أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عمر طارق القاضي - من منح رخصة قتل الشعب السوري ، الفيتو الروسي والصيني ام الولايات المتحدة وحلفاؤها الغرب















المزيد.....

من منح رخصة قتل الشعب السوري ، الفيتو الروسي والصيني ام الولايات المتحدة وحلفاؤها الغرب


عمر طارق القاضي

الحوار المتمدن-العدد: 3684 - 2012 / 3 / 31 - 14:55
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


جميعنا قد شاهد كيف استخدمت كل من روسيا والصين العضوان الدائمان بمجلس الأمن الدولي حق النقض (الفيتو) لمرتين الاولى كانت في شهر تشرين الاول من العام 2011 ضد مشروع قرار كان يهدف إلى الادانة بقوة الانتهاكات الخطيرة والمستمرة لحقوق الإنسان من قبل النظام السوري ويهدد بإتخاذ إجراءات عقابية ضد سوريا ، والثانية كانت في شهر شباط من هذا العام ضد مشروع القرار الذي طرحه الاوروبيون والعرب والذي يدعم خطة الجامعة العربية لتسوية الازمة في سوريا ويدين الانتهاكات .

بالمقابل يرى الشعب السوري المنتفض واطراف المعاضة السورية والعديد من شعوب وانظمة الدول الداعمة لانتفاضة الشعب السوري ضد نظام بشار الاسد ان ماقامتا بهما هاتان الدولتان (روسيا والصين) من الاستخدام المتكرر لحق النقض قد اوصل رسالة الى النظام السوري مفادها منحه المزيد من الوقت في قمع الانتفاضة بالوسائل العسكرية في محاولة للقضاء عليها واعادة الامور في سوريا الى ماقبل اذار 2011 . فهل صحيح ان روسيا والصين هما من منحا النظام السوري رخصة قتل الشعب السوري ، أم ان المانح لتلك الرخصة كل من الولايات المتحدة الامريكية وحلف الناتو من خلال التراجع التدريجي في دعمهم للانتفاضة بشتى الوسائل ابتداءاً من نفي فكرة التدخل العسكري مروراً بالتخلي عن الدعوات المتعلقة بضرورة تنحي الرئيس بشار الاسد عن السلطة وانتهاءاً بعدم دعم فكرة تسليح المعارضة خوفاً من نشوب حرب اهلية في سوريا قد تعرض منطقة الشرق الاوسط بأكملها للخطر ، أم ان السبب الحقيقي وراء ذلك التراجع في دعم المنتفضين يكمن في أفتقار سوريا لحوافز التدخل (النفط) وتعرض أمن اسرائيل للخطر في حال اسقاط النظام السوري وبروز نظام جديد يطالب بأستعادة الارض مقابل السلام كما فعلت مصر قبل مايقارب 35 عاماً في قضية سيناء.

في ظل مايجري من احداث دموية في سوريا تشير الوقائع على الارض الى قيام الولايات المتحدة الامريكية بأستثمار تلك الاحداث لصالح محادثاتها مع ايران بخصوص برنامج ايران النووي ، فقد نشرت احدى المواقع الاخبارية مؤخراً خبر مفاده ان الرئيس أوباما ينتظر بفارغ الصبر رد الجانب الايراني بخصوص اجراء محادثات نووية مع الدول الخمسة ألاعضاء الدائمين في مجلس الأمن وألمانيا في اسطنبول الشهر المقبل بعد ان تمت الموافقة على احد شروط الجانب الايراني للحضور الى طاولة المفاوضات المتمثل في تخلي الولايات المتحدة الامريكية عن فكرة قيادة الغرب والقوى العربية المؤتلفة معها لفكرة التدخل العسكري في سوريا أوحتى الدعوات للاطاحة بالرئيس السوري بشار الاسد.

هذا الخبر اعادة الذاكرة بي الى عام 1991 وتداعيات حرب الخليج الاولى عندما اوشك نظام صدام حسين على السقوط بعد ان استجاب سكان المحافظات الجنوبية في العراق لنداء بوش الاب في حينها بالانتفاضة ضد النظام ومن ثم تخلي الامريكان عن مايسمى بأنتفاضة الجنوب وترك تقرير مصير اهل الجنوب بيد صدام وما حصل بعدها من قتل وتهجير ومقابر لأهلنا في الجنوب بعد ان أدرك الامريكان حجم التغلغل الايراني وسيطرتهم على معظم مساحات جنوب العراق مما سيتيح لايران السيطرة الكاملة مستقبلاً لمنابع النفط والطاقة في جنوب العراق ودول الخليج وبالتالي تحكم الجانب الايراني بثلث انتاج النفط العالمي ، بمعنى أدق "المصلحية" اذ وجدت امريكا ان من مصلحتها التخلي عن دعم اهل الجنوب وشعار الانتفاضة واقامة نظام ديمقراطي حر والابقاء على نظام صدام في حينها بالنظر لتعرض مصالح الولايات المتحدة للخطر فيما لو سقط نظام صدام حسين .

المشهد الان يتكرر مع قضية سوريا وتداعيات سقوط النظام السوري على مصالح الولايات المتحدة وأمن اسرائيل لكن مع تبادل في مواقع المتصارعين ، فمن منتفض شيعي ( أهل الجنوب) ضد حاكم سني دكتاتور (صدام) ، الى منتفض سني (ثوار سوريا) ضد حاكم شيعي دكتاتور (بشار) مع الابقاء على نفس قواعد اللعبة اذ نجد التحول في الموقف الامريكي عند كلتا الانتفاضتين بأتباع مؤشر بوصلة المصلحة الامريكية ، فكما ذكرنا في الحالة العراقية عام 1991 يتكرر المشهد الان مع انتفاضة الشعب السوري خوفاً من سقوط نظام بشار الاسد وبروز نظام جديد الى السطح غير محدد المعالم ربما يكون على شاكلة النظام المصري الجديد (الاخوان المسلمين) وما سيترتب على ذلك من تهديد لأمن وأقتصاد أمريكا وتعرض أمن اسرائيل للتهديد المباشر .

لقد دفع الامر بوزير دفاع اسرائيل بالقدوم الى واشنطن والطلب من الحكومة الامريكية بوقف كافة اشكال الدعم المقدم لثوار سوريا والتخلي عن دعوات التنحي عن السلطة التي تكررها واشنطن للرئيس السوري بشار الاسد خوفاً من سقوط النظام السوري ومن ثم سيطرة الجهات الصاعدة على ترسانة سوريا العسكرية وبضمنها 600 صاروخ سكود روسي الصنع قادر على حمل رؤوس كيميائية مما يشكل تهديد لامن اسرائيل قد يدفعها لمقايضة الارض (الجولان) مقابل السلام بعدما كانت اسرائيل تنعم بالامن الذي يوفره لها مجاناً نظام الاسد منذ مايقارب 45 عاماً ... وتوجت جهود وزير الدفاع بأعلان الرئيس اوباما مؤخراً بالتخلي عن الخيار التدخل العسكري بكافة اشكاله وأيده بذلك موقف المبعوث الخاص لسوريا السيد كوفي عنان والذي صرح ايضاً بخطورة اللجوء الى الخيار العسكري في التعامل مع قضية سوريا وأخرها تصريحات وزير الخارجية الفرنسي بتقديم النصيحة في عدم تسليح الجيش السوري الحر خوفاً من نشوب حرب اهلية في سوريا تمتد اثارها الى دول المنطقة .

في الموضوع الليبي ، لقد استندت الولايات المتحدة الامريكية وحلف الناتو في التدخل العسكري بالشأن الليبي ودعم الثوار حتى سقوط نظام القذافي الى حقيقتين الاولى امتلاك ليبيا لمصدر الدخل القادر على تغطية نفقات الحرب وهو النفط ومن ثم فتح المجال امام شركات النفط الغربية للاستثمار في القطاع النفطي بعد سقوط نظام القذافي للحد من التغلغل الواضح لشركات النفط الصينية العاملة في ليبيا والذي تحقق بالفعل ، والحقيقة الثانية تتمثل في عدم وجود حدود مشتركة لليبيا مع اسرائيل ، عليه فأن شكل النظام السياسي الليبي الجديد لا يشكل خطر مباشر على امن اسرائيل حتى لو تمكن الاسلام المتشدد من الفوز بالانتخابات وحكم البلاد. بمعنى ان موضوع التدخل العسكري الغربي في ليبيا ودعم الثوار لم يكن نتيجة لما تعرض له الشعب الليبي من قتل وأبادة على ايدي قوات معمر القذافي وانما جاء مطابقاً لمصالح الولايات المتحدة والغرب .

اما حالة الموضوع المصري فالامر مختلف تماماً حيث لم يتطلب الامر اي تدخل غربي بسبب التطمينات الكبيرة التي قدمها قادة الجيش المصري للولايات المتحدة وأسرائيل في عدم مساندة نظام مبارك في التعرض للمتضاهرين وانما اخذ جانب الحياد في الصراع القائم مابين النظام المصري والشعب مستغلة بذلك الولايات المتحدة الامريكية واسرائيل من اواصر العلاقات المتميزة التي تتمتع بها تلك الدول مع كبار القيادة العسكرية المصرية نتيجة لسنوات طويلة من المنح والمساعدات الامريكية المقدمة للجيش المصري والاتفاقيات الدولية الموقعة مع مصر وتحديداً معاهدة السلام الموقعة مع اسرائيل . لذلك لم تشهد الثورة في مصر اي نوع من الاصطدام مابين الشعب والجيش لينتهى الامر بتنحي حسني مبارك عن السلطة وبأقل الخسائر بعد ان حصلت الولايات المتحدة الامريكية واسرائيل على التطمينات الكافية من ان النظام السياسي الجديد في مصر سيلتزم بكافة الاتفاقات الموقعة معهما .

يعد أمن اسرائيل وحسابات الكلف من اهم القضايا التي تؤخذ بالحسبان في اي تحرك أممي كان او انفرادي يتخذ بخصوص موضوع تقديم الدعم للثوار في سوريا ويبدوا ان قرار تقديم الدعم سوف لن يتخذ قريباً لحين تبيان من الجهة التي ستؤول اليها دفة القيادة من المعارضة وتقديمها الضمانات الكافية بعدم التعرض لامن اسرائيل وتحديدا موضوع الجولان وعدم المطالبة بها بالنظر لعدم امتلاك سوريا لمعاهدة سلام موقعة مع اسرائيل من جهة ولافتقار سوريا لمصدر سداد فاتورة التدخل العسكري من جهة اخرى ، لذلك ستستمر الة القتل السورية متمثلة في الجيش النظامي واجهزتة القمعية في حصد المزيد من ارواح الابرياء من الشعب ولن يسقط نظام بشار الاسد في هذا الوقت وربما ستستثمر الولايات المتحدة الامريكية والدول الدائمة العضوية في مجلس الامن ذلك في موضوع البرنامج النووي الايراني عن طريق منح الفرصة الاخيرة للنظام السوري على البقاء في السلطة مقابل تعاونه مع اجهزة المخابرات الامريكية والاسرائيلية في اقناع الجانب الايراني التخلي عن امتلاك السلاح النووي وتفكيك خلايا حزب الله ، فأن نجح بشار الاسد بذلك فسيمنح فترة حكم ربما لخمسين عاماً قادمة ولتذهب الالوف من الشعب السوري التي قتلت والتي هجرت الى الجحيم ، اما في حالة فشل النظام السوري في التعاون فسيتم التخلص منه (النظام الاسدي) ضمن خطة جديدة تحدد معالمها وألية تنفيذها في واشنطن وتل أبيب كما حصل مع العراق عام 2003 بعد ان فشل النظام العراقي الاسبق الالتزام بالتعهدات التي قدمها للولايات المتحدة عند التوقيع على بنود وقف اطلاق النار في خيمة صفوان عام 1991 والتي نجهل القسم الكبير من بنودها الى يومنا هذا. فهل حقاً كان الفيتو الروسي والصيني وراء قيام النظام السوري باستباحة الدم السوري ام جاء متطابقاً مع مصالح الولايات المتحدة والقوى الغربية في المحافظة على أمن اسرائيل وتفادي فاتورة التدخل بكافة اشكاله.

أن كل ما يقال في الغرب عن تشجيع قيام نظم الحكم الديمقراطي في عالمنا العربي وحرية الشعوب في تقرير مصيرها واختيار انظمة الحكم ماهية الا كذبة تستخدمها الحكومات الغربية وتحديداً في اوقات الانتخابات لتلميع صورها امام الناخبيين من الداخل ....

عمــر طـارق الـقـاضي



#عمر_طارق_القاضي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...
- للمرة الخامسة.. تجديد حبس عاملي غزل المحلة لمدة 15 يوما


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عمر طارق القاضي - من منح رخصة قتل الشعب السوري ، الفيتو الروسي والصيني ام الولايات المتحدة وحلفاؤها الغرب