أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - يوحنا بيداويد - الصحافة مهنة لشهداء !














المزيد.....

الصحافة مهنة لشهداء !


يوحنا بيداويد

الحوار المتمدن-العدد: 3683 - 2012 / 3 / 30 - 19:09
المحور: الصحافة والاعلام
    



في الدولة الديمقراطية الحقيقة، يجب ان يكون هناك حرية التعبير عن الرأي وحرية العمل وتحمل المسؤولية حسب ضوابط وبنود واضحة في الدستور، وكذلك حسب قيم انسانية محلياً وعالمياً.

في كل دولة يجب ان تعمل اربعة مؤسسات مختلفة منفصلة من بعضها تماما بحرية وصلاحية دستورية وحماية قانونية. هذه المؤسسات هي سلطة التشريع( البرلمان) وسلطة التنفيد ( الوزارة) والقضاء ( المحاكم وقضاتها ) واعلام الحر ( الصحافة ووسائل الاعلام) .

ان تواجد المؤسسات الاربعة معا وقيام كل واحدة منها على الانفراد بعملها بصورة منظمة وبدون تدخل من قبل جهات خارجية تخلق من ناحية النظرية الدولة المثالية التي حلم بها افلاطون في جمهوريته ، وتحدث عنها القديس اوغسطينوس (مدينة الله) وكتب عنها الفارابي (المدينة الفاضلة) .

من يدرس الانظمة الحاكمة في مجتمعاتنا الشرقية يكتشف لا زالت تعيش شبه جمهورية فارغة من الداخل، بل هي اسوء من الانظمة الملكية القديمة التي يعود فيها القرار للملك او الدكتاتور وحاشيته، بالاحرى الى عصور العبودية.

ان عقلية اي نظام شرقي( حتى المؤسسات الصغيرة) هي عقلية تولوتارية تماما، لان هذه الانظمة مشتقة من الفكر الميتافيزيكي و الحالة الطباوية. النظام فيها مصمم الى ان يحصن الملك او الدكتاتوري او رئيس الجمهورية او امير البلاد من اي ملاحقة قانونية واخلاقية، بل يجعله اله مقدس فوق القانون، يحق له ما يشاء وكأنه ليس انسان.

هذا التأليه المزيف للسلطان وسلطته هو الذي يحد من تطور العقل وتقدم المجتمعات الشرقية و تمنعهم من تغير بعص عاداتهم وبعض قيمهم القديمة نتيجة الضرورة الزمنية الاتية من تطور البيئة والمجتمع وحاجات الذات العصرية لها.

ان افراد المؤسسات الانفة الذكر في الدول العالم الثالث عاجزين في اداء مهماتهم بصورة المطلوبة الانفة الذكر وكثير منهم يصبحون شهداء لانهم يسلطون الاضواء على المجرميين الحقيقيين من خلال تقاريرهم ومقالاتهم .

لكن الصحفي او الاعلامي هو الشخص الاكثر تعرضا للشهادة من بين افراد اي المؤسسات الاخرى (ما عدى الشرطة والامن وافراد الجيش ). لانهم يحتكون بأطراف القضية بدون حماية، هم الوحيدون يستطيعون كشف ملامح الحقيقة او ملامح الجريمة او القضية من اصغر قضية الى اكبرها مثل الحروب والصراعات القومية او الاثنية ما بين دول العالم وقضاياهم الكثيرة والغريبة.

ان الصحفي هو من يحلل ويستقصي عن اثار الجريمة او الاخلال بالقانون، الصحفي هو من يتجرء لتوجيه التهمة للمجرمين او المتهمين بالاسئلة الكبيرة ويجعل من الجمهور او الشعب يطلع على الحقيقة، لاسيما حينما يكون المتهم السلطان نفسه او من حاشيته ، الاعلامي هو وحده يدخل منطقة المحرمة مجازفا بحياته من اجل نقل الحقيقة لابناء وطنه او شعبه، يدخل المنطقة المحرمة كي يكشف حقيقة ما تنتجه افواه البنادق والمداافع وصواريخ الطائرات.

الصحفي الجيد يقضي يوميا ساعات طويلة لجمع الاخبار من شتى وسائل المعرفة الانسانية، مقارنا بين التشابه والاختلاف مع غيرها، وباحثا عن خيوط الجريمة او الفساد او صحة او تطابق المعلومات . الصحفي هو من يقوم بملاحقة الشخصيات المتهمة عن طريق اجراء المقابلات والاحاديث مع الاطراف المتصارعة او المتهمة في قضية ما ، كي يتعرف على القضية ومسبباتها اي جوهر الحقيقة ومن ثم نقلها الى الناس .
الصحفي يكشف زيف السياسيين لهذا يكرهونهم وحذرين منهم بل يتفادونهم دائما، وان كانوا ادواتهم في مقارعة خصومهم لاظهار افكارهم وسياسيتهم او خطتهم كي يصلوا الى مواقع الصدارة في بلدانهم.

عندما يتم نشر تقارير عن قضية ما (القضية مع متعلقاتها) في الاعلام بعد دراستها بصورة موضوعية وبعد ان يعطي القضاء قراره النهائي فيها ، تصبح هذه التقارير الصحفية مصدراً لبقية المؤسسات الحكومية والمدنية، حيث تعتمد الجامعات في دراستها او اقامة المؤتمرات اوالندوات او حلقات تلفزيونية او اذاعية عليها، هكذا يتم نقل المعرفة بصورة موضوعية وصادقة الى الفرد وتدفعه الى الالتزام بالقانون و تعلم طريقة تطبيقه بل الى تقديسه لان مصدر العيش بسلام والامان . كما تظهر الماء في الاواني المستطرقة المتعددة هكذا تأثر التقارير الصحفية الى زيادة السلم واحترام القانون من قبل المجتمع. وهكذا نرى كل حلقات المجتمع تقوم بواجباتها فتتحقق الدولة الفاضلة بجهود الجميع.

ان احدى اهم الوظائف التي اعتبرها شخصيا مقدسة ( بالاضافة الى التعليم و التمريض و والبحث في العلوم الاخرى) هي مهنة الصحافة، لانها مهمة عسيرة والصحفيون وان كانوا يعلمون انهم مشروع شهادة، لكن ملتزمين بمهمتهم في كشف المجرمين الحقيقيين و الوجوه المقنعة والفاسدين بكافة انواعهم او المتحايلين على القانون.



#يوحنا_بيداويد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا سيكون مصير الحضارة التي تمنع التنورة القصيرة (1) !؟
- المواقف الانسانية عند بعض الشخصيات الكردية في زاخو !!
- هل نسى قادة حركة التغير والاحزاب الاسلامية بعض الحقائق التار ...
- العدالة في نظر الرئيس التركي اردغان!!
- التناظر بين ابطال قصة الاخوة كرامازوف و قادة العراق السياسيي ...
- برقية تهنيئة
- من نصدق رجال العلم ام رجال الدين ام تجار العصر!
- الفيلسوف الفرنسي هنري برغسون ونظرية الدفع الحيوي
- من يعرض قضية شعبنا امام محكمة لاهاي الدولية!!!
- ايها الديمقراطيون احذروا بين قادتكم لصوص!
- من يحمل البوصلة و ينقذ الانسانية من الضياع؟!!
- نظرة سريعة على النظريات الفلسفية لدى اليونان في القرون الاول ...
- عندما يرتدي الشيطان ثوب القديس!
- الاول من ايار عيد العمال هو عيد للانسانية
- بمناسبة الجمعة العظيمة، من منا مستعد لمسح جروح المسيح على ال ...
- الفلسفة الاغريقية قبل عصرها الذهبي
- بين كلدانيتي وكلدانية غيري..... الويل لامة تعصب عينيها عن اخ ...
- موقف الكنيسة من الخلية الصناعية الجديدة.
- مرة اخرى العلمانيون و الشيوعيون في سبطانة المدفع!
- ولادة جديدة للعراق ام جولة جديدة من القتال ؟!!


المزيد.....




- مطاردة بسرعات عالية ورضيع بالسيارة.. شاهد مصير المشتبه به وك ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة اختارت الحرب ووضع ...
- الشرطة الأسترالية تعتقل 7 مراهقين متطرفين على صلة بطعن أسقف ...
- انتقادات لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريحات -مع ...
- انهيار سقف مدرسة جزائرية يخلف 6 ضحايا وتساؤلات حول الأسباب
- محملا بـ 60 كغ من الشاورما.. الرئيس الألماني يزور تركيا
- هل أججت نعمت شفيق رئيسة جامعة كولومبيا مظاهرات الجامعات في أ ...
- مصدر في حماس: السنوار ليس معزولًا في الأنفاق ويمارس عمله كقا ...
- الكشف عن تطوير سلاح جديد.. تعاون ألماني بريطاني في مجالي الأ ...
- ماذا وراء الاحتجاجات الطلابية ضد حرب غزة في جامعات أمريكية؟ ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - يوحنا بيداويد - الصحافة مهنة لشهداء !