبي" وتطرقي لهذه الموضوعة العابرة محاولة لتوضيح الصورة الجانبية من عملية الإرهاب الفكري الذي اخذ بالاتساع في الآونة الأخيرة ومحاولة من يخطط له لكي جعله قاعدة في الظروف الحالية لإحدى الأدوات التنديدية والتهديدية، وقد اخبرني احد المثقفين المقربين أنهم نصحوا عائلته وأخوته بعدم الاستمرار في كتابة مقالات انتقادية والنصيحة كانت وحسب قول هذا الرجل " عبارة عن تهديد ولكن بأغنية فيروزية رقيقة " وأكد انه ليس الوحيد، ولهذا أقول أنني عندما أدافع أو اكتب من اجل قضية حقوقية وعادلة لها جانب الحق الإنساني ومن اجل أن تسود العدالة والقانون وعدم التجاوز على الحقوق المدنية واحترام حرية النشر والتفكير فليس بالضرورة أن انتمي أو لا انتمي لان الواجب قبل كل شيء ولا سيما الإنساني يجعلني أن أقف بجانب الإنسان أو الجهة المهدورة الحقوق ورفض التجاوز غير القانوني وحرية الرأي والتعبير، أما قضية الانتماء واللاإنتماء في هذا المجال بالذات تصبح لا أهمية لها إذا كان الموقف صحيحاً وعادلاً لان الفكرة توضح نفسها بدون تشويه أو تقديم تفسيرات تدفع البقية للظنّ .
.............................................
من هذا يتجسد ا الاعتداء على جريدة طريق الشعب وتفتيشها بكلاب بوليسية وبعثرة وتدمير محتوياتها على الروحية العدائية للحريات والديمقراطية، روحية الاستحواذ والعودة للعصا الغليظة ضد أية معارضة أو اختلاف بالرأي، ومن جهة ثانية فقد ظهرت العقلية الإرهابية أثناء ممارسات القوة الأمنية وتجديد العداء التاريخي للحزب الشيوعي العراقي ووسائله الإعلامية البسيطة، وهذا يعني أن إعادة بناء المؤسسات الأمنية، الجيش والشرطة وغيرهما لم يكن على أساس احترام الدستور والقانون والمواطنة والحفاظ على ممتلكات الناس و ظهر أهم بند في بناء هذه المؤسسات إعادة تربيتها بفلسفة معاداة الشيوعية والديمقراطية واعتبار المعارضة حتى الايجابية في خانة الأعداء، ويبدو أن هذه النهج المتخلف والمعادي للأفكار التنويرية عاد هذه المرة تحت شعارات دينية وطائفية لكن ذلك لا يمكن أن يخدع المواطنين العراقيين الذين لهم تجربة وباع طويل في مجال السياسة القمعية والإرهاب الفكري الذي مورس ضدهم سنين طويلة.. لن نتحدث عن المعتقلين أو الذين طلب منهم توقيع تعهدات مثلما كان سائداً في أيام النظام البعثفاشي وقبله في زمن التحقيقات الجنائية بقيادة بهجة العطية، ولن نتحدث وبالصور عن العبث والتدمير الهمجي الذي مورس ضد الأثاث الجامدة ومحتويات مقر الجريدة بما فيه مكتب الشخصية الوطنية المعروفة داخلياً وعالمياً حميد موسى سكرتير الحزب الشيوعي، لكن نقول هكذا يعيد التاريخ الارتباط الشبه العضوي والفكري ما بين القوى الرجعية والقومية المتطرفة اليمينية والفاشية وبين الفكر الظلامي المتخفي خلف شعارات وطنية وحقوق الإنسان الملغية عندهم بالأساس، وتكرار الممارسة دليل على نية الفاعل ومن يوجهه في السلطات الأعلى على تبني هذا النهج الذي لم ينفع عتاة الطغاة الذين لاقوا مصيرهم كأي جيف نتنة لفظها التاريخ وأصبحت مسبة وعار يلاحقهم على مدى عصور وسوف يلاحقهم إلى الأبد، ولعل هذه الحادثة وان قيل عنها خطأ مؤقت أو بدون توجيهات فوقية تندرج مع تلك التوجهات السابقة ولن أكررها، وهي لا تختلف عنها إلا بالشكل والحركة أما المضمون فليس يفصلها عن ذلك التوجه والنهج المعادي للفكر والثقافة الوطنية التنويرية أي فاصل حتى وان تبدلت الوجوه والأزمنة، ومجرد متابعة ما نشر حول أسلوب مداهمة مقر الجريدة بحجة أمنية والتعاون الايجابي الذي قدم من العاملين والحراس حول القمة العربية لكنها سرعان ما كشفت عن توجهاتها باستغلال " رشاش سكراب قديم " لتنفيذ الخطة.. وإلا كان من الضروري قبل بدأ أية تحركات الاتصال بالمسؤولين الأمنيين وإخبارهم فليس من المعقول أن تقوم قوة من الشرطة الاتحادية بدون أوامر فوقية بالاعتقال والبعثرة والتخريب ومصادرة أسلحة لحماية المقر وأرواح العاملين من جرائم القوى الإرهابية والمليشيات المسلحة وغيرهما من المنظمات التي تحتمي تحت أجنحة البعض من المسؤولين، ولم يكتفوا بمجرد اخذ البنادق (15) المرخصة قانونياً بل اعتقلوا حماية المقر ورحلوهم إلى مقر الشرطة في الزعفرانية "وحشروهم في غرفة صغيرة جداً بدون أي تحقيق وعندما أطلقوا سرحهم أعيد لهم ( 9 ) بنادق فقط" هكذا تتصرف الشرطة الاتحادية والمسؤولين عنها في زمن الديمقراطية والدولة المدنية!! مع قوى وطنية وديمقراطية لها تاريخ عريق في مقارعة الظلم والدكتاتورية بيمنا قوى الإرهاب والقتل " تتفسح" في أكثرية المدن والمحافظات وتقتل وتفجر وتدمر ما تشاء، أم أنهم نسوا دماء المواطن البريء، حوالي ( 250 ) بين قتيل وجريح بسبب أل ( 17 ) تفجير يوم 20/3/2012 وقبله وبعده من تفجيرات وضحايا بآلاف، وعلى ما يظهر كلما يزداد عدد الشرطة الاتحادية والجيش والأجهزة الأمنية ويدعي اكبر مسؤول بان البناء ديمقراطي وعدم التجاوز واحترام القانون يزداد عدد الضحايا من المواطنين العراقيين الأبرياء وتزداد الخروقات والتجاوزات وخرق حقوق الإنسان والجماعات.
ان الاعتداء على مقر جريدة وطنية تحمل منذ صدورها هموم الوطن وهموم الشعب ولم تهادن يوماً ما على حقوق أكثرية الشعب وبقت في كل الأوقات العلنية والسرية منبراً إعلامياً تقدمياً تنويرياً متميزاً بعطاياه السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، هذا الاعتداء يدل على أن بناء الأجهزة الأمنية يقوم على عقلية إرهاب الدولة ومخالف للدستور ومواده الواضحة فيما يخص حقوق الأفراد والجماعات وأماكن السكن والعمل وضد الاعتقالات الكيفية وحرية الصحافة والنشر والاجتماع والتظاهر السلمي والكثير من القضايا التي تُخرق باستمرار بدون أي حسيب أو رقيب، فلا بد من وقفة جادة على الرغم من الاعتذار المقدم من قبلهم لأنها على ما يبدو هدف مخطط له يتحين الفرصة للماضي أكثر فأكثر، كما يحتاج الحزب الشيوعي العراقي إلى تحكيم القانون الذي سنوه همْ، والى القضاء على الرغم من تصريحات واتهامات قادة البعض من الكتل المتنفذة بأنه مسيس وتابع لجهة معينة.



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شراكة.. أو الحقيقة لا شراكة الوطنية
- على ما يظهر.. لا ناهية لمسلسل الدم والتفجيرات الإرهابية
- الأوضاع السياسية المستجدة والقمة العربية
- العودة لقضية استغلال اسم الجاليات العراقية
- هل عادت حليمة لعادتها القديمة؟!
- نتائج الربيع العربي بين التحقيق والتغيب
- قضايا المرأة والتغيرات الجديدة في البلدان العربية
- هل الإنسان العراقي اثمن رأسمال بين القتل والأغذية الفاسدة؟
- لا بأس بهِ من ملامح
- الدستور العراقي والفيدرالية التي تثير الفتنة
- تداعيات المؤتمر الوطني والحوار الوطني الديمقراطي
- لعبة الادعاء بمسؤولية مجالس الجاليات وغيرها في الخارج
- وزارة شؤون المرأة العراقية لا تمثل المرأة العراقية
- هل هو عداء إيراني تاريخي أو عداء آخر؟ .. أم ماذا؟
- مفهوم وحدة الدولة العرقية بين الحقيقة والادعاء
- حديقة بغداد الغيبية
- الجيش العراقي والتناقض ما بين الماضي والحاضر
- غبار لغلق الحكمة في التبصير
- أهداف التصريحات الطرزانية الموجهة!
- إلى متى يجري السكوت عن جرائم حكام تركيا ؟


المزيد.....




- كاميرا مراقبة ترصد لحظة اختناق طفل.. شاهد رد فعل موظفة مطعم ...
- أردوغان وهنية يلتقيان في تركيا السبت.. والأول يُعلق: ما سنتح ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي
- الدفاع الروسية تكشف خسائر أوكرانيا خلال آخر أسبوع للعملية ال ...
- بعد أن قالت إن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة.. أستاذة جا ...
- واشنطن تؤكد: لا دولة فلسطينية إلا بمفاوضات مباشرة مع إسرائيل ...
- بينس: لن أؤيد ترامب وبالتأكيد لن أصوت لبايدن (فيديو)
- أهالي رفح والنازحون إليها: نناشد العالم حماية المدنيين في أك ...
- جامعة كولومبيا تفصل ابنة النائبة الأمريكية إلهان عمر
- مجموعة السبع تستنكر -العدد غير المقبول من المدنيين- الذين قت ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - مصطفى محمد غريب - عقدة معاداة الحزب الشيوعي العراقي والقوى الديمقراطية