أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - قمة الكبار وقمة الصغار















المزيد.....

قمة الكبار وقمة الصغار


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 3683 - 2012 / 3 / 30 - 14:37
المحور: كتابات ساخرة
    


إنه من الدلالات البالغة، ولم يكن، البتة، من قبيل الأقدار المشؤومة، أو ربما المصادفات المرّة، أن تعقد، في ذات اليوم، قمـّتان، على طرفي هذا الكوكب المضطرب المائج، واحدة في نيودلهي عاصمة الهند، قمة للكبار، والقوى الصاعدة، التي تجمع ما اصطلح عليه بمجموعة البريكس وترمز اختصاراً، وعلى التوالي، إلى البرازيل، روسيا، الهند، الصين، وجنوب أفريقيا، وتمثل القوى الاقتصادية الجديدة البازغة على مسرح السياسة والاقتصاد والتي تمثل نحو 40% من إجمالي الناتج الدولي، والقمة الأخرى هي قمة الكومبارس وكرازايات الربيع الأطلسي وعبيد الناتو الصغار تاريخياً من العرب من خدم وغلمان و"تفقيسات" المخابرات الغربية، التي عقدت في بغداد، والتي اصطلح على تسميتها بالقمة العربية، وتضم مجموعة من البلدان الهزيلة والركيكة المفككة والضعيفة والدمى والمشيخات والكراتين الناطقة بالعربية والتي تقع جغرافياً فيما سمي زوراً وبهتاناً بالوطن العربي الذي لم يشكل أبداً أية وحدة سياسية وجغرافية مستقلة موحدة عبر التاريخ.

قمة الكبار، تلتئم بزعمائها الكبار، معلنة عن ولادة قوة جديدة مستقلة فاعلة على الساحة الدولية، ترسل الرسائل والإشارات والتحديات القوية التي توازي قوتها، وتحدد موقفها ورؤيتها وبصوت حر مستقل لمجمل التطورات القائمة على المسرح الدولي، وترسم أطراً محددة ومسارات جديدة للسياسات الدولية عنوانها العريض منع التدخل في شؤون الدول ذات السيادة، وحظر اللعب بالجغرافيا السياسية بعد اليوم، ومنع التدخل في السياسات الداخلية للدول تحت شتى الذرائع والمسوغات الكاذبة، أو فرض وعزل أنظمة بالقوة وبالتواطؤ والتآمر والنصب والاحتيال والكذب والفبركة والدجل الذي اعتاده المحور الغربي حتى اليوم في شيطنة من يريد شيطنته، وتناسي وتجاهل والتعتبم على كل موبقات وجرائم من يرضى عنهم بدءاً من إسرائيل، وليس انتهاء بالسعودية ومنظومة الخليج الفارسي حاضنة الإجرام الدولي ورموز الفتنة والتحريض وفتاوي القتل وسفك الدماء بلا حساب والتي ما زالت العبودية قائمة فيها، ورؤوس البشر تتطاير وتقطع وتتدحرج في الشوارع العامة على مرأى ومسمع الهيومان رايتس ووتش، ونظارات بان كي مون، واشمئزاز سوزان رايس، ويجلد فيها العشاق والشعراء وحاملي ورود الفالنتاين وتباع وتشرى فيها النساء والجواري والإماء في الأسواق وتمارس فيها النخاسة والاتجار بالأطفال على رؤوس الأشهاد.

قمة الكبار هذه تغيـّر اليوم موازين القوى العالمية وتلد القطب العالمي والمارد الاقتصادي الجديد، لتعيد التوازن والأخلاق الغائبة من القاموس السياسي الأمريكي، لمنطق السياسة العالمية الذي سيطر عليه تجار الحروب وغلاة النيوليبرالية المتوحشة وأساطين الطاقة، وتقول هذه القمة بأنه لن يسمح بشن الحروب الأحادية ضد دول ذات سيادة واستقلال. ولن يؤكل، اليوم، المزيد من "الثيران البيض" في ماراثون إسقاط الأنظمة بالقوة في عالم ما بعد البريكس، إذ صار هناك من يقول لا، و"ستوب" لجموح وهياج ونزعة القتل والتدمير العدوانية للمحافظين الجدد. فهناك من سيمنع الاستفراد بالقرار الدولي ويدرأ الحروب الاستباقية الدولية والقتل ويوقف إرهاب الغرب الدولي المنظم وارتكاب جرائم الإبادة الجماعية وتدمير الدول الأخرى وتفكيكها كما جرت العادة في عالم القطب الواحد الذي ساد على مدى عقدين من الزمان. إننا مع عالم أكثر أمناً وأماناً، إنه عالم البريكس، قوى الخير المحبة للسلام، والمحافظة على الأمن والاستقرار الدولي. لقد كان منظر أوباما المستجدي والمتوسل لميدييديف تعبيراً صارخاً وإدراكاً حقيقياً لقوة القطب البريكسي الجديد الذي حسم أمره في مواجهة وكبح جموح الأطلسي. نحن الآن أمام دب روسي وتنين روسي في مواجهة فيل و"حمار" أمريكي أرعن دمر الأمن والاستقرار العالمي وأدخل العالم في أتون صراعات وحروب وفوضى لا تنتهي.

وبالعودة لقمة الصغار البائسين المسوخ المهرجين في بغداد التي غاب عنها "الزعماء" الهـَرِمـُون المؤبدون لأنهم، أنفسهم، لا يقبضونها، فقوتها تتأتى من قوة القوى التي تمثلها وتنطق باسمها. وطالما أن قوة أمريكا والأطلسي في أضعف حالاتها تنزوي وتنسحب من المسرح الدولي وتفقد فاعليتها وقدرتها على التأثير بالقرار الدولي فامتهنت التوسل، كسياسة بديلة، أمام كاميرات التلفزيون، فلا تأثير يذكر بالتالي لهذه القمة وقراراتها. قمة الكومبارس العرب كانت تعلن عن وفاة وانقراض كائن منغولي مشوه اسمه القمة العربية كانت تابعاً على الدوام وجرماً، لا حول ولا قوة له، دائراً في الفلك إياه، يردد مقولات "أيام" القطب الواحد الذي أعلن عن وفاته رسمياً أمس في قمة البريكس، وبدا كرازايات القمة، المؤلفة قلوبهم على الدم السوري، كالزوج المخدوع وآخر من يعلم، بلا حس ولا إدراك سياسي، ومن دون بوصلة والمتغيرات البنيوية والجذرية العميقة تعصف من حولهم ومياه التحولات والمنعطفات الحادة تسير من تحت "نعالهم ودشاديشهم" وهم لا زالوا نياماً في عسل أيام عز وقوة وسطوة أمريكا التي تخرج بصمت وذل وتنزوي من مسرح السياسة العالمية تلملم جراحها الغائرة وتدخل في طور وغرفة الإنعاش وحالة النقاهة طويلة بعد تجارب منهكة وتجارب ومغامرات عسكرية فاشلة.

لن يلتفت أحد لقرارات وصراخ وعويل وببغاوية الصغار والكرازايات التبـّع، ولا تساوي قراراتهم شيئاً ولن تصرف على الأرض إلا خيبة وتحسراً، ولن يأبه أحد لتصريحات مندوب صوماليا العظمى، ولا لتهريج الصبي القطري نبيل العربي، أو لتهديدات شيخ أم القيوين، مثلاُ، ولا لخطبة محمود عباس العصماء، وتخاريف منصف المرزوقي، فالكل يعرف البئر و"غطاه" كما يقال، ومدى القوة الحقيقية التي يشكلها هؤلاء.

ما يهمنا من كل هذا العك، وما يعنينا فعلاً، هو ما تمخض، وما ينعكس فيه على صعيد الحدث السوري، ومن هو صاحب القول الفصل والتأثير فيه، والذي يعني، فيما يعني، أن الحامل الأطلسي والغربي والبدوي لما يطلق عليه بـ"الثورة السورية"، بات في حيص بيص ويدور في دوامات الحيرة والفشل والشلل، وغير قادر، عملياً على تقديم أكثر مما كان قد قدّم، وفعل أي شيء يذكر، ما يعني إضافة عامل آخر وسبب لفشل وخيبة الفعل "الثوري" السوري الذي قام برمته على الدعم الغربي، والاتكاء على حلم التدخل الأجنبي، وفق السيناريو الليبي للإطاحة بنظام سوريا الذي قلب كل الموازين والتوقعات في التصدي لعملية إسقاطه بالقوة العسكرية، ما سيترجم سياسياً على الأرض بأن شعار إسقاط النظام السوري الذي أطلقه برنار هنري، ويردده، ببلاهة وببغاوية ثوار الغفلة التاريخية، في حكم الملغي، أو المؤجل، على الأقل، حتى إشعار آخر، ولا يعلمه إلا الراسخون في علم ثورات الأطلسي.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كرم أخلاق أمريكي
- قل للفضيحة بالمجلس الوطني....ماذا فعلت بمعارض متسعود؟
- حماس: سبحان مغير الأحوال
- متى انتصرت أمريكا؟
- دروس بابا عمرو
- انتحار حماس
- سفاه الشيخ: القرضاوي يقرّع حكام الإمارات
- عقوبات أم معونات؟
- بدون سوريا
- يوم سوري حزين: لا للدساتير الفاشية
- لماذا لا يكون دستور سوريا علمانياً؟
- سوريا: هزيمة المشروع المدني والحضاري
- -العهدة- الدستورية والذمّيون الجدد في سوريا
- لصوص الإعلام السوري
- السيناريو السوري
- رسائل موسكو القوية
- سقوط الفاشية الوهابية في سوريا
- أبعد من الفيتو الروسي الصيني
- ماذا عن ولاية المرأة في الدستور السوريِ الجديد؟
- الثورة السورية المخصية


المزيد.....




- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - قمة الكبار وقمة الصغار