أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - فهمي الكتوت - الاستحقاقات الاقتصادية أمام القمم العربية














المزيد.....

الاستحقاقات الاقتصادية أمام القمم العربية


فهمي الكتوت

الحوار المتمدن-العدد: 3683 - 2012 / 3 / 30 - 21:06
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


تخيم على العاصمة العراقية اجواء امنية غير مسبوقة، لتوفير نوع من الاطمئنان للقادة العرب، حيث خضعت بغداد لاجراءات امنية واسعة ونشرت قوات كبيرة من رجال الامن في محيط المؤتمر، وفرض حظر التجول على المواطنين في المناطق القريبة من انعقاد المؤتمر، خشية تعرض العاصمة العراقية لانفجارات كالتي شهدتها الايام الماضية. وكلفت تحضيرات المؤتمر حوالي نصف مليار دولار، ومع ذلك غاب عن القمة معظم رؤساء وملوك وامراء العرب، ومن غير المتوقع صدور قرارات مهمة عن المؤتمر، وقد اعلنت سوريا انها لن تتعامل مع اية مبادرة عربية، وهي غير مدعوة للقمة بسبب تجميد عضويتها في الجامعة العربية، ويعكس غياب القادة العرب وتدني مستوى تمثيل بعض الدول العربية تردي العلاقات العربية العربية، واتساع الهوة بين المحاور العربية .
لم اجد سببا مقنعا لحجم الانقسام في بغداد وغياب قرارات عربية، فالنظام العربي يسير في فلك الولايات المتحدة الاميركية ومشاريعها في المنطقة، خاصة بعد انتهاء الحرب الباردة، وتراجع المشروع النهضوي التحرري العربي، الدول العربية كافة تسهم في مقاطعة قطاع غزة، ويجري تهويد القدس والضفة الغربية تحت سمع وبصر الدول العربية، وتمارس الضغوط العربية والدولية على السلطة الفلسطينية عقابا لها بسبب توجهها الى الامم المتحدة لطلب الاعتراف بالدولة الفلسطينية، ولمنع تحقيق المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية.
من المنتظر ان تبحث القمة العربية عددا من القضايا الاقتصادية، التي سبق اقرت في قمتي الكويت وشرم الشيخ الاقتصاديتين. المتعلقة باستكمال إجراءات تحويل المنطقة الحرة العربية إلى اتحاد جمركي، اضافة الى ثلاث توصيات إستراتيجية تنموية، اقرها وزراء المالية والاقتصاد العرب وهي تتعلق بالسياحة العربية وآليات تنفيذها، والأمن المائي لمواجهة التحديات والمتطلبات المستقبلية، وسبل الحد من مخاطر الكوارث. ومن المعروف ان قمة الكويت ناقشت سلسلة من القضايا الاقتصادية، منها مشروع الربط الكهربائي العربي بين ثماني دول عربية، ومشروع مد خطوط الغاز العربي إلى ست دول عربية، ومشروع إقرار لوائح النقل البحري بين الدول الأعضاء في الجامعة العربية، ومشروع صندوق دعم الصناعات الصغيرة والمتوسطة.
ومن غير المتوقع ان تحظى القضايا الاقتصادية الاستراتيجية اهتمام الاقطاب العربية، في ظل المناخ السياسي الحالي، فالارادة السياسية لم تتوفر بعد لتحقيق تكامل اقتصادي واتحاد جمركي، وتنفيذ مشاريع تنموية اقتصادية طموحة تتعلق بمشاريع استراتيجية، في مجالات الطاقة والمياه والامن الغذائي، وانشاء السكك الحديدية، وتعزيز وتطوير العلاقات الاقتصادية، ووضع المنطقة العربية امام مرحلة جديدة تؤهلها في بناء تكتل اقتصادي عربي، قادر على التعامل مع المراكز الاقتصادية العملاقة، يسهم في معالجة قضايا الفقر والبطالة في منطقة يعاني نصف سكانها الفقر، ومعدلات البطالة تسجل اعلى النسب العالمية، وتعاني الدول غير النفطية من عجوزات مزمنة ل¯ موازناتها ومديونية مرتفعة تشكل عبئا على الخزينة، وفشلها في تحقيق مشروع تنموي اقتصادي او اجتماعي، ومعالجة قضايا الفقر والبطالة، وهي الاسباب المباشرة التي ادت الى انفجار الثورات الشعبية في عدد غير قليل من الاقطار العربية.
فالمصالح السياسية للنظام العربي تقتضي اقامة تكتل اقتصادي عربي، والسير قدما نحو تنفيذ مقررات قمتي الكويت وشرم الشيخ. فالعولمة الراسمالية لن تسمح للاقتصادات الضعيفة في البقاء، خاصة في ظل الازمات الاقتصادية الحادة التي ضربت النظام الراسمالي، واتساع دور الاقتصادات الصاعدة في الاقتصاد العالمي، لم يعد مبررا لوجود القمم العربية، ومؤسسة الجامعة العربية اذا لم تتقدم خطوة ملموسة باتجاه اقامة تكتل اقتصادي، يحصن النظام العربي نفسه، ويحمي وجوده من الثورات الشعبية التي اسقطت عدد من الرؤساء العرب، لن يتوقف الحراك الشعبي الا بتحقيق الاهداف الوطنية الحرية والديمقراطية وبناء الدولة المدنية وتحقيق الكرامة الوطنية للانسان العربي، وتوفير العمل والصحة والتعليم للجميع .
على النظام العربي ان يتعلم من تجارب الاخرين، فالمصالح الاقتصادية جمعت بين دول "بركس " الموزعة بين اربع قارات وشكلت تكتلا اقتصاديا وهي: الصين والهند وروسيا والبرازيل وجنوب افريقيا، هذه الدول لا روابط جغرافية او قومية او دينية بينها، الرابط الوحيد الذي يجمعها بانها دول " الاقتصادات الصاعدة " التي تسعى الى تحسين قدرتها التنافسية، ومن المتوقع ان تعلن مجموعة " بركس " عن تأسيس بنك تنمية مشترك على غرار البنك الدولي. لحشد الموارد لتطوير البنية التحتية وتقديم القروض للدول الفقيرة وتعزيز التنمية وخفض معدلات الفقر.
من المفيد التأكيد مجددا ان تميز البلدان العربية النفطية ليس بقوة اقتصادها، بل كونها منتجة لمادة تشكل شريان الاقتصاد العالمي ، فالناتج المحلي الاجمالي للبلدان العربية مجتمعة لا يشكل حجم الناتج المحلي الاجمالي لدولة صناعية صاعدة مثل البرازيل مع الفارق ان الاقتصاد العربي اقتصاد ريعي يعتمد على استخراج وبيع البترول والغاز والفوسفات وغيرها .



#فهمي_الكتوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاقتصاد الفلسطيني بين النهوض والتبعية
- الدور التنموي للدولة في البلدان النامية
- الجبهة الوطنية تسجل حضورا سياسيا وشعبيا
- لا يا معالي الوزير
- موافقة اللجنة المالية والاقتصادية على الموازنة .. !
- الثورات العربية الى اين ؟
- اعادة هيكلة الموازنة العامة للدولة
- التصعيد الامريكي ضد ايران
- مستقبل غامض للرأسمالية
- خطاب الموازنة
- لإنقاذ سورية ... مطلوب مبادرة شعبية عربية
- البيان الوزاري لحكومة الخصاونه
- لا جديد في السياسات المالية والاقتصادية
- الأزمة المالية والاقتصادية وسبل مواجهتها (3-3)
- الأزمة المالية والاقتصادية وسبل مواجهتها (2-3)
- الأزمة المالية والاقتصادية وسبل مواجهتها (1-3)
- الأزمة الأوروبية.. إلى أين؟
- يوم التضامن العالمي مع ضحايا الأزمة
- الأزمات السياسية والاقتصادية تتفاقم
- لليبرالية المستبدة ..!


المزيد.....




- هتكسب أضعاف الفلوس اللي معاك في شهر واحدة بس .. مع أفضل 6 شه ...
- حرب السودان.. كلفة اقتصادية هائلة ومعاناة مستمرة
- -قضية الذهب الكبرى-.. قرار جديد من هيئة مصرية بحق رجل الأعما ...
- ستاندرد أند بورز? ?تخفض تصنيف إسرائيل طويل الأجل 
- اعملي ألذ صوص شوكولاته للحلويات والتورتات بسيط جدا واقتصادي ...
- تباين أداء بورصات الخليج مع اتجاه الأنظار للفائدة الأميركية ...
- صندوق النقد: حرب غزة تواصل كبح النمو بالشرق الأوسط في 2024
- لماذا تعزز البنوك المركزية حيازاتها من الذهب؟
- كيف حافظت روسيا على نمو اقتصادها رغم العقوبات الغربية؟
- شركات تأمين تستخدم الذكاء الاصطناعي لرصد عمليات الاحتيال


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - فهمي الكتوت - الاستحقاقات الاقتصادية أمام القمم العربية