نقولا الزهر
الحوار المتمدن-العدد: 3683 - 2012 / 3 / 30 - 07:33
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مؤشرات لصالح العقلانية في العالم العربي(1)
في الواقع لا يمكن تجاهل بعض المؤشرات التي نلحظها،هنا أو هناك، في العالم العربي، وهذا يزيدني تفاؤلاً إن لم يكن يقينا، في أن مفهوم الدولة المدنية الذي كان شعاراً رئيسيا ومحورياً لثورات الربيع العربي بدأ يحتدم الجدل حوله بين القوى السياسية المختلفة من أجل تأطيره ووقعنته في خضم الفترات الانتقالية والشروع في إعادة بناء الدول الجديدة.
في تونس راح السلفيون والتماميون يشنون حملتهم باتجاه تكريس الماضي والتخلف في ظل طرح شعار تطبيق الشريعة الإسلامية على الدولة والمجتمع،إن كان في إطار التعدي على النشاطات الفنية والأفلام السينمائية أو على مستوى الموقف من المرأة وتحجيم دورها وفرض قيود وعادات وتقاليد على ملبسها ونشاطاتها.لكن التصدي لهذه الحملة النكوصية كان سريعاً فقامات المظاهرات الشعبية تعلن احتجاجها على هذه الحملة معلنة تمسكها بكل المنجزات الحداثية التي تحققت في تونس منذ استقلالها، ضاربة عرض الحائط بتلك المقولة التي يستخدمها "الثوريون المتطرفون" بعد كل انعطاف تاريخي باعتبار أن كل ما قبل الثورة هو رجس من عمل الشيطان. أي "كل ما قبل الثورة جاهلية". لقد سادت هذه المقولة إلى حد كبير لدى أنظمة "العقائديين والعسكريين الثوريين" العرب من أكثر من نصف قرن. ولكن يبدو أن السلفيون والأصوليون التماميون لم يلقوا تجاوباً كبيراً من المجتمع التونسي وحتى على مستوى الأكثرية النيابية فقد أعلن حزب النهضة الذي يتزعمه راشد الغنوشي: أن الدستور التونسي سوف لن يجعل الشريعة الإسلامية مصدراً وحيداً للتشريع. وفي السياق ذاته يصرح رئيس الوزراء التونسي "الجبالي": إذا أغلقنا مخازن بيع الخمور بحسب مقتضيات الشريعة، فربما تتحول كل بيوت التونسيين إلى خمارات!!.. واقترح معالجة تعاطي الخمور باعتبارها قضية اجتماعية، يجب البحث عن أسبابها مثلما يجب البحث عن أسباب تعاطي المخدرات.." في اعتقادي مخرج مقبول من سياسي إسلامي معتدل على سلفي يريد تطبيق الشريعة وإحراق مخازن الخمور..
#نقولا_الزهر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟