أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - جهاد علاونه - الولد الشقي














المزيد.....

الولد الشقي


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3683 - 2012 / 3 / 30 - 20:35
المحور: سيرة ذاتية
    


أنا ذلك الولدُ الشقي الذي حمل الصخرة على أكتافه مثل الإله (زيوس),كنتُ دوما أصعدُ الجبال وأنزل والصخرة على كتفي لكي أكفر عن الخطايا التي لم أرتكبها في حياتي,وكانت وما زالت التهمة التي تلحق بي تُشرفني كثيرا حتى وإن قالوا بأنها لا تُشرفُ أحداً..ٍ عشتُ أكثر من قاتلي وجلادي ورسمتُ بالكلمات ما عجزت عن رسمه أعظم ريشة فنية وهي بيد أعظم فنان,ومزجتُ الألوان ببعضها واخترعتُ لونا خاصا بي يسميه الناس بإسمي,فهذا اللون من كتاباتي هو لوني الخاص وهو آخر ما توصل إليه علم الأدب بعد نهاية علم الرواية والقصة القصيرة والمقالة..,ونلتُ جوائز عالمية كان أعظمها في نظري جائزة (وفاء سلطان)وكان قاتلي يناشد الناس كلهم الثقةَ والتأييد,غير أن الذين أيدوني أكثر من الذين أيدوه على الباطل,وناطحتُ السحاب وتطاولتُ بيدي وعيوني حتى وصلت إلى عنان السماء,وغنيت بكل ما أوتيت من مشاعر وأحاسيس جياشة,ومارستُ الحبَ مع الكتابة ومارست العشق مع القراءة ومارست بالكتابة أفضع أنواع الجنون وقلت كل ما كان بنفسي أن أقوله حتى أنني قلتُ ما لم أكن أحلم بأن أقوله في أي يومٍ من الأيام ولا حتى في أحلامي, وكنتُ وما زلتُ كلما شعرتُ بالألم أصدح بحنجرتي حتى تسمع كل الدنيا أصوات نواحي وبكائي وخصوصا في الهزيع الأخير من الليل, وتعرضت لأشد أنواع العذاب وما زلت أتعذب من أجل أن يضحك غيري وكنتُ وما زلت أشعر بالحياة أكثر من الذين يشعرون بها حولي ,وناشدت أوجاعي أن تتركني أنام يوما واحدا دون أن أشعر بأي ألم,وتمنيتُ بأن يمضي يومٌ واحد دون أن تزورني عشرات الأفكار,وأزلتُ القداسة بقلمي عن كل ما هو خرافي ,ولم أستطع تخدير مشاعري فأنا لا أستطيع كغيري تخدير أحاسيسه ومشاعره كما يفعل غالبية الناس,وأنا لا أستطيع كغيري أن أنام وأنا أضع في أذني اليسرى قطعة من الإسفنج وفي الأذن اليمنى قطعة من العجين ,ومشيتُ في أغلب الأحيان على قدمٍ واحدة ومشيت لمسافاتٍ بعيدة حتى نزفتُ من أسفل القدمين.

ومشيت طريقي في بحرٍ من الظُلمات والجهل وكنتُ وما زلتُ أبصر طريقي بعينٍ واحدة غير أن في قلبي آلافٌ من العيون المبصرة,لقد أخذ مني الرب عينا من عيوني ولكنه أعطاني بمقابل ذلك قوة البصيرة بدل قوة الابصاروتناسيتُ كل الظروف الصعبة التي تحيط بي ورغم كل التحذيرات لم أسمع لأيٍ منها,وتعديت الأسوار الإسمنتية وقفزتُ من فوق كل الحواجز ولم أزل أنا ذلك الولد الشقي ..ودست بأقدامي على الأشواك اليابسة,وصارعت الزوابع والأمطار والرياح ولم أحنِ للريح ظهري ولم أسمح للأعاصير بأن تعصرني,ورميت بجسمي في لهيبٍ من النيران المستعرة وتألمتُ كثيرا وصرخت كثيرا وتصارعت مع الأمراض الكبيرة والخطيرة وكادَ أن يجرفني التيارُ ولمّا,وكنتُ وما زلت ذلك الولد الشقي الذي يعاني من كل شيء,وسهرت الليالي الطويلة ووقفت تحت أشعة الشمس ليس لساعة أو لساعتين أو ليومٍ أو ليومين وإنما لسنين طويلة تلفحُ فيها الشمس الحارقة وجهي ويرهبني ألليلُ بوجهه الأسود,ووقفت تحت الأمطار الغزيرة ليس لساعة أو لساعتين أو لسنة أو لسنتين وإنما لسنين طويلة تحت قصف الرعود وحبات المطر والبَرَدْ التي كانت تسقط على رأسي وظهري مثل الحجارة البازلتية,وشققتُ عبر الصخور طريقي وكنتُ وما زلت ذلك الولد الشقي كالصخرة التي تحطمت عليها عشرات الصخور.. ومشيتُ بقدمين حافيتين وكنتُ وما زلت أنا ذلك الولد الشقي في حياته الذي كُتبَ عليه أن يتألم طيلة حياته وليس لي من منجدٍ أو مغيث.

والدم الحارق كان يستعرُ في عروقي والمياه البيضاء كانت تنزل من عيوني وكأن عيوني نبعُ ماءٍ صافية.وجاهدتُ في عقلي وقلبي وأصبت بجراحات كثيرة ونزف قلبي قبل أن تنزف عروقي ,ونزفت عيوني بما يكفي لملئ بحيرة بحجم بحيرة البحر الميت وأكثر من 1000 مرةٍ ومره شربتُ وارتويتُ وسكرتُ وانتشيتُ من ماء عيوني, وتألمتُ من خاصرتي ,وإذا كان الرجال يموتون أو يستشهدون من أجل أوطانهم أو دينهم مرةً واحدة في حياتهم فإنني أنا وحدي استشهدتُ في حياتي أكثر من ألف مرةٍ ومره وكل ذلك من أجل آرائي وأقوالي ومعتقداتي,وحاربت إله البحار وإله الصحراء وإله الظلام وإله الشر,ووقعت على وجهي أكثر من ألف مرةٍ ومرهْ وليس في جسمي شبرٌ واحد إلا وبه أثر من تلك الجراح ومن تلك الرماح.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حديث نبوي شغل اهتمامي
- رغيف الخبز
- فلسطين عربية
- اعمل خيرا شراً تلقى
- الفساد والاستبداد طريقة حكم
- أول 60-70-سنة من حياة الانسان
- بقرة اليهود وكثرة الجدل
- يا رضا الله ورضا الوالدين
- مقال (لمن لديه جواب)
- هذا الزمن ليس زمني
- الرزق على الله2
- المشاريع المشبوهة1
- الله أفضل من الجميع
- على هامش الزواج والطلاق
- التوبة إلى الله2
- بين الدين والقانون
- الدرس الذي لن يتعلمه أحد
- الهلال الخصيب
- الهدايه من الله
- الموعودون به


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - جهاد علاونه - الولد الشقي