يوم الأرض .. انصروا قضاياكم، تنصروا فلسطين

محمد ملوكي بنيس

الحوار المتمدن-العدد: 3683 - 2012 / 3 / 30 - 11:17
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    

يأتي يوم الأرض والذي يُخلًَد في 30 مارس من كل سنة في ظل وضع استثنائي، حيث تشهد الدول من الخليج إلى المحيط، هبات و انتفاضات و ثورات تهدف إلى تغيير الأنظمة الاستبدادية، بأنظمة منقوصة السيادة في أفق أنظمة ديمقراطية حقيقية.
وفي هذا الإطار – تخليد يوم الأرض – تأتي مسيرة القدس العالمية، نصرة للقضية الفلسطينية ، والتي نعتبرها قضية القضايا ومحل إجماع الكل ؛ مسيرة القدس العالمية لن تكون مسيرة تحرير، بل هي مسيرة تضامن ومواساة وتعبير عن الاهتمام وإحياء للقضية، وكل هذا لن يبلغ بنا إلى الغاية والتي هي تحرير فلسطين.
وفي هذا الصدد – تحرير فلسطين – سأسرد مشهدا تابعته قبل يومين، وأنا أشاهد أحد برامج قناة الجزيرة والذي كان موضوعه القضية الفلسطينية، فإذا بالمذيعة تستقبل اتصالا من سوريا، سـألت المذيعة المتصل عن رأيه في مسيرة القدس العالمية.
فأجاب بلهجته السورية : " خلونا نحرروه لًشَعب السوري، وهو راح يحرر فلسطين ".
نظرة هذا المناضل السوري لشكل التضامن مع القضية الفلسطينية ومسألة تحرير فلسطين، نظرة ثاقبة ذات بعد عميق، وهي بالفعل السبيل لتحرير فلسطين؛ وما قاله هذا المناضل السوري هو تطبيق حرفي لتصور الحل الأمثل لقضية تحرير فلسطين عند " حكيم " الثورة الفلسطينية " جورج حبش " والذي قال : " إن تحرير فلسطين يبدأ من عمان وباقي العواصم العربية "؛ أي أن مفتاح التحرير عند جورج حبش هو تحرير العواصم العربية، وهذا لن يتأتى إلا بتغيير الأنظمة الحاكمة والتي ساهمت في إقبار القضية الفلسطينية عبر مسار ابتدأ بالتشجيع على المقاومة بدل حروب الجيوش، لينتهي بتنظيم أشكال التضامن ذات الطابع التنفيسي.
إن الأشكال التضامنية مهما تعددت وتنوعت في ظل شعوب مضطهدة وأنظمة استبدادية تحاول الحفاظ على مصالحها التي ارتباط وثيق بمصالح القطب الأمريكي، الخادم المطيع للوبي الصهيوني والحامي لمصالحه، مهما حقق هذه الأشكال فأكيد أنها لن تحقق المراد.. تحرير فلسطين.
الشعار" المتطور " الذي تعمل الأنظمة العربية على بلورته في الواقع في مثل هاته المناسبات – يوم الأرض - هو " مشاركة الشعب من أجل التضامن مع فلسطين " ، وأقول متطور لأن هذه الأنظمة تروج له لتغطي على الشعار الأنسب والذي هو " تحرير الشعب من أجل تحرير فلسطين " .
فلسطين تحتاج لأكثر من تضامننا، تحتاج لتبنينا للقضية وإيماننا بها والاستماتة في العمل من أجلها.. فلسطين لن تتحرر من العصابة الصهيونية إلا بتحررنا من أنظمتنا الاستبدادية ...
بقي لي قولان ، احدهما للأنظمة، على لسان " أحمد مطر " :
...
طَفَـحَ الكَـيلُ:
وقـدْ آنَ لكُـم أن تسمعـوا قولاً ثقيـلا
نحـنُ لا نجهـلُ مَـنْ أنتُـمْ
غسلناكُـم جميعـاً
وَعَصـَرْناكُـم
وَجَفّفنـا الغسيـلا
إنّنـا لسنا نرى مُغتصبَ القُدْسِ
يهوديّـاً دخيـلا
فَهْوَ لم يقطَعْ لنا شِبراً مِنَ الأوطـانِ
لو لمْ تقطعوا مِنْ دونِـهِ عَنّـا السّبيلا
أنتُـمُ الأعْـداءُ
يا مَن قـد نَزَعتُـمْ صِفـةَ الإنسانِ
مِن أعماقِنا جيلاً فَجيـلا
واغتّصبتُـم أرضَنـا مِنّـا
وَكُنتُـمْ ، نِصفَ قـرنٍ،
لِبِـلادِ العُـرْبِ مُحتـلاًّ أصيـلا
أنتُـمُ الأعـداءُ
يا شُجعـانَ سِـلْمٍ
زوّجـوا الظُّلـمَ بِظُـلمٍ
! وبَنـوا للوطَـنِ المُحتـلِّ عِشرينَ مثيلا
.... إرْحَلـوا
أمْ تَحْسَـبونَ اللّـهَ
لم يَخلُـقْ لنـا عنكُـمْ بَديـلا ؟
.... إحمِـلوا أسلِحَـةَ الذُّلِّ وَوَلّـوا
لِتَـرَوا
كيفَ نُحيـلُ الـذُّلَّ بالإحجـارِ عِـزّاً!
ونُـذِلُّ المُستَحـيلا

والثاني للشعوب: قفوا أمام مرآة الزمن واعلموا أنكم إن تنصروا قضاياكم، تنصروا فلسطين ...
ملاحظة : حتى لا يقع لبس في موقفي من " مسيرة القدس العالمية " ، أقول أنني مع كل أشكال التضامن و النصرة للقضية الفلسطينية الهادفة لتحرير فلسطين .

#محمد_ملوكي_بنيس (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات