أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد الحكيم عثمان - للحرب قوانينها















المزيد.....

للحرب قوانينها


عبد الحكيم عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 3684 - 2012 / 3 / 31 - 09:15
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


السلام عليكم:من اشد الكوارث على الشعوب واكثرها دمارا وزهقا للارواح هي الحروب وخاصة تلك الحروب التي تدور بين الدول وما ان تشعر دوله ما انها امتلكت عناصر القوة تسعى لتوسيع مملكتها على حساب الدول المجاورة لها وعلى حساب شعوبها وتسعى لفرض هيمنتها وسطوتها عليهم ولكن اذا كانت الدول التي تتعرض لهذه الحروب تمتلك قياده حكيمه مرتكزه على الحفاظ على شعبها قد تتفادي اضرار تلك الحروب وخاصة اذا امتلكت الدراية الكافيه بامتلاكه القوة القادره على ردع العدوان وتحقيق الغلبه والانتصار بدون ان تعود بالهلاك على بلدها وشعبها من عدمه واذا ماكانت تمتلك القوة التي تردع بها العدوان فالافضل لها وحفاضا على سلامة بلدها من الدمرا والخراب وشعبها من القتل وحرمتها واعراضها من السبي والاعتصاب وخيراتها من النهب الكلي ان تهادن المعتدي وتقيم معه المعاهدات التي تمكنا من ذالك قد يعتبر البعض ان هذا الطرح نوع من الانهزاميه والتخاذل والجبن ولكن اعرض عليكم بعض التجارب التى مرت بها بعض الشعوب والدول والتي اتبعت اسلوب الحكمه في ادارة الصراع ونخضع ذلك للحوار ونستخلص من النتيجة ان كان تخاذلا وجبنا او حكمه ماتنم الاعن شجاعه من خلال معرفة القدرات والامكانيات وتفادي الذهاب الى الفناء والانتحار وبعض هذه التجارب من الازمنه القديمة ولكن ليست القديمة جدا وهي حادثة هدم الكعبه والتي عزم على القيام بها ابرهة الحبشي حيث توجه بجيشه المدعم بالفيله والتي تعد اليوم بمثابة ارتال الدببات والمدرعات وعندما وصل بالقرب من مكه واستحوذ جيشه على ابلها وعلم اهل مكه بقدوم جيش ابرهه الحبشي لهدم الكعبه البيت المقدس عندهم ومصدر عيشهم وكسبهم وعزتهم حيث كانت تؤمه جميع القبائل والشعوب للحج اليه فاجتمع سادة مكه في دار الندوه لتدارس الامر فانتفض البعض واشار الى القتال قائلين لن نجعلهم يهدمون الكعبة الا على جثثنا وسنبقى ندافع عنها حتى اخر قطرة دم فينا وساد الهرج والمرج وعلت اصوات الرجال لتوقض الهمم وتثير الحماس هنا انتصب عبد المطلب وقال لهم رويدكم اسمعوا لما اقول واعقلوه فساد الصمت ارجاء دار الندوه فقال لهم نحن قله وهم كما ترونهم جيش جرار لاقبل لنا بهم ولديهم الفيله ماخبرناها ومانعلم كيف نتقي خطرها وحتى لوقاتلناهم فالنتيجة واحده سوف يتمكن جيش ابرهه مما جاء لطلبه ولكن بعد ان نفنى عن بكرة ابينا وتسبى نساءنا وتهدم كعبتنا ولن يكون منا من سيخبر عنا والرأي عندي ان نتحصن بجمال مكه ونترك ابرهه ورب البيت فاللبيت رب يحميه فاقتنعوا بما اشار عليهم وفي هذه الاثناء طلب ابرهه رئيس هذه القريه ليفاوضه ويخبره عما عزما عليه ولما جاء من اجله ويستمع اليه عما استقر عليه اهل مكه فعندما دخل عبد المطلب جد رسول المسلمين لاحقا فقال لابرهه ان لي عندكم ابل اغتنمها جنودك واتيت لااعادتها فقال له ابرهه بعد صغر في عينه واستغرب من طلب عبد المطلب قائلا له انا قادم لهدم كعبتكم المقدسه وانت تطالبني بالابل فاجابه انا رب الابل واما الكعبه فهي بيت الله وللبيت رب يحميه وحدث ماحدث ولاحاجة لذكر القصه ربما تكون خرافة او اساطير كما يزعم البعض ولكنها امر قصها العرب عرب مكه ودونوا بها تواريخهم فاصبح يقال فلان ولد قبل علم الفيل بكذا عام وفلان ولد بعد عام الفيل بكذا عام وهذه الحكمه آمنت اهل مكه من القتل ونساءهم من السبي وربما يعتبرها البعض تخاذل ولكن هذا التخاتذل حفظ النفوس من ان تزهق وحمى الاعراض من ان تنتهك واما في عصرنا القريب فهناك حالتان لازالتا ماثلتان للعيان والذي قد يصفها البعض بالشجاعة والبطوله واحدها العراق ففي بداية التسعينات من القرن الماضي غزا العراق الكويت واحتلها ونهب ممتلكاتها والتي لازالت العراق تتحمل التعويضات الهائله عن هذه الغزوة لحد يومنا هذا واجتمع المجتمع الدولي مطالبنا العراق بالانسحاب من الكويت وارسلت الى حكومتهم ان ذاك الكثير من الوساطات لاقناع حكومة بغداد بالانسحاب من الكويت وعلى اعلى المستويات القياديه في العالمين العربي والغربي ولكن حكومة العراق انذاك اصرت على عدم الانسحاب معتقدة انها تمتلك القوه على هزم التحالف الدولي وُمنحت الحكومه العراقيه انذارا اخيرا وعليها الانسحاب حتى تتفادى ضربة عسكريه وهجوما عسكريا يجبرها على الانسحاب عنوة وبدات القوات الدوليه تتقاطر على المنطقه الى ان ازف الموعد المحدد والتي لم تلتزمن به حكومة العراق فماذا حدث نتيجة هذا التعنت المبني على التصورات بامتلاك القوة والتي اتضح فيما بعد انها قوة وهميه حدث دمار في العراق وحدث قتل بجيش وشعب العراق وارغم على الانسحاب وتلاها موضوع امتلاك العراق لااسلحة الدمار الشامل ودخل العراق في دوامة التفتيش وبداء يلعب لعبة القط والفأر مع المفتشين فتارة يمنعهم من التفتيش وعدما يشتد عليه الامر يسمح لهم بالتفتيش وهكذا دواليك حتى اصبحت ثقة المجتمع الدولي بهذه الحكومه معدومه وفرض الحصار على العراق ثم نشبت الحرب التي اتت على الاخضر واليابس في العراق وقتل اولاد حاكمها واعدم هو ذاته علاوة على الخراب والدمار الذي حل بها وعادت العراق دهورا الى الوراء والبناء ليس كالهدم ولازال العراق وشعبه ليومنا هذا يعنى ولازالت امامه الكثير من السنون ليتعافى والكثير من السنون ليستطيع النهوض والسعي للحاق بركب التقدم الحضاري ولو كانت الحكومه العراقيه استجابت للمطالب الدوليه وانسحبت من الكويت وتعاملت بشفافية ومصداقيه من لجان التفتيش لما حل بها ما حل بها اليوم وخاصة لو علمت امكانيتها الحقيقيه ولنبتعد عن شماعة الخيانة والمؤمرات التي نعلق عليها عجزنا وضعفنا وتخلفنا اما الحالة الثانيه فهي ليبيا والتي رفض حاكمها الركون الى العقل والحكمه وحل الاشكال بينه وبين شعبه والامر لايحتاج الكثير ماهو الا تنازل عن العنجهيه الفارغه وعن التمسك بالحكم ومنح الناس الحرية في التعبير والمشاركة في الحكم واتباع النهج الديمقراطي والتداول السلمي للسلطه ولكنه لانه من اسره مناضله ولكونه مناضل والاصلح لحكم لبيا والاجدر اصر على القتال والوقوف ضد رغبات الشعب حتى اخر قطرة من دمه ولكنه رغم الاموال الطائله والتي لايقدر حجمها التي انفقها على التسلح وحرم الشعب من التمتع بالخيرات التي جادت بها الطبيعة على هذا الشعب ما استطاع ان يصمد امام العدوان الخارجي وما استطاع ان يقاومه وآلت البلاد بهذا التعنت الى الخراب والدمار وقتل من قتل من هذا الشعب ولا زال الاستقرار بعيد المنال في هذه البلاد وحتى نبتعد عن الا سلوب الذي يعتبره البعض تخاذل وجبن نستشهد بحالتين تنم عن الحكمه وثبات الموقف والبطولة الحقه والنابعه من الاصرار عن الدفاع عن حياض الوطن وصون كرامته الا وهي معركة رشيد والتي خاضها اهلى رشيد في مصر الكنانه ضد الاستعمار البريطاني عام 1807م ولانهم اصروا على الدفاع عن بلدتهم ماذا فعلوا ابعدوا كل سفنهم وقواربهم عن مرفأ البحر علىمبدأ البحر ورائكم والعدو من امامكم وقرروا القتال حتى الموت ولكن بتدبر وحكمه ومعرفه مسبقه لامكانياتهم والتي على اساسها قرروا القتال فما كان منهم الا ان تركوا المدينه وشوارعا وكمنوا لعدوهم في المباني واسطحها وانتظروا حتى دخل الغزاة وحتى آمنوا واستوثقوا ان الاهالي تركوا بلدتهم للفاتحين وما كان من الفاتحين ان ركونوا للراحه من عناء رحلتهم الشاقة واسترخوا ونزعوا اسلحتهم ومنهم من احتسى الخمر حتى الثماله احتفالا بالنصر الهين وبلا جهد وبمجرد ان استحكم بهم النعاس والخمول والا تنهمر عليهم النيران من كل حدب وصوب وانهزم الغزاة شر هزيمة وقتل من قتل وجرح من جرح منهم واسر من اسر منهم وماعادوا الا باهزيمة والخذلا ان البطوله فعل وموقف وليس(فنكرة بق) وعنتريات فارغه والحالة الثانيه فيتنام ذات القوة المحدوده والتي واجهت اقوى قوة في العلم وهزمتها بذات اسلوب وطريقة ابناء رشيد مصر الكنانه ودولة المسلمين حالهم حال الدول وجيشها على ذات الطراز وسعوا عندما امتلكوا القوه لتثبيت دولتهم وتوطيد اركانها وحمايتها من اعتى امبراطوريتين في ذاك الزمان وهما الامبراطوريه الفارسيه والامبراطوريه الرومانيه واللتان كنتا على تخوم دولتهم واللتان كنتا على عداء مع دولتهم ودعوتهم فالامبراطوريه الفارسيه كانت تحرض على دولة المسلمين وتدعم من يتمرد عليها وتدعم ظهور الانبياء الكذبه بالمال ومنهم النبيه سجاح ومسيلمة والامبراطوريه الرومانيه تعيق حركة تجارها الى الشام وتقتل المسلمين المارين من تخومها فكان لابد لدولة الاسلام بمواجهتهما ولكنها كانت قبل ان تبداء بقتال ترسل الرسل للتفاوض وتعرض الخيرات التاليه اما الاسلام واما الجزيه واما القتال فمن كان يقبل بالدخول بالاسلام يمنع بلده واهله من القتل ونساءه من السبي ومن يقبل بالجزية كذالك الحال ومن لايقبل فالحرب لها قوانينها وتفرض شروطها على المنهزم واعرض عليكم نصوص من كتب ومصادر تاريخيه غير اسلامية ومن اشخاص مخالفين للمسلمين في الدين والمعتقد حتى تتوضح لكم حقيقة الجيش الاسلامي


:

يذكر الراهب القمص أنطونيوس الأنطوني في كتاب وطنية الكنيسة القبطية وتاريخها [1]
«أيضا وإن كنا نذكر مظالم العرب الفاتحين فلابد -إنصافا للحقيقة- أن نقول أن هذه المظالم لم تكن عامة أو شاملة خاصة في الفترة الأولي للفتح العربي فقد اكتشف البروفسير جروهمان وثيقتين برديتين يرجع تاريخهما إلى سنة 22 هـ - 642 م، مكتوبتين باليونانية، وملحق بهما نص آخر بالعربية :
الوثيقة الأولى: إيصال حرره على نفسه أحد أمراء الجند يدعى الأمير عبد الله بأنه استلم خمساً وستين نعجة لإطعام الجند الذين معه، وقد حررها الشماس يوحنا مسجل العقود، في اليوم الثلاثين من شهر برمودة من السنة المذكورة أولاً، وقد جاء بظهر الورقة ما يلي : "شهادة بتسليم النعاج للمحاربين ولغيرهم ممن قدموا البلاد وهذا خصماً عن جزية التوقيت الأول".
أما الوثيقة الثانية: فنصها "باسم الله، أنا الأمير عبد الله أكتب إليكم يا أمناء تجار مدينة بسوفتس، وأرجو أن تبيعوا إلى عمر بن أصلع، لفرقة القوطة، علفاً بثلاث دراهم كل واحد منها (بعرورتين) وإلى كل جندي غذاء من ثلاثة أصناف" ويعلق الأستاذ جروهمان على الوثيقتين بقوله : (إن هذه المعاملة إزاء شعب مغلوب، قلما نراها من شعب منتصر))[1].»

ويذكر يوحنا النقيوسي في نفس الكتاب (ص 64) :
«كان البابا بنيامين (البطريرك الـ 38) هارباً من قيرس (المقوقس) البطريرك الملكاني، وبعد الهزيمة التي مني بها الروم ورحيل جيشهم عن مصر، غدا القبط في مأمن من الخوف، وبدأوا يشعرون بالحرية الدينية، ولما علم عمرو باختفاء البابا القبطي بنيامين نتيجة الظروف التي كان يمر بها الأقباط، كتب كتاب أمان للبابا بنيامين يقول فيه: "الموضع الذي فيه بنيامين بطريرك النصارى القبط، له العهد والأمان والسلامة من الله، فليحضر آمناً مطمئناً ويدبر حال بيعته وسياسة طائفته"..، كما يقال: (أن عمرو وهو في طريق عودته بعد فتح الإسكندرية، خرج للقائه رهبان وادي النطرون، فلما رأى طاعتهم سلمهم كتاب الأمان للبابا، فلم يلبث عهد الأمان أن بلغ بنيامين، إلا وخرج من مخبئه وعاد إلى الإسكندرية ودخلها دخول الناصرين وفرح الناس برجوعه فرحا عظيما بعد أن ظل غائباً ثلاثة عشر عاماً....، -ثم يستطرد الراهب أنطونيوس الأنطوني- كل ذلك حدا بالمؤرخ بتلر أن يقول عن البطريرك بنيامين "ولقد كان لعودة بنيامين أثر عظيم في حل عقدة مذهب القبط، إن لم تكن عودته قد تداركت تلك الملة قبل الضياع والهلاك"[1]»

ومن فضائل الفتح الإسلامي لمصر على المصريين آنذاك إعادة عمرو بن العاص للبطريرك بنيامين والذي كان فارا من اضطهاد الرومان لكرسي بابويته [2]. كما أعاد عمرو حفر قناة سيزوستريس وعرفت بخليج أمير المؤمنين.

ويقول القس منسي يوحنا في كتابه تاريخ الكنيسة القبطية [28] (ص 306):
«"وكان جيش العرب في فاتحة هذا القرن، حاملاً لواء الظفر في كل مكان، وظل يخترق الهضاب والبطاح، ويجوب الفيافي والبلاد، حتى وصل إلى حدود مصر تحت قيادة عمرو بن العاص، فدخل مدينة العريش وذلك سنة 639، ومنها وصل إلى بلبيس وفتحها بعد قتال طال أمده نحو شهر، ولما استولى عليها وجد بها (أرمانوسة) بنت المقوقس فلم يمسها بأذى، ولم يتعرض لها بشرِّ، بل أرسلها إلى أبيها في مدينة منف، مكرمة الجانب، معززة الخاطر، فَعَدَّ المقوقس هذه الفعلة جميلاً ومكرمة من عمرو وحسبها حسنة له." - ثم يستطرد منسي قائلاً في (ص 307)- "فجمع المقوقس رجال حكومته، وذهب للتفاوض مع رسل من قِبَل عمرو، فبدأ وفد الروم بالتهديد والوعيد للمسلمين، بقتلهم وإفنائهم وأنه لا بديل أمام المسلمين غير الموت أو الرحيل، فلما بدأ وفد المسلمين، فلم يفعل كوفد أهل الصليب إنما طرح أمامهم ثلاثة بدائل: أولها الإسلام وثانيها الاستسلام مع دفع الجزية لقاء قيام المسلمين بتسيير أمور البلاد، ثم كان الخيار الثالث والأخير وهو الحرب والقتال الذي طرحة جيش الصليبيين الروم المحتلين لمصر كاختيار لا بديل. فاتفق رأيهم على إيثار الاستسلام والجزية، واجتمع عمرو والمقوقس وتقرر الصلح بينهما بوثيقة مفادها: أن يُعطَي الأمان للأقباط، ولمن أراد البقاء بمصر من الروم، على أنفسهم، وأموالهم، وكنائسهم، وفي نظير ذلك يدفع كل قبطي "دينارين" ماعدا: الشيخ، والولد البالغ 13 سنة، والمرأة". - ثم يستطرد منسي قائلاً - "وذكر المؤرخون أنه بعد استتباب السلطان للعرب في مصر، وبينما كان الفاتح العربي يشتغل في تدبير مصالحه بالإسكندرية، سمع رهبان وادي النطرون وبرية شيهات، أن أمة جديدة ملكت البلاد، فسار منهم إلى عمرو سبعون آلفاً حفاة الأقدام، بثياب ممزقة، يحمل كل واحد منهم عكاز... تقدموا إليه، وطلبوا منه أن يمنحهم حريتهم الدينية، ويأمر برجوع بطريركهم من منفاه، أجاب عمرو طلبهم، وأظهر ميله نحوهم فازداد هؤلاء ثقة به ومالوا إليه". - ويقول القس منسي - (خصوصاً لما رأوه يفتح لهم الصدور، ويبيح لهم إقامة الكنائس والمعابد، في وسط (منطقة) الفسطاط التي جعلها عاصمة الديار المصرية ومركز الإمارة، على حين أنه لم يكن للمسلمين معبد، فكانوا يصلون ويخطبون في الخلاء). - ويستطرد منسي قائلاً في(ص209)- "أنه قَرَّب إليه الأقباط، وردّ إليهم جميع كنائسهم التي اغتصبها الرومان".[28]»
ماتقدم يخص حال مصر ابان الفتح ومايلي يخص حال مصر بعد الفتح

لم يقسم المسلمون أرض مصر بين الفاتحين ولكن إكتفوا بفرض الضرائب علي المصريين، وتركوها في أيدي الشعب يتعهدها فتثمر. وفي زمن الخلفاء الراشدين مسحت الأراضي، واحتفظت الحكومة بسجلاتها، وأنشأت عدداً كبيراً من الطرق وعنيت بصيانتها، وأقيمت الجسور حول الأنهار لمنع فيضانها [21].
كما أعاد عمرو بن العاص البطريرك بنيامين والذي كان فارا من اضطهاد الرومان لكرسي بابويته [2]. كما أعاد عمرو بن العاص حفر قناة سيزوستريس وعرفت بخليج أمير المؤمنين [22].
كما أبطل المسلمون إحدي العادات السيئة التي كانت موجودة قبل الفتح وهي عادة ما تسمي بعروس النيل وهي إلقاء فتاة بكر في النيل في شهر بؤونة حتي يجري ويفيض:
«لما فتحت مصر أتى أهلُها إلى عمرو بن العاص حين دخل بؤونة من أشهر العجم، فقالوا له: أيها الأمير إن لنيلنا هذا سُنَّةُ لا يجري إلا بها، فقال لهم: وما ذاك ؟ قالوا: إذا دخلت ثنتا عشرة ليلة من هذا الشهر عمدنا إلى جارية بكر بين أبويها، فأرضينا أباها، وحملنا عليها من الحلي والثياب أفضل ما يكون، ثم ألقيناها في النيل، قال لهم: إن هذا لا يكون في الإسلام، إن الإسلام يهدم ما كان قبله، فأقاموا بؤونة، وأبيب، ومسرى لا يجري قليلاً ولا كثيرًا حتى همَّوا بالجلاء عنها فلما رأى ذلك عمرو بن العاص كتب إلى عمر رضي الله عنه بذلك، فكتب إليه عمر: "إنك قد أصبت لأن الإسلام يهدم ما كان قبله، وكتب بطاقة داخل كتابه وكتب إلى عمرو: "إني قد بعثت إليك ببطاقة داخل كتابي، فألقها في النيل فلما قدم كتاب عمر إلى عمرو بن العاص أخذ البطاقة فإذا فيها: «من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى نيل أهل مصر، أما بعد: فإن كنت إنما تجري من قبلك ومن أمرك فلا تجر فلا حاجة لنا فيك، وإن كنت إنما تجري بأمر الله الواحد القهار، وهو الذي يجريك فنسأل الله تعالى أن يجريك.»[23] فألقى البطاقة في النيل قبل يوم الصليب بيوم وقد تهيأ أهل مصر للجلاء والخروج، لأنه لا تقوم مصلحتهم فيها إلا بالنيل، فلما ألقى البطاقة أصبحوا يوم الصليب وقد أجراه الله ستة عشر ذراعًا في ليلة واحدة، فقطع الله تلك السُّنَّةَ السُّوء عن أهل مصر إلى اليوم [24].»
انا لااقول انها ماحدث قتل من قبل الجيش المسلم او سبي ولكن لمن اختار خيار القتال فهذا ما يجلبه خيار القتال على من يختاره وخاصة ان لم يكن مقتدرا وممتلكا للقوة التي تحقق له النصر والظفر لانه هنا تدخل الكثير من العوامل النفسيه التي يقوم بها الجيش القادم لاارهاب ماتلالها من تلك المدن الذي قد يدفعهم مايسمعنوه عن قسوة وهمجية الجيش القادم وهذا ما استعمله المغول الذي استعمل اسلوب الاعلام الذي سبقه والذي ارهب الشعوب حال سمعها بقدوم جيش التاتار وجعلهم يتحاشون قتالهم




#عبد_الحكيم_عثمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل للقوة القدرة على ترسيخ العقيده في اذهان الناس او محوها
- علينا الفصل بين حكومة الاسلام وبين الدعوه الى الاسلام
- هل انتشر الاسلام بالسيف؟
- هذا هو الاسلام الذي تعلمته والذي عرفتهُ ولا اقبل اسلام غيره
- تحري الحق والحقيقه من ذوي الاختصاص طبيعه بشريه علاوة انها تو ...
- اجابات على تساؤلات مشروعه/الجزء الثاني
- اجابات على تساؤلات مشروعه/الجزء الاول
- قيام الدوله الاسلاميه تحصيل حاصل لانتشار الاسلام ولم تكن من ...
- ليس من اسباب تخلفنا رجال الدين فقط/سيدي القمني
- علينا الفصل بين الاسلام كديانه وعقيده وبين حكومة الاسلام


المزيد.....




- فيديو البابا فرانسيس يغسل أقدام سيدات فقط ويكسر تقاليد طقوس ...
- السريان-الأرثوذكس ـ طائفة تتعبد بـ-لغة المسيح- في ألمانيا!
- قائد الثورة الإسلامية يؤكد انتصار المقاومة وشعب غزة، والمقاو ...
- سلي عيالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على النايل سات ولا يفو ...
- الاحتلال يستغل الأعياد الدينية بإسباغ القداسة على عدوانه على ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعرض مشاهد من استهدافها لموقع ...
- فرنسا: بسبب التهديد الإرهابي والتوترات الدولية...الحكومة تنش ...
- المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق الدعم لطلاب المدارس الدينية ...
- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد الحكيم عثمان - للحرب قوانينها